ماذا بقي من الربيع العربي بعد عشر سنوات؟

قبل عشر سنوات، انطلقت ثورات شعبية لم يتوقع أحد حدوثها في العالم العربي، وأثارت أحلاما بالحرية، قبل أن تتدحرج كرة الثلج هذه في معظم الدول التي انتقلت اليها وتحطمّ آمالاً كثيرة. لكن هذا الحدث التاريخي غيّر وجه المنطقة برمّتها.

وشهد الشرق الأوسط انهياراً سريعاً لأنظمة بدا أن الخلاص منها مستحيل، قبل أن يعلن تنظيم الدولة الإسلامية إقامة “دولة الخلافة” على أراض واسعة من سوريا والعراق، وما لبث أن أفل نجمه بعد سنوات أثار خلالها الرعب في العالم.

وأطلق على هذا الزلزال السياسي والجغرافي الذي هزّ المنطقة بدءاً من 2011 اسم “الربيع العربي”، وقد أدى إلى نتائج متفاوتة. فالتظاهرات الشعبية الحاشدة في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا تبعتها إصلاحات مخيبة للآمال في أحسن الأحوال، أو ردود فعل قمعية من أنظمة دكتاتورية، ولكن أيضا نزاعات دامية.

ومع ذلك، فإن روحية الثورة لم تمت بعد، وهو ما تجلّى بعد ثماني سنوات في اندلاع موجة ثانية من الانتفاضات الشعبية في كل من السودان والجزائر والعراق ولبنان.

وتعتبر لينا منذر، وهي مؤلفة ومترجمة لبنانية لعائلتها جذور سورية ومصرية، أنّ شيئاً ما “في نسيج الواقع نفسه” تغيّر منذ اندلاع الثورات. وتقول “لا أعلم إن كان هناك ما هو أكثر إثارة للمشاعر أو نبلاً من شعب يطالب بصوت واحد بحياة كريمة”.

وتضيف “يثبت ذلك أنّ أمراً مماثلاً ممكن، وأنه يمكن للناس أن يثوروا ضد أسوأ الطغاة، وأن هناك ما يكفي من الشجاعة لدى الناس الذين يقفون ويعملون معاً لمواجهة جيوش بأكملها”.

شرارة تونس

بدأت شرارة “الربيع العربي” بعود ثقاب أشعله البائع المتجول محمّد البوعزيزي بجسده بعد صبّ الوقود على نفسه في ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على احتجاز السلطات المحلية بضاعته في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010.

وأثار ذلك غضباً واسعاً غير مسبوق. ورغم أنّ أي كاميرا لم توثّقه، لكن الخبر انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

لدى وفاة البوعزيزي متأثراً بإصابته في الرابع من كانون الثاني/يناير، كانت حركة الاحتجاج ضد الرئيس زين العابدين بن علي الذي بقي في السلطة لمدة 23 عاماً، عمّت أنحاء البلاد. بعد عشرة أيام، أجبر بن علي على الفرار إلى المملكة العربية السعودية.

في الشهر ذاته، اندلعت احتجاجات مطالبة بالحرية والديمقراطية في كل من مصر وليبيا واليمن.

عندما امتدّ الغضب إلى شوارع القاهرة، المدينة الأكبر في المنطقة وعمقها السياسي التاريخي، أطلق على عدوى التظاهرات اسم “الربيع العربي”. وخرج مئات الآلاف إلى شوارع مصر للتعبير عن تطلعهم إلى الديمقراطية ومطالبتهم بتنحي حسني مبارك الذي كان رئيساً للبلاد منذ عام 1981.

وجسدّت الصور وأشرطة الفيديو التي انتشرت في المنطقة والعالم والشعارات الممزوجة بالأمل والعزم والشجاعة، إرادة تبدو وكأنها تضع حدا لما اعتبر دائما قدرا محتوما للشرق الأوسط، وهو جمود الحياة السياسية. وظنت الشعوب أنها قادرة على كل شيء.

عاصفة من الأمل

في ذلك الحين، كتبت الروائية المصرية أهداف سويف في صحيفة “غارديان” البريطانية “أنظروا إلى شوارع مصر الليلة، هذا ما يبدو عليه الأمل”.

وأطاحت الانتفاضات الشعبية بدكتاتوريات متجذرة حكمت لعقود بقبضة من حديد. وحرّكت الحناجر التي كانت تصدح بهتاف مشترك “الشعب يريد إسقاط النظام”، مشاعر الملايين في كل أنحاء العالم. واختصرت رغبة جيل كامل كان يجهل حتى الآن قدراته، بالحرية والتحرّر من الخوف.

وُلد نموذج جديد للشرق الأوسط مستند الى إدراك جماعي بأن الطغاة لم يعودوا في أفضل أحوالهم، وأن التغيير يمكن أن يحدث من الداخل، وليس فقط كنتيجة لتغير في الخارطة الجيوسياسية العالمية.

وتتذكر لينا منذر كيف أنّ الأيام الأولى للثورات الشعبية بدّدت الشعور بـ”الهزيمة العربية” الذي تناقله جيلان بعد موت جمال عبد الناصر ومشروعه القومي العربي.

وتقول لوكالة فرانس برس “كان ثمة انطباع أننا كعرب بشكل أو بآخر كسالى ومتعبون لكي نتمكن من الانتفاض ضد الاستبداد، وبأننا قبلنا حكم الطغاة لقصور فينا، أو لأننا جُبلنا بطريقة لا تمكننا من التخلص من الخنوع للاستعمار والتدخل الغربي”.

ذهول

وحدث ما لم يكن متوقّعاً في 11 شباط/فبراير 2011، حين استقال حسني مبارك.

وتروي منذر “ليلة سقوط مبارك، بكيت من الفرح. لم أصدّق مدى شجاعة الشعب المصري وجماله. بدا ذلك وكأنه فجر عهد جديد”.

وتضيف “ثمّ أتت سوريا. كنت سعيدة لمصر ومتفاجئة بها، لكنني شعرت بالذهول والنشوة إزاء سوريا”.

قبل ستة أشهر من اغتياله في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018، قال الكاتب والمعارض السعودي جمال خاشقجي إن الثورات العربية وضعت حداً بشكل قاطع للرأي السائد بأن العرب والديمقراطية لا يلتقيان.

وأضاف في مداخلة خلال مؤتمر شارك فيه “انتهى الجدل حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية بشكل قاطع مع قدوم الربيع العربي”.

إلى جانب بن علي ومبارك، أطاح الربيع العربي بمعمر القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن، وفي الموجة الثانية بعمر البشير في السودان العام الماضي. وبلغ مجموع حكم هؤلاء الخمسة 146 عاماً، من دون احتساب حكم صالح كرئيس لليمن الشمالي لمدة 12 عاماً قبل توحيد البلاد عام 1990.

لوهلة، بدا وكأنّه لا يمكن وقف انهيار الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، كما بدا قبل ذلك أنّه لا يمكن المسّ بقادتها.

الشتاء العربي

ولكن ثمار “الربيع العربي” المنتظرة لم تزهر كما توقعت الشعوب.

في 2019، عنون الكاتب الأميركي نوا فيلدمان كتابا حول الموضوع “الشتاء العربي”، وهو مصطلح ظهر هنا وهناك مع عسكرة الثورات وصعود التطرف الديني واندلاع الحروب والنزاعات.

على غلاف الكتاب الخلفي، كتب الأكاديمي البارز مايكل إغناتيف أن المؤلف يسلط الضوء على “أحد أهم الأحداث في عصرنا: الفشل المأسوي للربيع العربي”.

فباستثناء تونس، لم تملأ أي إصلاحات ديموقراطية الفراغ الذي خلّفه سقوط الأنظمة، وعلا صوت العنف.

في عام 2012، انتخب المصريون الإسلامي محمد مرسي رئيسا، لكن أداءه وبرنامجه أثارا معارضة شرسة، فتجددت الاحتجاجات، ما مهّد الطريق لانقلاب وزير الدفاع عبد الفتاح السياسي عليه عام 2013. ولا يزال السيسي في السلطة، ويُنظر إلى حكمه على أنّه أكثر استبداداً من حكم مبارك. وباتت خيبة أمل من خرجوا الى الشوارع والساحات أكثر مرارة.

وتحوّل الأمل الذي عبّرت عنه أهداف سويف في شباط/فبراير 2011 الى ما يشبه السراب اليوم.

وتقول لفرانس برس “لم أتخيل أبداً أن ابن أختي علاء عبد الفتاح سيكون في السجن اليوم، أو أن الفقر سيكون في أعلى مستوياته على الإطلاق… أو أن مصر، لأول مرة في تاريخها، ستصبح أرضاً يريد شبابها هجرها”.

في البحرين، الدولة الوحيدة في الخليج التي شهدت احتجاجات شعبية، تمّ قمع الانتفاضة بعنف بدعم من المملكة العربية السعودية التي استبقت انتقال العدوى الى أرضها بتوزيع مساعدات نقدية ضخمة على سكانها.

في المغرب، تمّ احتواء “حركة 20 فبراير” 2011، بإصلاحات تجميلية. ولم تصل التظاهرات الى الجزائر إلا في 2019.

في ليبيا، توزّع الثوار بين ميليشيات لا تعدّ ولا تحصى، وتصارعوا ما أدّى إلى تفتيت البلاد. وتغذي النزاع الدامي تدخلات خارجية على نطاق واسع. وانزلق اليمن بدوره إلى حرب أهلية مع تأثيرات خارجية.

قطعة الدومينو الباقية

في سوريا، لم يأت دور بشار الأسد قط، فقد نجا من العاصفة وبات “قطعة الدومينو” الوحيدة التي لم تسقط. فقد تحولت الاحتجاجات في بلاده الى حرب مدمرة، بينما بقي الرئيس السوري ونظامه القمعي في مكانهما.

بعد أسابيع من خروج أولى الاحتجاجات الشعبية في آذار/مارس 2011 في سوريا، كتب متظاهرون باللهجة المحكية على أحد جدران مدينة درعا في جنوب البلاد، “إجاك الدور يا دكتور”.

لكن الفتيان الذي تجرأوا على خطّ هذه العبارة اعتقلوا وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، ما أثار موجة احتجاجات غاضبة طالبت بالإفراج عنهم، وشكّلت شرارة انتفاضة في أنحاء البلاد قمعت بقوة وتحولت الى نزاع دام قتل فيه أكثر من 380 ألف شخص، وتشرّد أكثر من نصف السكان.

في 2018، قال معاوية، رسام الكاريكاتور ضد الأسد في درعا، لوكالة فرانس برس، “أفتخر بما قمنا به آنذاك، لكنني لم أتوقع أننا سنصل إلى هنا، أن يدمرنا النظام بهذا الشكل… كنا نتوقع أن نطيح به”.

واستغل الجهاديون سلوك النزاع منحى طائفيا وقمعيا وعسكريا، ليستقروا في سوريا ودول أخرى في المنطقة.

ويقول روبرت وورث في كتابه “الغضب لأجل النظام”، “لم تحتج فلسفة اللاعنف في التظاهرات إلى وقت طويل لتختفي في ساحات القتال في ليبيا وسوريا واليمن”.

ويضيف أن “الجهاديين راقبوا انهيار الدولة في الدول الثلاث”. وبلغ صعودهم أوجه في العام 2014 حين أعلن أبو بكر البغدادي الذي قتل في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، قيام “الخلافة الإسلامية” في مناطق فاقت مساحة بريطانيا وامتدت بين العراق وسوريا.

وأثار تنظيم الدولة الإسلامية ذعر الدول الغربية خصوصاً لناحية قدرته على تجنيد آلاف المقاتلين من أوروبا ومناطق أخرى، وأطفأ شعلة حماسة تلك الدول تجاه مطالب الديموقراطية في دول “الربيع العربي”. وانصب الاهتمام بعد 2014 على قتال التنظيم المتطرف، وغضّ الغرب الطرف عن ممارسات الأنظمة الاستبدادية التي قدمت نفسها على أنها الحصن الأخير في مواجهة الجهاديين.

نزوح وجوع وميليشيات

لم يتوقع الغرب، وعلى رأسه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، اندلاع الثورات العربية. وسارع إلى إعلان دعمه للمتظاهرين الذين اجتاحوا الشوارع، إلا أن هذا الدعم لم يتحول إلى تدخل مباشر لصالح الاحتجاجات المنادية بالتغيير. وكان تدخله العسكري في ليبيا مثيرا للجدل.

ويكتب نوا فيلدمان في كتابه “الشتاء العربي”، “كان الهدف السياسي الأساسي للربيع العربي (…) إبراز أشخاص يتكلمون العربية، ويتصرفون (…) بشكل مستقل تماما في صناعة تاريخهم والتاريخ بشكل عام”.

لكن بعد عقد على اندلاعها، ينظر بالأحرى إلى ثورات الربيع العربي على أنها فشلت في تحقيق مرادها. فقد دُمّرت سوريا، ووقعت فيها أسوأ كارثة نزوح إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. في اليمن، يموت الأطفال من الجوع. وتحولت ليبيا الى دولة اللاقانون، وإلى ساحة لصراعات الميليشيات وداعميها الدوليين.

أما الأصوات المطالبة بالديموقراطية في هذه الدول فلم يبق لها أي صدى.

فماذا تبقى من ثورات الربيع العربي؟

تعتبر أهداف سويف أنه من المبكر تحديد إرث تلك الثورات التي ما زالت في طور التنفيذ.

وتقول “الظروف التي عاشت الشعوب في ظلها منذ منتصف السبعينات، أودت إلى الثورة. كان أمراً حتمياً ولا يزال كذلك”.

وترفض سويف، على غرار ناشطين آخرين، ربط صعود الإسلام الراديكالي بالثورات، بل ترى فيه “ثورات مضادة” غذّت كل أنواع الحرمان والفقر التي يقتات عليها الجهاديون.

كما ترفض مقولة إن مصر عادت إلى ما قبل العام 2011، بل تعتبر أن الناس اليوم باتوا أكثر “وعياً ويقظة” لما يدور حولهم.

وتوضح أن هناك اليوم “ثورة اجتماعية أحرزت تقدماً كبيراً في قضايا عدة، مثل حقوق المرأة وحقوق المثليين”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ “الطريق لا يزال طويلاً أمامهم”.

تسونامي

بعد سنوات من اندلاع الموجة الأولى، خرجت العام الماضي تظاهرات حاشدة في السودان والجزائر والعراق ولبنان. رفعت الاحتجاجات بعض الشعارات ذاتها التي رُفعت قبل عشر سنوات وبينها “الشعب يريد اسقاط النظام”، ما أعاد إلى الذاكرة الثورات الأولى وأكد أن تأثيرها لا يزال قائماً بين الشباب العربي.

ويقول الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن أرشين أديب مقدم إن المطالب الرئيسية للتظاهرات ستعود وتخرج إلى العلن “في أقرب فرصة وكأنها تسونامي سياسي”.

ويضيف صاحب كتاب “الثورات العربية والثورة الإيرانية: القوة والمقاومة اليوم”، “شعوب المنطقة وضعت معياراً جديداً للسياسة والحوكمة التي تطالب بها. ومنذ ذلك الحين، تقاس كل السياسات بحسب تلك المطالب”.

ويرى أن “أي دولة لا تدرك هذه الحقيقة الجديدة يكون مصيرها الدخول في مواجهة”.

ويظهر التاريخ أن الثورات تحتاج عادة إلى سنوات طويلة، غالبا ما تكون صعبة، لبلوغ نتائجها. إلا أنه ليس من السهل العودة عن التغييرات التي تطرأ على أشخاص شاركوا في تلك الثورات أو كانوا شهودا عليها.

وتقرّ لينا منذر أنه بغض النظر عما ينتظرها، فإن الطريقة التي تنظر بها الشعوب إلى قادتها أو إلى العالم أو حتى إلى نفسها، قد تغيرت إلى الأبد.

وتقول “عشنا فترة طويلة في عالم حاول أن يغرس فينا فكرة أن الفكر المجتمعي مشكوك بأمره، بل أن الفردية هي مرادف للحرية، لكن هذا ليس صحيحاً. الكرامة هي مرادف الحرية”.

دروس

وتضيف منذر “هذا ما علمنا إياه الربيع العربي، في أيامه الأولى المثالية. (…) ندفن الدرس أو نبني عليه، هو أمر يبقى أن ننظر فيه… لكن لا أتمنى بتاتاً أن أعود إلى الأيام السابقة”.

خلال السنوات الماضية، كان دائماً يُنظر إلى “ثورة الياسمين” في تونس على أنها الثورة التي يجب الاحتذاء بها.

فقد تمّ تفادي إراقة الدماء في تونس، وابتعد السياسيون كما المواطنون عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم البلد. حتى أن حزب النهضة الذي كان محسوباً على جماعة الإخوان المسلمين، اختار الانتقال السلس لصالح التوافقية في الحكم.

ويعتبر نوا فريدمان في كتابه “بالمقارنة مع الفشل في مصر والكارثة في سوريا، تبدو تونس وكأنها العلامة الفارقة في الظاهرة الإقليمية”.

ورغم أن الدولة الصغيرة في شمال إفريقيا بقيت أفضل حالاً من الدول الأخرى، إلا أنّ مكاسب ثورة 2010 لا تزال غير ظاهرة.

في مدينة سيدي بوزيد في وسط البلاد حيث كانت الشرارة الأولى التي أطلقت التظاهرات، يقول أشرف عجمي (21 عاماً) إن “شعار الثورة كان +عمل، حرية وكرامة وطنية+. لكننا لم نر أيا منها”.

بشار الأسد الرئيس الوحيد الباقي

قبل عقد من الزمن، انطلقت ثورات شعبية في عدد من الدول العربية ضد التسلط والقمع والفقر، وأطاح الغضب برؤساء وأنظمة دكتاتورية حكمت بلدانها بقبضة حديدية لعقود، وإن لم تأت دائماً بالحرية والرخاء المنشودين.

وحده الرئيس السوري بشار الأسد صمد في وجه الثورة والعزلة والحرب والنقمة، رغم الدمار والموت والتشرد الذي ضرب بلده ولا يزال.

ويقول خبراء وسياسيون إن الأسد الذي تنبأ كثيرون بأنه سيسقط تحت ضغط الشارع بعد أسابيع من بدء الانتفاضة الشعبية ضده، استفاد من تقاطع عوامل داخلية أبرزها تحكّمه بالقوات الأمنية والعسكرية، وخارجية على رأسها تلكؤ الغرب في استخدام القوة ضده مقابل دعم عسكري حاسم من إيران ثم روسيا، ليبقى. يضاف إلى ذلك الصبر واستثمار لعامل الوقت مشهود لهما في عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ بداية السبعينات.

لدى انطلاق الاحتجاجات السلمية في منتصف آذار/مارس 2011، اختار الأسد قمعها بالقوة. وسرعان ما تحوّلت نزاعاً مدمراً فاقمه تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية وتدخل أطراف خارجية عدّة ساهمت في تعقيد المشهد. وصنّف الأسد كل من حمل السلاح ضدّه بـ”الإرهابي”.

ورغم مقتل أكثر من 380 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان، احتفظ الأسد بمنصبه. وتسيطر قواته اليوم على أكثر من سبعين في المئة من مساحة البلاد، فيما يعاني الشعب من أزمة اقتصادية حادة مع نضوب موارد الدولة وتداعيات عقوبات دولية مفروضة على النظام.

ويرى محللون أن الأسد الذي خلف والده الراحل حافظ الأسد عام 2000، ورث عنه الطباع الباردة والشخصية الغامضة، وتتلمذ على يده في الصبر، ولعب ذلك دوراً أساسياً في “صموده”.

ويقول السياسي اللبناني المخضرم كريم بقرادوني لوكالة فرانس برس “بعدما طالب العالم كله برحيله قبل سنوات وظنّ أنه سيسقط، يريد اليوم أن يجد الحلّ معه. لقد عرف الأسد كيف يستثمر عامل الوقت”.

منذ اندلاع النزاع، لم يتوان الأسد في أي تصريح عن إبداء ثقته الكبيرة بالقدرة على الانتصار حتى في أكثر لحظاته ضعفاً.

ويضيف بقرادوني الذي لعب لوقت طويل دور الوسيط بين النظام السوري وأطراف لبنانية خلال الأزمات التي شهدها البلدان، “لم يتراجع الأسد أي خطوة الى الوراء. تمسك بكل مواقفه من دون أي تعديل. وتمكّن من أن يسترجع بالقوة العسكرية معظم الأراضي السورية”.

وأثبت الجيش السوري، وفق بقرادوني، “أنه جيش عقائدي ونظامي تمكن من الاستمرار وحماية النظام في أسوأ الأوضاع ولم ينقلب عليه كما في دول أخرى، وهذا ما جعل الأسد نموذجاً استثنائياً في ما يُعرف بثورات الربيع العربي”.

وبقي الجيش الذي يشكل أبرز أسلحة الأنظمة الديكتاتورية، متماسكاً وموالياً لنظام الأسد، رغم انشقاق عشرات آلاف العسكريين عنه بعد اندلاع النزاع. بينما ساهم تخلي الجيش التونسي عن الرئيس زين العابدين بن علي في دفعه، تحت ضغط التظاهرات، الى مغادرة البلاد في 14 كانون الثاني/يناير 2011 إلى السعودية. كذلك استقال الرئيس المصري حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011 بعد أن أدرك أن الجيش لم يعد يحميه. وانقلب عدد كبير من الفرق العسكرية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي تباعاً، فهرب وترك السلطة، قبل أن يقتل على أيدي الثوار في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2011. وتوفي بن علي لاحقاً في جدة، ومبارك في مصر، من تبعات المرض.

ويوضح الباحث في معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي توما بييريه لفرانس برس أنّه يمكن اختصار العوامل الداخلية التي ساهمت في بقاء الأسد في السلطة بعنوان واحد “استمرار ولاء قيادة الجيش التي تعززت خلال عقود بأقارب الأسد وأتباعه” من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها. وشكّل هؤلاء “على الأرجح أكثر من ثمانين في المئة من الضباط في العام 2011 وشغلوا كل منصب مؤثر عملياً” داخل الجيش.

ويرى باحث سوري في دمشق تحفظ عن الكشف عن اسمه لفرانس برس، أنه “لا يمكن إنكار دور شخصية الأسد في بقائه، وما يعرف عنه من إصرار وصرامة. فهو تمكّن من حصر القرارات كافة بيده وجعل الجيش معه بشكل كامل”.

ولم تفرز بنية النظام شخصيات قيادية يمكنها أن تلعب دوراً بارزاً في مواجهته، لا بل “قطعت الطريق على أي شخصية حاولت أن تبني حيّزاً لها” في مستقبل البلاد، بحسب المصدر ذاته.

فشل أميركي

راهن الأسد على تركيبة المجتمع المعقدة مع وجود انقسام عرقي بين عرب وأكراد، وطائفي بين سنّة وعلويين وأقليات، أبرزها المسيحية، رأت فيه حامياً لها خصوصاً مع تصاعد دور التنظيمات الإسلامية والجهادية.

ويقول الباحث السوري “استفاد من خوف الناس من الفوضى ومن خوف بيئته (العلوية) على وجودها في حال سقوطه، وهو ما جعلها تستميت في الدفاع عنه دفاعاً عن وجودها. كما استفاد من غياب قوى سياسية فاعلة وفقدان الأمل من دور المعارضة”.

في شباط/فبراير 2012، وبينما كانت قوات الأسد تخسر على الأرض، تشكلت مجموعة “أصدقاء سوريا” التي ضمّت دولا غربية وعربية داعمة للمعارضة السورية. ثمّ اعترفت أكثر من مئة دولة على الأقل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

وبدا الأسد في تلك الفترة رئيساً معزولاً مع تصاعد المطالبات بتنحيه، في وقت جمّدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها، وفرضت دول غربية عقوبات على النظام بسبب ممارسات القمع. بدا الأسد حينها على وشك السقوط.

إلا أن خصومه لم يتمكنوا من تشكيل جبهة موحدة، لا في الداخل ولا في الخارج.

مع عسكرة النزاع، تعدّدت الفصائل المقاتلة التي كانت تتلقى دعماً من جهات ودول مختلفة لها أجندات خاصة. ومع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وتحكمه بمساحات واسعة من البلاد، تبدّد مطلب الحرية والديموقراطية وراء الرعب. وبشكل غير مباشر، ساعد الأسد على تقديم نفسه بأنّه يخوض حرباً ضد “الإرهاب”.

في الوقت نفسه، لم تفرز المعارضة السياسية قيادة بديلة تشكل محاوراً يتمتع بالمصداقية للمجتمع الدولي.

وفيما كانت الفصائل المعارضة تطالب حلفاءها بسلاح ودعم عسكري، على غرار تدخل حلف شمال الأطلسي الجوي الذي ساعد المعارضة المسلحة الليبية على النيل من نظام القذافي، كان الغرب مرعوباً من تكرار تجربة ليبيا حيث بدأت الفوضى تتمدد.

ومع استقطاب التنظيم المتشدد آلاف المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق المجاور بدءاً من العام 2014، وتنفيذه هجمات دامية في دول عدة، انصبّ تركيز المجتمع الدولي بقيادة واشنطن على دعم الفصائل الكردية وحلفائها في مواجهة الجهاديين عوضاً عن دعم خصوم الأسد.

وبات الأسد أكثر تيقناً من أن الطائرات الأميركية لن تحلّق في سماء دمشق بعد تراجع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن شنّ ضربات عقابية إثر مقتل نحو 1400 شخص قرب دمشق صيف 2013 جراء هجوم بغاز السارين اتهمت دمشق بتنفيذه. وانتهى الأمر باتفاق أميركي روسي على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.

ويقول بييريه إن أوباما “انتخب على أساس وعد بالانسحاب من العراق، ولذلك تردّدت إدارته في العودة إلى الشرق الأوسط” من بوابة سوريا.

ويضيف “حدّدت مصالحها في المنطقة على نطاق ضيق وبطريقة انعزالية، أي مكافحة الإرهاب، ومن هنا تدخلها ضد تنظيم الدولة الاسلامية وأسلحة الدمار الشامل”.

معادلة مستحيلة

في المقابل، تلقى الأسد دعماً حاسماً من إيران التي تدخّلت منذ بداية النزاع، ودرّبت واستقدمت مجموعات رديفة دافعت بشراسة عن النظام بينها حزب الله اللبناني. وكذلك فعلت روسيا التي دافعت عن النظام في مجلس الأمن ودعمته اقتصادياً ثم عسكرياً.

وانتهزت روسيا تحديداً، وفق بييريه، “فرصة تاريخية لاستعادة موقعها الذي فقدته كقوة عظمى عبر ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلّفه فك أوباما ارتباطه جزئياً عن المنطقة”.

وبعدما كانت الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن تشدّد في كل مناسبة على ضرورة تنحي الأسد، بات اهتمام المجتمع الدولي اليوم مركزا على التوصل الى تسوية سياسية تسبق موعد الانتخابات الرئاسية الصيف المقبل.

ويقول المصدر السوري “من المستحيل اليوم أن يكون النظام السوري مقبولاً من النظام الدولي، ومن المستحيل كذلك أن يبقى خارجه”.

ويضيف “هذه المعادلة المستحيلة ستبقينا لسنوات طويلة في مرحلة اللا خيار، واللا حل واللا استقرار.. مع استمرار الاستنزاف البطيء الذي يدفع ثمنه الشعب السوري” وحده، وذلك بسبب الحاجة الماسة الى أموال ودعم دولي لإعادة الإعمار وحل مشكلة اللاجئين.

في هذا الوقت، لا شيء يمنع الأسد من البقاء في مكانه، والفوز بولاية رئاسية رابعة فيما كل الناشطين الذين تجرأوا يوماً على الخروج الى الشارع للمطالبة بسقوط النظام قتلوا أو فروا من البلاد، وفيما عشرات الآلاف غيرهم في السجون والمعتقلات.

الحلم الذي لم يكتمل

كانت أماني الغيماجي في الثامنة عشرة من عمرها حين شاركت في التظاهرة الكبرى في تونس ضد نظام زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير في تونس، تظاهرة أطاحت به، وألهمت شعوبا أخرى للسير في الاتجاه نفسه بغية الإطاحة بحكام مستبدين.

وتقول اليوم لوكالة فرانس برس “أثبتت لي الثورة أن كل شيء ممكن”.

من كان ينتظر أن يشكل إضرام البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في جسده في مدينة سيدي بوزيد (وسط) في 17 كانون الأول/ديسمبر، شرارة احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة وتاريخية عمّت البلاد وتدحرجت ككرة الثلج لتصل الى عدد من دول المنطقة؟

تلخص صورة أماني التي تصدرت الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية غداة اندلاع ثورة تونس رافعة لافتة كتب عليها “بن علي ارحل” وسط حشود من المتظاهرين، وصارخة في وجه نظام فاسد بكل ما أوتيت من قوة، ثورة سلمية لشباب نجحوا في دفع الرئيس الأسبق الراحل الى مغادرة البلاد في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

وتروي أماني التي تعمل حاليا في قطاع الثقافة في تونس، “لم نكن نملك مخططا للمستقبل، ولكن كنّا على يقين من أننا نستحق أفضل من هذا”.

وانطلقت الاحتجاجات من تونس وسمع صداها في ليبيا ومصر وسوريا حيث حُمّلت أحيانا مسؤولية إحداث فوضى وعنف، غير أنها تبقى في قلوب من شارك فيها محطة جميلة زرعت بذور الأمل بتحقيق حلم الحرية.

هويدة أنور هي واحدة من الشباب الحالم آنذاك، بالرغم من أنها كانت تخرج والخوف يتملكها للمشاركة في التظاهرات خلال شهر كانون الثاني/يناير ذاك، لأنها كانت تدرك أنها ملاحقة. كانت هويدة ناشطة على الانترنت تدير نقاشات افتراضية غذت احتجاجات الشارع.

ثأر

ليلة رحيل بن علي، غزت مقاطع فيديو تظهر المحامي الناصر العويني منتشيا بخبر هروب الرئيس في الشارع دون الاكتراث بقرار حظر التجول الليلي المفروض آنذاك، مواقع التواصل الاجتماعي. وكان يصرخ مهللا “بن علي هرب”.

كان شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية مقفرا، حين خرج العويني وسط الشارع يصرخ “أيها التونسيون المقهورون، أيها التونسيون المحرومون، بن علي هرب، بن علي هرب”.

وتم بث مقطع الفيديو على شاشات القنوات الإخبارية، حتى أن بعضها اعتمده مقدمة لبرامج حوارية حول الانتفاضات العربية.

ويقول المحامي اليساري لوكالة فرانس برس “كان ذلك بالنسبة إلي ثأر من 18 عاما تعرضت خلالها للمضايقة والسجن”.

ولكن العويني يفصح أنه يشعر اليوم “بالاحباط”.

في تونس، البلد الوحيد بين دول الربيع العربي الذي نجح في مساره الديموقراطي، لا تزال البطالة والتهميش والتضخم وهي الملفات التي أوقدت فتيل الاحتجاجات في العام 2011، على حالها، فيما الطبقة السياسية في البلاد تنخرها التجاذبات السياسية الحادة.

ويستدرك العويني “الأمل قائم. كنت حالما، لكن اليوم أنا واقعي”. بينما تقول هويدة “اعتقد الناس أن رحيل بن علي سيغيّر الاشياء، ولكن يلزم عشرون أو ثلاثون عاما” لتحقيق ذلك.

وتتابع “لست متأكدة من أنني سأرى يوما تونس بطبقة سياسية تستحقها، ولكنني متفائلة. ليس هناك تراجع في خصوص الحريات والتعددية الحزبية”.

وتضيف “عندما نشاهد ما حصل في مصر… ندرك طول المسافة التي قطعناها”. ووضعت تونس بعد الثورة دستورا جديدا في العام 2014 وأنجزت حتى اليوم سلسلة انتخابات ديموقراطية.

لا زلت أؤمن

في مصر، وبعد ثلاث سنوات شهدت فيها البلاد اضطرابات، تمّ عزل الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي عام 2013 على يد الجيش قبل أن يخلفه على رأس السلطة نظام قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الذي ينتهج أداء قمعيا لا يقل عن أداء حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 2011.

في ليبيا وسوريا وصولا الى اليمن، ضعفت السلطة المركزية، لكن الثورات استتبعتها حروب ونزاعات دامية مستمرة.

غير أن مجدي الليبي الثلاثيني لم يندم قطّ على الخروج والتظاهر سلميا الى أن سقط نظام الرئيس الأسبق الراحل معمر القذافي. ويقول اليوم إن الثورة “كانت مهمة ولازلت أؤمن بها”.

في 15 شباط/فبراير 2011، كان مجدي طالبا حين فتحت قوات الأمن النار على عائلات تطالب بالعدل لأفراد منها مسجونين منذ 1996 في طرابلس ويتعرضون لمعاملة سيئة.

ويتذكر مجدي أن بلاده كانت تحت وقع “الصدمة” في “عدد من المدن” وتظاهرات الناس كانت “عفوية” وفيها “تضامن”.

ويتابع “في بداية الانتفاضة، لم يكن مطروحا قلب النظام… فقط مطالب من أجل حرية وعدل وأمل أكثر”.

كذلك في سوريا، يقول دحنون، كانت المطالب “فقط من أجل الإصلاحات”. كان دحنون في الخامسة عشرة آنذاك ولا يزال تلميذا في الثانوية. وشاهد التظاهرات السلمية في بلاده تتحول الى مجازر دامية تحت قمع النظام.

ويقول لفرانس برس “هاجمتنا مجموعات تابعة للنظام ومن قوات الأمن” في إدلب في شمال غرب البلاد، وهي المنطقة الوحيدة اليوم التي لا تزال خارج سيطرة نظام بشار الأسد.

تدخلات خارجية

وتسبب النزاع السوري بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وتشريد الملايين. ودعمت روسيا وإيران نظام الأسد بينما وقفت دول خليجية وتركيا الى جانب فصائل المعارضة، ونشر تنظيم الدولة الإسلامية الرعب في البلاد لسنوات.

ويقول مجدي “تابعنا ما يحصل في تونس ومصر… ثم جاء دورنا. التغيير كان محتوما”. لكن بعد مرور كل هذا الوقت، “لا أعتقد أننا كنا مدركين حقا لحجم الخراب الذي ألحقه نظام القذافي بأسس الدولة”.

وعمت الفوضى وأعمال العنف ليبيا إثر سقوط القذافي، كما استغلت الجماعات الجهادية تدهور الوضع لتتغلغل في البلاد.

بالموازاة مع ذلك وكما في سوريا، عقدت تدخلات دول خارجية داعمة لأطراف مختلفة في صراعها على السلطة، الوضع، ولم تعرف البلاد الاستقرار منذ ذلك الحين.

ويأسف دحنون، وهو طالب في العلوم السياسية اليوم، لأنه “لم يعد للسوريين كلمة” اليوم. ويضيف بمرارة “القوى الخارجية هي التي تقرر، سوريا لم تعد لنا”.

بعد عشر سنوات، يبقى بشار الأسد في السلطة، وحيدا بين قادة دول “الربيع العربي” الآخرين.

ويعتبر المدرس السوري الذي قدم نفسه باسم أبو حمزة والذي يقطن درعا، مهد الاحتجاجات، أن “الأمور لا بدّ أن تتغير”، مشيرا الى الأزمة الاقتصادية الخانقة بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية الدولية على الحكومة السورية.

ويضيف رب العائلة “عندما تجوع، يختفي الخوف… يجب أن يحصل التغيير”.

 

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/reports/25271

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M