في العادة تكون حرارة تبادل الزيارات واللقاءات والتهاني مؤشراً لقياس المستوى الذي وصلت إليه عملية تطبيع العلاقات الثنائية بين الفاعلين الدوليين، فبعد حرب الخليج الثانية ساعدت عائدات الذهب الأسود الإمارات في أن تكون مقراً لبعض المنظمات والوكالات والفعاليات والمؤتمرات والمعارض والأنشطة الدولية، وسوقاً مالياً وتجارياً يحج إليه رجال المال والأعمال من جميع أنحاء العالم.
وتحت غطاءٍ من ذلك أصبحت الإمارات قبلةً للصهاينة، وهم أباطرة المال والإعلام واللوبيات الأكثر تأثيراً في القرار العالمي وتوجهات وسياسات دول العالم، ما يجعل التقرّب منهم في نظر الأعراب الأجلاف طوق نجاة من غضب رعاة البقر وثورة المستضعفين من أبناء شعوبهم، ومعها انطلق قطار التطبيع بلا فرامل عروبية، ولا كوابح دينية، ولا نواميس أخلاقية.
ما بعد العام 2003 تحديداً، زادت وتيرة تقاطر الإسرائيليين بمختلف مستوياتهم الى الإمارات تحت مسميات ومبررات عديدة، بعضها علني وبعضها سري، وتكثيف اللقاءات السرية بين المسؤولين الإماراتيين والصهاينة، في الإمارات وتل أبيب وواشنطن، ومعها بدأت التشبيكات التطبيعية تطال كل مناحي الحياة، لتصل في 13 أغسطس 2020 الى مرحلة التطبيع الرسمي الكامل، وما بينهما رصد الإعلام العبري والغربي قائمة طويلة من الصفقات ذات الطابع التعاوني والطابع التأمري.
ويرصد موقع “عربي بوست”، نقلاً عن ما أسماه مصدر واسع الاطلاع في “أراضي 48″، أربع مراحل لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل:
1 – الاستعانة بإسرائيل للوساطة لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة من أجل التقرب منها وتلبية طلباتها، وعبّر عن هذه المرحلة الوزير البحريني الأسبق، “علي فخرو” لراديو “راية” الفلسطيني: إن وزيراً في دولة خليجية –الإمارات- أخبرني قبل سنوات، أنه إذا أراد شيئاً من أميركا، فإنه يتصل بتل أبيب ليحصل عليه!.
2 – تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية من خلال استثمارات إسرائيلية في الإمارات تحت عنوان “شركات متعددة الجنسيات”.
3 – تعزيز التعاون الأمني المباشر بين الإمارات والبحرين والسعودية من ناحية وتل أبيب من ناحية ثانية في السنوات الأخيرة، بما يشمل تبادل المعلومات والمد بأجهزة تكنولوجية متطورة وعتاد وسلاح.
4 – العلانية التدريجية، والكشف عن سابق العلاقات السرية، وعبّر عن هذه المرحلة مقال السفير الإماراتي بواشنطن “يوسف العتيبة” في صحيفة “يديعوت أحرونوت” في يونيو 2020، وهذه المرحلة مرتبطة ببند في “صفقة القرن، يحث على التحول من التطبيع السري إلى العلني، والمثير في وقاحة “العتيبة” نصيحته لإسرائيل، بأن: “ضم أراضي الضفة الغربية دون مفاوضات سيُفشِل التطور في هذا التطبيع”.
وهي نصيحة صادقة للأسف الشديد، لكن لا محل لها من الإعراب في قاموس الأعراب.
التطبيع السياسي والدبلوماسي:
اتفق الكيان الصهيوني مع الإمارات، على فتح ممثلية دبلوماسية في أبو ظبي، خلال زيارة قام بها مدير مكتب الخارجية الإسرائيلية “دوري غولد” في 24-25 نوفمبر 2015، وفي 28–29 نوفمبر 2015، أعلنت الخارجية الإسرائيلية افتتاحها رسمياً، وتعيين الدبلوماسي “رامي هاتان” ليكون رئيساً لها، وهو ما اعتبرته إسرائيل إنجازاً كبيراً واختراقاً سياسياً هاماً، بينما ادعت الامارات حينها أن مكتب الممثلية يقع ضمن مقر وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا”، بأبوظبي.
وكانت إسرائيل قد دعمت أبوظبي في ملف استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة عام 2009، أمام منافستها ألمانيا، وبذلك أصبحت مشاركة إسرائيل في مؤتمرات هذه الوكالة، أمراً محسوماً.
وبالمقابل صوتت الإمارات في العام 2015 لصالح انضمام إسرائيل لعضوية لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة.
المؤرخ الإسرائيلي “جاي بيخور”، في حديث أدلى به لبرنامج “العالم هذا الصباح” على القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي في 4 ديسمبر 2015 رأى في موافقة الإمارات على فتح مكتب تمثيلي لإسرائيل في أبو ظبي: نجاحاً كبيراً لتل أبيب، يُثبت أن التطبيع مع العالم العربي، ليس مرتبطاً بحل الصراع مع الفلسطينيين.. فالسلطات الإماراتية هي من طلبت افتتاح الممثلية تحت غطاء المنظمة الدولية، لكي يتم تقبُّل الأمر عربياً.. ومن يعرف دول الخليج جيداً، يعرف أيضا أنهم سئموا من الفلسطينيين ولا يحبونهم، لأن الخليجيين يرون في الفلسطينيين أناساً يسعون إلى التخريب.. افتتاح الممثلية ينسف النظرية القائلة بأن التقدم في علاقات إسرائيل مع الدول العربية مرهونٌ بحدوث تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين.
في العام 2018 التقى سفير أبو ظبي ورجلها القوي في واشنطن ومهندس التطبيع “يوسف العتيبة”، برئيس حكومة الكيان الصهيوني “بنيامين نتنياهو”، كما شهدت واشنطن في السنوات الأخيرة سلسلة من اللقاءات بين “العتيبة” والسفير الصهيوني الأسبق لدى أميركا “رون ديرمر”، وفي يناير 2020 ظهر “العتيبة” الى جانب “نتنياهو” في حفل إطلاق الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” خطة “صفقة القرن”، وفي يونيو 2020 كتب مقالاً بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، أكد فيه أن التقدم في عملية السلام لم يعد شرطاً أساسياً لتعميق التطبيع: لقد اتبعنا دبلوماسية هادئة وأرسلنا إشارات علنية للغاية للمساعدة في تغيير الديناميكيات وتعزيز الإمكانات، ونحن نعارض “حزب الله” و”حماس” ونُظهر تقبُّلاً لجالية يهودية محلية آخذة بالازدياد، ونعمل على بناء كنيس جديد لها في الإمارات، والتطبيع بين دول الخليج وإسرائيل سيحقق “أمن أكبر، اتصالات مباشرة، أسواق موسعة، قبول متنام”.
سبق كلام “العتيبة” عن فوائد التطبيع، بروز عدة مؤشرات عن قرب ميلاد معاهدة عار عربية جديدة مع الكيان الصهيوني الغاصب، أبرزها دعوة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش”، في مارس – أبريل 2019، إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، واعتبار القرار العربي السابق بمقاطعتها، “قراراً خاطئاً للغاية”، وأن ذلك من شأنه أن يساعد على التوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي!.
وفي ديسمبر 2019 نشرت حسابات سفارات الإمارات في عدة دول، تهاني لليهود بمناسبة احتفالهم بما يسمى “عيد الحانوكاة” “الأنوار”، ما دفع الصحفي الإسرائيلي الشهير “جاكي حوجي” للتساؤل: هل يشهد العام 2020، الاحتفال بعيد “الحانوكاة” في أبوظبي؟.
وفي 21 من ذات الشهر نشر وزير خارجية الإمارات “عبد الله بن زايد” تغريدة بعنوان: “إصلاح الإسلام: تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط”، فانتشى “نتنياهو” طرباً وأعاد نشرها، معرباً عن سعادته بما “يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.
وسبق لوزير خارجية إسرائيل “يسرائيل كاتس” نشر تغريدة مماثلة، أكد فيها تفرغه للعمل بدعم من الأمم المتحدة، على تطوير “مبادرة سياسية لتوقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الخليج”.
وتعود أصول هذا النوع من الاتفاقيات الى معاهدات عدم الاعتداء التي انتشرت بعد الحرب العالمية الأولى، ثم أصبحت نادرة منذ الحرب العالمية الثانية، حسب موقف “ميدل إيست آي” البريطاني.
وشهدت العاصمة الأميركية خلال الفترة “2017 – 2020” مفاوضات مكثفة لإخراج معاهدة عدم الاعتداء بين الإمارات وإسرائيل الى العلن، وهي إحدى متطلبات تمرير صفقة القرن، وفي 13 أغسطس 2020، أعلن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، اتفاق إسرائيل والإمارات على معاهدة السلام، وهو ما عدّه رئيس حكومة الكيان الصهيوني “إنجازاً تاريخياً” يدشن لـ “حقبةٍ جديدة” من العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي.
وأعلنت الخارجية الإماراتية عن وجود اجتماعات مكثفة بين الإمارات وإسرائيل، تُحَضِر لتوقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون في قطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة، وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.
حرارة الزيارات واللقاءات:
شهد العام 2003 أول زيارة رسمية وعلنية لمسؤول إسرائيلي إلى الإمارات، عندما شارك الوزير الإسرائيلي “مئير شطريت” ومحافظ بنك إسرائيل “يوسي كلاين”، في مؤتمر صندوق النقد الدولي، تبعها مشاركات أخرى علنية، وزيارات أكثر كثافة، حتى بعد صعود “بنيامين نتنياهو” إلى الحكم مجدداً في العام 2009، من أبرزها:
16 يناير 2010: حضور وزير البنية التحتية “عوزي لانداو”، مؤتمراً للطاقة المتجددة في أبو ظبي، وهو أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات بشكل علني ورسمي.
سبتمبر 2012: احتضان فندق “ريجنسي” في نيويورك، لقاءً سرياً بين رئيس الوزراء الصهيوني “بنيامين نتنياهو” ووزير خارجية الامارات “عبدالله بن زايد”، وناقشا بشكل مباشر الهم المشترك الناجم عن نشاطات إيران في المنطقة، وتكرر اللقاء في العام 2017 بحضور سفير الإمارات بواشنطن “يوسف العتيبة”، ومستشار الأمن القومي الصهيوني الأسبق جنرال الاحتياط “يعكوف عميدرور”، والسكرتير العسكري “يوحنان لوكر”، وناقش اللقاء المسألة الإيرانية، والقضية الفلسطينية.
2013: مشاركة الرئيس الإسرائيلي السابق “شمعون بيريز” عبر بث مباشر من مكتبه في القدس، وخلفه العلم الإسرائيلي، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمرٍ دولي انعقد في أبوظبي، لمناقشة القضايا الإقليمية والأمنية في المنطقة.
يناير 2014: مشاركة وزير البنية التحتية الإسرائيلي “سيلفان شالوم” في مؤتمر للطاقة المتجددة في الإمارات، والتقى عدداً من الوزراء العرب.
يناير 2016: زار وزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شطاينتس” الإمارات، وتكررت زيارته في هذا العام، بذريعة المشاركة في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي.
يوليو 2017: زيارة ولي عهد الإمارات “محمد بن زايد”، لمؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات FDD ” الموالية لإسرائيل بواشنطن، ومباحثات بين سفيره بواشنطن “يوسف العتيبة” والمبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط “دينيس روس” حول آلية معاقبة قطر، بسبب دعمها “الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل” BDS.
2018: دعت الإمارات وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية “ميريت ريغيف”، لزيارة مسجد “زايد بن سلطان”.
أوائل ديسمبر 2018: زار زعيم حزب العمل الصهيوني المعارض “آفي غابيه”، أبوظبي، والتقى كبار المسؤولين فيها، وناقش معهم ملفات الصراع “الإسرائيلي–الفلسطيني”، وصفقة القرن، والوضع السياسي في إسرائيل.
بدايات 2019: كشف الإعلامي الإسرائيلي “إيدي كوهين” عن تواجد “عبدالله بن زايد” ومدير جهاز الاستخبارات “طحنون بن زايد”، بفندق “ريتز كارلتون” في تل أبيب، قائلاً: لا يوجد زيارات سرية بعد اليوم.
مارس 2019: مشاركة وفد من كبار المسؤولين في وزارة العدل الإسرائيلية برئاسة نائبة المدعي العام “دينا زيلبر”، في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد بالإمارات.
يونيو 2019: مشاركة وزير الاتصالات الصهيوني “أيوب قرا”، في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة بالإمارات.
1 يوليو 2019: مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي “يسرائيل كاتز”، في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، بأبو ظبي، والتقى مسؤولاً إماراتياً كبيراً، وطرح مبادرة “مسارات للسلام الإقليمي”، من أهم بنودها:
1 – ربط المجالين الاقتصادي والاستراتيجي بين السعودية ودول الخليج عبر الأردن بشبكة السكك الحديدية في إسرائيل.
2 – التركز على “ضرورة التعامل مع التهديد الإيراني المتعلق بالقضية النووية، وتطوير الصواريخ، ودعم إيران لما أسماه بالإرهاب في المنطقة، والعنف الذي تستخدمه إيران ضد مصالح المنطقة، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
أكتوبر 2019: مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي ” يسرائيل كاتس”، في مؤتمر للأمم المتحدة، بأبو ظبي، وأكد العمل على تحقيق تطبيع علني، والتوصل إلى تفاهمات جدّية مع المسؤولين الإماراتيين.
29 أكتوبر 2019: زارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية “ميري ريغيف”، مسجد “زايد بن سلطان” في أبوظبي، بدعوة رسمية من ولي عهد الإمارة “محمد بن زايد”، بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي.
15 ديسمبر 2019: مشاركة وفد من وزارة العدل الإسرائيلية برئاسة نائبة المدعي العام “دينا زيلبر”، في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد، بأبوظبي.
ديسمبر 2019: مشاركة 30 شخصية من 15 دولة عربية، من بينهم الناشطة الإماراتية “مريم الأحمدي”، في لقاء تطبيعي واسع النطاق في لندن، بهدف تأسيس “مجلس للتكامل الإقليمي” مع إسرائيل، لتحقيق مزيد من التقدم في تطبيع العلاقات العربية مع تل أبيب.
نهاية 2019: لقاء سري ثلاثي في البيت الأبيض، ضم مستشار الأمن القومي الأميركي “روبرت أوبراين” ونائبه، ومستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي للأمن القومي “مئير بن شبات”، وسفير الامارات بواشنطن “يوسف العتيبة”.
وكانت الإمارات، الدولة العربية الوحيدة التي أرسلت برقية تعزية بوفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “أرييل شارون”، والرئيس الإسرائيلي الخامس “إسحاق نافون”.
التطبيع الرياضي:
عشر سنوات من التطبيع الرياضي، كأول مجال يتم تدشينه بعد أيام قلائيل من تصفية الموساد القيادي في حركة حماس “محمود المبحوح”، وللتغطية على مشاركة أبوظبي في جريمة التصفية، منعت في فبراير 2010، لاعبة التنس الإسرائيلية “شاحار بئير” من الحصول على تأشيرة لدخول أراضيها، لكنها سرعان ما تراجعت وقبلت بمشاركتها مع وفدى إسرائيلي رسمي، وتبع ذلك القبول بمشاركة فريق جودو إسرائيلي وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي ورفع العلم الإسرائيلي في دبي.
وغالباً ما يتم اتخاذ المباريات والنشاطات الدولية كغطاء لتبرير قبول مشاركة لاعبين وفرق يمثلون إسرائيل في الإمارات.
ومن أبرز محطات التطبيع الرياضي:
1 – مشاركة فريق الجودو الصهيوني في ﺑﻄﻮﻟﺔ “ﺍﻟﺠﻮﺩﻭ” ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ بالإمارات عام 2017، واكتفت سلطات أبوظبي بمنع الرموز القومية الإسرائيلية، كرفع العلم والنشيد الوطني، لاعتبارات “أمنية”، تحسُّباً لردة فعل المجتمع الإماراتي، ثم سارع رئيس اتحاد الجودو “محمد بن ثعلوب” لتهنئة نظيره الإسرائيلي بالنتائج التي حققها لاعبوه.
2 – مشاركة إسرائيل رسمياً في سباق بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية “كروس كانتري” بأبوظبي في مارس 2018، وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت”، شارك: “إسرائيليين اثنين في البطولة، بعد دخولهما الإمارات بجوازات إسرائيلية برفقة ثلاثة من الموظفين الإسرائيليين”.
3 – مشاركة فريق الدراجات الإماراتي في سباق “جيرو دي إيطاليا”، في مدينة القدس المحتلة، في مايو 2018.
4 – استضافة أبوظبي وفداً رياضياً إسرائيلياً، يضم 25 لاعباً ولاعبة، للمشاركة في منافسات ألعاب كرة السلة والجودو والسباحة والبولينغ، لبطولة ذوي الاحتياجات الخاصة في فبراير – مارس 2019، وأعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية يومها عن فخرها بارتفاع عَلمها في الإمارات، من خلال وفدها الرياضي المشارك في الأولمبياد، مؤكدة أنه أكبر وفد رياضي يمثلها في بطولة رياضية على أرض عربية.
5 – مشاركة دراجون إماراتيون وبحرينيون في طواف إيطاليا الشهير، الذي استضافه الكيان الصهيوني في مايو 2019.
6 – مشاركة فريق رياضي إسرائيلي من 5 لاعبين في منافسات بطولة التسامح “غراند سلام أبو ظبي” للجودو الكبرى، في أكتوبر 2019، وظهرت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية “ميري ريغيف”، خلال المباريات، وهي تصافح رئيس مجلس اتحاد الجودو والمصارعة الإماراتي “محمد بن ثعلوب الدرعي”، بعد فوز أحد اللاعبين الإسرائيليين بذهبية في البطولة.
التطبيع الصحي:
بدأ تنشيط التطبيع في الجانب الصحي مؤخراً، وغالباً ما يتم اتخاذه ذريعة وغطاء لتمرير صفقات عسكرية، ومن أبرز محطاته تزويد الإمارات الكيان الصهيوني بأكثر من 100 ألف وحدة فحص للكشف عن فيروس كورونا، وفقاً لرئيس حكومة العدو الصهيوني في مارس 2020.
تبعها مفاوضات مكثفة في 25 يونيو 2020، للتعاون في مجال العلوم والصحة ومواجهة كورونا، تمخضت عن سلسلة من الاتفاقيات، بنكهة صحية ومشروب عسكري، منها التوقيع في 2 يوليو 2020 على مذكرات تفاهم بين شركتي “رافائيل” و”الصناعات الجوية” الإسرائيلية، الرائدتان في مجال التكنولوجيا، وشركة الذكاء الاصطناعي “G42” الإماراتية، للتعاون في مجال البحث العلمي وتطوير حلول لمكافحة فيروس كورونا.
وفي 15 أغسطس 2020 وقعت شركة “أبيكس” الوطنية للاستثمار الإماراتية ومجموعة “تيرا” الإسرائيلية، اتفاقاً تجارياً استراتيجياً في مجال تطوير الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا المستجد.
وفي مايو ويونيو 2020 أرسلت أبوظبي طائرتين إلى مطار “بن غوريون” مباشرة بحجة نقل مساعدات طبية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، لمواجهة جائحة كورونا، ورفض الفلسطينيون استقبال المساعدات، كي لا تكون غطاء للتطبيع مع الاحتلال.
التطبيع الديني والتعليمي:
مع تسارع وتيرة التطبيع في العقد الأخير، احتل الجانب الديني والتعليم مكانة خاصة في مسار العلاقات الثنائية، بالنظر الى تزايد التبادل التجاري والاستثماري كما سنعرف في المبحث القادم، ما استدعى تفعيل مدخلات التطبيع الثقافي والديني، ووعود لا محدودة بتغيير المناهج التعليمية الإماراتية، وفتح أبواب الإمارات للزوار اليهود، ومنحهم كامل الحرية لممارسة طقوسهم الدينية وإعتمار رموزهم العنصرية.
وتوجد في دبي وأبوظبي جالية يهودية تضم أكثر 3 آلاف إسرائيلي، رغم عدم وجود أي تراث يهودي في الإمارات، ومؤخراً فتحت الجالية اليهودية المتنامية في الإمارات حساب رسمي لها في “السوشيال” ميديا، بما يشهد على تنامي التبادل بين إسرائيل والإمارات خلال العقد الأخير.
بالتوازي مع إعلان الإمارات في 2019 عن إنشاء أول معبد يهودي رسمي في البلاد، سيكون الأكبر من نوعه في المنطقة، من المتوقع افتتاحه رسمياً في العام 2022، وبحسب بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، في 22 سبتمبر 2019: سيقع المعبد ضمن نطاق مُجمّع للأديان يطلق عليه “بيت العائلة الإبراهيمية” في أبوظبي.
وشهد شهر يناير 2010 أول تواصل ديني، عندما استقبلت الإمارات الحاخام اليهودي “يهودا سيرنا”، وقال يومها: “في الإمارات لا يوجد تاريخ يهودي، والآن يبدأ هذا التاريخ”!، وذكرت صحيفة “مكور ريشون” الإسرائيلية اليمينية، أنه تجوّل “بحرية تامة” في أبوظبي كما لو كان في “مانهاتن” الأميركية، مرتدياً القبعة الدينية “الكيبا” مع رموز واضحة على يهوديته.
تلاها سلسلة من اللقاءات الثنائية بين قادة الإمارات وحاخامات اليهود، في الإمارات وأميركا بعيداً عن الأضواء، غير أن زيارة “ريشون” اكتسبت أهمية خاصة لوضعه الخطوط الرئيسية للتطبيع في الجانب الديني والثقافي، بما في ذلك بدء المشاورات لافتتاح كنيس سري في إحدى فلل دبي، وألقت مجلة “الإيكونوميست” الضوء على هذه الخطوة الجريئة، معتبرة أن افتتاح أول كنيس منذ وقت طويل يؤشر إلى حالة “إحياء يهودية” في الإمارات، ستكون المدخل لمزيد من التطبيع مع الدول العربية، ونشرت موضوعاً مطولاً تحت عنوان: “بعد عقود من نفي اليهود، بعض العرب يريدون عودتهم”، تحدثت فيه عن “فيلا” في دبي، بجدرانها البيضاء، تقع على شاطئ الإمارة، وتقدم دروساً بالعبرية، وما يُعرف بالطعام الحلال لدى الديانة اليهودية “الكوشر”، وعينت تل أبيب حاخاماً للكنيس.
بينما أعادت وكالة “أسوشيتد برس”، التأكيد على أن الكنيس اليهودي السري بدبي، أول كنيس يعمل بشكل كامل في شبه الجزيرة العربية منذ عقود، ونقلت عن رئيس الجالية اليهودية في الإمارات “روس كريل”: رؤيتنا المستقبلية هي أن تكون الإمارات مكاناً تزدهر فيه حياة اليهود!!.
ثقافيا: عُقِدت عدت لقاءات منها اجتماعٌ في واشنطن في 2017 بين السفير الإماراتي “يوسف العتيبة” وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق “شكيب شنان” – قُتل ابنه في عملية للمقاومة بالقدس- اتفقا فيه على تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وفي 2019 زار الإمارات رئيس المنظمات اليهودية الأميركية “مالكولم” “هوين بولي” على رأس وفد يضم 70 شخصية، وقال في تصريح لقناة “جويش برودكاستين سيرفس” اليهودية: الإماراتيين أخبروا الوفد أنهم يعملون على “تغيير” المناهج الدراسية و”تغيير” مجتمعهم من الداخل لتقبل التطبيع مع إسرائيل!!.
المراجع:
1 – عادل الأسطل، العلاقات الإماراتية – الإسرائيلية: مثال للفخر، نون بوست،30 نوفمبر 2015.
2 – عربي بوست، المراحل الأربع للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل من السر إلى العلن، 18 يونيو 2020.
وكذا: الإمارات وإسرائيل عقدان من التطبيع الخفي، 9 أغسطس 2020.
3 – موقع المعرفة، العلاقات الإماراتية الإسرائيلية.
4 – الخليج أونلاين، هكذا تصدّرت الإمارات مسيرة التطبيع مع إسرائيل، 31 ديسمبر 2019.
5 – علاقات الإمارات وإسرائيل، 8 أبريل 2019
6 – إلى أين وصلت العلاقات الإسرائيلية الإماراتية؟، 7 نوفمبر 2019
https://paltimesps.ps/p/242176
7 – الإمارات وإسرائيل.. علاقات حديدية، 18 أغسطس 2017
https://www.al-watan.com/news-details/id/92510
8 – الإمارات 71، ما بين أبوظبي وإسرائيل أعمق من تطبيع وأخطر من علاقات، 6 يناير2020.
………………………
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية
رابط المصدر: