مروة الاسدي
في كل يوم تظهر أبحاث، ويحثها الأخصائيون اتباع التغذية الصحية حيث ان تناول وجبات غذائية بالكم والنوع والذي يتناسب مع عمرك وحالتك الفسيولوجية بحيث يحصل الجسم على جميع حاجاته من المواد والعناصر الغذائية وذلك بهدف الوقاية من الإصابة بالأمراض والتمتع بصحة وعافية طوال مشوار حياتك، وذلك لا يأتي فقط بتناول الوجبات الغذائية الصحية الذي أوصى بها مختص التغذية، لكي تحافظ على صحتك من الضرر، بل يجب عليك الاهتمام بنمط حياتك من ناحية تجنب السلوكيات والأساليب غير الصحية والتي لا تعود بالفائدة على الفرد وعليك بممارسة النشاطات البدنية.
فالتغذية السليمة جزء مهم من الحياة الصحية ولكنها ليست كل شيء فهناك بعض الاعتبارات الأخرى التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في حياة الفرد اليومية.
لا يعني الأكل الصحي نظامًا غذائيًا صارمًا يحرمك من كل الأطعمة المفضلة لديك. ولكن الأكل الصحي يعني تناول أطعمة تساعدك على البقاء بصحة أفضل مع تحسين حالتك المزاجية بالإضافة الى الحصول على الطاقة اللازمة لإتمام مهام يومك من دون إحساسٍ بالإرهاق. يمكنك تحقيق ذلك من خلال تعلم بعض أساسيات التغذية واستخدامها بالطريقة التي تناسب نمط حياتك. معاً نتعرف إلى أساسيات التغذية السليمة التي تساعدك في تحقيق أهدافك.
والاعتدال لا يعني الحرمان من أطعمة معينة فالجسم يحتاج الى توازن ما بين كل العناصر الغذائية ولكن، الاعتدال يعني التقليل من الأطعمة غير الصحيّة والإكثار من الأطعمة الصحية، في متصل قال خبراء إن سياسة الغذاء العالمية بحاجة إلى التركيز على اتباع الناس أنظمة غذاء صحية بدلا من الاقتصار على إمدادهم بالسعرات الحرارية، ويشير الخبراء إلى أن الأنظمة الغذائية غير الجيدة مسؤولة عن المشكلات الصحية عالميا، أكثر من الجنس والمخدرات والكحول والتدخين مجتمعين، وبينما يعاني نحو 800 مليون شخص من الجوع في العالم، يقول الخبراء إن ملياري شخص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وعليه فان إتباع نظام غذائي سليم يعد أمرا صعبا للكثير من الناس، لهذا يجب أن يكون النظام الغذائي جزء من نمط حياتنا حتى نستفيد بشكل أفضل، وينبغي عليك إتباع نظام غذائي جيد وفق خطة متوازنة ويتفق مع نمط حياتك ونشاطاتك وذلك لتجنب الرتابة في النظام الغذائي الخاص بك.
حمية غذائية مثالية
كشف علماء عما يقولون إنه نظام حمية غذائية مثالي لصحة كوكب الأرض وسكانه يشمل مضاعفة استهلاك المكسرات والفواكه والخضراوات والبقوليات وخفض استهلاك اللحوم والسكر إلى النصف.
وقال الباحثون إن العالم إذا اتبع نظام ”الصحة الكوكبية“ الغذائي فإن ذلك قد ينقذ أكثر من 11 مليون شخص من الموت المبكر كل عام، بالإضافة إلى أنه سيسهم في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وسيحمي مزيدا من الأراضي والمياه والتنوع البيولوجي، وقال تيم لانج الأستاذ في جامعة لندن البريطانية والذي شارك في الإشراف على البحث ”الطعام الذي نتناوله والكيفية التي ننتجه بها تحددان صحة الناس والكوكب، ونحن حاليا نتعامل مع ذلك بشكل خاطئ على نحو خطير“.
وأضاف أن إطعام عدد سكان متزايد يقدر بنحو 10 مليارات شخص بحلول عام 2015 وفقا لنظام حمية صحي ومستدام سيكون مستحيلا بدون تغيير العادات الغذائية وتحسين إنتاج الغذاء وتقليل إهداره، وقال لانج ”نحتاج إلى إصلاح كبير، وإلى تغيير النظام الغذائي العالمي على نطاق غير مسبوق“.
وترتبط العديد من الأمراض المزمنة التي تهدد الحياة بالأنظمة الغذائية السيئة، ومن بينها السمنة والسكري وسوء التغذية وعدة أنواع من السرطان، وقال الباحثون إن الأنظمة الغذائية غير الصحية تتسبب حاليا في عدد وفيات وحالات مرضية في جميع أنحاء العالم بقدر أكبر مما تسببه عدة عوامل مجتمعة وهي الممارسة غير الآمنة للجنس وتعاطي الكحول والمخدرات والتبغ، والنظام الغذائي الكوكبي المقترح هو نتاج مشروع استغرق ثلاث سنوات بتكليف من دورية (لانسيت) الصحية وشارك فيه 37 متخصصا من 16 دولة.
ووفقا لهذا النظام فإنه ينبغي خفض متوسط الاستهلاك العالمي لأطعمة مثل اللحوم الحمراء والسكر بنسبة 50 في المئة، في حين ينبغي مضاعفة استهلاك المكسرات والفواكه والخضراوات والبقوليات، وبالنسبة للأقاليم الجغرافية كل على حدة، فإن هذا النظام يعني تغييرات أشد تأثيرا. فسكان أمريكا الشمالية على سبيل المثال يأكلون ما يزيد 6.5 مرة على الكمية الموصى بها من اللحوم الحمراء، في حين أن سكان جنوب آسيا يتناولون فقط نصف الكمية التي يقترحها النظام الغذائي الكوكبي، وستحتاج تلبية الأهداف التي يقترحها النظام للمزروعات النشوية مثل البطاطا والكسافا إلى تغييرات كبيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث يزيد ما يأكله الناس في المتوسط 7.5 مرة عن الكمية المقترحة، وسلم الباحثون، الذين عرضوا النظام الغذائي في لقاء إعلامي يوم الأربعاء، بأن الأمل في حمل الجميع في العالم على تبني هذا النظام الغذائي، يمثل مبالغة في الطموح لأسباب ليس أقلها التفاوت العالمي الواسع في توزيع الغذاء، وقال وولتر ويليت من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة ”أكثر من 800 مليون شخص لا يتناولون غذاء كافيا في حين يستهلك كثيرون نظاما غذائيا غير صحي يسهم في الوفاة المبكرة والمرض“، وأضاف ”إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك، فمن الأفضل أن نحاول الاقتراب منه قدر الإمكان“.
الأطعمة الغنية بالألياف
أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يكثرون من تناول الأطعمة الغنية بالألياف والحبوب الكاملة كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والأمراض المزمنة الأخرى من الذين يتناولون أغذية تحتوي على نسبة قليلة من الألياف.
وقالت الدراسة، التي أجريت بتكليف من منظمة الصحة العالمية، إن كل زيادة قدرها ثمانية جرامات في محتوى الألياف المتناولة يوميا يقابلها انخفاض تتراوح نسبته بين خمسة و27% من إجمالي الوفيات وحالات الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني وسرطان القولون. وتراجع كذلك خطر التعرض للسكتة الدماغية وسرطان الثدي.
وتوصلت الدراسة إلى أن تناول ما بين 25 و29 جراما من الألياف يوميا يمثل هدفا جيدا لمن يسعون إلى الحصول على مكاسب صحية. لكن البيانات المنشورة في دورية لانسيت الطبية تشير أيضا أن تناول كميات أكبر من الألياف بمقدوره أن يوفر وقاية أكبر.
وقال جيم مان الأستاذ بجامعة أوتاجو النيوزيلندية والذي شارك في إعداد البحث ”تقدم نتائجنا دليلا مقنعا للقواعد الإرشادية الخاصة بالتغذية من أجل التركيز على الألياف الغذائية واستخدام الحبوب الكاملة بدلا من المكررة. هذا يقلل من خطر الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة والوفيات الناجمة عنها“.
وتبين الدراسة أن غالبية الناس حول العالم يتناولون أقل من 20 جراما من الألياف الغذائية يوميا. وأوصت لجنة استشارية للتغذية في بريطانيا عام 2015 بزيادة الألياف الغذائية إلى 30 جراما يوميا لكن تسعة في المئة فقط من البالغين البريطانيين تمكنوا من الوصول إلى هذا الهدف. وفي الولايات المتحدة يبلغ متوسط الألياف التي يتناولها البالغون نحو 15 جراما يوميا، وقال مان إن الفوائد الصحية للألياف الغذائية المتوافرة في أطعمة مثل الحبوب الكاملة والبقول والخضر والفاكهة تنبع من تركيبتها الكيميائية وخصائصا الطبيعية وأثرها على عملية الأيض، وأضاف ”الأطعمة الغنية بالألياف التي تتطلب مضغا وتحتفظ بكثير من بنيتها التركيبية في الجهاز الهضمي تزيد من الإحساس بالشبع وتساعد على التحكم في الوزن… وتحلل الألياف في الأمعاء الغليظة بواسطة البكتريا المستوطنة له تأثيرات إضافية واسعة النطاق تشمل الوقاية من سرطان القولون والمستقيم“.
الصحة العقلية
ذكرت دراسة أمريكية أن الرجال في منتصف العمر الذي يتناولون الكثير من الخضراوات والفاكهة قد تقل احتمالات تعرضهم لمشكلات إدراكية في سنوات لاحقة مقارنة مع من لا يتناولون هذا النوع من الغذاء كثيرا.
وتابع الباحثون نحو 28 ألف رجل على مدى عقدين من الزمن وكان متوسط أعمارهم 51 عاما. وكان المشاركون يجيبون مرة كل أربعة أعوام على استبيان بشأن استهلاكهم للفاكهة والخضر وغيرها من الأطعمة. كما خضعوا أيضا لاختبارات في مهارات التفكير والذاكرة عندما بلغوا 73 عاما، واستنادا إلى نتائج هذه الاختبارات وجد الباحثون أنه في نهاية السبعينات من العمر قلت احتمالات تعرض الرجال الذين تناولوا المزيد من الخضر على مدى العقدين السابقين لمشكلات إدراكية بنسبة 17 بالمئة عن غيرهم بينما قل احتمال إصابتهم بمشكلات إدراكية خطيرة بنسبة 34 بالمئة عن الرجال الذين كان طعامهم يحتوي على خضراوات أقل.
وقال الباحثون في دورية (طب الأعصاب) إن استهلاك الفاكهة لا يؤثر على ما يبدو على فرص الإصابة بمشكلات إدراكية بسيطة لكن الرجال الذين يتناولون المزيد من عصير البرتقال تقل احتمالات تعرضهم لاضطرابات إدراكية شديدة بنسبة 47 بالمئة عمن يتناولونه قليلا، وقال كبير الباحثين في الدراسة تشانج تشينج يوان من كلية تشان للصحة العامة في بوسطن عبر البريد الإلكتروني ”قد يكون تناول الخضر على المدى الطويل (مثل الخضر الورقية والخضراوات الحمراء) والفواكه (مثل ثمار التوت) وعصير الفواكه (مثل عصير البرتقال) مفيدا للوظائف الإدراكية الذاتية في أواخر العمر“، وقالت هانا جاردنر الباحثة في كلية الطب بجامعة ميامي ميلر والتي لم تشارك في إعداد الدراسة ”الفاكهة والخضراوات غنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية ومنها مضادات الأكسدة التي يمكنها أن تحمي المخ من الإجهاد التأكسدي وتحافظ على كفاءة الأوعية الدموية وهي أمور مهمة للصحة العقلية“.
فوائد الخضر والمكسرات
أفادت دراسة أمريكية بأن من يقللون من تناول الكربوهيدرات قد يزيد احتمال تعرضهم للوفاة المبكرة إذا كدسوا اللحوم والأجبان في أطباقهم بدلا من الخضر والمكسرات، ورغم أن أبحاثا سابقة ربطت بين الأنظمة الغذائية قليلة الكربوهيدرات والنجاح في تقليل الوزن في وقت قصير وتحسن في عوامل الخطر المؤدية إلى الوفاة المبكرة مثل داء السكري، إلا أنه لا توجد معلومات كثيرة عن النتائج طويلة الأمد لخفض الكربوهيدرات أو عن أصناف الطعام التي يجب تناولها كبديل من أجل صحة أفضل.
وتابع الباحثون في الدراسة الجديدة أكثر من 15 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عاما على مدى 25 عاما تقريبا. وتوفي في هذه الفترة 6283 شخصا، وأفاد الباحثون في دورية (لانست) للصحة العامة إن خطر الموت لمختلف الأسباب تراجع بالنسبة للمشاركين الذين حصلوا على ما بين 50 و55 في المئة من سعراتهم الحرارية من الكربوهيدرات خلال فترة الدراسة مقارنة بمن تناولوا قدرا أقل بكثير أو أكبر بكثير من الكربوهيدرات، وتباينت النتائج كثيرا مع اختلاف أنواع الطعام التي تناولها المشاركون بدل الكربوهيدرات.
وقالت سارة زايدلمان من مستشفى بريجام والنساء وكلية هارفارد للطب في بوسطن ”أنماط الغذاء قليلة الكربوهيدرات التي تستبدل الكربوهيدرات ببروتين أو دهن حيواني المصدر ترتبط بخطر وفاة أكبر، بينما يحدث العكس عند استبدال الطاقة التي تمنحها الكربوهيدرات ببروتين أو دهن نباتي المصدر“، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني ”الرسالة الأساسية لهذه الدراسة هي أن التركيز على التقليل من الكربوهيدرات فقط ليس كافيا، ولكن يجب التركيز بدلا من ذلك على أنواع الطعام التي تحل محلها“.
محاربة الاكتئاب
توصلت دراسة علمية إلى أن تناول نظام غذائي صحي قد يساعد في الوقاية من الاكتئاب، وتناول الباحثون ما يُعرف بـ”حمية البحر الأبيض المتوسط” التي تعتمد على أطعمة نباتية من الفاكهة والخضار والحبوب والمكسرات وزيت الزيتون والأسماك ولا تشمل كميات كبيرة من اللحوم ومنتجات الألبان، وقد ظهر أن هذا النظام الغذائي المستمد من ثقافات دول تطل على البحر المتوسط له فوائد وتأثير إيجابي على المزاج العام.
لكن أحد الخبراء شدد على ضرورة إجراء تجارب أكثر دقة وتحديدا لتأكيد الأدلة على هذه العلاقة المحتملة، وجاءت النتائج المنشورة في دورية (Molecular Psychiatry) بعد مراجعة 41 دراسة نُشرت خلال السنوات الثماني الماضية.
ويقول الخبراء إن ثمة حاجة لإجراء تجارب حاليا لاختبار هذه الفرضية ومعرفة ما إذا كان من الممكن علاج الاكتئاب بالنظام الغذائي، وقالت الدكتورة كاميل لاسال، التي أجرت التحليلات للدراسات السابقة مع زملائها في كلية كوليدج لندن، إن الأدلة تشير إلى فكرة أن الأطعمة التي نأكلها يمكن أن تُحدث فرقا في خفض خطر الاكتئاب، على الرغم من عدم وجود دليل إكلينيكي قوي حتى الآن.
ويعد تفسير العلاقة بين الحالة المزاجية والغذاء أمرا صعبا، نظرا لأن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي قد تلعب دورا منها: يمكن أن يسبب الشعور بالاكتئاب فقدان الشهية، وقد لا يعتني الشخص الذي يشعر بالضعف بنفسه جيدا.
تناول الكثير من اللحوم
تشير دراسة هولندية إلى أن الأشخاص الذين يأكلون الكثير من البروتينات الحيوانية قد يكونون أكثر عرضة لتراكم الدهون بشكل كبير في أكبادهم ولزيادة خطر الإصابة بأمراض الكبد ممن يعتمدون على الخضر كمصدر رئيسي للبروتين.
ركز الباحثون على ما يعرف باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي والذي يرتبط عادة بالسمنة وبعض العادات الغذائية. وفي حين يوصى الأطباء بتغييرات في النمط الغذائي لعلاج هذا النوع من أمراض الكبد لم تثبت الأبحاث حتى الآن بشكل واضح ما إذا كانت هذه التغييرات يمكن أن تقي من الإصابة به.
وخلال الدراسة الحالية، فحص الباحثون بيانات من استبيانات غذائية وفحوص لدهون الكبد من 3882 شخصا تبلغ أعمارهم 70 عاما في المتوسط. وأظهرت الفحوص إصابة 1337 مشاركا أو 34 في المئة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي بينهم 132 فردا كانوا يتمتعون بوزن صحي و1205 يعانون من زيادة الوزن.
ووجد التحليل أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويتناولون أكبر قدر من البروتين الحيواني كانوا أكثر عرضة بنسبة 54 في المئة للإصابة بالكبد الدهني مقارنة بمن تناولوا كميات أقل من اللحوم.
وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة الدكتورة ساروا درويش مراد أخصائية أمراض الكبد في المركز الطبي لجامعة إيراسموس في روتردام بهولندا ”لا يأخذ هذا في الحسبان عوامل الخطر وراء الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي مثل العوامل الاجتماعية ونمط الحياة والعوامل المرتبطة بالتمثيل الغذائي“.
وأضافت عبر البريد الإلكتروني ”الشيء الأكثر أهمية ربما هو أنه لا توجد صلة بكمية السعرات الحرارية… أوضحنا أيضا أن تنوع النظام الغذائي مهم“، وكتب الباحثون في دورية (الجهاز الهضمي) أن المشاركين الذين لا يعانون من الكبد الدهني استهلكوا في المتوسط 2052 سعرة حرارية في اليوم مقارنة مع 1996 سعرة حرارية في اليوم في المتوسط للأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهني، كما أن معظم السعرات الحرارية التي يحصل عليها المصابين بالكبد الدهني تأتي من البروتين.
تناول الأطعمة المقلية
تشير دراسة أمريكية إلى أن النساء اللاتي يأكلن الدجاج المقلي يوميا ربما تزيد لديهن احتمالات التعرض للوفاة المبكرة بنسبة 13 بالمئة عمن يتجنبن تلك النوعية من الأطعمة، وخلصت الدراسة إلى أن الأسماك المقلية ليست أفضل كثيرا للصحة إذ أن الاحتمالات تزيد حال تناولها يوميا بنسبة سبعة بالمئة.
وقال وي باو كبير الباحثين في الدراسة من جامعة أيوا ”يزيد تناول الأطعمة المقلية من إجمالي السعرات الحرارية وبالتالي احتمال السمنة المرتبطة بدورها بارتفاع احتمالات الوفاة“، وأضاف باو عبر البريد الإلكتروني ”في دراستنا أخذنا في الاعتبار إجمالي السعرات التي يتم تناولها وأسلوب الحياة ومستوى البدانة… وبعد إقصاء تأثيرات تلك العوامل بقي هناك ارتباط بين الأطعمة المقلية والوفاة بشكل عام وأيضا الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية“، ويشير باو وزملاؤه في الدراسة التي نشرت في دورية (بي.إم.جيه) الطبية إلى أن ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة بالغين في أمريكا الشمالية يتناولون الأطعمة السريعة التي عادة ما تكون مقلية، وربطت أبحاث سابقة بين تناول الأطعمة المقلية وزيادة احتمالات البدانة والإصابة بأمراض القلب والسكري لكن لم يكن من الواضح صلتها بالموت المبكر.
ومن أجل إجراء الدراسة فحص الباحثون بيانات استبيانات متعلقة بالأنظمة الغذائية من نحو 107 آلاف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما ممن شاركن في دراسة مبادرة صحة المرأة في الفترة بين عامي 1993 و2017.
وتابع الباحثون المشاركات لنحو 18 عاما في المتوسط. وخلال فترة المتابعة توفيت 31588 امرأة من بينهن 9320 بمشكلات في القلب فيما توفيت 8358 بسبب الإصابة بالسرطان، ولتقييم استهلاك الأطعمة المقلية فحص الباحثون ما قالته المشاركات عن تناولهن أطعمة معينة عندما بدأن التسجيل في الدراسة من بينها الدجاج المقلي والأسماك المقلية والبطاطا المقلية وأطعمة أخرى مطهوة بذات الطريقة.
وبعد إقصاء تأثير العوامل الأخرى التي يمكن أن تسرع من الوفاة خلص الباحثون إلى أن تناول الأطعمة المقلية بانتظام مرتبط بارتفاع احتمالات الوفاة من أي سبب ومن مشكلات في القلب بالذات لكن لم يكن هناك ارتباط واضح من الوفاة بالسرطان.
وغلب على المشاركات اللاتي تناولن الأطعمة المقلية أكثر من غيرهن صغر السن والانتماء لعرقيات غير بيضاء وانخفاض مستوى التعليم والدخل وانخفضت نوعية الغذاء لديهن بشكل عام، ويقول الطبيب كلايد يانسي من كلية الطب في جامعة فينبرج في شيكاجو إن الدراسة تقدم أدلة جديدة على أن طريقة طهو الطعام يمكن أن تحوله من صحي إلى أغذية لها تأثير سلبي كبير على الصحة.
الأطعمة المتاحة في العمل
يقول باحثون في دراسة جديدة إن الأطعمة التي يتناولها الموظفون في أماكن عملهم في الولايات المتحدة تكون غير صحية عادة سواء تلك التي يشترونها من المقصف أو المتاحة لهم مجانا، وأظهر مسح عما تناوله بالغون في عملهم على مدى الأسبوع أن شخصا من كل أربعة تناول الطعام في العمل مرة أو أكثر وكان بشكل عام مليئا بالسعرات التي لا فائدة لها والأملاح والدهون والسكر، وأشار الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية إلى أن تلك الأطعمة تشمل البيتزا والمشروبات الغازية والبسكويت والكعك والحلوى مما أضاف ما يقرب من 1300 سعر حراري لغذائهم في الأسبوع.
وقال كبير الباحثين في الدراسة ستيفن أونيفرك وهو باحث في مراكز التحكم في الأمراض ومكافحة البدانة في أتلانتا بولاية جورجيا ”أغلب تلك الأطعمة لا يأتي من مقصف أو ماكينات بيع لكنه معروض مجانا في مناسبات اجتماعية واجتماعات مما فاجأنا“.
وخلص الباحثون في الدراسة لتلك النتائج من عينة ممثلة للموظفين على مستوى البلاد شملت 5200 موظف شاركوا في استبيان أجرته وزارة الزراعة بين عامي 2012 و2013 وسألهم عما تناولوه على مدى سبعة أيام.
وخلص الباحثون إلى أن 23 بالمئة من الموظفين حصلوا على طعام في العمل خلال الأسبوع من بينهم 17 بالمئة حصلوا على طعام مجاني وتسعة بالمئة اشتروا هذا الطعام. ومن بين أبرز ما ساهم في زيادة إجمالي السعرات الحرارية التي تناولوها كانت المشروبات الغازية والشطائر والرقائق والمعجنات والبيتزا والحلويات.
ويشير فريق الدراسة إلى أن الأطعمة المتاحة في مكان العمل سجلت 48.6 نقطة على مقياس مؤشر الطعام الصحي لعام 2010 وهو نفس المعدل الذي تسجله مكونات قائمة الطعام في مطاعم الوجبات السريعة.
والأطعمة الصحية على هذا المقياس الغنية بالحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبروتينات والألياف تسجل 100 نقطة، ونبه الباحثون إلى أن الأطعمة التي يحصل عليها الموظفون في عملهم لا تشكل أكبر قسم من أغلب نظامهم الغذائي لكن ومع ذلك فنسبة 11 بالمئة منهم يحصلون على الطعام في العمل ثلاث مرات أسبوعيا فيما حصل خمسة بالمئة عليه خمس مرات أو أكثر في الأسبوع بما يعني أن ملايين الموظفين يتناولون كميات كبيرة من السعرات الحرارية في العمل بانتظام مما قد يشكل جزءا مهما من نظامهم الغذائي.
وقال أونيفرك لرويترز هيلث في مقابلة عبر الهاتف ”بعض الموظفين قد يتناولون وجبة خفيفة فحسب لكن آخرين يعتمدون على الأكل في العمل كمكون أساسي من نظامهم الغذائي“، وينظر الباحثون في مواصفات برامج الصحة في أماكن العمل وكيف يمكنها أن تؤثر على التغذية. على سبيل المثال يمكن لسياسات أماكن العمل المستقبلية أن تضع قاعدة لتقديم طعام صحي في الاجتماعات بجانب البيتزا أو الكعك.