تعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب الذي جعلها هدفاً رئيسياً لعمليات ومخططات الإرهاب طوال السنوات الماضية. ففي السنوات 2003 إلى 2006، قوضت القاعدة بشكل خطير أمن واستقرار المملكة من خلال تكثيف أنشطتها الإرهابية. واستمرت حرب السعودية ضد إرهاب القاعدة، عدة أعوام، أنهت السعودية الوجود التنظيمي لـ«القاعدة» بعد عامين من المطاردات الأمنية، ونجحت الأجهزة الأمنية في القضاء على هياكل التنظيم، وأسقطت المئات من أفراده، بين قتلى في المواجهات، ومقبوض عليهم، زجت بهم إلى السجون، لتبدأ معهم مرحلة جديدة من المحاكمة والمناصحة.
بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، واجه العراق أيضاً مشكلة الإرهاب التكفيري في بداية القرن الحادي والعشرين. حيث يعاني العراق من مشكلة الإرهاب منذ أكثر من عقدين. منذ عام 2003 إلى عام 2012، هددت التنظيمات الإرهابية تحت مسمى القاعدة في العراق، ومنذ 2014 إلى الآن تحت اسم داعش، أمن واستقرار هذا البلد.
ورغم أن العراق أعلن، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، تحرير كامل أراضيه من براثن تنظيم داعش الإرهابي، بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم، لكن القوات الأمنية العراقية لا تزال تلاحق فلول التنظيم التي تحاول تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مختلفة من البلاد. في الواقع، على الرغم من أن العراق خاض حرباً عسكرية صعبة ومعقدة مع داعش منذ 2013 إلى 2017، مما أدى في نهاية الأمر إلى انتصار الجيش والقوات العراقية، لكن مع انتهاء احتلال داعش للأراضي، انتهت الحرب العسكرية، وبدأت الحرب الأمنية المعقدة. لا سيما أن بعد عام 2017، تغيرت تكتيكات تنظيم داعش واستراتيجيته الحربية بشكل كبير. حيث غير عناصر داعش تكتيكاتهم من الحرب المباشرة والكلاسيكية إلى معركة الكرّ والفرّ، وتكتيكات الذئاب المنفردة، والعمليات الإرهابية.
ولأن المملكة العربية السعودية لا تزال نموذجاً ناجحاً في التعامل والمواجهة الأمنية مع القاعدة ودحر هذا التنظيم الإرهابي داخل البلاد. الآن، السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن للعراق أن يستفيد من النموذج السعودي في مواجهة الأمنية مع تنظيم داعش الإرهابي وإلحاق الهزيمة به بشكل كامل.
المصدر : https://www.bayancenter.org/2024/01/10751/