كثفت الجماعة التي تُطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق” من هجماتها على إسرائيل بشكل ملحوظ، وبدأت هذه الهجمات تتسبب في سقوط قتلى، مما قد يستدعي رداً عسكرياً.
شهدت جماعة “المقاومة الإسلامية في العراق” نشاطًا غير مسبوق في شهر سبتمبر/أيلول، حيث تبنت شن 35 هجومًا ضد إسرائيل. وإذا استمر شهر تشرين الأول /أكتوبر بنفس الوتيرة (حيث تبنت المقاومة حتى الآن 47 هجومًا)، فإن عدد الهجمات التي تبنتها المقاومة الإسلامية في العراق، قد يصل بنهاية هذا الشهر إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف ما كان عليه في أيلول/سبتمبر. يختلف هذا التصعيد المتسارع بشكل كبير عن وتيرة الهجمات التي تبنتها المقاومة في فترة الصيف، حيث أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ 13 هجومًا في يوليو/تموز و6 هجمات فقط في أب/ أغسطس، ربما بسبب انشغالها في مواجهات متفرقة مع القوات الأمريكية خلال تلك الفترة.
من خلال ادعاء تنفيذ هذا العدد الهائل من الهجمات في شمال إسرائيل (كما يُظهر الرسم البياني أدناه)، ربما تهدف ما يُطلق عليها “المقاومة” العراقية، إلى إظهار دعمها لـ “حزب الله” في لبنان. في بداية الصيف، ركزت معظم هجمات المقاومة على استهداف الموانئ الإسرائيلية، ما أدى إلى إدراج الجماعات العراقية ضمن حملة “الحصار” التي يقودها الحوثيون في اليمن. أما الآن، فقد تحول التركيز إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان. وفي الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، تزامن ادعاء الهجوم الذي شننه المقاومة العراقية مع شن غارة ناجحة بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين في الجولان وأدت إلى إصابة ما يقرب من 24 شخصاً، بينهم اثنان في حالة خطيرة.
علاوة على ذلك، تشمل الذخائر التي تم الإعلان عنها في بيانات المقاومة العراقية (والتي غالباً ما تكون مصحوبة بمقاطع فيديو حديثة للإطلاق مع الحد الأدنى من أعادة تدوير الصور)، نسبة أكبر من صواريخ “كروز” التي اُطلقت على إسرائيل، مقارنة بأي وقت مضى. فقد ارتفعت نسبة الهجمات باستخدام تلك الصواريخ من 18% في الأسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر إلى 31% في الأسبوع الأول من تشرين الأول/أكتوبر، ثم انخفضت مرة أخرى في الأسبوع الثاني إلى 6% فقط. وبذلك، تم استخدام نحو ثلثي صواريخ كروز من طراز “الأرقب” (سلسلة القدس) التي أُطلقت على إسرائيل من العراق منذ تموز/يوليو (أي 11 من أصل 17 صاروخاً، أو ما يعادل 64%)، خلال موجة من الهجمات السريعة بين نهاية أيلول/سبتمبر وبداية تشرين الأول/أكتوبر.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن تنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة أيضًا، ولا يزال طراز “شاهد-101 إكس-تيل” هو الأكثر شيوعًا واستخدامًا حتى الآن. ومع ذلك، تم استخدام طائرات مسيرة من طراز”كاس-04″ و “شاهد-136″، بشكل كبير ضد أهداف في مدينة إيلات.
هل تمتلك المقاومة طائرة مسيرة متقدمة ؟
في 3 تشرين الأول/أكتوبر، أصدر المقاومة الإسلامية في العراق بيانًا أعلنت فيه استهداف “موقع حيوي في جنوب إسرائيل” باستخدام طائرة مسيرة أكثر تطورًا للمرة الأولى. وعلى وجه التحديد، ادعى موقع ”صابرين نيوز“ أن هذه المسيرة ”مصممة للمناورة للإفلات من أنظمة الدفاع الجوي“. وفي 4 تشرين الأول/أكتوبر، صرّح عبد الله بدران، مدير مكتب قناة الميادين في بغداد – وهي قناة تابعة لـ “حزب الله” اللبناني – بأن الطائرة المسيرة الجديدة تتمتع بقدرة أفضل على المناورة والسرعة، مشيرًا إلى أن المقاومة دخلت مرحلة جديدة باستخدام هذا النوع من المسيرات. ووفقًا لبدران، يستخدم المقاتلون هذه المسيرات لضرب أهداف غير متوقعة بهدف مفاجأة العدو. وخلال المقابلة، ركز بدران على دور ”كتائب حزب الله “ ، واصفًا إياها بأنها العنصر الأهم و”حجر الزاوية في المقاومة العراقية” (الشكل 3).
علاوة على ذلك، نشر أبو علاء الولائي قائد ميليشيا “كتائب سيد الشهداء“ بياناً على منصة تويتر/ إكس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بمناسبة ذكرى هجوم حماس على إسرائيل في عام 2023، قال فيه” نبارك لمحور المقاومة عموما والمقاومة الإسلامية في العراق خصوصا، على عملياتهم المؤزرة التي أذلت جبروت الكيان وأثلجت قلوب المؤمنين… وكما أن حزب الله لا يزال خط الدفاع الأول عن غزة، فإن العراق أصبح جبهة الإسناد الأولى لكل من لبنان وغزة“(الشكل 4).
تحليل ختامي
من المؤكد أن جماعات المقاومة العراقية صعّدت من ادعاءاتها بشأن شن هجمات على إسرائيل، وربما تسببت في وقوع إصابات هناك. ورغم صعوبة ربط المزاعم العراقية بالضربات الفعلية التي حدثت في إسرائيل لأسباب جغرافية وغيرها، إلا أن نشر صور جديدة لعملية إطلاق المسيرات يشير إلى أن هذه الهجمات فعلية – وقد يكون بعضها وصل إلى إسرائيل، وربما تكون واحدة أو اثنتان منها تسببت في وقوع إصابات. ومما لا شك فيه أن إسرائيل ستسعى لردع أي تصعيد لهذه الهجمات، مما قد يدفعها إلى استهداف واحد أو أكثر من قادة المقاومة العراقية في الأسابيع المقبلة، أو تقوم بتدمير قواعدهم في سوريا أو العراق.