منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) هي منظمة عربية إقليمية ذات طابع دولي، أُنشئت بموجب اتفاقية تم التوقيع على ميثاقها في مدينة بيروت 9 يناير/كانون الثاني 1968، بين كل من المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا.
واتفق الأعضاء المؤسسون على أن تكون الكويت مقرًا للمنظمة، التي كان ظهورها في ذلك الوقت إنجازا عربيًا مهمًا، في ظل سيادة ظروف الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وما أحدثته من صدمة في الوجدان العربي.
وتجمع دول أوابك روابط تقليدية وتاريخية عميقة مثل اللغة والتاريخ والدين والمصير المشترك، كما تجمعها مصالح اقتصادية مرتبطة بالصناعات النفطية بصورة مباشرة، ما يجعلها من أكثر الكيانات الإقليمية تجانسًا على مستوى العالم.
أهداف المنظمة
برزت حاجة الدول العربية المصدرة للنفط إلى آلية ترسي أسس التعاون فيما بينها وتدعمها في المجالات الاقتصادية، وتختص دون غيرها بشؤون النفط لأهميته الكبرى وإسهاماته العالية في الدخل الوطني لكل دولة، ولتأثيره في مختلف قراراتها محليًا وقوميًا ودوليًا.
استنادًا إلى هذه العوامل الجامعة، بادرت الدول الـ3 (السعودية والكويت وليبيا) إلى إنشاء المنظمة، وقد حددت المادة الثانية من اتفاقية إنشاء (أوابك) أهدافها الرئيسة، في تعاون الأعضاء بمختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة النفط وتحقيق أوثق العلاقات فيما بينها في هذا المجال.
كما تضم الأهداف تقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالح أعضائها المشروعة في هذه الصناعة، مع توحيد الجهود لتأمين وصول النفط إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومعقولة، وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمريْن في صناعة النفط لدى الدول الأعضاء.
عدد أعضاء أوابك وشروط الانضمام
أثبتت النواة الأولى لأوابك قابليتها للاستمرار وللتوسع، إذ انضمت إلى عضويتها في عام 1970 كل من الجزائر، وقطر، والإمارات، والبحرين.
وحرصًا من الدول الأعضاء على تدعيم المنظمة، بإفساح المجال لأكبر عدد من الدول العربية للانضمام إليها، وتوثيق روابط المصلحة المشتركة بين أعضائها، فقد اتُّفق في مطلع ديسمبر/كانون الأول عام 1971 على تعديل أحد بنود المادة السابعة من اتفاقية إنشاء المنظمة.
ونص التعديل المتعلق بشروط قبول انضمام الأعضاء الجدد على “أن يكون النفط هو المصدر الرئيس والأساس لدخله القومي”، حتى يقبل ضمن أعضاء أوابك.
كما اشترط لقبول انضمام أي دولة عربية إلى المنظمة قبولها بأحكام اتفاقية إنشاء المنظمة وما يطرأ عليها من تعديلات، وأن يوافق مجلس الوزراء على انضمامها بأغلبية ثلاثة أرباع الأصوات، على أن يكون من بينها أصوات جميع الأعضاء المؤسسين.
وانضمت سوريا والعراق للمنظمة في عام 1972، ثم لحقهما انضمام مصر في العام التالي (1973)، في حين انضمت تونس عام 1982، وقررت الانسحاب من المنظمة لظروف خاصة في 1986، ولم يقر مجلس وزراء المنظمة الانسحاب، وترك لها الباب مفتوحًا لإعادة تفعيل عضويتها في أي وقت.
وتتكون المنظمة في الوقت الحالي من 11 دولة عربية مصدرة للنفط، هي: الإمارات، والبحرين، والجزائر، والسعودية، وسوريا، والعراق، وقطر، والكويت، وليبيا، ومصر، وتونس.
ويشرف على أوابك مجلس الوزراء الدول المشاركة، الذي تنبثق عنه الأمانة العامّة، بقيادة الأمين العام (المهندس جمال اللوغاني حاليًا)، وتنبثق عنها إدارة الإعلام والمكتبة، وإدارة الشؤون المالية والإدارية، بالإضافة إلى المركز العربي لدراسات الطاقة، الذي تندرج تحته إدارتان: الفنية، والاقتصادية.
الشركات التابعة لمنظمة أوابك
هناك 5 شركات تابعة للمنظمة، هي: الشركة العربية البحرية للبترول، والشركة العربية لبناء وإصلاح السفن، والشركة العربية للاستثمارات البترولية، والشركة العربية للخدمات البترولية، ومعهد النفط العربي للتدريب.
ووقّعت اتفاقية إنشاء الشركة العربية البحرية لنقل البترول في مايو/أيار عام 1972، واتخذت دولة الكويت مقرًا لها، في حين وقعت اتفاقية إنشاء الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، في عام 1973، واتخذت من مملكة البحرين مقرًا لها.
كما وقعت اتفاقية إنشاء الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) في عام 1974، واُختيرت مدينة الخبر السعودية مقرًا لها، قبل أن يتغير الاسم إلى “الصندوق العربي للطاقة“.
أما الشركة العربية للخدمات البترولية فقد وقع اتفاقها عام 1975، ومقرها في مدينة طرابلس بدولة ليبيا، في حين وقعت اتفاقية إنشاء معهد النفط العربي للتدريب في مايو/أيار 1978 ومقره مدينة بغداد في العراق.
احتياطيات النفط والغاز
تستحوذ منظمة أوابك على أكثر من 54% من الاحتياطي العالمي للنفط، وتنتج نحو 28% من الإنتاج العالمي حاليًا.
وتمتلك المنظمة احتياطيات مؤكدة من النفط الخام بنحو 715.5 مليار برميل بنهاية عام 2021، مقابل 715.9 مليار برميل عام 2020، لتسجّل تراجعًا طفيفًا على أساس سنوي.
ويوضح الرسم التالي احتياطيات أوابك من النفط الخام بين عامي 2017 و2021:
كما تمتلك المنظمة احتياطيات مؤكدة من الغاز بلغت 55.46 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2021، مقابل 55.01 تريليون متر مكعب في 2020، كما يرصد الرسم التالي:
وتستحوذ دول أوابك على نسبة تبلغ 26.8% من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة عالميًا، بحسب أحدث البيانات المتاحة.
أنشطة المنظمة
تنشر أوابك العديد من التقارير الدورية، وتعقد ندوات ومؤتمرات على مدار العام، ومن أبرز التقارير: تقرير الأمين العام السنوي، والتقرير الإحصائي السنوي، والنشرة الشهرية، ومجلة النفط والتعاون العربي.
هذا بالإضافة إلى تقارير أخرى عن تطورات النفط والغاز في أسواق الطاقة العالمية، ومنها التقرير ربع السنوي حول تطورات الغاز المسال والهيدروجين عربيًا وعالميًا.
كما تصدر المنظمة معجم الطاقة وتقارير دورية لتعزيز الثقافة النفطية في الوطن العربي، بالإضافة إلى تقارير الحقائق والمعلومات والمؤشرات المختصرة.
مؤتمر الطاقة العربي أبرز الفعاليات
يُعد مؤتمر الطاقة العربي من أبرز الفعاليات التي تحرص أوابك على تنظيمها بصورة دورية كل 4 سنوات بعد أن كان في البداية كل 3 سنوات.
ويستهدف المؤتمر تعزيز التعاون والتشاور مع الدول العربية غير الأعضاء في المنظمة عبر دعوة ممثليها للانضمام إلى الاجتماع الذي يُعقد في إحدى العواصم العربية دوريًا.
وبدأت فكرة عقد المؤتمر بقرار مجلس وزراء أوابك في شهر مايو/أيار 1977، بهدف الإسهام في إيجاد إطار مؤسسي للأفكار والتصورات العربية حول قضايا النفط والطاقة، لبلورة رؤى متوائمة بشأنها، وتنسيق العلاقات بين المؤسسات العربية العاملة في النشاطات المرتبطة بالطاقة والتنمية.
كما يهدف المؤتمر إلى دراسة الاحتياجات العربية من الطاقة حاضرًا ومستقبلًا، وبحث وسائل تلبيتها، بالإضافة إلى التعرف على الإمكانات العربية المتوفرة، والجهود المبذولة لتطوير مصادر الطاقة والتنسيق بين هذه الجهود وتطويرها.
وعقد مؤتمر الطاقة العربي 12 مرة حتى الآن، أولها كان في مارس/آذار 1979 بمدينة أبوظبي، وآخرها في مدينة الدوحة عاصمة قطر في ديسمبر/كانون الأول 2023.
بينما عُقدت المؤتمرات الأخرى في قطر (1982)، والجزائر (1985)، والعراق (1988)، ومصر (1994)، وسوريا (1998)، ومصر (2002)، والأردن (2006)، وقطر (2010)، والإمارات (2014)، والمغرب (2018).
التعاون الدولي
تتعاون أوابك مع عديد من الهيئات والمؤسسات الدولية العاملة في مجال الطاقة ومنها: وكالة الطاقة الدولية، ومنتدى الطاقة الدولي، والوكالات المتخصصة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، خاصة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.
كما تتعاون شرقًا مع المركز الياباني للتعاون البترولي JCCP، ووزارة الطاقة في جمهورية الصين الشعبية، وتشارك بصورة مستمرة في مؤتمر التعاون العربي الصيني.
كما دأبت أوابك على المشاركة في فعاليات كبرى الجامعات والمؤسسات العلمية العلمية، إذ تحرص دائمًا على حضور ندوة أكسفورد للطاقة منذ الندوة الأولى التي عقدت في جامعة أكسفورد في سبتمبر/أيلول 1979 وحتى الآن.
وتُعد هذه الندوة منبرًا سنويًا للحوار العلمي حول قضايا الطاقة، برعاية (أوابك)، ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وكلية سانت كاثرين – جامعة أكسفورد.
كما شاركت المنظمة في تأسيس ودعم معهد أكسفورد لدراسات الطاقة الذي أنشئ في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1982، بالتعاون مع منظمة أوبك، وهو معهد لأبحاث الطاقة مرتبط بجامعة أكسفورد، ويختص بالجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لقضايا الطاقة، مع التركيز على متطلبات البلدان النامية، بما فيها البلدان المصدرة للنفط.
المصدر : https://attaqa.net/2021/03/18/%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d8%a7%d8%a8%d9%83-oapec%d8%9f/