من القمة للقاع .. لماذا يفشل لاعبو كرة القدم في الحفاظ على ثرواتهم الضخمة بعد التقاعد؟

يقال إن الإنسان قد يمتلك أصولًا هائلة وحسابات بنكية مكدسة بالأصفار – عن يمين الأرقام الصحيحة بالطبع – لكنه يظل فقيرًا، هذا لأن الثروة الحقيقية هي القدرة على خلق الثروة وليس مجرد كسبها.

ويرجع ذلك لحقيقة أن أولئك الذين يمتلكون ثروة سريعة دون عقلية للتنمية والحفاظ عليها، قد يخسرونها بشكل سريع أيضًا، وهذا يبرر لماذا يفلس أغلب من يفزون بجوائز اليانصيب رغم ضخامة حجمها في بعض الحالات.

وفقًا لبيانات مؤسسة التعليم المالي الوطنية الأمريكية – منظمة غير ربحية – فإن نحو 70% من الأشخاص الذين يفوزون باليانصيب أو يحصلون على مكاسب كبيرة مفاجئة ينتهي بهم الأمر إلى الإفلاس في غضون بضع سنوات (5 سنوات على الأرجح).

هذه الحال، تنطبق أيضًا على الكثير من لاعبي كرة القدم والرياضيين الذين تفوقوا في سن صغيرة وتحولوا فجأة إلى نجوم كبار يحصلون على دخل هائل كل عام، وبمجرد التقاعد وتوقف مصادر الدخل – أو تراجعها – تدفعهم العقلية الاستهلاكية غير المنظمة إلى الهاوية.

يقول “ستيف ليويت” الرئيس التنفيذي لمجموعة “ويلث فاينانشال” في شيكاغو: “أولئك الذين كانوا عاديين في صغرهم، ثم أصبحوا فجأة غير عاديين؛ يشعرون بالنشوة ويفقدون كل إحساس بالواقع، ويعتقدون أنهم لا يقهرون وأقوياء، إنهم يعتقدون أنهم سوبرمان”.

لاعبو الكرة في دائرة الإخفاق

– في تحليلها للظاهرة، أشارت شركة “مون نيست- moneynest” البريطانية للخدمات المالية في تقرير، إلى أنه يكاد لا يمر أسبوع تقريبًا حتى تظهر قصة جديدة في الصحف عن إفلاس أحد المشاهير بما في ذلك الفنانون ولاعبو كرة القدم.

– الجدير بالملاحظة أن التقرير أشار إلى أن نحو 40% من لاعبي كرة القدم المحترفين يعلنون إفلاسهم بعد التقاعد، وأرجع ذلك إلى أسلوب الحياة غير المتسق مع الحكمة المالية والتخطيط السليم للمستقبل، والنصائح الاستثمارية السيئة.

بعض حالات إفلاس لاعبي كرة القدم

اللاعب

أبرز فريق لعب له

العمر

الوضع المالي

ويز براون

مانشستر يونايتد

44

– بلغ دخله الأسبوعي 65 ألف دولار خلال قمة مسيرته.

رويستون درينثي

إيفرتون/ ريال مدريد

37

– خسر ثروة قدرها 4.2 مليون دولار.

بول ميرسون

أرسنال

55

– خسر ثروة تقدر بأكثر من 9 ملايين دولار.

– أضاع معاشه التقاعدي البالغ مليون دولار.

أسامواه جيان

أودينيزي/ ساندرلاند

38

– كان يكسب 360 ألف دولار أسبوعيًا في شنغهاي إس آي بي جي الصيني.

– كان لديه نحو 800 دولار فقط في حسابه عام 2018 ولم يكن قادرًا على إعالة أسرته.

رونالدينيو

إيه سي ميلان/ برشلونة

44

– كان يمتلك 7 دولارات فقط في حسابه عام 2018، وعليه ديون بنحو 1.75 مليون إسترليني.

– فُرضت عليه غرامات مشددة بسبب عمليات بناء غير قانونية في البرازيل.

– رغم إعادة رهن ممتلكاته، إلا أنه لم يكن قادرًا على تغطية الديون وصادرت السلطات جواز سفره.

– أمضى بعض الوقت في سجن في باراجواي عام 2020 بتهمة محاولة دخول البلاد بوثائق مزورة.

دييغو مارادونا

برشلونة/ نابولي

متوفى

– أعلن أفضل لاعب في القرن العشرين إفلاسه عام 2009، وطالبته مصلحة الضرائب الإيطالية بسداد 42 مليون جنيه إسترليني.

– كان السبب وراء إفلاس معظم من في القائمة وغيرهم، هو المقامرة والرهانات والمحاولات الاستثمارية غير المدروسة، وأحيانًا المخدرات، وبعضهم اعترف أن “أسلوب حياته” أعاق حياته المهنية حتى قبل التقاعد.

– مع ذلك، فإن العديد منهم تعافى نسبيًا وعاد إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي، ومنهم من وجد طريقه المهني الجديد كمحلل رياضي أو مدرب، لكن جاء ذلك بعدما فقد الكثير من ثروته (وربما من نفسه).

السلة وكرة القدم الأمريكية

– وفقًا لورقة عمل صادرة عام 2015، عن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهو أيضًا مؤسسة بحثية غير ربحية، أعلن 15.7% من لاعبي دوري المحترفين لكرة القدم الأمريكية إفلاسهم خلال اثني عشر عامًا من التقاعد.

– ورد أيضًا في تقرير لمجلة “سبورتس إليستريتيد”، أن 78% من لاعبي دوري كرة القدم الأمريكي و60% من لاعبي دوري كرة السلة الأمريكي يواجهون صعوبات مالية خطيرة بعد التقاعد.

بعض حالات إفلاس وخسائر الثروة للاعبي السلة وكرة القدم الأمريكية

اللاعب

اللعبة

الثروة المحققة من مسيرته الاحترافية

(مليون دولار)

نبذة

شون كيمب

كرة السلة

90

– ترتبط قصة إفلاس كيمب بقراراته السيئة، حيث هبطت ثروته الصافية إلى 5 ملايين دولار في 2022.

– أنجب 6 أطفال وأصبح ملزما بتقديم الدعم لست عائلات منفصلة.

فين بيكر

كرة السلة

100

– أجرى بعض الاستثمارات المالية غير الحكيمة التي كبدته خسائر فادحة، وخسر أكثر من 100 مليون دولار قبل بيع منزله للبنك.

لاتريل سبريويل

كرة السلة

100

– لم يحصل على فرصة للمشاركة في المناصب الإدارية أو الاستشارية الرياضية واتخذ جميع قراراته المالية بنفسه، وخسر ثروته كاملة.

– رفض عقدًا بأكثر من 20 مليون دولار، واضطر لبيع أصوله في 2005، وتخلف عن سداد الضرائب، وطالبته طليقته بـ 200 مليون دولار.

أنطوان ووكر

كرة السلة

108

– أفرط في الإنفاق، حيث اشترى مجموعة كبيرة من السيارات الرياضية والمنازل والمجوهرات.

– أمواله لم تذهب حتى إلى أي من أطفاله أو جهة خيرية، وجرى تبديدها بالكامل على مشتريات لا طائل من ورائها.

ألين إيفرسون

كرة السلة

200

– كان أحد أكبر نجوم الدوري الأمريكي للمحترفين على الإطلاق، لكنه كان ضحية لأذواقه الباذخة أيضًا.

– أنفق مبالغ ضخمة من المال على السيارات فضلاً عن إعطاء المال لأشخاص في دائرته الداخلية.

– في عام 2010، أعلن إفلاسه رسميًا بعد عجزه عن سداد ديونه لصائغ المجوهرات.

ديرمونتي داوسون

كرة القدم الأمريكية

غير محدد

– تأثرت استثماراته بأزمة الإسكان في 2008، وأعلن إفلاسه في عام 2010 ليتبين أنه مدين بنحو 70 مليون دولار، ولا يمتلك سوى 1.4 مليون دولار.

مارك برونيل

كرة القدم الأمريكية

50

– أفلس عند تقاعده عام 2011، وقُدرت أصوله آنذاك بنحو 5.5 مليون دولار مقابل ديون تقارب 25 مليون دولار.

– يرجع ذلك لمشترياته الشخصية واستثماراته غير المدروسة في قطاع العقارات.

تيريل أوينز

كرة القدم الأمريكية

80

–  أهدر كل دولار تقريبًا من الثروة الضخمة التي كسبها خلال مسيرته المهنية المتميزة.

–  اشترى عددًا كبيرًا من المنازل والشقق، والتي اعتقد أنه سيكون قادرًا على تأجيرها إذا أصبحت باهظة الثمن.

– بلغ مجموع قروضه العقارية 750 ألف دولار شهريًا، وعندما انهار سوق الإسكان، لم يعثر على مستأجرين.

– اشترى مجمعاً ترفيهياً في ألاباما بمبلغ مليوني دولار، وبالطبع كان هناك إسراف في شراء السيارات والمجوهرات والمعيشة الباذخة.

– يشترك معظم هؤلاء أيضًا في التورط بالمقامرة وعمليات المراهنات سواء بشكل مباشر أو من خلال وسطاء (تحظر بعض الدول الغربية على الرياضيين إجراء رهانات رياضية لضمان النزاهة)، وبالطبع تعاطي المخدرات.

الدروس المستفادة

– العديد من الأشخاص يمرون بفترة (تبلغ على الأرجح خمس سنوات) في حياتهم المهنية قبل أن يفكروا في مراجعة الصحة المالية مثل معاشات التقاعد، والاستثمار في حساب توفير فردي، لكن بالنسبة للرياضيين قد لا يكون نفس الجدول الزمني مقبولًا.

– من الضروري تبني عادات مالية جيدة في وقت مبكر، مثل الاستثمار، المبني على نصائح من متخصصين، والأهم من ذلك، هو عدم الاغترار بنمط الحياة المتغير سريعًا، والابتعاد عن عوامل الإلهاء خلال المسيرة المهنية.

– غالبًا ما يتم الخلط بين المراهنة والاستثمار، وعادة ما تكون الطبيعة عالية المخاطر المتمثلة في الإفراط في بعض الاستثمارات الضخمة هي مجرد رد فعل تلقائي لعقلية الشخص المقامر والذي يرغب في تحقيق مكاسب كبيرة سريعة.

– من الضروري للرياضي أن يتعلم أسس التمويل الشخصي حتى وإن كان يستعين بمستشارين محترفين، ليتجنب في المستقبل أن يصبح صيدًا سهلًا للطامعين، ومن ناحية أخرى لفهم نصائح المساعدين الماليين واتخاذ أفضل القرارات.

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M