بهاء النجار
بسبب الضغوط النفسية على المتظاهرين ولتدخل بعض القوة السياسية الهزيلة في شؤونهم وركوب موجة احتجاجاتهم ولكون أغلب المتظاهرين من الطبقة الشبابية التي تفتقد للخبرة في إنتزاع حقوقهم كان لا بد من مساعدتهم والمساهمة في انتزاع حقوقهم من الفاسدين والظالمين .
من الأخطاء الفادحة التي ترافق النهج العام للتظاهرات هو المطالبة بالحقوق من مسؤولين يقر جميع المتظاهرين – فضلاً عن باقي العراقيين – أنهم فاسدون ، فكيف أطلب من فاسد أن يحقق مطالبي ؟!
لذلك علينا أولاً أن نفهم أن الغاية من التظاهرات ليس تحقيق المطالب بصورة مباشرة وإنما توليد رأي عام ضاغط وعقل جمعي ضد الفاسدين في الدولة ، هذا الرأي العام الضاغط سيجبر الفاسدين على التحرك لإجراء بعض الإصلاحات ، ولكن لكونهم فاسدون سيقومون بخطوات ترقيعية لا تصلح حال الوطن ولا المواطن ، أما إذا وجهنا الرأي العام الضاغط ( من خلال التظاهرات ) لإجراء تغييرات جذرية فإنهم سيُجبَرون على إتخاذ خطوات جذرية كي لا يخالفوا هذا الرأي العام الضاغط فيتحقق الإصلاح رغماً عنهم .
مثلاً ، المطالبة بإسقاط الجنسية الثانية عن المسؤولين ، مثل هذا المطلب إذا أسند برأي عام ضاغط سيضطرون الى تشريع قانون ينفّذ هذا المطلب ، عندها يمكن التخلص من أصحاب الجنسية الثانية التي تحمي فسادهم دولهم الأخرى أو تضييق الخناق عليهم .
مثال آخر للمطالب ، منع ترشيح كل شخصية سياسية استمرت في الدولة لفترة أكثر من 8 سنوات مثلاً .
مثال ثالث ، إلغاء قانون سانت ليغو الخاص بالانتخابات والرجوع الى القانون النسبي كي يتم السماح لتمثيل عامة الناس في المجالس النيابية .
وهناك أمثلة كثيرة لا مجال لذكرها ، والأمثلة التي طرحت لبيان المقصد ، وقد تختلف وجهة نظر البعض بخصوصها فيمكنه وضع مطالب يراها جذرية أساسية من خلالها يمكن أن تنفّذ مطالبهم التي خرجوا من أجلها .
رابط المصدر: