عواصم – مع تنامي هجمات تنظيم “داعش الارهابي” في إفريقيا واختيار “التحالف الدولي القارة السمراء لعقد اجتماعه بها لأول مرة، وتعهده بمواصلة الحرب ضد التنظيم، يبرز السؤال ما إن كان التحالف سيعيد تجربته “غير المكتملة” في إنهاء داعش بسورية والعراق أم له استراتيجية مختلفة.
ويتردد صدى هذا التساؤل بشكل خاص مع مساعي “داعش” للعودة لمعاقله السابقة بسورية والعراق، بتكثيف هجماته في البلدين خلال الشهرين الأخيرين، وعودته للظهور العلني.
وعقد “التحالف الدولي لهزيمة داعش” اجتماعه في المغرب، الأربعاء الماضي، مشددا في بيانه الختامي على مواصلة الحرب ضد التنظيم باعتباره يمثل تهديدا مستمرا، وعلى أن ضمان الهزيمة الدائمة لداعش في العراق وسورية، يظل أولوية عبر مكافحة مصادر تمويله ومحاكمة المقاتلين الأجانب وإعادة تأهيلهم.
ونشر التحالف على حسابه بموقع “تويتر”، أنه بمناسبة الاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي في إفريقيا “نعيد إطلاق حملة #مهمة واحدة #دول متعددة”، وأنه “خلال الأسابيع المقبلة، سنخوض في مزيد من التفاصيل حول مساهمة شركائنا في مهمتنا المشتركة لهزيمة داعش”.
وقبل يومين من الاجتماع، فرضت واشنطن عقوبات على 5 أشخاص متهمين بجمع الأموال لداعش، واستخدامها في تجنيد الأطفال.
وتشكل التحالف الدولي عام 2014، من 84 دولة، لمنع تدفق المقاتلين إلى سورية، والقضاء على البنية الاقتصادية لداعش.
يأتي اجتماع التحالف بعد نحو شهر من توجيه داعش رسالة لعناصره والذئاب المنفردة، يطالبهم فيها بتكثيف الهجمات في أوروبا، استغلالا لانشغالها بالحرب الأوكرانية.
وصعَّد داعش مؤخرا تحركاته في العراق وسورية اللذين أعلن التحالف هزيمته فيهما في 2017 و2019 على التوالي، حيث نفذ في آذار (مارس) على سبيل المثال 17 هجوما، في دير الزور وحمص والرقة وحلب وحماة بسورية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره لندن)، تم رصد تحركات لداعش في مدينة تدمر وسط سورية، وهو الظهور العلني الأول له منذ 5 سنوات، ما يعد تطورا خطيرا.
وفي العراق، كثّف داعش وجوده بالموصل بهجومين، وشهدت محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين والأنبار هجمات تتصدى لها القوات العراقية بعملية “الإرادة الصلبة”.
خلال العام الماضي، أصبحت إفريقيا في مرمى نيران الإرهاب، وشهدت 15 دولة فيها أكثر من 70 عملية إرهابية، نجم عنها آلاف القتلى والمصابين.
ولفت البيان الختامي لمؤتمر التحالف، إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن في إفريقيا، مع التأكيد على أن تحجيم داعش مسؤولية السلطات الوطنية.
وحول اجتماع الحلف لأول مرة بإفريقيا، يرى جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن تجربة التحالف في محاربة داعش بالدولتين “لم تكن ناجحة في إيجاد أمن مجتمعي، والنهوض بالتنمية، وإيجاد حلول جذرية للأسباب الحقيقية وراء ظهور الإرهاب.-(وكالات)
.
رابط المصدر: