■وضع غزةولبنان لا يضعف اهتمامنا بالقرآن
✏️د.رعدهادي جبارة
الأمين العام
للمجمع القرآني الدولي
🔗من سلسلة:خصوصية المفردة القرآنية-16
📍ثَمّة سؤالٌ مهم واجهنا ونحن في سياق هذه السلسلة من البحوث و المقالات في شأن خصوصية المفردة القرآنية، بعد نشر15بحثاً من السلسلة،وهو يخص مفردة [التفسير] واين وردت في القرآن الكريم وما مؤهّلات المفسر.
وقد يقول البعض أن غزةولبنان تمر بوضع مأساوي فلماذا نكتب مواضيع عن القرآن فنقول لهم:إن وضع غزة ولبنان يعالجه الساسة و العسكريون بمايلزم، ولا ينبغي أن يصرفنا ذلك عن الاهتمام بكتاب ربنا [القرآن].
📍فالقرآن استخدم كلمة _التفسير_ مرة واحدة في سورة الفرقان في قوله تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33].
📍اما كلمة [التأويل]وما يماثلها فقد وردت 16 مرةفي 15آية ولنا معها وقفة أخرى بالتفصيل.
📍فماهو التفسير؟
📍وماهي معانيه و أبعاده ومعطياته و مستلزماته؟
📍وماشروط المفسّر ومؤهلاته؟
📍هذا ما يتضح في القسم الأول من هذا البحث،أما في القسم التالي فسوف نسلط الضوء على مغزى التفسير بالرأي وسبب النهي عنه.
📍يقول العلامة الطباطبائي:
التفسير هو (بيان معاني الآيات القرآنية والكشف عن مقاصدها ومداليلها)[الميزان ج1ص4] .
📍والتفسير اصطلاحاً: عِلمٌ يُعرَف به فَهْم كتاب الله المنزل على نبيِّه محمَّد – صلَّى الله عليه وآله وسلَّم – وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكمه، و استمداد ذلك من عِلْم اللغة، والنحو والتصريف، و علم البيان، وأصول الفِقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول و الناسِخ والمنسوخ[البرهان في علوم القرآن؛ لبدر الدين الزركشي (1/ 13)].
📍وقال العلامة السيوطي: هو عِلمُ نزول الآيات وشؤونها و أقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومُحْكمها و متشابهها، وناسخها و منسوخها، وخاصِّها و عامِّها، ومطلقها و مقيَّدها، ومُجْمَلها و مُفسَّرها، وحلالها و حرامها، و وعْدِها و وعيدها، و أمْرها ونَهْيها، و عِبَرها وأمثالها[الإتقان في علوم القرآن؛ للسيوطي 544].
📍فإذاً ليس تفسير القرآن الكريم، إلا عبارة عن شرح وبيان وإيضاح المضامين والمعاني التي تضمنـتها الآيات الشريفة.
📍وبشأن قوله عز وجل {وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} قال ابن عباس ( أَحْسَنَ تَفْسِيراً أي: تفصيلا).
📍وهنا يبرز سؤال ثانٍ:ماهو المقصود من تفسير القرآن بالرأي؟
📍هناك احتمالات ثلاثة في معنى (التفسير بالرأي) الذي يكون موضوعاً للنهي عنه الوارد عن النبي و الأئمة (عليهم السلام) وسنتحدث عنه لاحقاً في القسم الثاني من هذه الحلقة.
■مؤهلات المفسّر وشروطه■
📍يحتاج المفسِّر إلى أنواع من العلوم والمعارف الآلية الّتي تعينه على القيام بمهمّة التفسير، وقد ذكرها العلماء في كتبهم تحت أبواب وعناوين متعدِّدة
أوصلها بعضهم إلى خمسة عشر علماً[الإتقان في علوم القرآن،للسيوطي، ج 1، أنظرالمقدّمة]. و أوجزها الراغب الأصفهاني بعشرةعلوم.
📍1.معرفة اللغة العربية وعلومها من نحو، وصرف، و اشتقاق، وبلاغة، و معاني مفردات وغيرذلك.
📍2.معرفة بعض ما يختصّ بعلوم القرآن:وهي القراءات، وأسباب النزول، وتمييز المكّي عن المدني، و دلالة السياق،و معرفة العامّ والخاصّ والمطلق و المقيّد،ومعرفة الناسخ و المنسوخ والمحكم و المتشابه.
إذاً عزيزي القارئ
📍لايصح ولا يسمح لكل من هب ودب أن يتعاطى عملية التفسير أو يفتح المصحف ويظن نفسه ضليعاً في التفسير او قادراً على استنباط الأحكام الفقهية من الآيات، بحجة معرفته بمعانيها،وقد عانيتُ الأمرّين من هؤلاء المدّعين، ونصحت بعضهم فوجدته مصراً على ذلك لأنه يرى نفسه علّامة عصره ونابغة دهره ووحيد قرنه.
📍ومن أجل أن نعرف من هو المفسّر نستمع لما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في شأن معرفته بكتاب الله و معانيه[سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أم بنهار). (فما نزلت على رسول الله(صلى الله عليه واله) آيةٌ من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها و ناسخها ومنسوخها و محكمها ومتشابهها، و خاصها وعامها، ودعا الله أن يعطيني فهمها، فما نسيتُ آية من كتاب الله، ولا علماً أملاهُ عليَّ، و كتبتهُ منذ دعا اللهَ لي بما دعا، وما ترك شيئاً علّمهُ الله من حلال وحرام ولا أمرٍ ولا نهي كان أو يكون، ولا كتاب منزل على أحدٍ من قبلهِ – من طاعة أو معصيةٍ – إلا عَلّمنيه وحَفظتهُ فلم أنسَ منه حرفاً واحداً)[الكليني، أصول الكافي – باب اختلاف الحديث ج1/63-64].
فهل منّا امرؤ يعرف ذلك أو يدعي معرفته؟
#يتبع
وردنا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي