بهاء النجار
تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة تشرين التي خرج الشباب فيها للمطالبة بحقوق سُلِبَت من قوى فاسدة وبدعم خارجي ، ولا بد لنا من استذكار وإلقاء نظرة تحليلية مقتضبة عن بعض ما جرى من أحداث خلال هذه الفترة ، وقبل البدء بهذه النظرة علينا تثبيت نقطتين :
1) أن المقالة ليس للمقارنة بين المتظاهرين التشرينيين والتوّابين ، وإنما للمقاربة بين مكر السلطويين في كلا الحالتين ، او لِنَقُل للمقارنة بينهما من زاوية واحدة وهي تعامل السلطويين معهما .
2) أن المقصود بالمتظاهرين التشرينيين هم المتظاهرون السلميون الذين خرجوا بعفوية من دون السعي لتحقيق غايات سياسية لأي جهة داخلية كانت ام خارجية .
إن كلاً من المتظاهرين التشرينيين والتوّابين خرجوا بحسن نية لتحقيق أهداف مشروعة ضد الظلم والفساد ، وما كان على السلطويين القريبين منهما إلا أن يستغلوا هذا الخروج لضرب خصومهم السياسيين مستغلين الخبرة السياسية التي كان يفتقدها المتظاهرون التشرينيون والتوّابون على حد سواء ، باعتبار أن الصنفين هم من بسطاء الناس ولم يخرجوا لتحقيق مصالح سياسية مشروعة كانت ام ممنوعة ، وما دعاهم للخروج هو شعورهم الصادق بالظلم والفساد الذي عانى منه مجتمعهم .
وكان الأحرى بالصنفين أن يستعينا ويستشيرا ذوي الخبرة من النخب المثقفة الصادقة المخلصة الوطنية كي يتجنبا مكر السلطة التي جعلتهما ( أي المتظاهرين التشرينيين والتوّابين ) محرقة ووقوداً لحرب مع خصومها السياسيين ، إذ كان بإمكانهما تحقيق نفس الغايات بل وغايات أسمى بأقل الخسائر .
ومن دون الاستعانة بالمخلصين الوطنيين من أهل الخبرة سيبقى المتظاهرون التشرينيون يراوحون في مكانهم وطلاب السلطة يتقدمون في سلطتهم وبإسم المتظاهرين كما فعل السلطويون مع التوابين فضربوا عصفورين بحجر واحد إذ تخلصوا من التوابين ومن خصومهم السياسيين في نفس الوقت .
وسيكرر السلطويون مكرهم مع المتظاهرين في الانتخابات القادمة ، حيث سيستغلوا حداثة خبرتهم السياسية لدى (ممثلي ساحات التظاهر) ليمرروا مشاريعهم السلطوية فيبقى الحكم بأيديهم وللمتظاهرين الفتات .
رابط المصدر:
https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar/