من المدرسة إلى العالم المسرح بوصفه ضرورة للطفل

تقديم :

تواجه المدرسة في الدول العربية رهانات خطيرة تجعلها في مواجهة واضحة مع مبدأ أساسي هو “الجدوى”، إذ مع الثورة المعلوماتية وانفتاح العالم على بعضه صار من الصعب القول أنّ هذه المؤسسات التي يُفترض فيها “التربية والتعليم” لها القدرة على الوصول إلى النتائج المطلوبة. ولعلّ الطرح الذي وضعه بعض التربويين مثل “جون ديوي” لا يزال راهنيا بشكل واضح، فهو يحدد في كتابه “المدرسة والمجتمع” واقع المدرسة التي “إذا وضعنا أمام “عين العقل” غرفة الدراسة الاعتيادية بصفوفها من المناضد الكريهة مرتبة في نسق هندسي ومزدحمة جميعا بصورة لا تترك إلاّ أقل مجال ممكن للحركة، مناضد كلها من حجم واحد يكفي لاستيعاب الكتب والأقلام والورق، وأضف إلى ذلك منضدة وبعض الكراسي والجدران العارية (…) إذا نظرنا إلى هذا كله استطعنا أن نتصور الفعالية التربوية الوحيدة التي يمكن أن تجري في محل كهذا: إنّ كلّ ما تراه عندنا مصنوع للإصغاء”

إنّ المدرسة بهذا المعنى يغلب فيها التلقين واعتماد عقول على عقل واحد هو عقل المدرّس ولا يقوم عندها التلميذ أو المتعلّم إلاّ امتصاص أكبر قدر ممكن من المعلومات. بينما تغيب فيها أدوات المناقشة وطرائق الحوار التي تفعّل الأفكار وتساعد على بناء شخصية المتعلم التربوية والعلمية.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M