عباس الصباغ
في مقال سابق نُشر لي بخصوص ازمة الكهرباء الوطنية التي مازالت عضالا اشرت الى جملة من القضايا التي بقيت مزمنة وعصية على الحلول ومازالت، رغم الاجراءات التنفيذية والمليارات التي تصرف سنويا بحجة التخصيصات التي تقتطع من الموازنات المالية ومن قوت الشعب (قدرت بأكثر من 180 مليارا $)، والتحسن المزعوم -إن حصل- فهو مجرد اضغاث احلام.
القضايا التي نوهت اليها: الأولى وفي حال اعتدال المناخ وقلة الاستهلاك (عشرة اشهر من السنة صيف وشهران فقط شتاء) تعلن وزارة الكهرباء عن وصول انتاجها الى ارقام قياسية غير “مسبوقة” والى “جهوزية” عالية في الانتاج والتوزيع، والثانية وبعد شهور قلائل حين ترتفع درجات الحرارة وصولا الى مرحلة القيظ تتغير الصورة كل صيف ويحدث انهيار شامل بمنظومة الكهرباء فتتلاشى تلك “الجهوزية” انتاجا وتوزيعا وتصبح اثرا بعد عين، والعذر معدّ سلفا بإلقاء اللائمة على الغاز الايراني تُضاف اليه العقوبات الامريكية على ايران التي تحول دون ايفاء المستحقات المالية المترتبة على قيمة هذا الغاز، ناهيك عن القاء اللائمة على المواطن “المكرود” نفسه بعدم ترشيده في استهلاك الكهرباء الوطنية كأنه هو المسؤول عن تردي منظومة الكهرباء، وايضا لعدم وجود خطوط انتاج كافية وهكذا دواليك تَحمّل هذا المواطن عجز وتقصير الحكومات المتعاقبة خلال عقدين من السنين العجاف اي خلال عشرين صيفا قائظا ولاهبا تبخرت فيها كل الوعود والمشاريع والبرامج، ولكن المرصد البيئي العراقي فاجأنا بحلّ ـ إن تم تنفيذه ـ ستوضع خارطة طريق لحل ازمة الكهرباء كما فعلت بعض الدول كمصر.
المرصد البيئي وصف مناخ العراق بانه البيئة المثالية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بوجود 300 يوم مشمس بشكل دائم ما يساعد على سد النقص الحاصل بالمنظومة الوطنية البالغ 27 ألف ميغاواط لتكون الكهرباء مستمرة وعن طريق الالواح حيث ينتج اللوح الشمسي الواحد 100 سنتيمتر × 215 سنتمترا 1.4-1.8 أمبيرا خلال الساعة، وبمعدل 400-700 واط/ ساعة، وهناك ألواح يصل انتاجها إلى 250 – 300 واطا، وهو مايسمى بالطاقة المتجددة او النظيفة والمُستَمّدة من الموارد الطبيعية وتتجدد باستمرار مثل الشمس المتوفرة في معظم دول العالم (ومنها العراق) والطاقة الشمسية هي الأكثر وفرة من بين جميع مصادر الطاقة.
ويتم توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بواسطة محركات ميكانيكية حرارية أو محولات فولتوضوئية، وتعرف هذه التقنيات بنظم الطاقة الإيجابية، محوّلة الطاقة الشمسية إلى شكل آخر قد لا يكون كهربائيا مثل تقطير وتطهير الماء ليكون صالحا للشرب، أو استغلال ضوء النهار، والماء الساخن، ودرجات الحرارة المرتفعة في أغراض صناعية، وحتى استخدام الطاقة الحرارية في الطهي أو تخزين الطاقة الحرارية للاستخدام لاحقا.
تعد تقنيات الطاقة المتجددة كالشمس مصدرا نظيفا للطاقة بالتالي لها تأثير أقل على البيئة من مصادر الطاقة التقليدية كالوقود الاحفوري المسبّب للتلوث والاحتباس الحراري.
.
رابط المصدر: