دلال العكيلي
تيك توك TikTok عبارة عن تطبيق اجتماعي متخصص بنشر الفيديوهات بين رواده، حيث يقوم مستخدم المنصة بنشر فيديو أو مقطع قصير مع أصدقائه لمشاركته لحظات حياته بكل سهولة، ويتربع هذا التطبيق في المرتبة الرابعة بين التطبيقات الأكثر تحميلًا في العالم لسنة 2018، وبذلك فإنه ينافس كلًّا من تطبيقي سناب شات Snapchat وانستغرام Instagram، كما تشتهر منصة تيك توك بأنها عبارة عن تطبيق يمكن لأي مستخدم الولوج إليه والتقاط الصور والفيديوهات وتقديمها بأسلوبٍ إبداعي للآخرين بشكلٍ مباشر بواسطة الهاتف المحمول.
تعتبر طريقة استخدام تيك توك سهلة جداً، إذ لا تتطلب سوى تصوير المستخدم لذاته لمدة 15 ثانية فقط، ويطغى على هذا الفيديو تأثيرات الرسوم الكوميدية والملصقات الجميلة، ويصبح المستخدم أيضًا أمام قاعدة بيانات كاملة من المقاطع الصوتية والأغاني والمؤثرات التي من الممكن توظيفها في إضفاء تحسينات على الفيديو، وتبدأ عملية التراسل بواسطة الفيديوهات والرد بين شخصين على الشبكة بذلك؛ فتظهر على هامشِ ذلك شاشة منقسمة بشكلٍ عمودي ليقدم كل منهما الفيديو الخاص به، ولا بد من الإشارة إلى أنه من الممكن الاستغناء عن المؤثرات الصوتية في التطبيق والاعتماد على الصوت الحقيقي للمستخدم.
رأى تطبيق تيك توك النور لأول مرة في عام 2014 على يد نخبة من رواد الأعمال الصينيين؛ ليوي يانغ وأليكس تشو، وقد تمكن في فترة قليلة لم تتجاوز 3 سنوات من جني أكثر من مليار دولار أمريكي، وتتخذ الشركة الأم المالكة لتطبيق Tik Tok من مدينة بكين مقرًا لها، وتشير المعلومات إلى أن الشركة قد أنفقت أموالًا طائلة لاستقطاب المشاهير نظرًا لعدم توافدهم إليه بشكلٍ كبير كما كان متوقع، فتمكن من استضافة مشاهير كثر، كما يكثر وجود المراهقين فيه بشكلٍ كبير هناك أيضًا.
تمكن تطبيق التيك توك من إحراز تقدم كبير بين مواقع التواصل الاجتماعي في، إذ تخطّى كلًّا من فيس بوك وانستغرام وسناب شات ويوتيوب من حيث عمليات التثبيت، وتشير المعلومات إلى أنه في شهر يوليو من عام 2018 بلغ عدد رواد المنصة أكثر من 500 مليون مستخدم شهريًا، أما عمليات التنزيل في شهر نوفمبر فقد بلغت 6 ملايين عملية تحميل في المجتمع اللأمريكي!.
خطر محدق
في عالم بلا قيود تقريبًا، وببريد إلكتروني بدون أي تأكيد من أي نوع، أي شخص يستطيع عمل حساب على تطبيق تيك توك TikTok، بل يمكن المشاهدة والتصفح بدون الحاجة لعمل حساب من الأصل، فالشركة مالكة التطبيق “تنصح” بألا يقل عمر المشتركين عن 13 سنة ولكن هل من إجراءات لضمان ذلك؟ هل هناك حتى خانة إدخال لتاريخ الميلاد عند الاشتراك من باب “وذَكِّر”؟ لا، لأن ما يهمهم حقًا هو الوصول لأكبر عدد من المستخدمين ليس إلا.
وبما أن جمهوره الأول هو الشباب الصغير، فهم أكثر المتأثرين بأي شيء خاطئ قد يحدث عبر التطبيق، وما أكثر المرضى المتسترين خلف الشاشات الذين يشتركون بحسابات وهمية ويقومون بالتحرش بأولئك الأطفال عبر الرسائل أو التعليقات، أو حتى الإساءة لهم ولهيئتهم وتعريضهم للتنمر بينما هم أقصى غايتهم المرح وجمع الإعجابات؟
وحتى إن قاموا بتحويل حساباتهم لحسابات مغلقة لأصدقائهم فقط وألا يستقبلون رسائل خاصة إلا من دائرة المسجلين لديهم، فإن صورة البروفايل والمعلومات أسفله لا تزال معروضة للعوام وإن كنت ستتحكم تماماً فيما سيصل إليهم، ماذا عمن سيصلون هم إليه؟ ماذا عن الفيديوهات التي قد يصورها البعض وتحتوي على مشاهد خارجة وغير لائقة لشباب في هذه السن الصغيرة؟ ماذا عن الأغاني والمقاطع التي تتحدث عن البلطجة والمخدرات والسلاح ويتراقص الـ “المُلهم” على أنغامها لتتحول إلى شيء عادي لزوم “الروشنة”؟
أي جيل هذا الذي سينشأ على تلك الثقافة؟ وأن الإبداع لا يتمثل إلا في الرقص والحركات المضحكة؟ والمغري أكثر هو رؤيتهم لأصحاب “التاج الذهبي” يحققون ثروة وشهرة حقيقيتين من خلال نفس الأداة التي يمتلكونها بين أيديهم، مثل الطفلتين التوأمتين الشهيرتين ليزا ولينا القاطنتين في ألمانيا، واللتين وصل عدد متابعيهما إلى 31 مليونًا و800 ألف معجب حتى هذه اللحظة، وأصبحتا تمتلكان خط الأزياء الخاص بهما!
مخاطر لتيك توك
1- العزلة الاجتماعية: رغم أن التطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، إلا أنه في الواقع يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية لدرجة أنهم لا يستطيعون الاهتمام بالعلاقات التي يحيطون بها ويفضلون الشاشة علي تلك العلاقات.
2- مضيعة للوقت والطاقة: يقضي مستخدموه ساعات طويلة علي هذا التطبيق، ويستنزفون الكثير من الوقت والمال بلا نتيجة ورغم أن البعض قد يجني من ورائه المال ولكن ليس الكل، فهناك مخاطرة بأن المتابعين قد يحبون أو لا يحبون؟ وعندما لا تقدم ما يريدون فأنك لا تحصل على أي شيء في المقابل.
3- العُري: رغم أن التطبيق لم يكن يقصد استخدامه بهذه الطريقة إلا أننا نشاهد بعض الفتيات الصغيرات يظهرن أجسادهن أثناء الرقص لإرضاء الجمهور في بعض الأحيان ويقدمن هذا تحت ضغط “متابعة المعجبين” ولا يريدن أن يخسرن أو يخيبن ظن معجبيهن ولزيادة نسب المشاهدة.
4- مصدر التحرش: نظرًا لأن التطبيق يسمح لك بمشاركة جميع أنحاء العالم، فإن فرص التحرش اللفظي والجسدي موجودة، ويعد النقد على الشاشة أمرًا طبيعيًا، ولكن قد يصادف نفس الأشخاص في الحياة وقد يمثلون تهديدًا لهم، مرة أخرى ليس خطأ التطبيق ولكن في من يستخدمه.
5- مصدر الابتزاز :في ثقافة مثل ثقافة باكستان والهند ، حيث يشيع القتل للشرف يمكن استخدام المحتويات التي تمت مشاركتها عبر هذه الأنواع من التطبيقات لابتزاز الأفراد حتى لو لم يكونوا مشتركين فيها بشكل مباشر.
6- النرجسية :معظم مستخدمي التطبيقات مهووسون بنفسهم قد تعرف صديقًا من مستخدمي TikTok وكل ما يطلبونه هو تصوير مقطع فيديو لهم أثناء قيامهم بكل تلك الأعمال المجنونة التي يعتقدون أنها تجعلهم يبدون جذابين.
7- الألم الذاتي وتعذيب النفس :مستخدمو TikTok تجاوزوا الآن حد إيذاء النفس أصبحت مقاطع الفيديو الخطرة، والرقص أمام القطارات أو السيارات ، والتعذيب لإظهار النفس وزيادة المتابعين وما إلى ذلك.
8- الاكتئاب :مستخدمو التوك توك إذا فشلوا في تحقيق رغبتهم في القبول ينتج عن ذلك التوتر والضغط والاكتئاب.
9- الانتحار :في حاله انحسار الشهرة أو النهاية المأساوية لمستخدم هذا التطبيق فقد يؤدي إلى أفكار أو ميول انتحارية.
10- النهايات المأساوية والسجن :قد يصل محاولات جذب الانتباه المتتبعين الي المشاهد الفاضحة والتي تؤدي الي قضايا مخلة بالشرف أو الدعوة إلى الفسق والأمثلة أمام أعين كل أسره تخشي علي أبنائها من تركهم بمفردهم بدون رقابة علي هذا التطبيق بداية من حنين حسام مرورًا بالقبض على سما المصرى ونهاية بالقبض على نجمة التيك توك مودة الأدهم ، وتوجيه تهم “الحض على الفجور” وغيرها.
ضحايا الـ “تيك توك”
أصبح “تيك توك” يتوسع في الأسواق حيث أُتيح في أكثر من 150 دولة وتم تحميله من قبل 104 مليون شخص في النصف الأول من عام 2018 لتصبح أكثر تطبيقات IOS كما جاءت تحذيرات حول مخاطر أمنية يمكن أن يتسبب بها “تيك توك” ومن ضمن هذه المخاطر والأضرار أن هذا التطبيق قد يجمع بيانات شخصية وبيانات مواقع وأيضاً، ووصلت هذه المخاطر والأضرار إلى حبس بعض من مشاهير الـ “تيك توك” بسبب التعدي على بعض الحقوق والمبادئ والأخلاق التي لا تتفق مع ديننا وشريعتنا ومبادئ محتمعنا الشرقي وتقليد الغرب في كل شئ.
أمازون تطلب من موظفيها حذف تيك توك
أمرت منصة التسوق الإلكترونية العالمية “أمازون” كافة موظفيها، بإزالة تطبيق الفيديوهات “تيك توك” الصيني المصدر من هواتفهم الذكية على الفور، الأمر الذي أرجعته إلى وجود “مخاطر أمنية” وجاء في نص القرا الذي أرسلته الشركة عبر البريد إلكتروني إلى الموظفين، وقالت شبكة (CNN) الأمريكية إنها حصلت على نسخة منه، أنه “بسبب المخاطر الأمنية، لم يعد تطبيق (تيك توك) مسموحا به على الهواتف المحمولة للموظفين التي يصل إليها بريد (أمازون) الإلكتروني”.
وأشار “أمازون” إلى أنها مازالت تسمح لموظفيها بالوصول إلى تطبيق “تيك توك” عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة للشركة، لكنها أكدت أنه ستقطع اتصال هواتفهم الذكية بالبريد الإلكتروني الخاص بـ “أمازون” ما لم يحذفوا التطبيق، وقال متحدث باسم “تيك توك” في بيان إن “أمازون لم تتواصل معنا قبل إرسال بريدهم الإلكتروني لموظفيها، وما زلنا لا نفهم مخاوفهم” وأضاف: “نرحب بإجراء حوار حتى نتمكن من معالجة أي قضايا قد تكون لديهم وتمكين فريقهم من مواصلة المشاركة في مجتمعنا، ونحن فخورون بأن عشرات الملايين من الأمريكيين يلجأون إلى (تيك توك) لأغراض الترفيه والإلهام والتواصل، بما في ذلك العديد من موظفي ومقاولي (أمازون) الذين كانوا على الخطوط الأمامية لفيروس كورونا المستجد”.
وقالت صحيفة “ذا صن” البريطانية، إن التطبيق يواجه خطر الحظر في العديد من دول العالم بسبب المخاوف من أن يكون أداة صينية للتجسس على المستخدمين، وإنه تتم من خلاله سرقة البيانات والمعلومات المتوافرة على الهواتف في كل العالم ومن ثم يقوم بتمريرها إلى أجهزة الأمن في الصين، واتهمت الصحيفة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بأنه قد يكون أكبر المستفيدين من انتشار هذا التطبيق عالميا، حيث إنه ربما يجمع بيانات مئات الملايين من المستخدمين حول العالم ويقوم بإرسالها إلى بكين التي تصبح بذلك أكبر منتهك لخصوصيات الناس في مختلف دول العالم.
يصيبك بهذه الأمراض
حذر خبراء صحيون أن موقع الفيديوهات القصيرة TikTok تيك توك يشجع على الكثير من عادات الطعام السيئة مما سيكون سببا في إصابة عدد كبير من المستخدمين له بالأمراض مستقبلا، أن أغلب مستخدمى موقع تيك توك من للمراهقين والأطفال، الذين يقومون باستعراض فيديوهات كثيرة طول الوقت لجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين يجعلهم يتبعون عادات غذائية خطيرة تؤدى إلى إصابتهم بأمراض مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، وكان قد صرح المسئولين في موقع تيك توك أن الموقع أزال عدد كبير من تلك الفيديوهات التى تروج لهذه العادات الضارة، كما أن الموقع يسمح للمستخدمين بوضع قيود على المحتوى الذي يريدون رؤيته.
كيف تحمي أولادك؟
تسبب تطبيق “تيك توك”، في وفاة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، بسبب تحدي “الشنق”، حيث شدد حسين عبدالمجيد والد الضحية “محمد”، على أضرار التطبيقات التي يستخدها الأطفال حاليا، ويقعوا ضحايا بسببها
وأكد والد الضحية في تصريحات لبرنامج “القاهرة الآن” على فضائية العربية الحدث: “ابني استخدم لعبة عبر تطبيق “تيك توك” تدعو لمسابقة لمن يمكث مدة أطول على المشنقة ومارس اللعبة في تحد لكنه توفى”
وأضاف الوالد: “رغم أن نجلي الراحل طفل نابغة وعاقل وعقله أكبر من سنه إلا أنه وقع ضحية هذه الألعاب الغريبة المخيفة، أريد من مباحث الإنترنت أن تأخد حقه وحق اللي زيه، لازم الدولة تحافظ على الجيل القادم من مخاطر التكنولوجيا”.
واصل الوالد: “الأسرة لم تكن تعرف باللعبة إلا بعد وفاته وتفتيش النيابة لجهاز التابلت، أنا منفصل عن أمه وابني لا يعيش معي، وكان يلوح بكلمات لوالدته أنه سيموت مشنوقا لكنها نهرته”، اختتم الوالد: “الأم لم تكن تعرف اللعبة وفي ليلة الواقعة كانت تؤدي صلاة العشاء، وعند انتهائها ذهبت للاطمئنان عليه وفوجئت أنه ملقى على الأرض وفارق الحياة والحبل حول رقبته، وأطالب بحجب التيك توك والألعاب الخطيرة ومحاكمة من نشرها في مصر” ويبقى السؤال المهم هنا، هو كيف تحمي طفلك من مخاطر الإنترنت؟..
تقول رضوى الفقي، أخصائي الطبيب النفسي، إنه يجب على الأسرة متابعة أطفالهم بشكل دوري، ومعرفة ما يشاهدونه بشكل متواصل، أضافت “رضوى” في تصريح خاص: “إنه إذا ظهر على الطفل أي أعراض اضطراب نفسي، يجب فورا الاهتمام بالأمر لمعالجته، ويجب على الأب والأم مناقشته، ومعرفة ما يدور في ذهنه دائما وبماذا يفكر” وتابعت الطبيبة النفسية: “لا يجب أن نترك الطفل يشاهد فيلما يضمن مشاهد تحتوي على عنف أو استعمال أدوات خطيرة، مثل السكين وأتركه بعد ذلك يلعب بها، دون توجيهه للسلوك الصحيح”
وواصلت: “يجب معرفة ما يشاهده الطفل، والمحتوى الذي يُقدم له ويقبل عليه، ولا يجب مشاهدة الفيلم وحده، إلا بعد اضطلاع الأسرة عليه والتأكد من خلوه من أي أشياء تضر الطفل، ولا يجب التخلص من ابني أو بنتي عن طريق منحهم التليفون المحمول أو الأيباد، بل يجب معرفة ما يشاهدونه شكل دائم، وهل مفيد أم لا”.
…………………………………………………………………………………………………………
المصادر
– صحيفة عاجل
– وكالة الأناضول
– بلدنا اليوم
– الشبكة العربية
– رڤيوسات Reviewsats
– جريدة اتجاه
– ألوان
– مصراوي
– بوابة الاهرام
– إضاءات
– عربي بوست
– مجتمع أراجيك
رابط المصدر: