مخاطر التغيرات المناخية تتزايد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ضرورة اتباع نهج الزراعة الذكية مناخيًّا، الذي يتضمن بعض التقنيات مثل الروبوتات والحصاد الآلي والتقنيات البيولوجية والكيميائية؛ للمساعدة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ذات المصدر الزراعي والتكيُّف مع تغيُّر المناخ ومكافحة الأعشاب الضارة ومسبِّبات الأمراض، واستخدام البيانات الضخمة التي تحدد اتجاهات المناخ وتقدم تنبؤات أكثر دقةً حول التغيرات المناخية…

يحتفل العالم اليوم -“الأربعاء”، 5 يونيو”- باليوم العالمي للبيئة تحت شعار “أرضنا مستقبلنا”، في محاولة لدق ناقوس الخطر حول “التهديدات المتزايدة التي تواجه النظم البيئية في جميع أنحاء العالم”.

ووفق ما أوردته منظمة الأمم المتحدة، فإن “حوالي 40% من أراضي كوكب الأرض متدهورة، مما يؤثر تأثيرًا مباشرًا على حوالي نصف سكان العالم، كما زاد معدل مدة الجفاف بنسبة 29% منذ عام 2000، ومن دون اتخاذ إجراءات عاجلة، قد تؤثر حالات الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050”.

وعلى مدى الفترات الماضية، نشرت “نيتشر ميدل إيست” سلسلةً من التقارير والأخبار التي تناولت التغيرات البيئية والمناخية، وتأثيراتها على مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي نعيد عرضها تزامنًا مع اليوم العالمي للبيئة.

فرص واعدة

فتحت عنوان “رغم العقبات.. فرص واعدة للتحول نحو الطاقة المتجددة”، نشرت “نيتشر ميدل إيست” خبرًا تناول دراسة نشرتها دورية “ساينس أوف ذا توتال إنفيرونمنت” (Science of the Total Environment)، مشيرةً إلى أن “يمكن لشبكات الروابط البينية أن تدعم التحول إلى الطاقة الخضراء في منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط”.

ونقلت “نيتشر ميدل إيست” عن “ثيودوروس خريستودياس” -الأستاذ المشارك في تخصص نمذجة نظام الأرض، والمؤلف الرئيسي للدراسة- قوله: “إن الطاقة المتجددة، وخاصةً الطاقة الشمسية، تبرز كمنارة أمل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة مستدامة، حيث تُعد الطاقة المتجددة بمنزلة نعمة مزدوجة، إذ تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري مع توفير حل للطاقة مستدام وصديق للبيئة”.

تحذيرات

كما حذر خبر نشرته “نيتشر ميدل إيست” من تزايُد تعرُّض كبار السن للحرارة الشديدة في أفريقيا وآسيا، موضحًا أنه “من المتوقع أن يتعرض حوالي 246 مليونًا من كبار السن لخطر الحر الشديد، بحلول عام 2050، خاصةً في آسيا وأفريقيا”، وفق دراسة نشرتها دورية “نيتشر كميونيكيشنز” (Nature Communications).

وأكد “جياكومو فالتشيتا” -الخبير بمجال الطاقة والبيئة في المركز الأورومتوسطي لتغيُّر المناخ بإيطاليا، وقائد فريق البحث- في تصريحات لـ”نيتشر ميدل إيست” ضرورة اتخاذ “مجموعة من التدخلات لمواجهة التحدي المتنامي للتعرض للحرارة، تتضمن توفير المياه النظيفة والرعاية الصحية، وتوعية الجمهور حول التكيف مع الحرارة، ودعم استخدام أجهزة التبريد، وزيادة المساحات الخضراء في المدن”.

وفي سياق متصل، نشرت “نيتشر ميدل إيست” خبرًا حمل عنوان “تغيرات أكثر تطرفًا في أنماط المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

ووفق تصريحات نقلتها “نيتشر ميدل إيست” عن “ديانا فرنسيس” -أستاذ علوم الأرض المساعد في جامعة خليفة بالإمارات، والمؤلفة الرئيسية للدراسة- فإن “توسع المناطق الرطبة على جانبي خط الاستواء يعني أن البلدان الواقعة في المناطق شبه الاستوائية الحالية ستشهد مزيدًا من المناخ الاستوائي في المستقبل مع زيادة هطول الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة”.

المناخ الحضري

ونشرت “نيتشر ميدل إيست” تقريرًا مجمعًا تحت عنوان “الأرض تبحث عن حماية أبنائها”، تناول أهمية الحفاظ على البيئة بالتزامن مع “اليوم الدولي لأمنا الأرض”، محذرةً من أن “نقص التمويل يعقِّد التزامات المناخ الحضري”.

وتناولت “نيتشر ميدل إيست” دراسةً نشرتها دورية “إيرثز فيوتشر” (Earth’s Future)، محذرة من أن “شح المياه يهدد واحات العالم بالتصحر.. وأن غزو الرمال أحد أهم عوامل الخطر التي تتحكم في نمو الواحات وانكماشها في الشرق الأوسط”.

وأوضح دونج وي جواي -الباحث في علوم الأرض في الأكاديمية الصينية للعلوم، والمؤلف الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ”نيتشر ميدل إيست” أنه “نظرًا للآلية الفريدة لتشكيل الواحات، فإن الحوض الجوفي عادةً ما يغذي واحات متعددة تمتد عبر العديد من البلدان، لذا يمثل التعاون عبر الحدود عنصرًا أساسيًّا في معالجة ندرة المياه وتعزيز التنمية المستدامة، وتوفر هذه الدراسة دعمًا للبيانات وأساسًا علميًّا، وتعمل بوصفها مرجعًا مهمًّا لتعزيز التعاون في مجال الموارد المائية العابرة للحدود”.

الزراعة الذكية مناخيًّا

وفي إطار البحث عن ضوء في نهاية نفق التغيرات المناخية المظلم، نشرت “نيتشر ميدل إيست” قصةً بعنوان ” أزمة الأرز المصري: الزراعة الذكية مناخيًّا تقدم الحلول”.

وأشار التقرير إلى أن “الأرز يُعد غذاءً رئيسيًّا للمصريين، إذ تعتبر مصر أكبر منتج للأرز في منطقة الشرق الأوسط، بما يمثل 1.25% من إجمالي الإنتاج العالمي، لكن زراعته تواجه تحدياتٍ متزايدة”.

وتناول التقرير دراسةً أعدها فريق بحثي مصري- صيني مشترك بعنوان “آثار تغير المناخ على غلات الأرز في دلتا نهر النيل في مصر”، موضحةً أن “جميع المحاصيل المصرية قد تشهد انخفاضًا في إنتاجيتها وزيادةً في احتياجات الري، وهو ما يعني زيادة الضغوط على إنتاج الأرز”.

وأضاف أن “تحديات المياه مع بناء سد النهضة الإثيوبي وزيادة حدة التغيرات المناخية قد تؤدي إلى تصحر حوالي 1.7 مليون هكتار من الأراضي المزروعة، وانخفاض غلة المحاصيل، وزيادة متطلبات الري، إضافةً إلى توقعات زيادة عدد السكان من 95 مليون نسمة في عام 2017 ليصل إلى 115 مليون نسمة بحلول عام 2030”.

ونقلت “نيتشر ميدل إيست” عن السيد أحمد محمد الصادق -المدرس بقسم هندسة النظم الزراعية والحيوية بجامعة دمياط- قوله: إنه “تم رصد ارتفاع كبير في درجات الحرارة مع انخفاض كبير وقوي في متوسط هطول الأمطار السنوي على منطقة دلتا نهر النيل، خاصةً خلال خمسينيات القرن الحادي والعشرين وتسعينياته، وهذا من شأنه أن يقلل في المستقبل من إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية مثل الأرز في منطقة الدلتا”.

وأكد “الصادق” ضرورة اتباع نهج الزراعة الذكية مناخيًّا، الذي يتضمن بعض التقنيات مثل “الروبوتات” و”الحصاد الآلي” والتقنيات البيولوجية والكيميائية؛ للمساعدة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ذات المصدر الزراعي والتكيُّف مع تغيُّر المناخ ومكافحة الأعشاب الضارة ومسبِّبات الأمراض، واستخدام البيانات الضخمة التي تحدد اتجاهات المناخ وتقدم تنبؤات أكثر دقةً حول التغيرات المناخية، واستخدام أجهزة الاستشعار الدقيقة.

 

المصدر : https://annabaa.org/arabic/environment/39118

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M