الملخص:
يتناول هذا البحث المعمق دراسة أحد أهم المشكلات القومية والأثنية العالقة في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا والمتعلقة بمستقبل ومصير الكُرد خاصة بعد التغيرات التي شهدتها المنطقة وبالتحديد سقوط نظام آل الأسد ومرور سوريا في الفترة الانتقالية التي نشهدها الآن. لذلك كان من الضروري جداً دراسة مشروع لحل القضية الكُرديّة في سوريا كسبيل لوضع حد للمعاناة التي طالت الكُرد على مدى العقود الماضية. يستعرض هذا البحث بنوده الأساسية في خمسة محاور أساسية، محوره الأول يصف الملامح التاريخية للقضية الكُرديّة في سوريا منذ مرحلة الإنقلابات في الفترة (1954- 1958) مروراً بمرحلة الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958، ومرحلة الإحصاء الاستثنائي عام 1962، ومرحلة إنقلاب حزب البعث عام 1963، ومرحلة إنتفاضة 12 آذار عام 2004، لحد صدور المرسوم التشريعي رقم 10 لعام 2008. والمحور الثاني يتضمن ملامح القضية الكُرديّة في ظل الثورة السورية درسنا فيه موقف نظام الأسد من القضية الكُرديّة، وموقف المعارضة السورية والقضية الكُرديّة، والموقف الإقليمي والدولي من القضية الكُرديّة، والعملية السياسية المشتركة بين الأحزاب الكُرديّة. وفي المحور الثالث استعرضنا فيه مكونات العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا والمراحل الثلاثة لتطوره. والمحور الرابع يتضمن ملامح القضية الكُرديّة بعد سقوط نظام الأسد والعلاقة بين الإدارة الذاتية متمثلة بقسد مع حكومة دمشق الانتقالية. أما المحور الخامس والأخير فقد تضمن الرؤية النظرية لحل القضية الكُرديّة في سوريا، تم التركيز فيه على الفيدرالية كاستراتيجية ضمان للحقوق في إطار الوحدة السياسية لسوريا، مستعرضين فيه بعض التجارب العملية لنموذج الفيدرالية كالفيدرالية العراقية، والفيدرالية اليمنية، والفيدرالية الإماراتية، والفيدرالية الألمانية.