ماري ترمب تحذر من طموحات إيفانكا ودون وحكم سلالة الرئيس

أندرو فاينبيرغ

 

هل سيحمل أبناء دونالد ترمب رايته إذا أسقطه الناخبون في نوفمبر (تشرين الثاني)؟

ترى ماري ترمب، ابنة شقيق الرئيس، أن الطموحات الأسرية المحتملة لأبناء عمّها تُعتبر مسألة مهمة، وإن كانت “تصدّع رأسها”.

منذ أن تولى الرئاسة في 2017، احتل دونالد ترمب الابن وإيفانكا ترمب مواقع بارزة لكنها منفصلة في الدائرة السياسية لوالدهما. ولقد أمضت ابنته الكبرى فترة ولايته الأولى (وربما الوحيدة) في مكتب مرموق جداً في الجناح الغربي “كمستشار أول” من دون أجر.

وخلال قمة مجموعة العشرين للعام الماضي، وفق فيديو منتشر على نطاق واسع، ظهرت إيفانكا غير مؤهلة أثناء محاولتها إقحام نفسها في محادثة بين رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك تيريزا ماي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. ومع ذلك، لا تزال تَظهر أحياناً في أنشطة البيت الأبيض وفي الرحلات الرئاسية الرسمية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث تُروّج لتمكين المرأة و”تنمية القوى العاملة” وغيرها من المبادرات التي تركزعلى القوة الناعمة.

في موازاة ذلك، أصبح شقيقها الأكبر جامع تبرّعات مطلوب بشدة ومتحدثاً مفضلاً في فعاليات الحزب الجمهوري. كما أنه يظهر بشكل متكرر على شاشة التلفزيون للدفاع عن والده، حتى إنه أصدر تأييداته الخاصة لمرشحين في السباقات الانتخابية لمجلس الشيوخ وحكّام الولايات هذا العام. وبحسب الكاتب مكاي كوبينز من مجلة “ذي أتلانتيك”، ذكر الابن الذي يحمل اسم الرئيس نفسه، لمجموعة من المتحمسين للحق في حمل السلاح العام الماضي، أنه يجد فكرة العودة ببساطة إلى العمل كمدير تنفيذي في مجال العقارات فكرةً “مملّةً”، مضيفاً أنه تعرض للسعة “بعوضة السياسة”.

ومن وجهة مغايرة، عبر مقابلة مع صحيفة “اندبندنت”، أشارت الطبيبة ماري ترمب، مؤلفة كتاب “أكثر من اللازم ومن دون اكتفاء- كيف خلقت أسرتي الرجل الأكثر خطورة في العالم”، والمتخصصة في علم النفس السريري، إلى احتمال سير أبناء عمّها على خطى والدهم في السياسة الانتخابية. وقد لفتت إلى أن ذلك يعزز “يوماً بعد يوم” صحة “تأثير دانينغ كروجر”، في إشارة إلى ميل الأشخاص الأقل ذكاء للمبالغة في تقدير مهاراتهم. كذلك يمثل الأمر دليلاً على الحالة السيئة التي يمر بها الحزب الجمهوري بعد نحو أربعة سنوات من قيادة عمّها.

وقالت ماري ترمب “إنه لأمر مدهش حقاً أن يكون الحزب الجمهوري في هذه الحالة حتى يفكر في ترشيح واحد من هؤلاء الأشخاص”. وأضافت أنه من بين أبناء عمّها الكبار، يُرجَّح أن دونالد ترمب الابن، الذي تسمّيه “دوني”، هو من سيخلف أباه في الساحة السياسية.

وكذلك أوضحت أن ترمب الابن “مرتبط بقواعد (الحزب الجمهوري) بصورة أكثر عمقاً، لأنه أكثر خشونة، وشرس للغاية بحسب ما أراه على الإنترنت، ولا يعرف حدوداً لا يتخطاها، وليس هناك ما لن يفعله لتعزيز أجندة دونالد، لذا أفترض أن الأمر ذاته سينطبق على أجندته. لكني لا أرى أن إيفانكا تحظى بالجاذبية عينها لديهم (قواعد الحزب الجمهوري) من حيث القوة الفظّة”.

على الرغم من ذلك، ترى الطبيبة ترمب، التي تورد في كتابها أن الحالات المرضية المعقّدة لدى عمّها تأتّت من مستوى مرتفع من اضطراب في الشخصية محوره اختلال العلاقة مع المجتمع، وقد عاناه جدّها (والد الرئيس ترمب). استطراداً، تشير إلى ألا أحد من أبناء عمّها “يفكر لثانية واحدة في مدى أهليته أو استحقاقه لهذا النوع من التطلّعات” لو كان لدى أحد منهم “أدنى إحساس بالوعي الذاتي”.

واستطردت، “سواء أغُسِلَتْ أدمغتهم للاعتقاد بأن دونالد أعظم خلق على الإطلاق، بالتالي فإنهم، باعتبارهم أبناءه، يتقاسمون معه تلك الصفات، أو أنهم يكتفون باستغلال منصبه ويعرفون كيف يتلاعبون به، لا أعلم”. وكذلك أقرت بأن فكرة سير أبناء دونالد ترمب على خطاه السياسية “تبدو منطقية بصورة سيئة” بسبب ديناميكية الأسرة التي خلقها والدهم وتعبر عن أصداء البيئة التي نشأ فيها.

في هذا الصدد، من المحتمل تماماً أن ينخرط الرئيس في حملات انتخابية دعماً لأبنائه مستقبلاً، وفق ماري ترمب، لأن الإشارة إلى أن ابنه الأكبر أو ابنته الكبرى لا تصلح للسياسة، يشكل تعبيراً عن مؤهلاته الشخصية.

“هنالك تشابه بين تلك العلاقة وعلاقة جدي مع دونالد، بمعنى أنه بمجرد إدراك جدي أن دونالد لم يكن ربما جيداً في هذه الأمور العقارية، لم يستطع الاعتراف بذلك لأنه استثمر كثيراً في “نجاح” دونالد. لذا، أعتقد أن ذلك يعود جزئياً إلى رغبة دونالد في حماية ذاته (= “الأنا”) من الاعتراف بأن أبناءه قد لا يكونون تماماً مثلما يريدهم أن يكونوا لأن ذلك (الاعتراف) سيشوّه سمعتهم”.

وعلى الرغم من إقرار الطبيبة ترمب بأنّ أبناء عمّها قد ينجحون في المسارات السياسية للحزب الجمهوري اعتماداً على نَسبهم وحده، فإنها تتوقّع أن أي محاولة من قبلهم للترشح لمنصب الرئاسة في أعقاب هزيمة انتخابية لأبيهم، سيجري “اعتبارها أضحوكة” من قبل غالبية الأميركيين.

لكن في حال انتصار عمّها على جو بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني)، تخشى ألا يستطيع الأميركيون اختيار إذا كانوا يريدون زيادة تمكين أبنائه.

واستطراداً، رأت أنه “إذا لم يفز جو بايدن بطريقة ما في نوفمبر، أعتقد أن كل ذلك سيصبح مسألة خلافية لأننا سنعمل في نظام مختلف تماماً، إذ سنتعامل مع حزب وشخص في المكتب البيضاوي، من دون قيود على الإطلاق، وسيشعر دونالد على وجه الخصوص بأنه ليس مطالباً بتبرير قراراته لأي كان”.

في ظل هذه الظروف، توافق ماري ترمب الرأي القائل إنه من السهل على عمّها مطالبة نائب الرئيس مايك بنس بالاستقالة، ثم الشروع في ترهيب الكونغرس للموافقة على ابنته كنائب جديد للرئيس. ولأن ماري ترمب تعتقد أن عمّها لا يجد غضاضة في ممارسة الغش للفوز بإعادة انتخابه، وذلك أمر ينخرط فيه منذ الآن بواسطة التشكيك في شرعية التصويت عبر البريد وإصدار أوامره لمكتب البريد بإبطاء نشاطه، فإنها ترى أن الديمقراطيين بحاجة إلى التأكد من تحقيق فوز كاسح لا يدع مجالاً للشك فيه.

وأكدت أنه “إذا فاز جو بايدن، يجب أن يكون هامش فوزه هائلاً. يجب أن يكون كبيراً جداً لدرجة أنه لا أحد تقريباً، سوى 22 في المئة إلى 28 في المئة من الأشخاص الذين لن يشكّكوا في أي شيء يفعله دونالد، بل حتى شخص مثل ميتش ماكونيل (زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ)، سيستطيع الادعاء بأنه لم يكن “فوزاً نظيفاً”. وأوضحت أن “خسارة ضخمة وساحقة” ستُحدث في الرئيس “جرحاً نرجسياً عميقاً سيُضطر معه إلى الابتعاد لمجرد حماية نفسه من الاعتراف بالخسارة”.

وإذا حدث ذلك، فإنها تتوقع أن يأتي رد فعل الرئيس على الأرجح عن طريق الادعاء بأنه مثّل أفضل ما حدث للبلاد على الإطلاق. لكن، لأن الناخبين ناكري الجميل لا يقدّرونه كرئيس لهم، فإنه “سيفعل شيئاً مهماً حقاً، كالاستحواذ على (قناة “وان أميركا نيوز” المؤيدة لترمب) أو شيء من هذا القبيل”. وأكدت أيضاً أنه من غير المحتمل أن يفعل أموراً فظيعة كالادّعاء بأنه لا يزال الرئيس الشرعي بعد تولّي بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني)، إذا تلقى توبيخاً ساحقاً لا جدال فيه من الناخبين.

“إنه تعيس الآن، وأظن أنه يعلم أنه من المحتمل جداً أن يُحاكَم إذا خسر، لذلك لا أعتقد أنه مهتم بالبقاء لمجرد البقاء”.

وعندما سُئلت ماري عمّا إذا كان دونالد ترمب سيهرب إلى أحد ممتلكاته الدولية في الخارج لتجنّب الملاحقة القضائية، ردت أن مثل هذا الاحتمال سيكون “غريباً” لأن عمّها “محليٌ للغاية”.

“لكن في المقابل، إنه تقريباً لا يخرج أبداً. إذاً، فأي فارق في شأن المكان الذي يعيش فيه؟”.

رابط المصدر:

https://www.independentarabia.com/node/141611/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M