ترى الصين أن أفريقيا منصة للتعاون وليس منصة للتنافس والصدام”، هكذا تعبر الصين عن علاقاتها بالقارة السنوات عدة تشكلت عن الصين نظرة نمطية هي أن اهتماماتها الخارجية تتمحور حول العالم الصيني الذي يقع في شرق آسيا، وإذا كان هذا التصور صائبا لمدة ماء فإنه لم يعد كذلك في السنوات الأخيرة، إذ بدأت الصين تتحرك بعيدا عن عالمها القديم وتدق أبواب عالمها الجديد بقوة من أجل توسيع نفوذها وخياراتها وإيجاد بدائل السياساتها، فاختارت بذلك القارة الأفريقية لتكون منطلقا التها نحو تحقيق مصالحها الاستراتيجية من جهة، وزيادة نفوذها من جهة أخرى، وفي سبيل ذلك تعتمد الصين على وسائل اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية وثقافية من أجل إنجاح استراتجيتها في أفريقيا.
فانطلاق الصين نحو عالمها الأفريقي بدأ بعد أن أصبح اقتصادها قويا، ولكنه كان ولايزال بحاجة إلى أفريقيا الاستعمال شروط بنائه وتعزيز قوته ليصبح أصلب عودا وأشد قوة ؛ وهذا ما تحقق، إذا مهدت له أفريقيا بمواردها وإمكانياتها الاقتصادية السبل البلوغ مجالات التفوق الذي احتاج إلى سنوات طويلة وجهودا من الجانبين، وإذا كانت أفريقيا فتحت آفاقا جديدة للصين لتحقيق أحلامها وطموحاتها وأهدافها، فإن الأخيرة ساعدتها ووقفت إلى جانبها في مواضيع شتي تتميئا لجهودها واحتراما المواقفها الإيجابية، وقد دفع هذا التوافق القيمي والمصلحي للطرفين في الانخراط في سلسلة من النشاطات والمبادرات.
رابط المصدر: