مُنظّر القاعدة يدعو للجهاد في السودان ويطرح قواعد إرشادية

بقلم : كاليب ڤايس، 27 أكتوبر 2022  – ترجمة : معتصم الحارث الضوّي – كاتب وباحث ومترجم- بريطانيا

 

في وقت سابق من الشهر الجاري أصدرت بيت المقدس، وهي دار نشر جهادية يُظنُ ارتباطها بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كتابا يتألف من رسائل متعددة كتبها المُنظّر أبو حذيفة السوداني.

تتضمن الرسائل تحريضا للمجاهدين المرتقبين وتدعوهم لتشكيل جماعة جهادية مُوحدة في موطنه السودان. صيغت تلك الرسائل خلال العامين الماضيين وجُمعت مؤخرا في هذه الإصدارة.

 

 

السوداني عضو مخضرم في القاعدة، ويُقال إنه عمل إلى جانب أسامة بن لادن أثناء وجود القاعدة في تلك الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وأيضا في أفغانستان، ويُقر السوداني بمشاركته في هجوم فاشل لتنظيم القاعدة على قاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية أواخر عام 2001، حيث اُعتقل بعد أن سلمته السلطات السودانية إلى السعودية عام 2002. تضمنت تلك المؤامرة إطلاق صاروخ أرض – جو على طائرة أمريكية أثناء إقلاعها من قاعدة الأمير سلطان، وأطلق السوداني بنفسه الصاروخ الذي لم يُصب هدفه أثناء الهجوم.

وفقا لوثائق مُسرّبة عن تقييم المحتجزين في خليج غوانتانامو أكد شقيقان سعوديان كانا متورطين في البداية في المؤامرة ولكن أُلقي القبض عليهما في باكستان قبل تنفيذ الخطة فإن الهجوم حدث بأمر شخصي من أسامة بن لادن، ثم أشرف على مرحلتيّ التخطيط والتدريب من أفغانستان الأمير العسكري للقاعدة آنذاك، محمد عاطف، وبعض من كبار المسؤولين في القاعدة؛ ابن الشيخ الليبي وسيف العدل. يُعتقد الآن أن العدل من المرشحين المحتملين لخلافة أيمن الظواهري الذي توفي العام الجاري.

من المرجح أن يكون لأبي حذيفة أيضا مشاركة في محاولات تنظيم القاعدة السابقة لتشكيل فصيل متماسك في السودان نظرا لانتقاداته المحددة ومعرفته الدقيقة بالتحورات التي تضمنها الكتاب. أفادت تقارير إعلامية سودانية أن أبو حذيفة تربطه صلة بمؤامرات التفجيرات عام 2007 في السَلَمة وهي إحدى الضواحي الجنوبية في الخرطوم، ولكن مشاركته في تلك المخططات ما زالت غير معلومة.

 

 

إن انتمائه الحالي لأي من المجموعات غير معلوم، ولكن ذلك الجهادي السوداني قد شارك بالكتابة لوسائل إعلام متعددة يديرها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خلال الأعوام الماضية. كما شارك أيضا، مع رصفائه من المُنظّرين البارزين لدى تنظيم القاعدة، في جهود المصالحة بين الفصائل الجهادية في سوريا، ولكن من المجهول ما إذا كان قد أقام في سوريا.  صدرت تقارير بأنه تعرّض للاعتقال مؤخرا عقب صدور الكتاب ولكن المكان الذي صدرت منه التقارير ومدى مصداقيتها ما زال محل تساؤل.

الأسس الإيديولوجية للجهاد

يقدم الكتاب الذي صدر مؤخرا في 83 صفحة التبرير الإيديولوجي لشن الجهاد ضد الدولة السودانية، علاوة على إرشادات وقواعد يجدر بالمجاهدين المرتقبين اتباعها عندما يشكلون كيانا جديدا. تصب الدروس التي يطرحها الكتاب عموما ضمن الأُطر العامة التي يطرحها تنظيم القاعدة للجهاد. لذا، فإن الكتاب يوفر تعريفا بالغ الأهمية بتوقعات تنظيم القاعدة فيما يتصل بالتنظيم والهيكلة والإدارة للفروع والمنظمات المتفرعة والحلفاء المرتقبين في العمليات والمواقف المختلفة.

وفقا لأبي حذيفة فإن إبرام الاتفاق الدستوري في البلاد لعام 2020 بأن تكون الدولة السودانية علمانية قد جعل التوقيت مناسبا للجهاد في البلاد. ذلك الاتفاق وقّعه عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني آنذاك، والحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال، بعد الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير عام 2019.

يطرح المؤدلج الجهادي رأيه بأن التحول نحو الديمقراطية في السودان يماثل عبادة الأصنام، وعليه يُصّنفه بأنه “مشروع كافر”. يتابع طرح آرائه بالقول إن نظام الحكم العلماني لن يجلب سوى المصاعب على المسلمين، ويحسم بأن مسلمي السودان هم وحدهم القادرون على إعادة تطبيق الشريعة إلى بلدهم.

كما ينتقد أبو حذيفة أيضا الحكومة الحالية بقيادة عبد الفتاح البرهان، الجنرال السوداني الذي قاد انقلاب العام الماضي، قائلا إن الحكومة التي يقودها الجيش ستقود للمزيد من الجرائم ضد المسلمين، وأن مهمة الجهاديين هي الدفاع عنهم.

في هذا السياق الأيديولوجي يركز أبو حذيفة في الكتاب على تقديم إرشادات للجهاديين المحتملين حول الطريقة الفاعلة لإنشاء منظمة والبدء في النشاط الجهادي، ومن الواضح أنه في إطار تركيزه على التعلم من أخطاء الماضي، فإن نصائحه تتأثر بالمبادئ التوجيهية العامة للجهاد الصادرة عن تنظيم القاعدة، وهي وثيقة ملزمة أصدرها عام 2013 أمير القاعدة آنذاك أيمن الظواهري، علاوة على التجارب السابقة لتنظيم القاعدة في تونس ومالي واليمن. على سبيل المثال، فإن أبو حذيفة يوضح في البدء للجهاديين المرتقبين أهمية الدعوة، أي الترويج للمنظور الخاص بتنظيم القاعدة عن الإسلام، ووفقا لآراء هذا المؤدلج، لن تنجح أي جماعة مرتقبة في الحصول على دعم شعبي إلا عبر وعظ الجماهير بأهمية الجهاد والحاجة إليه. كان هذا المبدأ ما اتبعه تنظيم القاعدة في بداية عملياته في تونس؛ عبر الفصيل المحلي المسمى أنصار الشريعة، وباعتباره جزءا من نهج الدعوة.

 

 

كان الاحتفاظ بالدعم الشعبي بين السكان المحليين الذين تعمل بين ظهرانيهم مبدأ حاسما في “الإرشادات العامة” لتنظيم القاعدة، ولكن تنفيذ سياسات صارمة وبسرعة فائقة في مالي واليمن قد أضر في البداية بسمعة الجماعة في كلا المنطقتين، والواقع أن العديد من قادة القاعدة ومُنظريها قد شددوا على أهمية التعلم من تلك الإخفاقات خلال العقد الماضي.

في هذا السياق، يقدم أبو حذيفة قائمة بالموضوعات الآمنة ونقاط الحوار والكلمات الطنانة لاستخدامها في حملات الدعوة بما يدعم تقديم الرسالة الجهادية بشكل أفضل للجمهور، ووفقا للمُنظّر أبو حذيفة، فإن ذلك ضروري للحلول محل الجماعات المسلحة العلمانية المختلفة العاملة داخل السودان ولتوفير بيئة مواتية أكثر للجهاديين، وفي إطار شرحه للحاجة إلى جماعة جهادية موحدة ومتماسكة، ينهل أبو حذيفة مرة أخرى من الخطاب النموذجي للقاعدة عبر شرح الضرورة لوجود “مجموعة طليعية” في السودان، ومن خلال مجابهة المرتدين بجسارة، فإن السوداني يرى بأن تلك “الطليعة” توفر الإلهام للجماهير للانضمام و / أو دعم القضية الجهادية والتأسيس للشريعة في نهاية المطاف.

إن هذه الرؤية ليست مستحدثة، حيث تعتمد أساسا على الهدف الأصلي للقاعدة بإنشاء “قوة طليعية” للتحريض وإثارة تمردات إسلامية في كافة أرجاء العالم، وعليه فإن أبو حذيفة يدعو لإنشاء جماعة جهادية سودانية جديدة تتماشى مع التفويض الذي منحه تنظيم القاعدة لنفسه.

لتحريض الجهاديين المرتقبين على تأسيس ما يسمى “القوة الطليعية”، يلجأ أبو حذيفة لآراء عبد الله عزام، مرشد أسامة بن لادن فائق الشهرة، ويقتبس من مأثوراته “الجهاد في أفغانستان لا يحتاج إلى رجال، بل إن الرجال يحتاجون للجهاد”.

إذن، بالنسبة لأبي حذيفة فإن الموقف لا يتغير، فالجهاد المرتقب في السودان لا تنقصه القوى البشرية ولكن المسلمين يحتاجون لمن يحرّضهم لصالح القضية فحسب. في هذا الصدد، يقول المُنظِّر الجهادي إن الالتحاق بركب الجهاد في السودان “واجب على المسلمين” و “فرض عين”.

نقل الدروس العسكرية

بعد التركيز على ديناميكيات الدعم الديني والأيديولوجي والشعبي لبدء الجهاد في السودان، ينحو أبو حذيفة لتقديم إرشادات وقواعد لتأسيس جناح متشدد للتنظيم المرتقب، ويبدو جليا أن التجارب التي يحاول أبو حذيفة التعريف بها في هذه الأقسام مستمدة من كيفية عمل فروع القاعدة في أنحاء العالم. يطرح المُؤدلج السوداني بوضوح الخطوات الدقيقة التي سيحتاج الجهاديون المرتقبون لاتخاذها بُغية إنشاء منظمة فاعلة والحفاظ عليها.

فيما يتعلق باختيار الأمير، يذكر أبو حذيفة ضرورة تحلّيه “بمؤهلات عسكرية أو سياسية” و “رؤية وأهداف وخطة استراتيجية واضحة لتحقيق تلك الأهداف” قبل اختياره.

 

 

يتابع أبو حذيفة بالإشارة إلى من ضرورات النجاح اقتناع التنظيم الجهادي بهيكل قيادي واضح المعالم، ومجلس للشورى، ومجلس ديني يضمن استمرار التنظيم مرتكزا على الشريعة. بالنظر لاستمرار أبو حذيفة في التأكيد على وحدة الجهاديين، فمن المرجح أن هذا المُنظّر يحاول تفادي الأخطاء التي اُبتليت بها القاعدة داخل سوريا.

كما ذكرنا سابقا، كان السوداني مضطلعا بدورٍ في الماضي في دعوات القاعدة لوحدة الجهاديين في سوريا. فيما يتعلق بموقع تأسيس القاعدة، لا يختلف أبو حذيفة كثيرا عن الاستراتيجية الجهادية النمطية التي تأثرت بالماويين، ويشمل ذلك بناء مقر في الريف حيث يتسنى للقوة الرئيسة التابعة للجماعة شنّ حرب عصابات (وصفها أبو حذيفة “بتكتيكات الكر والفر”).

كما يزوّد أبو حذيفة الجهاديين المرتقبين بقائمة من المواد التي ينصح بجمعها وتخزينها في مخابئ ريفية. أما بخصوص كيفية وموقع بناء قاعدة للعمليات، يزوّد هذا المُنظّر الجهاديين المحتملين بقائمة شاملة بالعوامل التي يجب اتباعها عند انتقاء الموقع، وتشمل مقاييس مثل إمكانية الدفاع، وجلاء الرؤية البعيدة، وسهولة الوصول، ورغم عدم تطرّقه للمسألة التالية بوضوح في هذا القسم، إلا أنه يُبدي أسفه لاحقا على أخطاء وقعت فيها المجموعات الناشئة التي سعت للتأسيس لتنظيم القاعدة منذ عقد ونيف في السودان.

فشلت المجموعة الأولى المسماة خلية السَلَمة في جنوب الخرطوم عام 2007 لأنها حاولت تطبيق نموذج مشابه لجهود القاعدة في العراق آنذاك رغم افتقاد السودان لتلك الظروف. أما المجموعة الثانية التي استقرت في منتزه الدندر الوطني الواقع على الحدود مع إثيوبيا فقد هزمتها القوات السودانية أواخر عام 2012.

وفقا للسلطات السودانية، كان المسلحون يستخدمون هذا المنتزه الوطني لتدريب الجهاديين قبل إرسالهم إلى مالي أو الصومال. ورد أن قائدا واحدا على الأقل من المتورطين في الشبكة المحلية لتنظيم القاعدة السودانية آنذاك، وهو أبو حازم السوداني، قد لقي مصرعه بالفعل في مالي شهر فبراير 2013.

ذكر أبو حذيفة أن تلك المجموعة التي حاولت تطبيق نموذج أقرب إلى حركة الشباب في الصومال فشلت لأنها تفتقر إلى القيادة الفاعلة والرؤية الواضحة لتحقيق الهدف، ولكن من الواضح أثناء حديثه عن انتقاء موقع في الريف أنه يحاول تجنب الأخطاء التي أدت إلى التفكيك القسري للمجموعات السابقة.

كما يشدد هذا المُنظّر الإيديولوجي أيضا على أهمية بناء وزرع خلايا مدينية في مدن مختلفة من أجل “العمليات الخاصة”، ويشجع في الوقت نفسه الجهاديين المرتقبين على تشكيل جناح عمليات خارجي لتنفيذ المزيد من الأنشطة الدولية، علاوة على تأسيس فرع استخباراتي لتوفير الأمن الداخلي و “قاعدة بيانات للأهداف المحتملة”.

في إطار حديثه عن الأهداف المسموح بها شرعا، يردد هذا الشخص المخضرم في تنظيم القاعدة غالبا، وبشكل ببغاوي، مبادئ الظواهري المذكورة أعلاه “المبادئ التوجيهية العامة للجهاد” التي تسمح فقط بالأهداف العسكرية والأمنية والسياسية، وتمنع الاستهداف المباشر للمدنيين.

رغم ذلك، يفرض أبو حذيفة مساحة للتطرّق لتنبيه واحد يتصل بما يسمى الأهداف المشروعة: المصالح الاقتصادية للسودان، فحسب رأيه، يجب تشجيع الهجمات على الأهداف أو المصالح الاقتصادية للدولة السودانية. رغم أن هذه الفكرة ليست مستحدثة، إلا أن وضع الأهداف الاقتصادية في مرتبة الأولوية كان عنصرا جوهريا في طريقة عمل القاعدة منذ إنشائها.

تجنب الأخطاء السابقة

في الختام يركز عضو القاعدة المخضرم انتباهه لمناشدة الجهاديين المرتقبين تجنب الأخطاء التي ارتكبتها الجماعات السودانية في الماضي، وحسب رأيه فإن المجموعات السابقة، والتي تضم مجموعة الدندر وخلية السَلَمة المذكورة أعلاه، ومنظمات أخرى مثل أنصار التوحيد أو القاعدة في بلاد النيلين قد عانت مجتمعة من إشكالات قيادية، ومسائل تتصل بالوحدة والتماسك، وافتقدت الرؤية المواتية للاستمرار في تغذية تمرد فاعل، أو أدى مزيج من الأسباب الآنفة لفشلها.

أما الجهاديون الافتراضيون الذين خاطبهم الكتاب، والذين يدعوهم أبو حذيفة “الجيل القادم من الفرسان في السودان”، فإن هذا المُنظّر يحثهم على اتباع نصائحه وتحذيراته بُغية تشكيل جبهة جهادية فاعلة وطويلة البقاء في السودان.

 

 

ختاما، ما زال مجهولا مدى نجاح أبو حذيفة في تحقيق هدفه المتمثل في التحريض على إنشاء جماعة متحالفة مع القاعدة في مسقط رأسه السودان. أما المحاولات السابقة فقد أحبطتها الدولة في حين ما يزال التشدد الجهادي نادرا في البلاد.

خلال الفترات الماضية كانت القاعدة مجتهدة في محاولاتها لنقل الجهاد إلى الدولة المضيفة لها في الماضي، ففي عام 2006 أثناء أزمة دارفور في غرب السودان، حاول بن لادن بنفسه مناشدة المسلمين المحليين بدء الجهاد بدعم يقدمه عبر إرسال مقاتلين أجانب إلى المنطقة، وأصدر نائبه حينها أيمن الظواهري مقطع فيديو للتعبئة للجهاد في دارفور في وقت لاحق من نفس العام، ولكن سرعان ما رفضت الجماعات المتمردة الرئيسة في دارفور تلك المحاولات للتعبئة الجهادية.

حاول كل من بن لادن والظواهري مرة أخرى تحريض المسلمين في دارفور للانضمام إلى صفوف القاعدة من خلال مقطعيّ فيديو صدرا العام التالي أي عام 2007، لكنهما لم ينجحا للمرة الثانية. كما أصدر الظواهري شريط فيديو آخر يدعو للجهاد في السودان عام 2009.

كان أنجح هجوم للقاعدة داخل البلاد هو مقتل دبلوماسي أمريكي وسائقه في الخرطوم عام 2008، والذي زعم المسؤولية عنه كل من تنظيم القاعدة في أرض النيلين وجماعة أنصار التوحيد، ولكن تنظيم القاعدة فشل في حشد أي كيان طويل الأمد في البلاد رغم محاولاته السابقة.

على الرغم من الفشل التاريخي لتنظيم القاعدة في إنشاء جبهة جهادية فاعلة داخل السودان، إلا أنه استطاع تجنيد مقاتلين سودانيين في مختلف فروعه الدولية، فأضحى أعضاء سودانيون، مثالا أبو طلحة السوداني، جزءا لا يتجزأ من مؤسسي القاعدة في الصومال، وكان إبراهيم القُصي، وهو جهادي سوداني مرموق، قياديا رفيع المستوى في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وعضوا في الهيكل الدولي لقيادة التنظيم. أما أبو خليل السوداني فكان عضوا في القيادة المركزية للقاعدة، وقُتل في أفغانستان عام 2015.

لكن بغض النظر عن أي تهديد مباشر لأمن السودان، فمن الواضح أن أبو حذيفة (والقاعدة ككل) تسعى ليصبح هذا الكتاب مصدرا مفتوحا متاحا لأي جهادي مرتقب داخل السودان الاطلاع عليه واستخدامه وتطبيقه في تحقيق أهدافها ذات الصلة بالسودان.

لذا، وعلى الرغم من ضعف حضورها الحالي في السودان، إلا أن القاعدة ما زالت تسعى لإنشاء شبكة عبر توفير هذا الدليل التفصيلي حول كيفية تشكيل جماعة جهادية، علاوة على الاستقطاب وتحقيق استمرارية في الدعم الشعبي الذي تحصل عليه أثناء تنفيذ مخططها.

في هذا الإطار، فإن الكتاب لا يقدم نظرة ثاقبة حول توقعات تنظيم القاعدة للآليات التي ستتخذها فروعه أو المنظمات المتفرعة أو الحلفاء المرتقبون فحسب، ولكنه يشير أيضا إلى أن تلك الشبكة العالمية ما زالت حاذقة في التطور التنظيمي استنادا إلى تجاربها الماضية.

إن العديد من الدروس التي يحاول أبو حذيفة تعليمها لمجموعة افتراضية جديدة في السودان مُستمدة بشكل مباشر من الإخفاقات التنظيمية للقاعدة على مدى تاريخها الطويل. لهذا السبب، سيستمر تنظيم القاعدة وشبكته الضخمة في تشكيل تهديد للأمن الدولي في كافة أرجاء العالم حيث يجتهد في التحريض والتحفيز لأجيال جديدة من الجماعات المسلحة.

* كاليب فايس هو محلل أبحاث في مجلة Long War Journal ومحلل كبير في مؤسسة Bridgeway، حيث يركز على انتشار تنظيم الدولة الإسلامية في وسط إفريقيا.

* العنوان الأصلي للبحث: Analysis: Al Qaeda ideologue calls for jihad in Sudan, provides guidelines

* رابط النشر باللغة الإنجليزية:

https://www.longwarjournal.org/archives/2022/10/analysis-al-qaeda-ideologue-calls-for-jihad-in-sudan-provides-guidelines.php?t=JfS_044nSnPga95xuiBLOw&s=03

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=85671

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M