يتأثر قطاع التعدين العالمي بـ10 اتجاهات بارزة، خلال العام أو الشهور الـ18 المقبلة، إذ يتمتع كل من هذه الاتجاهات بدور يؤديه في دعم الشركات لتحقيق أهدافها والاستفادة من القيمة التي تولدها الصناعة.
وبالنظر إلى تجاوز الطلب على بعض المعادن الحيوية العرض في المدى القريب، من المرجح أن تحتاج صناعة التعدين والمعادن إلى البحث عن سعة أكبر في المناطق غير المستخرجة من قبل، حسب تقرير حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
واستعرض الإصدار السنوي الـ16 من تقرير شركة ديلويت غلوبال Deloitte Global للتعدين والمعادن، بعنوان “تتبع الاتجاهات لعام 2024″، الاتجاهات الرئيسة التي تواجه شركات قطاع التعدين العالمي، وطريقة تعامل القطاع مع مجموعة معقدة من التحديات والفرص والتوقعات والمتطلبات، وهي:
أولًا- التغلب على حالة الضبابية العالمية
بالنظر إلى تضافر التوترات الجيوسياسية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، ونقص المواهب، والضغوط الناجمة عن تحقيق الحياد الكربوني لخلق بيئة أعمال غير مؤكدة، سيتعين على الشركات في قطاع التعدين العالمي أن تصبح أكثر مرونة إذا أرادت اغتنام الفرص وإدارة المخاطر المرتبطة بها.
ويمكن أن يساعد وضع الإستراتيجيات الديناميكية وتضمين الخيارات في تمكين شركات التعدين والمعادن من التكيف بصورة استباقية مع السيناريوهات المتغيرة والسماح لها بممارسة خيارات مختلفة مع تغير المواقف والأولويات.
ومع تطور القوى التي تشكل قطاع التعدين العالمي والمعادن، ستصبح الشفافية والمساءلة أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة إلى أصحاب المصلحة، وستكون أفضل إدارة ممكنة على مستوى مجلس الإدارة أمرًا حيويًا، وفق ما جاء في تقرير شركة ديلويت غلوبال Deloitte Global للتعدين والمعادن.
ثانيًا- وضع الهدف في صميم التعدين والمعادن
يكتسب هذا الاتجاه زخمًا اجتماعيًا، لذلك سيكون تسخير قوة الهدف لبناء الثقة أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ يتطلب النمو الموجه نحو الهدف خلق قيمة جديدة لأصحاب المصلحة.
وعلى الرغم من أن العديد من مزودي خدمات قطاع التعدين العالمي والمعادن يمثلون حاليًا قوى مؤثرة في التنمية الاقتصادية، فإن هناك فرصة هائلة أمامهم ليصبحوا أدوات أكبر للتقدم.
ثالثًا- عقد الصفقات من أجل النمو المستقبلي
سعيًا لزيادة الوصول إلى الموارد التي يمكن أن تكون حاسمة لتحقيق الاستدامة وتسريع القدرة الإنتاجية الجديدة، تستكشف الشركات الطريقة التي يمكن للاستثمارات الإستراتيجية من خلالها أن تغذي النمو، وتضع إمدادات المعادن المهمة في الخدمة بصورة أسرع.
وللقيام بذلك، ينبغي للشركات أن تنظر خارج الاستثمارات التقليدية، لتشمل المشروعات المشتركة والتحالفات الإستراتيجية، فضلًا عن التفكير بصورة إبداعية في هياكل الاستثمار، ومن يجب أن تتوجه إليه للاستثمار، مثل الحكومات، وشركات تصنيع المعدات الأصلية، وغيرها في جميع أنحاء سلسلة التوريد.
رابعًا- العمل لتحقيق الحياد الكربوني
يتبنى هذا الاتجاه العمل على تحقيق الحياد الكربوني وبناء القدرات وإستراتيجيات الحوكمة البيئية والاجتماعية، لتأمين المستقبل من أجل تحول ذي مصداقية.
وبالنظر إلى أن مزودي المواد الخام اللازمة يحتاجون إلى خلق مستقبل مستدام، فإن الشركات في قطاع التعدين العالمي والمعادن في وضع مثالي لقيادة الطريق من حيث الاستدامة،
ويمكن مكافأة المؤسسات التي تتصرف بسرعة من خلال تعزيز المرونة وفرص توليد القيمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لكن يجب على المؤسسات أن تتجاوز معالجة الانبعاثات بصفتها قضية قائمة بذاتها، وأن تطبق نهجًا واسعًا ومستقبليًا للتخفيف من تداعيات تغير المناخ.
ويشمل ذلك إنشاء خطط عمل للتحول المناخي، مع التركيز على طريقة دعم الممارسات الرائدة، والتطلع إلى التعاون مع عملائها ومورديها المنظمين والمالكين التقليديين والمنافسين لإحداث تغيير ملموس.
خامسًا- إعادة تقييم اللوائح التنظيمية
في أجزاء كثيرة من العالم، تمتد عمليات ترخيص المناجم لسنوات أو حتى عقود، وعلى الرغم من أهمية أن تخضع مشروعات قطاع التعدين العالمي للتدقيق المناسب، فإن هناك حاجة إلى نهج جديد لتوصيل المعادن المهمة خلال إطار زمني يعكس أهداف الحياد الكربوني لعام 2050.
وللقيام بذلك، ينبغي تطوير مجموعة مثالية من المشروعات ذات التقنيات المناسبة جنبًا إلى جنب مع عملية تقديم الطلبات والمراجعة المتكاملة والمبسطة، حسب تقرير جديد صادر عن شركة ديلويت غلوبال Deloitte Global، المتخصصة في الاستشارات المالية وإدارة المخاطر والخدمات الضريبية.
سادسًا- العودة إلى القاعدة الشعبية
يجب العودة للقاعدة الشعبية وتعزيز النمو من خلال الاستثمارات في الاستكشاف، قد تحتاج شركات قطاع التعدين العالمي الكبرى إلى البدء في إنفاق المزيد على الاستكشاف على المستوى الشعبي بدلًا من الاعتماد على الاستحواذ على عدد محدود من شركات التنقيب الأصغر حجمًا.
وللقيام بذلك، يجب على المؤسسات أن تتطلع إلى مواءمة جهودها الاستكشافية بصورة أفضل مع توجهاتها الإستراتيجية وتسخير التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، لتسريع تحديد الأهداف وتقييمها.
سابعًا- معالجة تحديات القوى العاملة بنهج يتبنى المهارات
يجب تجهيز شركات قطاع التعدين العالمي والمعادن للمستقبل، في ظل نقص المهارات وشيخوخة القوى العاملة التي تلوح في الأفق، إذ سيكون من الحكمة لشركات التعدين والمعادن إعادة التفكير في طريقة مواجهة تحديات القوى العاملة.
وتتمثل إحدى الطرق في تحويل تركيز المؤسسات من الأدوار إلى المهارات، وبالنظر إلى تزايد أهمية سرعة الحركة والمرونة في مكان العمل، فإن فصل بعض الأعمال عن التوصيفات الوظيفية يسمح للمؤسسات بالاستفادة من النطاق الكامل لقدرات العمال وإيجاد طرق جديدة للعمل.
لهذا، يجب على الجهات الفاعلة في الصناعة أن تفكر في التعاون مع الجامعات لإنتاج مناهج وتعليم مهني يتوافق مع احتياجات قطاع التعدين والمعادن.
ثامنًا- إطلاق قيمة جديدة في الأصول الحالية
يجب هنا تحقيق التوازن بين الأولويات المعقدة وتلبية الطلب على العرض من خلال التحسين التشغيلي، وفق ما جاء في التقرير الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويؤدي الجمع بين التقنيات التشغيلية والتصور المتقدم والأدوات التحليلية إلى إحداث ثورة في عملية صنع القرار في صناعة التعدين والمعادن وتغيير النماذج في الصناعة طويلة الأمد وتوفير وظائف مثل تخطيط المنجم وتشغيله وصيانته.
ومن خلال الاستفادة من التكنولوجيا التشغيلية لجمع المعلومات، يمكن للشركات إعادة إنشاء الأصول في العالم الرقمي، ما يسمح بتصور العمليات والأنظمة ومحاكاتها.
تاسعًا- إدخال الذكاء الاصطناعي في قطاع التعدين العالمي
يجب الاستفادة من الفرص الحالية والمستقبلية، إذ يقدم اعتماد الذكاء الاصطناعي العام مجموعة من الفرص الجذابة، بما في ذلك معالجة أمن الطاقة وتحسين الربحية، وتوليد الكفاءات التشغيلية والمرونة، وتقليل الانبعاثات.
ويمكن لقطاع التعدين العالمي التطلع إلى صناعات أخرى تطبق حاليًا الذكاء الاصطناعي التوليدي للممارسات وحالات الاستعمال عالية التأثير.
لذلك، يجب على الشركات تحديد حالات الاستعمال الأكثر صلة التي يمكن توسيع نطاقها لتحقيق أكبر عائد على الاستثمار.
عاشرًا- نماذج التسليم من طرف ثالث
يجب اكتساب المرونة والميزة التنافسية من خلال منهجيات الجيل التالي للاستعانة بمصادر خارجية، وذلك في ظل مشهد المخاطر العالمية الحالي بالإضافة إلى اضطرابات سلسلة التوريد، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتتجه العديد من الشركات إلى نماذج التسليم من طرف ثالث لبعض وظائف الأعمال، مثل الأمن السيبراني، والبيانات والتحليلات، وإعداد التقارير البيئية والاجتماعية والحوكمة، لسد فجوات القدرات، وتعزيز القيمة وسرعة التحرك، وتوفير حلول شاملة.
موضوعات متعلقة..