مواجهة الاستنزاف بالرَّدع: دوافع التحركات الأمريكية في شرق الفرات وتداعياتها

تشهد مناطق شرق سورية تحركات أمريكية نشطة بالتوازي مع تحركات روسية-إيرانية، وعلى رغم أن المنطقة لم تكن بعيدة عن مناخ التوتر بين هذه الأطراف طوال السنوات الماضية، فإنه كانت هناك في الغالب آليات مشتركة استطاع من خلالها الأمريكيون والروس تجنُّب الصدام بينهما، كما أن العمل الإيراني ضد القوات الأمريكية ظلّ ضمن حدود معينة، في حين يبدو أن التوتر في هذه المرحلة يتجاوز قواعد الاشتباك المعمول بها في المنطقة، الأمر يُنذِر بتصعيد وشيك في منطقة تُصنَّف بأنها خطرة نتيجة تداخُل مناطق نفوذ اللاعبين.

 

دوافع التحركات الأمريكية وأهدافها

قامت القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة بمجموعة من الترتيبات التي تكشف عن رغبة في ترسيخ وجود هذه القوات لفترة طويلة، كما كشفت تلك الترتيبات عن استعداد واشنطن لمواجهة صراعات محتملة قد تنطوي عليها المرحلة المقبلة. وشملت هذه الترتيبات ما يأتي:

 

1. إجراءات عسكرية؛ وشملت تزويد قواعدها في دير الزور والحسكة بقاذفات صواريخ “هيمارس” الدفاعية، التي تعدّ من الأسلحة المهمة في مخزون القوات الأمريكية، ويستخدمها الجيش الأوكراني في مواجهة القوات الروسية، حيث تُستخدم في الضربات الدقيقة، ويصل مداها إلى 70 كيلومتراً. كما نشرت القوات الأمريكية في قاعدة موفق السلطي شمال الأردن طائرات “إف 22 رابورت” التي تُعد أفضل طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، بالإضافة إلى تجهيز فرقة عمل جديدة للطائرات من دون طيار، حيث تركز القيادة المركزية الأمريكية على تكامل الدفاع الجوي والصاروخي لمواجهة ما تعتقد أنها مخاطر روسية-إيرانية محتملة. وَبَنت القوات الأمريكية أيضاً قاعدة عسكرية جديدة في منطقة السويدية في ريف الرقة الغربي بالقرب من مدينة الطبقة، وجهَّزت قاعدة أخرى عند مدخل الرقة الجنوبي. وشهدت قواعد التحالف الدولي في التنف وشرق الفرات مناورات وتدريبات مشتركة، اللافت فيها أنها شملت مهام وتدريباً على عتاد يتخطى مهام قتال “داعش”.

 

2. إجراءات ضمن البيئة المحلية للمنطقة؛ من خلال التقرُّب من المكون العربي في مناطق شرق الفرات بهدف استقطابه وتنظيمه ضمن تشكيلات وأطر جديدة، في خطوة يُراد منها إحداث تغيير ديمغرافي وهيكلي في بنى الفصائل المسلحة بعد أن شكّل الأكراد العنصر المهيمن على هياكل الإدارة الذاتية وأجنحتها العسكرية والسياسية. وتقوم القوات الأمريكية بإعادة هيكلة هذه القوات في إطار توسيع خريطة المهام التي تقوم بها القوات الأمريكية في شرق سورية، والتي من المتوقع أن تشمل السيطرة على الحدود السورية-العراقية، ومحاربة الميليشيات الإيرانية التي بدأت تهدد الوجود الأمريكي بشكل جدي في المنطقة. وحتى الآن، يتشكّل هذا الهيكل من قوات “جيش سورية الحرة” في منطقة التَّنف، على أن تنضم لها قوات “الصناديد” التابعة لعشيرة شمر وينخرط فيها أفراد من عشائر الشرابين والجبور، بالإضافة إلى محاولة استعادة فصيل قوات” ثوار الرقة” الذي فكّكته “قسد” قبل سنوات، والواضح أن مهمته ستكون التموضع على مناطق التماس مع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية غربي الفرات. وتعتقد واشنطن بأن العرب السُّنة أصحاب مصلحة في طرد الميليشيات الإيرانية من مناطقهم، كما ترغب واشنطن في الاستثمار في رفض غالبية المكون العربي في شرق سورية العودة إلى حضن النظام السوري.

 

وتهدف واشنطن من وراء هذه الخطوة إلى إرضاء المكون العربي الذي يشكو من سيطرة الكرد على مناطق شرق سورية، واتخاذ إجراء تحوطي لمنع نجاح جهود روسيا وإيران والنظام السوري في تحريضهم ضد القوات الأمريكية. كما تهدف واشنطن إلى إرضاء تركيا، عبر احتمال وضع القوى العربية غير المنخرطة في هياكل “قسد” على الحدود، وبالتالي إضعاف ذريعة تركيا بمهاجمة مناطق شرق الفرات والتأثير في النفوذ الأمريكي في المنطقة. وتبدو “قسد” خارج هذه المعادلة التي تنوي القوات الأمريكية صناعتها في شرق سورية، لانشغالها في مواجهة التهديدات التركية، وحساباتها التي تقتضي عدم توسيع دائرة العداء مع النظام السوري وروسيا، بالإضافة إلى كون الخريطة التي تستهدف القوات الأمريكية تعزيز قواتها بها، وهو القوس الممتد من التَّنف وصولاً إلى معبر البوكمال، تُعد خارج مناطقها وبالتالي ليست معنية بها.

 

وتنطلق تلك الترتيبات والإجراءات الأمريكية من خشية واشنطن من ازدياد النشاط الإيراني في مناطق شرق الفرات، الذي أخذ يعبّر عن نفسه في أكثر من مجال، ومنها استهداف القواعد الأمريكية، وثمة شكوك بأن تكون الميليشيات الإيرانية خلف سقوط مروحية أمريكية على متنها 22 عسكرياً أمريكياً. كما تنطلق من حاجة القوات الأمريكية إلى قوة نيران إضافية في شرق سورية لحماية قواتها، في ظل تفوق بشري إيراني مسنود بعدم تأثر الميليشيات الإيرانية بالخسائر البشرية، وأيضاً وجود توجس أمريكي من مخطط إيراني-روسي، يبدو أنه دخل مرحلة التنفيذ، يقضي بجعل المرحلة المقبلة صعبة ومكلّفة للوجود الأمريكي في شرق سورية، وقد كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن وثائق استخباراتية أمريكية عن وجود خطط لتنفيذ حملة واسعة النطاق ضد القوات الأمريكية بواسطة تشكيلات يجري تأسيسها تحت اسم “المقاومة الشعبية”.

 

وتهدف الإدارة الأمريكية من تلك الترتيبات في شرق سورية، إلى الآتي:

 

1. الردع: يهدف التحرك الأمريكي في شرق سورية إلى ردع إيران بالدرجة الأولى ومن ثم روسيا، وإرسال رسالة إليهما مفادها أن القوات الامريكية باقية، وأن الترتيبات والإجراءات التي يقوم بها الطرفان لن تكون مُجدية، ويؤشر نشر أفضل المعدات العسكرية إلى محاولة جعل الروس والإيرانيين في وضع غير متساوٍ في المواجهة في حال قاموا بالتصعيد.

 

2. استباق التطورات: حيث تبدو المنطقة مقبلة على تطورات نتيجة تغير الديناميات في الآونة الأخيرة، كما أن التفاعلات التي تشهدها المنطقة تأخذ مسارات تتناقض مع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. فبجانب محاولات روسيا وإيران خلق مصاعب للوجود الأمريكي في شرق سورية، يشكل التوافق الروسي-التركي، واحتمالات انفتاح العلاقات بين دمشق وأنقرة قلقاً لدى صنَّاع القرار الأمريكي، لذا فإن الترتيبات الأمريكية تهدف إلى إيصال رسالة إلى جميع اللاعبين تُفيد برفض واشنطن لأي تغيرات ميدانية قد تنتج عن هذه الديناميات. وفي هذا السياق، بدت واضحة التقاطعات الحاصلة بين أطراف الطاولة الرباعية (روسيا، وتركيا، وإيران، والحكومة السورية) على رفض مشروع الإدارة الذاتية الكردية واعتباره مشروعاً انفصالياً، ما يعني أن ثمة توافقاً في طريقه للترجمة بين هذه الأطراف، قد تتمثل مخرجاته الأولية في طرد القوات الكردية من مناطق منبج وتل رفعت، ورغم أن الإدارة الأمريكية غير مهتمة بتلك المناطق، إلا أنها بدأت تستشعر مخاطر التوافق الرباعي الذي قد يطال مناطق شرق الفرات، ما دفع بهذه القوات إلى التحضير للعودة إلى قواعد ونقاط أخْلتها قبل أربع سنوات في منطقتي عين عيسى وعين العرب في ريف الرقة الشمالي. وفي السياق نفسه أيضاً، تتوجس واشنطن من عودة النظام السوري على الجامعة العربية، والانعكاسات التي قد تنتج عن عودة شرعية الأسد إقليمياً والتي قد تشكل ضغطاً على القوات الأمريكية في شرق سورية، سواء لجهة استهداف هذه القوات أو زيادة كتلة المطالبين بانسحابها من منطلق أن وجودها يعرقل ترتيبات الحل السوري.

 

3. دعم الموقف التفاوضي الأمريكي: حيث تخوض واشنطن مفاوضات مع طهران ودمشق بوساطة عُمانية، وقد أشارت التسريبات إلى طلب دمشق سحب القوات الأمريكية من شرق الفرات، ومن المؤكد أن هذا الطلب يقع في صلب قائمة المطالب الإيرانية، ما دفع واشنطن إلى استعراض وتحريك أوراقها في المنطقة لوضع سقف لمطالب هذه الأطراف.

 

4. التضييق على أذرع إيران، بعد أن بدأت تتجرأ وتتخذ مواقف قتالية ضد القوات الأمريكية، إذ تهدف التحركات الأمريكية إلى استنزاف هذه الميليشيات ووضعها في موقف مرتبك، والتمهيد لإضعاف النفوذ الإيراني في سورية عبر تهديد مسارات وطرق الميليشيات الإيرانية إلى داخل سورية.

 

التحركات الإيرانية

تسعى إيران للاستفادة من مناخ المتغيرات الإقليمية، وبخاصة حالة الجفاء العربي-الأمريكي، والمصالحة بين إيران والسعودية، وعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، لترسيخ نفوذها وإظهار عدائها للأمريكيين في شرق سورية على أنه جزء من سياق إقليمي يرفض السياسات الأمريكية وتدخلاتها في الشأن الإقليمي.

 

وفي الآونة الأخيرة، زادت نشاطات إيران الهادفة إلى خلق بيئة مناسبة لها في مناطق شرق سورية، عبر السعي لإنشاء أجسام عسكرية وكيلة لها في المنطقة، حيث أُعلِنَ عن إنشاء “الجيش الشعبي” في دير الزور، وهو عبارة عن مجموعة ميليشيات سورية خالصة، يبدو أنها ذاتها التي يجري الحديث عنها على أنها مقاومة سورية ضد الوجود الأمريكي في شرق الفرات، أو أنها ستكون في الغالب غطاءً لعمل الميليشيات الإيرانية ضد الأهداف الأمريكية. وفي السياق نفسه، بدأ حزب الله اللبناني بإعادة تموضع وانتشار داخل الأراضي السورية، عبر نقل جزء مهم لقواته المتمركزة على الحدود السورية-اللبنانية إلى دير الزور، وأعاد هيكلة قيادة قواته في المنطقة، عبر تعيين قائد جديد منحدر من الساحل السوري، هو الحاج أبو مدين السوري، الأمر الذي يؤكد نيّة إيران وميليشياتها جعل السوريين واجهات للتذرع بأن ما ستواجهه القوات الأمريكية هو عمليات مقاومة من قبل سوريين.

 

والهدف من وراء هذه التكتيكات إعادة استنساخ تجربة محاربة القوات الأمريكية في العراق، عبر هجمات منفردة تؤدي إلى استنزاف القوات الأمريكية ودفعها إلى الخروج من سورية، لتحقيق مجموعة من الأهداف تتمثل بالتخلص من الضربات الأمريكية، والاستفراد بالساحة السورية، ومساعدة الرئيس الأسد على الوصول إلى أماكن الثروة النفطية والغذائية في شمال سورية.

 

المصالح الروسية

تنخرط روسيا في الحراك العسكري الحاصل في سورية بدرجة ملحوظة، وينسجم موقفها مع الموقف الإيراني، وثمة محركات عديدة تدفع روسيا إلى اتخاذ هذا الموقف، أهمها الدعم الأمريكي لأوكرانيا، حيث يظهر تحركها في سورية بوصفه ورقة للضغط على الأمريكيين، كما يُمثِّل شكلاً من أشكال تبادل التعاون العسكري مع إيران، على اعتبار أن التحرك الأمريكي يهدد المصالح الإيرانية بالدرجة الأساسية، عبر تشكيل مجموعات عسكرية تقاوم الوجود الإيراني.

 

وترغب روسيا في تحويل مناطق شرق سورية إلى ساحة مواجهة ضد الأمريكيين بأدوات جديدة تشرف إيران على تشكيلها وتمويلها، بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية التي تنتشر غرب نهر الفرات. ومنذ فترة تواصل الأوساط الروسية نشر معلومات عن وجود خطط أمريكية تهدف إلى إعادة خلط الأوراق في سورية لضرب جميع التفاهمات والتسويات الإقليمية. بيد أن لروسيا مصالح أبعد في خلط الأوراق في مناطق شرق الفرات، إذ تسعى موسكو إلى التشويش على المفاوضات الأمريكية-الإيرانية الحالية التي تتضمن في أحد بنودها وقف إيران تزويد روسيا بالأسلحة.

 

استنتاجات وتوقعات

تؤكد المؤشرات أن منطقة شرق الفرات تتحضر لصراع بالوكالة بين الفاعلين، حيث تقوم الولايات المتحدة وإيران بتحضير البنية التحتية لمثل هذه الحرب من خلال تجنيد واستقطاب المقاتلين وبناء تشكيلات عسكرية، وملء المنطقة بالأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية.

 

تكتسب منطقة الفرات أهمية خاصة لدى الإيرانيين، ما يجعلها خارج أي تفاوض محتمل مع واشنطن، فهي جزء مهم من مشروع إيران الجيوسياسي، ومن دونها يفقد مشروع إيران فعاليته وقدرته على الاستمرار في سورية ولبنان، فمن هذه المنطقة سيمر مشروع السكك الحديد الذي يربط سورية بإيران، وربما مشروع أنابيب السلام لنقل النفط الإيراني مستقبلاً، ومنها يجري تغذية النفوذ الإيراني في حلب وبقية الأراضي السورية، ما يجعل الدفاع عن الوجود الإيراني فيها مسألة مصيرية لمشروع إيران.

 

وبالنسبة للولايات المتحدة، من الواضح أنها دمجت رؤيتها للوضع في سورية ضمن رؤيتها لعالم ما بعد الحرب الأوكرانية، وما أفرزه من معسكرين دوليين متضادين، وبذلك تصبح سورية ساحة مجابهة بين المعسكرين، مثل أوكرانيا وتايوان، لذا يُبدي الأمريكيون تشدداً واضحاً ويلوحون بالتصعيد ضد خصومهم.

 

ومع أنه لا مؤشرات على مواجهة قريبة بين أطراف اللعبة، إلا أن الاستعدادات القائمة تَشي بدخول المنطقة في دائرة توتر مديدة، الأمر الذي يضعها في صلب ثلاثة احتمالات:

 

الاحتمال الأول، اندلاع حرب بالوكالة بين أطراف اللعبة، وبذلك تكون إيران قد جرّت القوات الأمريكية إلى ساحة تجيد اللعب بها ولا تتأثر جراء خسائرها، لكن يبدو أن الأمريكيين يريدون الدخول في اللعبة بنفس الأساليب والأدوات الإيرانية، ما يعني أن الخاسر في هذه الحرب ستكون مكونات المنطقة بالدرجة الأولى، لأن هذا النوع من الحروب يصعب أن يحقق أيٌ من أطرافه الحسم سريعاً. وهذا الاحتمال يبدو الأكثر إمكانية للتحقق في المرحلة الحالية، بالنظر إلى قدرة الطرفين على إدارة هذا النمط من الصراع وتعقيدات العلاقة بينهما، في ظل وجود مسار تفاوضي مفتوح بينهما.

 

الاحتمال الثاني، اندلاع حرب مباشرة ضد الميليشيات الإيرانية بالنظر إلى الاستعدادات الأمريكية اللوجستية ونوعية الأسلحة التي نُشِرَت في المنطقة، فضلاً عن أن هذه الحرب قد تشارك فيها إسرائيل عن طريق سلاح الجو بضرب مقار الميليشيات الإيرانية، كما أن القوة التي تجهزها الولايات المتحدة قد يكون من ضمن أهدافها إغلاق الحدود السورية المحاذية للعراق أمام ميليشيات إيران، ما سيؤدي إلى خنق هذه الميليشيات، فضلاً عن أن التجهيزات الإيرانية وانتقال جزء من قوات “حزب الله” إلى منطقة غرب الفرات يصب في هذا الاحتمال.

 

لكن هذا الاحتمال يتطلب قيام أحد الطرفين بأعمال خطرة من شأنها تهديد وجود الطرف الآخر، ورغم درجة التوتر العالية في مناطق التماس في شرق سورية، فلا يبدو أن مراكز القرار في الطرفين تفضل الانتقال إلى هذا المستوى من الصراع نظراً لما سيترتب عليه من تكاليف واحتمالات توسعه إلى العراق والخليج، كما سيؤدي إلى إغلاق مسارات التفاوض المفتوحة بين الطرفين الأمريكي والإيراني، إضافة إلى وقوع الطرفين تحت وطأة أزمات متعددة ومتزامنة (الحرب الأوكرانية، والتوتر مع الصين بالنسبة لأمريكا، وعدم الاستقرار الداخلي في إيران)، مع بقاء هذا الاحتمال ضمن الخيارات الممكنة في حال حصول متغير مفاجئ.

 

الاحتمال الثالث، استمرار الحرب عند مستوى منخفض، مع سعي اللاعبين إلى تعزيز أوراقهم ومحاولة كل طرف فرض قواعد اشتباك جديدة لصالحه، فثمة جهات على الطرفين لا تدخل الحرب ضمن قائمة أولوياتها، وتجد أن الوضع الحالي مناسب مع بعض التحسينات. وفي الإدارة الأمريكية ثمة من يعمل على كبح أي مواجهة حقيقية مع إيران من أجل الوصول إلى تفاهم في قضايا كالملف النووي والمحتجزين الأمريكيين في إيران، مقابل طرف إيراني يفضل التفاهم مع الولايات المتحدة على استرداد الأموال والاستفادة من زخم الانفتاح الإقليمي.

 

لكنْ يبدو أن مستوى الصراع المنخفض، وفق النمط الذي ساد في المرحلة السابقة، تجاوزته التطورات الأخيرة نتيجة تغيُّر الأهداف، فقد بات إخراج القوات الأمريكية من شرق الفرات مصلحةً ملحَّة لإيران، وباتت سورية ورقة مهمة لدى الولايات المتحدة للضغط على روسيا وإيران نتيجة الحرب في أوكرانيا، كما استنفدت طاقة هذا النمط الصراعي من دون تحقيق نتائج مجدية، لذا الأرجح أن تشهد المرحلة المقبلة تطوير أدوات وأساليب جديدة للصراع وإدارتها بما يتناسب وتوازنات القوى بين الطرفين ضمن مستوى تشغيلي محدّد.

 

.

رابط المصدر:

https://epc.ae/ar/details/featured/alrade-fi-muajahat-alaistinzaf-dawafie-altaharukat-alamrikia-fi-sharq-alfurat-watadaeiatuha

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M