محاولة اغتيال دونالد ترامب وتداعياتها على سباق الانتخابات الأمريكية 2024

هناك أحداث قادرة على أن تصنع فرق وتعيد ترتيب المشهد من جديد، ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المفترض للرئاسة دونالد ترامب في 13 يوليو، هي واحدة من تلك اللحظات التي ستشكل ما تبقى من مسار الحملة الرئاسية، وقد تساعد في تعزيز فرصه على الرئيس جو بايدن، خاصة أن هذا التطور يأتي في مرحلة حرجة تعيشها الولايات المتحدة قبيل انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل، التي تسيطر على المشهد الأمريكي وتزيد من حالة الاستقطاب السياسي في البلاد.

كان للحدث ردود فعل واسعة داخل وخارج الولايات وصلت لوصف البعض بأن هذه اللحظة حسمت مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب. بعد أن رسمت محاولة الاغتيال، ترامب على أنه مناضل سياسي يجسد التحدي، وجهه ملطخ بالدماء وقبضته مرفوعة عاليا بينما يرفرف العلم الأمريكي في الخلفية، بعد أن نجا من الهجوم، ليزداد إعجاب الجمهوريين برد فعله، مؤكدين أن محاولة الاغتيال كانت أحدث معركة في حربه لإنقاذ الولايات المتحدة، وسوف يهيمن هذا التأطير الآن على الحملة الانتخابية. على الجانب الآخر من الصورة، يقف الرئيس بايدن الضعيف العاجز المترهل ذهنياً، الذي ينسى الأسماء ويتلعثم عند كل ظهور علني، ويناشده كبار أعضاء حزبه التنحي عن السباق.

لهذا، يعد الهجوم أخطر محاولة لاغتيال رئيس أو مرشح رئاسي منذ محاولة اغتيال رونالد ريجان في عام 1981. ويسلط الضوء من جديد على المخاوف المتعلقة بالعنف السياسي في الولايات المتحدة التي تعاني من الاستقطاب الشديد قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، وقبل يوم من تسمية ترامب رسمياً باعتباره المرشح الجمهوري في مؤتمر الحزب الجمهوري. وقد يؤدي ذلك إلى تغيير أجواء وموقف الأمن في المؤتمر الوطني الجمهوري، الذي سيبدأ يوم الاثنين 15 يوليو في ميلووكي.

محاولة اغتيال ترامب

نجا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال بعد إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وإطلاق أعيرة نارية من مسافة تبعد نحو 150 مترا، باتجاه المنطقة التي كان يتحدث فيها. أصابت أذنه اليمنى، في حادث صنفته وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة بأنه “محاولة اغتيال”.

كان السطح الذي يقف عليه مطلق النار على بعد أقل من 150 مترا من المكان الذي كان يتحدث فيه ترامب، وهي مسافة يمكن أن يصيب منها قناص جيد هدفا بحجم الإنسان. وأشارت المعلومات المتداولة أن 150 مترًا هي المسافة التي يجب على المجندين في الجيش الأمريكي أن يصيبوا منها صورة بحجم إنسان، باستخدام بندقية (M-16)، والمسلح كان يحمل بندقية “AR-15″، التي تعتبر النسخة شبه الآلية للبندقية العسكرية “M-16”.

تعتبر البندقية التي تم استخدامها في محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، واحدة من أشهر الأسلحة النارية التي لها شعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي يسيرة التكلفة وخفيفة الوزن وشبه أوتوماتيكية، مما يعني أنها يمكن أن تطلق عدة طلقات بسرعة. ولعبت دورًا كبيرًا في العديد من جرائم القتل والاغتيال والجرائم الجماعية على مدار السنوات الماضية، وبسببها تأسست حركات تطالب بمنعها من يد المدنيين.

وكشف مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي، عن هوية الشخص المتورط في محاولة اغتيال ترامب، حيث أوضح أن مطلق النار هو توماس ماثيو كروكس، وفيما يلي بعض المعلومات المتوفرة عنه:

  • مسجل كناخب جمهوري في ولاية بنسلفانيا، عمره 20 عامًا، وهو ما يعني أن انتخابات عام 2024 كانت فرصته الأولى للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
  • من بيتيل بارك في بنسلفانيا (70 كم) من بتلر موقع التجمع الانتخابي لترامب.
  • قدم تبرعاً واحداً بقيمة 15 دولاراً لصالح Progressive Turnout Project وهي مجموعة وطنية تحشد الديمقراطيين للتصويت، وهي تابعة إلى لجنة العمل السياسي غير الربحية ActBlue، التي تجمع الأموال للساسة ذوي الميول اليسارية والديمقراطيين، في 20 يناير2021، يوم تنصيب الرئيس جو بايدن.
  • تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، مقطعاً مصوراً للمتهم بمحاولة اغتيال ترمب يقول فيه “أنا أكره ترمب وأكره الجمهوريين”.
  • تم قتله برصاص عملاء الخدمة السرية.

تداعيات الحادث على المشهد الانتخابي

تعزيز فرص ترامب في الانتخابات: إذا كان التاريخ يخبرنا بشيء، فإن محاولة اغتيال ترامب لن تؤدي إلا إلى زيادة دعمه، حيث ارتفعت شعبية الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان، بعد تعرضه لإطلاق نار في مارس 1981. وهو الدعم الذي ساعده على المضي قدمًا في مجموعة من السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي كان من شأنها آنذاك أن تُحدد هوية البلاد لعقود قادمة.

ومن المفترض أن يعزز مشهد محاولة الاغتيال الحالية من فوز ترامب في الانتخابات، وتجعل طريقه نحو البيت الأبيض أكثر سهولة، حيث أن تداعيات الحادث ستعزز رواية ترامب بأنه ضحية، مما يدفع بعض الناخبين المترددين إلى الاحتشاد في صفه. كما أشارت استطلاعات الرأي إلى ارتفاع فرص ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 بنسبة 10 نقاط مئوية عقب محاولة اغتياله، وبات يتقدم الآن بنسبة 68% للفوز بالانتخابات الرئاسية.

على جانب آخر، ظهرت بعض الدعوات من النواب الجمهوريين لاستغلال الحادث وإسقاط التهم عن ترامب، وقال السناتور مايك لي (جمهوري من يوتا)، في بيان مشترك مع مستشار الأمن القومي السابق لترامب، إن بايدن يجب أن يأمر على الفور المدعين العامين بإسقاط التهم الفيدرالية ضد ترامب كجزء من الجهود الرامية إلى خفض درجة الحرارة السياسية.

زيادة الانقسام السياسي: الصورة التي انتشرت بعد الحادثة للرئيس السابق ملوحا بقبضته والدم يلطخ جانبا من وجهه، وحوله أربعة من حراسه السريين، ستكون علامة واضحة لزيادة الانقسام السياسي. فمحاولة الاغتيال ألهبت مشاعر الجمهوريين وزادت من جرأتهم، حيث أثنوا على الرئيس السابق. كما أنها أسكتت الديمقراطيين الخائفين من العنف السياسي، وتراجع حظوظهم السياسية في الانتخابات المقبلة. فبعد دقائق من إطلاق النار على ترامب والطريقة التي رد فيها على المحاولة، تحول موقف الجمهوريين من إعجاب إلى احتفال. وقال السناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس، المحتمل أن يكون نائب ترامب، بعد إطلاق النار إن خطاب بايدن كان مسؤولا. وتم تشديد الإجراءات الأمنية في برج ترامب. وتشير بعض التحليلات أن ترامب أجج نيران العنف السياسي والانقسام من أجل مكاسب سياسية، ستؤدي إلى تفاقم الاستقطاب في أمريكا بخطابه المنحاز.

دعم مؤتمر الحزب الجمهوري: من المقرر أن يبدأ مؤتمر الحزب الجمهوري في الفترة من 15 إلى 18 يوليو في ميلووكي، حيث سيتم إضفاء الطابع الرسمي على ترشيح ترامب والكشف عن اختياره لمنصب نائب الرئيس. ومن المرجح أن يحظى خطاب ترامب في المؤتمر بنسب مشاهدة عالية، حتى لو كان ذلك بدافع الفضول والتعاطف فقط. ومن المتوقع أن يجد دعم حماسي من مؤيديه وتصويره على أنه بطل تحدى الموت.

كما دفع الحادث الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك إلى تحويل وجهة نظره بعدم دعم أي مرشح في الانتخابات الأمريكية والإعلان عن دعمه الكامل لترامب قائلاً “أؤيد الرئيس ترامب بشكل كامل وآمل أن يتعافى سريعاً”، وشبه ماسك ترامب بالرئيس الأمريكي السابق ثيودور روزفلت معلقاً “آخر مرة حظيت أمريكا بمرشح قوي لهذا الحد كان ثيودور روزفلت”. من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي سام ألتمان “أنا سعيد جداً لأن الرئيس ترامب آمن”.

توجيه الاتهام للرئيس بايدن: سرعان ما ألقى العديد من الجمهوريين باللوم في أعمال العنف على بايدن وحلفائه، بحجة أن الهجمات المستمرة على ترامب تعتبر تهديدا للديمقراطية وخلقت “بيئة سامة”. وأشاروا بشكل خاص إلى تعليق أدلى به بايدن للمانحين في الثامن من يوليو الجاري، قال فيه “حان الوقت لوضع ترامب في مركز الهدف”. وأكدوا أن الفرضية الأساسية التي تقوم عليها حملة بايدن هي أن الرئيس ترامب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن، وقد أدى هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب. كما نشر النائب مايك كولينز (جمهوري من جورجيا)، نظريات مفادها أن جو بايدن أرسل الأوامر بإطلاق النار.

ولإدراك بايدن خطورة الموقف سابق الزمن واتصل بترامب عقب الحادث. وأعلن البيت الأبيض في بيان: “هذا المساء، تحدث الرئيس بايدن إلى الرئيس السابق ترامب، وأن بايدن سيتلقى من مسؤولي إنفاذ القانون إحاطة مُحدثة بشأن الواقعة”. وعقب محاولة الاغتيال، قررت حملة بايدن تعليق جميع أشكال التواصل السياسي، بما في ذلك الإعلانات التي تهاجم ترامب ردا على خطورة الحادث. ومن المحتمل ألا يرغب الديمقراطيون في أن يُنظر إليهم على أنهم يستهدفون ترامب في هذه اللحظة الحساسة.

تآكل مصداقية الليبراليين: ‎إغفال الليبراليين السابق لتحذيرات ترامب بأنه قد يكون مستهدفا بمؤامرة اغتيال سيزيد من تآكل مصداقيتهم. هذا الحادث، الذي يثبت وجود تهديد حقيقي، يمكن أن يقدم كتأكيد لتحذيرات ترامب، مما يلقي بظلال من الشك على قدرة الليبراليين على الاعتراف ومعالجة المخاوف الأمنية بجدية. كما يوفر الحادث فرصة لترامب للتأكيد على موضوعات القانون والنظام، وهي عنصر رئيسي في حملاته السابقة. يمكنه أن يجادل بأن رئاسته حاسمة للحفاظ على الأمن والاستقرار، مما يجذب الناخبين القلقين من العنف المتزايد في الولايات المتحدة.

تاريخ طويل من محاولات الاغتيال في أمريكا

تعرض عدد من رؤساء الولايات المتحدة الـ 46 لمحاولات اغتيال، نجحت 4 منها فقط، آخرها محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة دونالد ترامب.

أبراهام لينكولن

  • كان أبراهام لينكولن أول رئيس يتعرض للاغتيال، حيث أطلق عليه جون ويلكس بوث النار في 14 أبريل1865، بينما كان مع وزوجته ماري تود لينكولن يحضران عرضاً في مسرح فورد في واشنطن. وحسب التحقيقات كان سبب اغتياله دعمه لحقوق السود أثناء الحرب الأهلية، وخلفه نائبه أندرو جونسون.

جيمس غارفيل

  • أما ثاني رئيس أمريكي يُغتال فهو جيمس غارفيلد الذي قتل بعد 6 أشهر من توليه منصبه، عندما كان في محطة قطار في واشنطن في 2 يوليو 1881، عندما أطلق عليه تشارلز جيتو النار. ومات الرئيس متأثر بإصابته بعد أسابيع طويلة، في سبتمبر1881، وخلفه في المنصب نائبه تشيستر آرثر.

ويليام ماكينلي

  • أُطلِق النار على الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي بعد إلقائه خطاباً في بوفالو في 6 سبتمبر1901، عندما كان يصافح مؤيدين له، ورغم أن الأطباء توقعوا نجاته، لكن “الغرغرينا” أو التعفن استفحل في جسمه، وتوفي في 14 سبتمبر1901 بعد 6 أشهر من بداية ولايته الثانية وخلفه نائبه ثيودور روزفلت.

جون كيندي

  • تعرض الرئيس جون كيندي لإطلاق نار عندما كان يزور دالاس في نوفمبر1963 برفقة السيدة الأولى جاكلين كينيدي.
  • ونقل كينيدي على عجل إلى مستشفى باركلاند التذكاري، حيث توفي هناك بعد فترة وجيزة وخلفه في الرئاسة نائبه ليندون جونسون، الذي أدى اليمين الدستورية في غرفة مؤتمرات على متن الطائرة الرئاسية وهو الرئيس الوحيد الذي أدى اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة على متن طائرة.

جيمي كارتر

  • ألقت شرطة لوس أنجليس في 5 مايو 1979 القبض على متسكع اسمه ريموند لي هارفي، خارج مركز تسوق سيفيك في المدينة قبل 10 دقائق فقط من إلقاء الرئيس جيمي كارتر كلمته هناك. وكان يحمل مسدساً وعدة مخازن، وزعم هارفي أنه عضو في خلية خططت وسعت لاغتيال كارتر.

رونالد ريجان

  • كاد الرئيس رونالد ريجان يُقتل في 30 مارس1981 عند خروجه من فندق في واشنطن، إذ أطلق عليه جون هينكلي جونيور النار. وأصابه ريجان في صدره لكن الفرق الطبية التي أسعفته أنقذت حياته.

بيل كلينتون

  • كان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون هدفاً لعدة محاولات اغتيال بينها 3 في 1994. حيث سعى رونالد جين باربور إلى اغتيال الرئيس أثناء ممارسته رياضة المشي التي كان يواظب عليها يومياً.
  • وفي وقت لاحق من السنة نفسها أسقط فرانك يوجين كودور طائرته الصغيرة في حديقة البيت الأبيض في محاولة لاغتيال كلينتون وفقاً لصحيفة “نيوريوك تايمز”، حيث قُتل في الحادث.
  • وبعد شهر، أطلق فرانسيسكو مارتن دوران عدة طلقات على حديقة البيت الأبيض، لكن مجموعة من السياح، هجمت عليه وأسقطته أرضاً، ومن ثم اعتقلته السلطات.

جورج بوش الابن

  • أطلق الموظف السابق في دائرة خدمات الإيرادات الداخلية روبرت بيكيت الذي كان يعاني من أمراض نفسية عدة طلقات على البيت الأبيض في فبراير 2001 قبل أن يصيبه أحد ضباط الحماية في الركبة خلال تبادل النار معه.
  • وفي 2006 وحين كان الرئيس برفقة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في العاصمة الجورجية تبليسي، رمى أحد القوميين الجورجيين قنبلة يدوية على الرئيسين والمسؤولين الآخرين، لكنها لم تنفجر.

بارك أوباما

  • خلال ترشح باراك أوباما للرئاسة في 2008 خطط بول شيلسمان ودانيال كاورت لقتل 102 أمريكي من ذوي الأصول الأفريقية. وكان أوباما واحداً منهم، لكن الشرطة استطاعت اعتقالهما قبل تنفيذ خطتهما بوقت طويل.
  • وفي 2011 أطلق أوسكار راميرو أورتيغا هيرنانديز النار على البيت الأبيض، لكنه سبب حادثاً خلال فراره بالسيارة، واعتقلته الشرطة وزعم هيرنانديز أن أوباما كان ضد المسيح وحكم عليه بالسجن بـ25 عاماً.
  • وفي أبريل 2013 اكتشف في رسالة إلى أوباما، سم الريسن. وحكم على مرسلها جيمس إيفيرت دوتشكي بالسجن 25 عاماً.
  • وفي 2015 كشفت شبكة “سي.إن.إن” اعتقال أبرور حبيبوف، و عبد الرسول جورابيوف، وأخرور سيد أخماتوف بتهم التخطيط لاغتيال أوباما، والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي.

ختامًا، من المتوقع أن تحشد محاولة الاغتيال الفاشلة لترامب الأمة الأمريكية خلفه، وقد تدفعه إلى النصر الكامل في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، وهو ما تشير إليه استطلاعات الرأي الآن في الولايات المتحدة، واعتبار محاولة اغتيال ترامب هي بمثابة تذكير صارخ بأن لحظة واحدة رائدة يمكن أن تقلب حملة عاصفة رأسًا على عقب.

 

المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/81999/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M