رياض محمد
دعوني اعيد صياغة السؤال الى: مالفرق بين فوز بايدن وفوز ترامب بالبيت الابيض فيما يخص العراق؟ قد يتفاجئ البعض عندما يعلم ان السياسة الامريكية تجاه العراق تنحصر في قضيتين: اولا: الصراع الامريكي الإيراني، ثانيا: مكافحة الارهاب وعلى وجه الدقة داعش، قد يسأل سائل: وماذا عن الفساد؟ والتظاهرات؟ والنفط؟ والميليشيات؟
الجواب الواقعي والمخيب للامال هو ان كل هذه الملفات قضايا غير مهمة في واشنطن، نعود الى اجاية السؤال، انا مقتنع انه لو كان ترامب هو الفائز فان مفاوضات ايرانية امريكية كانت ستبدأ لان ايران لن تتحمل 4 سنوات اخرى مع حملة الضغط الاقصى.
ماذا يعني ذلك؟
يعني ان نتيجة هذا التفاوض كان من الممكن ان تكون في صالح العراق او في غير صالح العراق لان الملف العراقي ليس الا ملف واحد بين ما سيتفاوض عليه، ماذا عن فكرة تصدي واشنطن للميليشيات ورغبة العراقيين في تكرار ما حدث لسليماني لشخصيات اخرى مثل قيس الخزعلي او كتائب حزب الله؟
الجواب هو ان هذا السيناريو اشبه بفيلم خيال علمي. اشبه بتشبث الغارق بقشة في البحر او تخيل الظمأن للسراب ماء، ترامب لم يقتل سليماني من اجل عيونكم يا عراقيين. قتله لانه هدد المصالح الامريكية، وقد ادرك خلفائه وحلفائه الدرس ولن يكرروه.
ماذا عن بايدن؟
بايدن سيتفاوض مع ايران لاعادة الاتفاقية النووية. لكن الفارق بين تفاوض بايدن مع ايران وتفاوض ترامب ان بايدن سيركز على الملف النووي، وهذا سيكون له عواقب سلبية لكنها ليست مهولة كما يتخيل العراقيين، فالعراق اليوم – تحت ظل ترامب – ليس جنة. ولن يكون جنة في ظل بايدن ايضا.
ماهو الشيء الايجابي من تولي بايدن؟
سيكف العراقيين عن تمني سيناريوهات مستحيلة مثل فكرة قدوم امريكا من وراء البحار لتنقذ العراقيين من ايران، هذا الفيلم الهندي انتهى وان الاوان ان نفكر بواقعية وان نعتمد على انفسنا لا على اوهام التدخل الاجنبي لانقاذنا.
رابط المصدر: