أعلن المتحدث باسم تنظيم داعش أبو عمر المهاجر، في كلمة صوتية بثتها مؤسسة الفرقان الإعلامية في الـ30 من نوفمبر الماضي، مقتل خليفة التنظيم أبو الحسن الهاشمي، قائلًا إنه قُتل خلال اشتباك مع أعداء التنظيم، ولاحقًا كشفت الولايات المتحدة ومقاتلون سوريون شاركوا في تصفية “الهاشمي”، كلًا على حدة، أن زعيم داعش فجر نفسه بعد حصاره في أحد المنازل بمدينة جاسم بمحافظة درعا جنوب غربي سوريا.
وشكل الإعلان عن مقتل أبو الحسن الهاشمي واسمه الحقيقي “نور كريم مطني عساف الراوي” مفاجأة كبيرة للدوائر المعنية بمكافحة الإرهاب، فلم يكن التحالف الدولي لدحر داعش “عملية العزم الصلب”، والولايات المتحدة أو حتى المقاتلين الذين شاركوا في تصفية أبو الحسن الهاشمي على دراية بالهوية الحقيقية للقيادي الداعشي المقتول والذي قيل، وقتها، إنه عبد الرحمن العراقي الذي يشغل منصب أمير داعش في الجنوب السوري.
وساهم ضعف المعلومات الاستخبارية الدقيقة المتعلقة بقيادات تنظيم داعش في زيادة الارتباك واللغط المثار حول شخصية أبو الحسن الهاشمي، إذ ما زالت بعض الدوائر الأمنية والبحثية تتشكك في هويته الحقيقية ولا تستطيع أن تجزم ما إذا كان عبد الرحمن العراقي هو نفسه خليفة داعش أم لا.
وفي الواقع، لا تعد حالة الضبابية والغموض المثارة منذ إعلان تنظيم داعش مقتل خليفته السابق أمرًا مستغربًا، وذلك لأن أبو الحسن الهاشمي كان مجهولًا لعناصر داعش أنفسهم، كما أن أجهزة الاستخبارات التي تتابع ملف التنظيم في العراق وسوريا وخارجهما ظلت تعتقد لأكثر من 3 أشهر أن “الهاشمي” هو نفسه الأستاذ أو حجي زيد العراقي (بشار غزال الصميدعي)، أحد القادة التاريخيين للتنظيم، وأمير ديوان القضاء والمظالم الأسبق، قبل أن تكشف عملية القبض على حجي زيد، والتي تمت في مايو 2022، داخل مدينة إسطنبول التركية أنهما شخصيتان مختلفتان تمامًا.
ويطرح مقتل خليفة داعش السابق أبو الحسن الهاشمي العديد من التساؤلات حول دلالات تحييد الخليفة الداعشي صاحب الفترة الأقصر، على الإطلاق، في إمارة التنظيم (8 أشهر فقط)، والتداعيات المحتملة لهذه العملية على التنظيم الذي أعلن اختيار خليفة مجهول جديد أطلق عليه اسم: “أبو الحسين الحسيني القرشي”.
- سياقات ما قبل مقتل الخليفة الداعشي
ولعل الإجابة على هذه التساؤلات يبدأ من إدراك طبيعة وتفاصيل العملية التي أدت إلى مقتل خليفة داعش السابق، ففي منتصف أكتوبر المنصرم، أطلق مقاتلون سوريون محليون عملية تستهدف خلايا وشبكات داعش في الحي الجنوبي من مدينة جاسم السورية (محافظة درعا- جنوب غرب)، وذلك ردًا على تكثيف الاغتيالات التي نفذتها تلك الخلايا والتي أفضت إلى مقتل مجموعة من أبناء المدينة ممكن انتموا سابقًا لما عُرف بـ”الجيش السوري الحر”، وإنشاء داعش لما سُمي بـ”المحكمة الشرعية” التي أصدرت أحكامًا باغتيال آخرين من أبناء المدينة.
وتكونت القوة الأساسية التي انخرطت في القتال ضد داعش من مجموعة مقاتلين سابقين من أبناء مدينة جاسم، وبصرى الشام، الذين أعلنوا النفير العام لاستئصال خلايا داعش بعد تحصنهم في منازل آمنة ومزارع داخل المدينة السورية.
ووفقًا لما أفاد به مقاتلون شاركوا في العملية فإن مجموعات القتال ضد داعش انتظرت لعدة أيام وصول مؤزارات من أبناء المنطقة الغربية (جنوب غربي درعا)، ومن بصرى الشام وكان لهذه المؤازرة الدور الأبرز في نجاح العملية لأنها أمدت مقاتلي مدينة جاسم برشاش ثقيل (مضاد للطيران، عيار 14.5 ملم) وبأسلحة خفيفة وذخائر متنوعة ساهمت في تقليل الفجوة التسليحية بين المقاتلين المحليين وعناصر داعش الذين استخدموا الرشاشات الخفيفة والعبوات والأحزمة الناسفة ضد المقاتلين.
ونجح المقاتلون المحليون في التوصل إلى المنزل الذي أقام فيه أبو الحسن الهاشمي “نور الراوي” بناءً على اعترافات قدمها صهره والقيادي بتنظيم داعش “رامي محمد فالح الصلخدي” بعد القبض عليه من أبناء المدينة، إذ كان الأخير هو المسؤول عن إدخال “الهاشمي” ورفاقه إلى مدينة جاسم وتأسيس وجود للتنظيم فيها.
وتوضح تلك المعلومات أن العملية التي أفضت إلى مقتل أبو الحسن الهاشمي لم تكن عملية مخططة أو منسقة، إلى حد كبير،- وهو ما اعترف به المتحدث باسم داعش أبو عمر المهاجر في كلمته لنعي زعيم التنظيم- وإنما تمت العملية بدافع الخوف من تنامي النفوذ الداعشي في المدينة السورية بعد تكثيف التنظيم للهجمات التي يشنها في داخلها، وهو ما يُعطي لمحة عن حالة ضعف الكفاءة الأمنية والاستخبارية لدى عناصر داعش وإخفاق قيادته العليا في تقييم المخاطر الأمنية المترتبة على نشاط عملياتي في بيئة معادية.
- دلالات مقتل أبو الحسن الهاشمي
وفي هذا السياق، تدلل عملية مقتل أبو الحسن الهاشمي على عدد من الأمور الهامة، أبرزها:
- غياب القيادة الكاريزمية لداعش
تعرض التنظيم، على مدار السنوات الثمانية الأخيرة، لحملة استهداف نوعي مركزة قامت بها الولايات المتحدة، والتحالف الدولي لدحر داعش ضمن إستراتيجية قطع رأس القيادة، وهي إستراتيجية استهداف عالي القيمة تركز على تحييد كبار قادة التنظيمات الجهادية لإضعافها والمساهمة في هزيمة التمرد الجهادي الذي تخوضه.
وأدت هذه الحملة إلى مقتل كل قادة الصف الأول في داعش تقريبًا بما فيهم زعيمه الكاريزمي وخليفته المخضرم أبو بكر البغدادي، في أكتوبر 2019، وأبو إبراهيم الهاشمي، الذي خلف “البغدادي” في منصبه حتى فبراير 2022، بجانب العشرات من القادة العسكريين والأمنيين والشرعيين الذين بنى داعش عليهم خلافته المكانية.
ويكشف اختيار “نور الراوي” أو أبو الحسن الهاشمي لشغل منصب الخليفة أن داعش يُعاني من معضلة قيادية تتعلق بإيجاد البدائل والكفاءات الجهادية التي يمكن أن تشغل مناصب في داخل قيادته العليا، إذ أن “الهاشمي” لم يكن، يومًا، من قادة الصف الأول وإنما جاء اختياره بدافع الضرورة المحضة بعد خلخلة القيادة الداعشية، على مدار السنوات الماضية.
كما أن غياب القيادات الكاريزمية يؤكد على وجود مشكلة أخرى تتعلق بضعف كفاءة “أمراء الاضطرار” الذين لجأ لهم داعش، ونعني بذلك ضعف الكفاءة العملياتية والخبرة العسكرية والأمنية، وهي أمور ساهمت في سقوط خليفة داعش دون بذل مجهود كبير من قبل أجهزة الاستخبارات الدولية لتعقبه، بل جاء سقوطه نتيجة تجاهل واحد من أهم المبادئ الأمنية الأساسية والذي يُعرف داخل التنظيمات بتأمين “المربع الأمني”.
- ضعف الجانب الأمني والاختراق الاستخباري
ويُقصد بتأمين المربع الأمني، اتخاذ العنصر أو القيادي النشط مجموعة من التدابير الأمنية التي تشمل عدم تنفيذ هجمات في نطاق قريب من مناطق إقامتهم حتى لا يثيروا الريبة أو يتسببوا في اتخاذ القوات المعادية لهم إجراءات مضادة تؤدي لانكشاف الخلايا أو المفارز النشطة في هذا النطاق الجغرافي.
وسبق لخليفتي داعش السابقين (أبو بكر البغدادي، وأبو إبراهيم الهاشمي) أن التزما بمبدأ المربع الأمني، ووجها أتباعهما لعدم شن هجمات في نطاق مناطق إقامتهما بشمال غربي سوريا في باريشا (قرب قرية عرب سعيد بريف إدلب)، وفي أطمة على الحدود السورية التركية، على التوالي، لكن أبو الحسن الهاشمي خالف هذه المبدأ بصورة تدلل على انعدام الخبرة والحنكة في آن واحد، لأن توجيهه بشن هجمات ضد أبناء مدينة جاسم تزامن مع بدء داعش بناء شبكة من المنازل والمزارع الآمنة التي كان يُفترض أن تؤسس لوجود داعش واسع النطاق في المنطقة.
ويرتبط الضعف والفشل الأمني لدى قيادة تنظيم داعش بعوامل منها غياب القادة الأمنيين الكبار الذين قتلوا على مدار السنوات الماضية، ومنهم “أبو أيمن العراقي”، الذي تولى مسؤولية استخبارات وأمن داعش حتى عام 2017، وأبو إبراهيم الهاشمي خليفته الأسبق وأمير ديوان الأمن العام بالتنظيم حتى عام 2019، بجانب نجاح أجهزة الامن والاستخبارات المعادية للتنظيم في تحقيق اختراق عالي المستوى داخل قيادته، خصوصًا في ظل وجود حديث عن أن الاستخبارات السورية التابعة لحكومة دمشق جندت “رامي محمد فالح الصلخدي”، المسؤول عن إدخال عناصر داعش للجنوب السوري وصهر أبو الحسن الهاشمي، ووجهته لخدمة مصالحها لفترة طويلة، وهو ما يعني أن التنظيم منكشف بشكل كبير لخصومه، ولعل هذا من ضمن الأسباب الرئيسية لسقوط العشرات من القادة البارزين في الفترة الأخيرة.
- التحورات في الحالة الجهادية الداعشية
وعلى صعيد متصل، يلفت مقتل أبو الحسن الهاشمي إلى حالة من التغيرات والتحورات الديناميكية التي تتم في إطار الحالة (الجهادية) الداعشية، والتي تتعلق بانقلاب التنظيم على الأفكار والأسس المنهجية الرئيسية لفكر السلفية الجهادية الذي انبثق التنظيم من قلب منظومتها الأيديولوجية، فالتنظيم أصبح يعتمد على تجهيل هوية الخليفة أو الأمير العام له بحجة الضرورات الأمنية مع أن “الأحكام السلطانية” التي يتبناها الفقه الحركي لداعش تنص على أنه “لا بيعة لمجهول”.
وسبق للتنظيم أن خاض سجالا منهجيا بخصوص “إمارة المجهول”، عام 2014، بين مجموعة الشرعيين وعلى رأسهم البحريني تركي البنعلي-قتل في 2017، ومجموعة الحجاجي العراقيين وفي مقدمتهم أبو محمد الفرقان، نائب أمير داعش الأسبق- قتل في 2016، قبيل إعلان الخلافة المكانية، وتبنى التيار الأول رأيًا يرفض تجهيل هوية الخليفة استنادًا إلى التفسيرات الأيديولوجية والمنهجية السلفية الجهادية، فيما رأى التيار الثاني ضرورة بقاء “الخليفة” مجهول الهوية حتى لا يؤدي كشف هويته إلى استهدافه وقتله، وفي حينها، انحاز خليفة داعش (الأسبق) أبو بكر البغدادي للرأي القائل بضرورة الكشف عن هوية الأمير وخرج في إصدار مرئي شهير ليلقى “خطبة الخلافة” من على منبر الجامع النوري بالموصل العراقي، في يوليو/ تموز 2014.
ونتيجة الهزائم والانتكاسات التي مُني بها داعش منذ عام 2019، انقلب التنظيم على اختياراته الفقهية والمنهجية الأولى، وأعاد تموضعه في خندق “الضرورات الأمنية” التي أصبحت تعلو على الجانب الأيديولوجي، وربما يبين هذا تحول التنظيم إلى “منظمة عصابات مسلحة” لكن بمسحة جهادية تقليدية ويُنذر باحتمالية حدوث انشقاقات وتشظي داخله، وتحوله إلى مجموعات وتنظيمات أصغر خصوصًا إذا استمر في مسيرته على دربه ونهجه الحالي.
- تلاعب داعش بأنصاره
ومن اللافت أيضًا أن داعش تلاعب، بشكل واضح، بأتباعه وأنصاره فرغم معرفة القائمين على ديوان الإعلام المركزي بمقتل خليفته أبو الحسن الهاشمي، في منتصف أكتوبر الماضي، ظلت الآلة الدعائية للتنظيم تدعو لبيعته حتى الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي تقريبًا، ونشرت فيديو لمنفذ هجوم شيراز في إيران وهو يؤدي البيعة له رغم أن “الهاشمي” كان قد قُتل في وقت تسجيل الفيديو، بل وأطلق الإعلام الرديف لداعش حملة تجديد بيعة له بدعوى “إغاظة أعداء داعش”، انتهت قبل نحو 10 أيام، قبل أن يُضطر للإقرار بأنه دعا لبيعة “خليفة مجهول ومقتول”، عقب الكلمة الصوتية التي نشرتها مؤسسة الفرقان للمتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر.
- تداعيات مقتل “الهاشمي” على التنظيم
إلى ذلك، يُتوقع أن يؤدي غياب أبو الحسن الهاشمي إلى العديد من التداعيات المؤثرة على تنظيم داعش، الذي يُعاني من حالة تراجع عملياتي واضحة، خلال الأسابيع الأخيرة، وفقًا لما وثقته لجان الرصد والمتابعة الداعشية المعنية بإحصاء العمليات التي ينفذها حول العالم، ونشرته صحيفة النبأ الأسبوعية الرسمية في أعدادها السبع الأخيرة (على مدار نحو شهرين).
ومن أهم هذه التداعيات ما يلي:
- تراجع معنويات مقاتلي داعش
يعد مقتل خليفة داعش نكسة معنوية كبيرة للتنظيم لأنه يُمثل الرمز والقيادة في أنظار أتباعه، كما أن تصفيته بواسطة مجموعة من المقاتلين المحليين من غير ذوي الخبرة الكبيرة سيكون مؤثرًا على “إرداة القتال” لدى مقاتلي داعش الذين أصبح لدى قطاع كبير منهم قناعة بأن مقتلهم أو أسرهم ما هو إلا مسألة وقت، فإذا كان الوصول إلى أهم رأس في التنظيم “الخليفة” تم بهذه السهولة فمن غير المستبعد أن ينكشف أي قيادي أو مقاتل يليه في الرتبة التنظيمية.
وتُدرك القيادة العليا لداعش أن معنويات مقاتليها منخفضة للغاية، لذا حاولت عبر الأعداد الأخيرة من صحيفة النبأ أن تحثهم على الصبر والثبات وعدم التخلي عن التنظيم، كما داعبت خيالهم بفكرة البقاء والتمدد في ساحات جهادية جديدة مركزةً على مناطق غرب إفريقيا (حوض بحيرة تشاد)، وجنوب غربي القارة السمراء (وتحديدًا في موزمبيق)، لتعيد تسويق علامتها الجهادية التي قامت على مرتكزات منها أن “قتل القادة دليل على صدق الدعوة الجهادية”، وأن خلافة داعش (المزعومة) “باقية وتتمدد”.
- الانشقاقات
من المحتمل أن تحدث حالات انشقاق داخل صفوف تنظيم داعش بعد مقتل أبو الحسن الهاشمي، في ظل غياب قيادي كاريزمي يحل محله واختيار خليفة مجهول “أبو الحسين الحسيني القرشي” الذي لا يبدو أنه يتمتع بالكفاءة أو الزخم الكافي لقيادة التنظيم، حتى أن متحدثه الرسمي اكتفى بوصف الخليفة الجديد بأنه “من قدامى المجاهدين، وابن من أبناء التنظيم”، خلافًا لأبي الحسن الهاشمي الذي قدمه على أنه فارس من فرسان الميدان وأحد الشرعيين البارزين وواحد من القادة المعدودين في التنظيم، وقد يكون هذا التباين مؤشر إضافي على الفجوة بين الخليفة السابق- والذي كان ضعيفا أيضا- والحالي الذي لا تتوافر عنه أي معلومات،ة حتى الآن.
ومن شأن هذه التباينات بجانب عوامل أخرى منها الظروف الصعبة التي يمر بها مقاتلي داعش، أن تُحفز عملية الانشقاق عنه، وربما تأخذ هذه الانشقاقات أنماطًا مختلفة منها الانشقاقات الفردية، أو الانشقاقات الهيكلية التي تقوم بها مجموعات كاملة، وقد تمتد إلى الأفرع الخارجية (خارج سوريا والعراق) التي لا ترتبط بروابط وثيقة مع القيادة الحالية لداعش.
وبمراجعة المواد الدعائية التي نشرها داعش، على مدار اليومين التاليين، لإعلان مقتل خليفته السابق أبو الحسن الهاشمي يُلاحظ أن التنظيم سارع لإعلان بيعات من العراق، وغرب إفريقيا، وأفغانستان، لصالح التنظيم الجديد ونشر صورًا لمقاتلين في تلك الأفرع وهم يؤدون يمين البيعة والولاء للخليفة الجديد “أبو الحسين الحسيني القرشي”، في تكتيك داعشي تقليدي يهدف لقطع الطريق على محاولات الانشقاق وخاصةً في الأفرع الخارجية، وبالطبع فإن هذا يبرهن بطريقة أو بأخرى على خشية قيادة التنظيم العليا من تشظيه وتفتته بسبب الأوضاع التي يمر بها حاليا.
- خاتمة
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن داعش تلقى ضربة قوية بسقوط خليفته الثالث، حتى الآن، بعد 8 أشهر فقط من توليه منصبه، ومن شأن تلك الضربة أن تؤثر على أداءه العملياتي، بدرجة نسبية، دون أن تؤدي إلة تقويض فاعليته العملياتية تماما لأن التنظيم يدير تلك العمليات بطريقة هجينة تجمع بين النمط المركزي واللامركزي في القيادة.
ويُعول التنظيم حاليا على تماسكه الداخلي الهش، محاولًا إجهاض أي محاولات انشقاق أو تمرد على القيادة العليا بعد أن خدع أنصاره وضللهم لمدة شهر ونصف تقريبًا بشأن مصير خليفته السابق أبو الحسن الهاشمي.
ومع أن داعش نجح سابقًا في البقاء والتكيف مع مقتل وغياب قادته وأمراءه إلا أن استهداف الواحد منهم تلو الآخر من شأنه أن يُفقد مقاتلي التنظيم الثقة في قدرات وكفاءة قيادتهم، ويدفعهم للتشكك في جدوى الاستمرار في العمل الإرهابي، وبالتالي ستتراجع معنوياتهم بشكل كبير، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تداعيات وارتدادت مؤثرة للغاية على التنظيم الذي يمر بأزمة قيادية غير مسبوقة في مسيرته الجهادية.
.
رابط المصدر: