عزيز ملا هذال
حين تطرق اسماعنا كلمة (نمو) نتصور التطور في الجسد بصورة عامة لكن الحقيقة ان النمو الجسدي يرافقه نمواً نفسياً وعقلياً وهذان النوعان من النمو لا يقلان اهمية عن النمو الجسدي وربما يزيدان عليه، فما هو النمو النفسي؟، وما هي مراحله؟، وما هي خصائص كل مرحلة؟
عرف علم النفس النمو على انه مجموعة التغيرات الفسيولوجية التي تتم بصورة تدريجية في حجم وشكل ووظائف الكائن الحي، مثل التغيرات التي تطرأ على الحجم والوزن والطول، أو التغيرات السلوكية والعقلية والاجتماعية للفرد والتي تتحكم في سلوكياته.
علم النفس النمو هو المعني بدراسة خصائص نمو الانسان وكيفية تغيرها على مدار حياته، وكيف يمكن ان تنعكس هذه على التطورات المعرفية والاجتماعية والعاطفية التي تحدث للبشر طوال حياتهم، وقد وضع علماء النفس النمو الطرق والاساليب التي يتطور بها الناس على تحقيق اهدافهم وفق إمكاناتهم، اذ ان العمل على تحقيق اهداف اكبر من امكانات الانسان وقدراته يعد تهوراً وبالتالي لن يأتي بما ينتظره الانسان او يخطط له لكونها خطط غير واقعية.
فهمنا لمراحل النمو الانساني يسهم في تسهيل عملية فهمنا للسلوك البشري وهو ما يزيد من امكانية التنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها ومحاولة منعها وهو جزء من العلاج الوقائي الذي يحاول عبره علم النفس ان يمنع الانسان الوقوع في الامراض والعلل النفسية كتدني احترام الذات، الاكتئاب، المزاجية العالية، القلق غير المبرر، الخوف غير المرتبط بسبب الانعزال، وما الى ذلك من الاعتلالات النفسية الكثيرة والمتنوعة بتنوع مسبباتها وطبيعة الاشخاص وتفاوتهم في البنى النفسية.
مراحل النمو في علم النفس
تقسم مدارس علم النفس وعلمائها مراحل النمو مراحل خمس، وتتسم كل مرحلة أو فترة من هذه الفترات بمعالم وسمات معينة وتحديات مختلفة منها تنتج سلوكيات مختلفة، وبصورة عامة مراحل النمو هي:
1- مرحلة الطفولة: في هذه المرحلة لا يمتلك فيها الانسان مستوى عال من الادراك العقلي الكامل وبذا هو يحتاج تغذية جسدية وفكرية وهو ما تقوم به في العادة الام وحين تغيب هذه التغذية سيحدث خلل في بينة الانسان، اما حين يحظى بهذه التغذية بعناية فأنه سيتمكن من بتطوير مشاعر الثقة بنفسه وبالآخرين وبالتالي سينمو نمواً صحياً يجني اثاره في المراحل العمرية القادمة، وتمتد هذه المرحلة من الولادة وحتى مرور 18 شهر وفيها يغرس في الطفل قرابة ال80% من قيمه واخلاقياته وطبائعه.
وتقسم الطفولة الى ثلاث مراحل اولها الطفولة المبكرة وهي بعد سنة من الولادة وفيها يبدأ النمو العقلي فتتكون لديه رغبة الاستكشاف واكتساب المهارات بالاستناد الى الارشاد الوالدي، بعدها تأتي الطفولة المتوسطة وتمتد من 3-5 وفي هذه المرحلة ينتقل من الاكتشاف الى الرغبة في التجريب هذا يتوقف على تشجيع الأهل، فإما أن يتم إحباطه أو تحفيزه، لتبدأ عنده رغبة الإبداع بالظهور، ثم تأتي الطفولة المتأخرة التي تمتد لعمر ال12 سنة وهنا يبلغ الادراك العقلي مراحل متطورة فيصبح الطفل بحاجة فعلية الى وضعه على سكة الحياة.
2- مرحلة المراهقة: في هذه المرحلة يشهد الفرد تغييرات شاملة على حياته العاطفية والجنسية والاجتماعية، وتبدأ معتقدات الإنسان وأفكاره بالميول نحو التقبل الاجتماعي والشعور بالرضا النفسي وهو ما يساهم في تكوين الذات الجوهرية للشخص ومعرفة ما يريده وما هي طموحاته وطريق مستقبله.
3- الرشد المبكر: يكتمل في هذه المرحلة يصل الانسان الى صهر المهارات المكتسبة ويصبح الآن ذا شأن في المجتمع حتى ولو بعمل بسيط وتتأثر حالته العاطفية بطريقة تعامله مع هذه المسؤوليات.
4- الرشد الناضج: في هذا الحالة يندفع الانسان للخروج من اطار الرغبات والقيام بواجبات للأجيال القادمة قد تكون ببساطة إنجاب أطفال أو وصولًا إلى الاهتمام بالأطفال والمراهقين وممارسة نشاطات اجتماعية اخرى.
5- الشيخوخة: في هذه المرحلة يمر الإنسان بحالة من اليأس نتيجة الشعور باقتراب لحظة الموت أو خسارة الزوج، يمر الانسان كذلك بحالة نفسية من مشاعر الرضا حول الذكريات أو خيبة الأمل، في الختام فهم الانسان للمراحل العمرية التي يمر به سيمنحه فهم لطرق العيش مما يغير من طرق تفكيره ونظرته للحياة.
.
رابط المصدر: