أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض في أول أيام التداول في 2023 مع تراجع كبير لسهمي تسلا وأبل، فيما يساور القلق المستثمرين حيال مسار رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة. في وقت يواجه قطاع التكنولوجيا تباطؤًا اقتصاديًا كبيرًا.
وأنهت الأسهم الأمريكية جلسة التداول الأخيرة لعام 2022 على انخفاض، لتنهي عاما من الخسائر الحادة، التي كانت مدفوعة بالزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم والمخاوف من الركود والحرب الروسية الأوكرانية فضلا عن تزايد القلق بشأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين.
وسجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت أول انخفاض سنوي لها منذ عام 2018 حيث انتهى عصر السياسة النقدية الميسرة بأسرع وتيرة رفع لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي منذ الثمانينيات.
ويمثل هذا أيضا أكبر انخفاض سنوي للمؤشرات منذ الأزمة المالية في عام 2008.
وكانت أسهم أبل وألفابت ومايكروسوفت وأمازون وإنفيديا وتسلا ضمن أكبر الخاسرين على المؤشر ستاندرد آند بورز 500، إذ تراجعت بنسب تتراوح بين 28 و66 بالمئة في 2022.
وسجلت أسهم الطاقة مكاسب سنوية هائلة بلغت 58 بالمئة مع ارتفاع أسعار النفط.
وشطبت شركة ألفابت ومايكروسوفت وميتا وأمازون وتويتر عشرات الآلاف من الموظفين، حيث خسر اكثر من 194 ألف شخص وظائفهم في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة منذ مطلع العام 2022.
وتراجعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في ديسمبر كانون الأول متأثرة بتراجع مشتريات السيارات ومجموعة من السلع الأخرى مما يضع إنفاق المستهلكين والاقتصاد بصورة عامة على مسار ضعيف للنمو مع بداية 2023.
وأشار صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أنهم سيمضون قدما في رفع أسعار الفائدة، ودعم عدد منهم سعر فائدة أعلى عند خمسة بالمئة على الأقل حتى مع ظهور علامات على أن التضخم بلغ بالفعل ذروته وعلى تباطؤ النشاط الاقتصادي.
واستمرت العمالة في النمو بوتيرة “ضئيلة إلى معتدلة” في معظم أنحاء البلاد، وأبلغت مناطق عديدة عن نمو اقتصادي متواضع.
ومع ذلك، يقول صناع السياسة في المركزي الأمريكي إن الخطأ الذي لا يريدون ارتكابه هو التوقف قبل هزيمة التضخم، وأن يضطروا إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة أعلى لهزيمته في وقت لاحق، كما حدث في السبعينيات والثمانينيات.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول عقب اجتماع السياسة الشهر الماضي إن النصر لم يتحقق في معركة التضخم وإنه ستكون هناك زيادات أخرى في أسعار الفائدة في عام 2023.
فماذا يحدث لشركات التكنولوجيا وما هو المستقبل الذي تواجهه في 2023، خصوصا مع حالة عدم اليقين الاقتصادي التي يعيشها الاقتصاد العالمي استمرار رفع أسعار الفائدة؟
قيمة أبل السوقية تنزل عن تريليوني دولار
تراجعت القيمة السوقية لأسهم شركة أبل بشكل حاد بعد خسائرها الكبيرة العام الماضي، مما يجعلها في طريقها لإنهاء الجلسة عند قيمة أقل من تريليوني دولار لأول مرة منذ يونيو حزيران 2021.
تأتي موجة البيع بعد عام من تحول الشركة المصنعة لهاتف آيفون إلى أول شركة تصل قيمتها السوقية إلى ثلاثة تريليونات دولار.
وتراجع سهم أبل أربعة بالمئة إلى 124.60 دولار بعد أن خفض جيروم راميل المحلل في إكسين بي.إن.بي باريبا توصيته لأسهم الشركة إلى “محايدة” من “فائقة الأداء“، مقلصا السعر المستهدف للسهم إلى 140 دولارا من 180.
وخفض راميل توقعاته للشحنات من هواتف آيفون للسنة المالية 2023 إلى 224 مليون وحدة من 245 مليونا، مما يعكس مشاكل سلاسل التوريد من الشركة المصنعة فوكسكون وخفض المستهلكين الإنفاق على الهواتف الباهظة التكلفة.
وبحسب سعر سهم شركة آبل الحالي، تبلغ قيمة الشركة 1.98 تريليون دولار، تليها شركة مايكروسوفت التي تقدر قيمتها حاليا عند 1.78 تريليون دولار.
ومما يؤكد مخاوف المستثمرين من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي والتضخم المرتفع قد يضران بالطلب على أجهزة أبل، يتوقع المحللون في المتوسط أن تعلن الشركة التي مقرها كوبرتينو بولاية كاليفورنيا انخفاضا يصل إلى واحد بالمئة في إيرادات ربع السنة المنتهي في ديسمبر كانون الأول خلال الأسابيع المقبلة، وفقا لرفينيتيف. وسيمثل ذلك أول انخفاض فصلي في إيرادات أبل منذ ربع السنة المنتهي في مارس آذار 2019.
وقال كيم فورست من بوكيه كابيتال بارتنرز “إنهم (في أبل) يفضلون الميل نحو عملاء الأجهزة الاستهلاكية المتطورة، لكن حتى هذه الفئة من السكان قد تتأثر بارتفاع أسعار كل شيء”.
نالت موجة بيع مكثفة في وول ستريت العام الماضي من شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ خشي المستثمرون من رفع أسعار الفائدة مما أثر على الأسهم ذات التقييمات المرتفعة.
وتمثل القيمة السوقية المجمعة لأسهم أبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابت وميتا بلاتفورمز الآن نحو 18 بالمئة من إجمالي المؤشر ستاندرد اند بورز 500، بانخفاض عن نحو 24 بالمئة في 2020.
حتى بعد انخفاضها 27 بالمئة العام الماضي، قدمت أبل عوائد ممتازة للمساهمين على المدى الطويل. فقد تمتع المستثمرون الذين اشتروا أسهم أبل عندما أطلق الشريك المؤسس ستيف جوبز جهاز آيفون في 2007 واحتفظوا بها منذ ذلك الحين بمكاسب تزيد على 4000 بالمئة بخلاف توزيعات الأرباح، وذلك مقارنة بمكاسب 180 بالمئة للمؤشر ستاندرد اند بورز 500 خلال الفترة نفسها.
أمازون تسرح أكثر من 18 ألف عامل
تستعد شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة “أمازون” لإلغاء أكثر من 18 ألف منصب عمل بسبب حالة “عدم اليقين الاقتصادي” الراهنة وعمليات التوظيف التي أجرتها “بسرعة” في السنوات الأخيرة، حسبما أعلن رئيسها التنفيذي آندي جاسي. وأمازون هي ثاني أكبر أرباب العمل بالقطاع الخاص في الولايات المتحدة، حيث توظف أكثر من 1.5 مليون شخص بما يشمل عمال المستودعات.
وقالت شركة التجارة الرقمية الأمريكية العملاقة “أمازون”، إنها ستلغي “ما يزيد قليلا عن 18000” وظيفة، بسبب حالة “عدم اليقين الاقتصادي” الراهنة وعمليات التوظيف التي أجرتها “بسرعة” خلال الأعوام الأخيرة.
وفي رسالة نشرت على موقع المجموعة، قال آندي جاسي الرئيس التنفيذي لأمازون إن الشركة التي سبق وأن أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني صرف 10 آلاف موظف، قررت زيادة هذا العدد بحيث يصبح العدد الإجمالي للوظائف الملغاة “أكثر بقليل من 18 ألف وظيفة”. مضيفا: “كانت مراجعة مخططنا السنوي (…) أكثر صعوبة هذا العام بالنظر إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي وواقع أننا وظفنا بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية”.
وفي الواقع فإن عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت وظّف أعدادا كبيرة من المستخدمين إثر تفشي جائحة فيروس كورونا وتضاعف الإقبال على الشراء عبر الإنترنت. وبين مطلع 2020 ومطلع 2022 زاد عدد موظفي أمازون حول العالم بنسبة الضعف.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول، كان لدى المجموعة 1.54 مليون موظف في جميع أنحاء العالم، ناهيك عن الموظفين الموسميين الذين تستعين بهم الشركة خلال الفترات التي يزداد فيها الطلب على خدماتها ولا سيّما خلال موسم العطلات.
وتعد أمازون ثاني أكبر أرباب العمل بالقطاع الخاص في الولايات المتحدة بعد وول مارت، إذ توظف أكثر من 1.5 مليون شخص بما يشمل العاملين بالمستودعات. وهي تتأهب لنمو سيكون أبطأ على الأرجح فيما يجبر التضخم المرتفع الشركات والمستهلكين على خفض الإنفاق. كما تراجع سهم أمازون إلى النصف خلال 2022.
وتصل التخفيضات إلى 6 بالمئة من القوة العاملة في أمازون التي يبلغ قوامها 300 ألف عامل تقريبا. وتمثل تحولا كبيرا في شركة البيع بالتجزئة التي رفعت في الشهور الماضية سقف الأجور الأساسي إلى مثليه لتنافس بقوة أكبر على أصحاب المواهب.
والآن ستتجاوز تسريحات أمازون تخفيضات الوظائف التي أعلنتها ميتا، الشركة الأم لفيس بوك، العام الماضي والبالغة 11 ألف وظيفة فضلا عن تخفيضات أعلنتها شركات كبرى أخرى في قطاع التكنولوجيا.
مايكروسوفت تشطب 10 آلاف وظيفة
من جهتها أعلنت شركة مايكروسوفت أنها سوف تشطب عشرة آلاف وظيفة بحلول نهاية الربع الثالث من 2023، في أحدث دلالة على تسارع وتيرة التسريح بقطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة في إطار استعداد الشركات للركود الاقتصادي.
وتأتي عملية التسريح، وهي أكبر بكثير من التخفيضات في عدد الموظفين التي أجرتها مايكروسوفت العام الماضي، إلى جانب عشرات الآلاف من الوظائف التي تم شطبها في قطاع التكنولوجيا الذي توقف نموه الكبير خلال جائحة كورونا.
وقالت مايكروسوفت إن عمليات التسريح والتغييرات الأخرى ستكلف الشركة 1.2 مليار دولار في الربع الثاني من 2023.
وفي إشعار للموظفين، قال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت إن عمليات التسريح، التي تؤثر على أقل من خمسة بالمئة من قوة العمل، ستنتهي بحلول نهاية مارس آذار.
وأضاف أن العملاء يرغبون في “تحسين إنفاقهم الرقمي لتحقيق المزيد بتكلفة أقل” وأيضا “يتوخون الحذر لأن بعض مناطق العالم تعاني من حالة ركود بينما تتوقعه مناطق أخرى”.
وجاءت أنباء التسريح، التي أوردتها تقارير إعلامية، في أعقاب بعض عمليات خفض العمالة العام الماضي.
وقالت مايكروسوفت في يوليو تموز الماضي إنه تم إلغاء عدد قليل من الوظائف، بينما أفاد موقع أكسيوس الإخباري في أكتوبر تشرين الأول بأن الشركة سرحت أقل من ألف موظف في عدة أقسام.
وتعاني الشركة أيضا من ركود في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بعد أن تلاشت الطفرة المرتبطة بجائحة كورونا، مما ترك الطلب ضئيلا على نظامها للتشغيل “ويندوز” والبرامج المرتبطة به.
وارتفعت أسهم مايكروسوفت بأقل من واحد بالمئة بعد الإعلان.
وقال ناديلا إن الشركة ستستمر في استثمار رأس المال والمواهب في المجالات الاستراتيجية، مثل الذكاء الاصطناعي.
غوغل تستغني عن 12 ألف موظف
كذلك أعلنت شركة ألفابت Alphabet المالكة لشركة غوغل عن التخلي عن نحو 12 ألف وظيفة على مستوى العالم استجابة “للواقع الاقتصادي” المتغير، لتكون بذلك آخر شركة أميركية عملاقة للتكنولوجيا تجري إعادة هيكلة على نطاق واسع.
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من إعلان مايكروسوفت أنها ستستغني عن نحو عشرة آلاف موظف في الأشهر المقبلة، بعد خطوات مماثلة اتخذتها ميتا وأمازون وتويتر في وقت يواجه قطاع التكنولوجيا تباطؤًا اقتصاديًا كبيرًا.
وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي للمجموعة في رسالة بالبريد الإلكتروني للموظفين “مدى العامين الماضيين، شهدنا فترات من النمو الهائل. لمواكبة هذا النمو ودعمه، وظّفنا عددًا من الأشخاص استجابة لواقع اقتصادي مختلف عن الواقع الذي نواجهه اليوم”.
وأضاف “لقد أجرينا مراجعة صارمة عبر مجالات المنتج والأدوار الوظيفية لضمان توافق موظفينا وأدوارنا مع أولوياتنا القصوى كشركة”.
وتابع “قررنا تقليص القوة العاملة لدينا بنحو 12000 وظيفة”.
وكتب بيتشاي “الأدوار التي نلغيها تعكس نتيجة تلك المراجعة”.
وفي نهاية أيلول/سبتمبر 2022، بلغ مجموع الموظفين لدى ألفابت حول العالم نحو 187 ألف شخص. وتمثّل نسبة الموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم حاليًا 6% من إجمالي القوة العاملة لديها.
وأشار بيتشاي إلى أن الموظفين الأميركيين سبق أن تبلغوا بعمليات التسريح، فيما ستستغرق هذه العمليات وقتًا أطول في الدول الأخرى تماشيًا مع قوانين العمل المحلية.
ولفت إلى أن التسريح سيطال “مختلف الأقسام والمناصب ومستويات المسؤولية والمناطق”.
وأضاف “تأثير هذه التغييرات على حياة موظفي غوغل يلقي بثقله عليّ، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن القرارات التي أدت بنا إلى هنا”.
وقال بيتشاي إن تسريح هذه الأعداد من الموظفين “سيعزّز تركيزنا” على أولويات جديدة، مشيرًا إلى ضرورة زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وأضاف “كوننا مقيدين في بعض المجالات يسمح لنا بالرهان بشكل أكبر على مجالات أخرى”.
ويواجه محرك بحث غوغل ضغطًا مع ظهور برنامج “تشات جي بي تي” ChatGPT المدعوم من مايكروسوفت والذي يمكنه إنشاء محتوى متقن كأنه من صنع الإنسان في غضون ثوان فقط.
وقالت شركة مايكروسوفت إن هذا البرنامج سيُستخدم لتقوية محرّك بينغ الذي لطالما كان منافسًا لمحرّك غوغل.
وأعلن بيتشاي عن حزم إنهاء الخدمة للموظفين الأميركيين الذين سيحصلون على راتب ما لا يقل عن 16 أسبوعًا ومكافأة مالية عن خدمة 2022 وإجازات مدفوعة الأجر وستة أشهر من التغطية الصحية.
وقال “لا أزال متفائلًا بشأن قدرتنا على أداء مهمتنا حتى في أصعب الأيام”.
وارتفعت أسهم ألفابت بنسبة 3,5% في التعاملات الإلكترونية في وول ستريت قبل افتتاح البورصة.
ويماثل ذلك تأثير إلغاء وظائف لدى عمالقة تكنولوجيا آخرين، بحيث ارتفع سعر أسهم مجموعة ميتا بنسبة 35% مذ أعلنت إلغاءها 11 ألف وظيفة في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، مثلما ارتفع سعر أسهم أمازون بنسبة 13% منذ إعلانها الاستغناء عن 18 ألف موظف هذا الشهر.
وقال محللون إن مجموعات التكنولوجيا الكبرى أنفقت أكثر ممّا كان يجب إذ لم تلحظ تباطؤًا في الأفق.
وقال دانيال ايفز من شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” Wedbush Securities للاستثمارات إن تسريح الموظفين يعكس إنفاقًا غير مسؤول في قطاع التكنولوجيا الذي ينعم بـ”نمو مفرط”.
وأضاف “الحقيقة أن الشركات القوية في مجال التكنولوجيا وظّفت بشكل مفرط وبوتيرة غير مستدامة، وأصبح الاقتصاد الكلي القاتم يفرض عمليات التسريح هذه في الفضاء التكنولوجي”.
وبحسب موقع Layoffs.fyi، خسر نحو 194 ألف شخص وظائفهم في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة منذ مطلع العام 2022. وهذا العدد لا يشمل عدد الموظفين المسرّحين من ألفابت.
وأعلنت شركتا “إيتش بي” HP وعملاق الحوسبة السحابية “سيلزفورس” Salesforce أيضًا الاستغناء عن أعداد كبيرة من الموظفين هذا الشهر.
سامسونج تتوقع أدنى ربح مع تراجع الطلب
من جهتها قالت شركة سامسونج إلكترونيكس إنها تتوقع انخفاضا بنسبة 69 بالمئة في أرباح التشغيل لربع العام المنتهي في ديسمبر كانون الأول إلى أدنى مستوى في ثماني سنوات، إذ أدى التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى إضعاف الطلب على الأجهزة الإلكترونية وإلقاء ظلال قاتمة على آفاق صناعة رقائق الذاكرة.
وقدرت أكبر شركة لصناعة رقائق الذاكرة والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون في العالم أن أرباحها تراجعت إلى 4.3 تريليون وون (3.37 مليار دولار) في الفترة من أكتوبر تشرين الأول إلى ديسمبر كانون الأول، انخفاضا من 13.87 تريليون وون قبل عام.
ويمثل هذا أقل ربح فصلي لسامسونج منذ الربع الثالث من عام 2014 ولم يصل إلى 5.9 تريليون وون توقعتها رفينيتيف سمارت إستيميت.
وقالت سامسونج في بيان “بالنسبة لنشاط رقائق الذاكرة، كان الانخفاض في الطلب في الربع الرابع أكبر من المتوقع إذ عدَّل العملاء المخزونات… مدفوعين بالمخاوف من تدهور معنويات المستهلكين الناجم عن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وضعف الآفاق الاقتصادية”.
وأضافت سامسونج في بيان أولي قصير عن الأرباح، أن الإيرادات تراجعت على الأرجح تسعة بالمئة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام إلى 70 تريليون وون.
وذكرت سامسونج أن أسعار رقائق الذاكرة تراجعت أيضا أكثر من المتوقع بسبب زيادة المخزون لدى الموردين.
وأضافت أن أرباحها من الهواتف المحمولة انخفضت في الربع الرابع من 2022 مع تراجع مبيعات وإيرادات الهواتف الذكية بسبب ضعف الطلب الناتج عن مشكلات الاقتصاد الكلي الممتدة.
ومن المقرر أن تعلن رابع أكبر شركة في آسيا من حيث القيمة السوقية عن الأرباح المفصلة في وقت لاحق من الشهر الجاري.(الدولار = 1274.1900 وون)
انخفاض مبيعات تسلا من السيارات الصينية الصنع
وف سياق متصل قالت جمعية سيارات الركاب الصينية إن شركة تسلا باعت 55796 سيارة كهربائية صينية الصنع في ديسمبر كانون الأول في أدنى مستوى في خمسة أشهر.
وجاء في بيانات الجمعية أن هذا يمثل انخفاضا 44 بالمئة عن نوفمبر تشرين الثاني ويقل 21 بالمئة عن العام السابق في الوقت الذي قلصت فيه شركة صناعة السيارات الأمريكية الإنتاج وخفضت الأسعار للتعامل مع ارتفاع المخزونات في غمرة ضعف الطلب.
وهذا يمثل أقل عدد من عمليات التسليم الشهرية منذ يوليو تموز حين توقف مؤقتا معظم الإنتاج في مصنع تسلا في شنغهاي لتطوير خطوط الإنتاج.
وانخفضت أسهم تسلا نحو خمسة بالمئة في التعاملات الصباحية. وخسر السهم أكثر من 70 بالمئة من قيمته منذ ذروته في نوفمبر تشرين الثاني 2021.
وأظهرت بيانات الجمعية الصينية أنه في عام 2022 بأكمله، سلمت الشركة 50 بالمئة مما باعته في عام 2021 من السيارات المُنتجة في مصنعها بشنغهاي.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت شحنات الشركة المنتجة للسيارات الكهربائية 40 بالمئة العام الماضي لتعجز عن تحقق نسبة 50 بالمئة السنوية التي استهدفها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.
وجاء في تقرير سابق لرويترز أن تسلا أوقفت الإنتاج في مصنعها بشنغهاي، أكثر مراكزها التصنيعية إنتاجا، من 24 ديسمبر كانون الأول إلى الثاني من يناير كانون الثاني في إطار مساعي خفض الإنتاج.
وجاء في بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية أن المنافس الصيني (بي.واي.دي) مازال يتصدر جميع العلامات التجارية في مبيعات السيارات الكهربائية في الصين في ديسمبر كانون الأول ببيع 234598 سيارة كهربائية تتضمن سيارات هجين وأخرى كهربائية بالكامل، أي أكثر من أربعة أضعاف مبيعات تسلا في الشهر نفسه.
وأضافت بيانات الجمعية أن سياك-جي.إم-وليندج للسيارات، وهو مشروع مشترك لشركة جنرال موتورز في الصين لإنتاج سيارات كهربائية رخيصة نسبيا، تفوقت أيضا على تسلا بنسبة 53 بالمئة.
.
رابط المصدر: