في القرن الواحد والعشرون كانت الحاجة الانسانية تقتصر على الطعام والشراب والقراءة والكتابة البسيطة عند القلة من الناس، كما الحاجة الى الدواء، ولعل هذه الامور كانت ترهق الانسان وتأخذ حيزاً كبيراً من تفكيره، ومع مرور الوقت تعقدت الحياة وتزايد مع ذلك التعقيد احتياجات الانسان، فلم ينفع انه يقرأ ويكتب ويمارس وظيفة بسيطة توفر له قوت يومه فقط بل المطلوب مواكبة التقدم التكنولوجي والافادة من مزاياه الكبيرة، فالملاحظ ان الكثير من الناس وحتى الشباب منهم يصنفون على انهم اميون تقنيون وهذه هي احدة مشكلات الانسان المعاصر.
نستطيع تعريف الامية التقنية بأنها غياب الخبرة في التعامل مع الآلات والأجهزة والمخترعات الحديثة بسبب عدم معرفة إمكانات وحدود التعامل معها، فمع ما نراه اليوم في مجتمعنا من استخدام مفرط للتقنية يصاحبه جهل كبير، هذا الجهل يتمثل في أمن الأفراد وجهلهم في مدى الضرر، الذي من الممكن أن يلحق بهم بسبب هذه التقنيات. التي تستخدم بشكل يومي او شبه يومي.
الذي دفعني للكتابة في هذه المشكلة هو انني في يوم ما كنت مدرساً في احدى الجامعات العراقية وكان لي زملاء تفوق اعمارهم النصف من عمري تقريباً وعند زيادة معرفتي بهم وجدتهم يتعكزون على المادة العلمية التي وضعت الوزارة منذ زمن بعيد دونما يسعون الى التعديل عليها، اضافة الى افتقارهم لابسط مقومات التقنية فأغلبهم لايقدر على تشغيل جهاز العرض المعروف بالـ(داتشو) مما يجعلهم ممسكين بأروارقهم التي تحتوي المحاضرات في زمن وصل فيه التعليم في البلدان المجاورة الى مستويات متقدمة جداً.
جميعنا نتفق ان الجهل هو مصدر كل الازمات والمصاعب التي تواجه الانسان على مر العصور، فما رأيت جاهلا الى كان سبباً في مشكلة او معيق لتقدم او انه لا يسهم في التطور في أي مجال على اقل تقدير، والمؤسف جداً ان امة اقرأ تأخرت كثيراً تقنياً رغم انها من الامم السباقة في المعرفة، ولا اعرف بصراحة ان كانت هذه لعنة عليها ماذا؟، وجميعنا يتفق ايضاً ان اولى خطوات الارتقاء بأمة او شعب او جماعة هو زيادة مهاراتها الحياتية ومنها المهارات التقنية.
اهمية التقنية للانسان
اهمية الاطلاع التقني لمغادرة الامية في هذا المجال تأتي من ضرورة إن امتلاك مهارات تقنية أساسية هو صنع النار الجديد يعني (صناعة فرص جديدة)، وهذا لا يعني فقط معرفة كيفية استخدام الماوس أو تنزيل تطبيق، فمثل هذه الامور باتت البديهيات في المستوى الأول التي يحتاجها كل شخص اليوم والتي يعني اجتيازها بالضرورة تحقيق الدرجات لتحقيق أقصى استفادة من العالم الحديث.
كما ان اهمية اتقان الانسان للتقنية هو امتلاكه لسلاح اضافي لا يقل اهمية عن سلاح الشهادة الاكايمية التي حصل عليها، فمن المهم جدا ان يعرف المدرس ان ينظم محاضراته بحاسوب في برنامج (البور بوينت) او (الوورد) لشرحه لطلبته في الصف عبر شاشة عرض كبيرة تسهل في اكتساب المادة العلمية على اعتبار انه اشرك حواس طلبته في التعلم.
كذلك المهندس يحتاج الى اتقان العمل جهاز الحاسوب لعمل الخرائط الالكترونية وانشاء حساب الكتروني للترويج لعمله الذي يقد يكون باب رزقه الوحيد والذي يختلف فيما امتلك معرفة الكترونية ام لا، فأنا شخصياً تعاملت مع احد المهندسين كان ذو فكر وقاد جدا لكنه لازال يرسم الخرائط على الورق بقلمه الرصاص مما يعني انه امياً تقنياً وهو بذا لا يستخدم كل مؤهله العلمي لخدمة وظيفته والناس ايضاً.
وجميعنا بعد الاعتداءات التي نشأت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي صار لازماً علينا ان نمتلك ولوقدر بسيط من التقنية لحماية انفسنا وخصوصيتنا من هذا التهديد الذي يأتي على صور اختراق وابتزاز وغيرها من صور التجاوزات اللا انسانية، اذا ان معرفتنا الرقمية ستضعنا في دائرة الامن السيبراني التي يصعب اختراقها وبذلك نحن امنون، تلك ابرز صور الافادة من التقنية المعلوماتية التي بدونها نحن اميين في المهارة التقنية.
المصدر : https://annabaa.org/arabic/education/37481