بعد انتهاء مراسيم زيارة الأربعين يترقب الشيعة الى عدد الزائرين حيث يريدون أن يعرفوا كم وصل عدد زوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، فيفتخر البعض ببلوغ أعداد الزائرين الى هذا الرقم المهول الذي قد لا نجد نظيراً له على وجه الكرة الأرضية .
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن بلوغ هذا الرقم هو أمر إيجابي ، وهو صحيح ولكن الى مستوى معين ، وهو سلبي في مستويات أخرى ، فهذا الرقم يعني أن كل الشيعة في العراق – تقريباً – ذهبوا للزيارة ، وفي الوقت نفسه نرى مستوى الفساد في العراق في تصاعد وأمل الانفراج بدأ يتضاءل ، وهذا يدل على أن الشيعة ليسوا شيعة حقيقيين كما أرادوهم أهل البيت عليهم السلام .
بينما لو كان عدد الزوار هو أقل من هذا العدد وأقل بكثير فإن المسؤولية الملقاة على عاتق الزوار أقل ، وكلما قل عدد الزوار قلت المسؤولية التي ينبغي أن يتحملوها ، فلو كان عدد الزوار هو مليون زائر فقط أو أقل لأمكننا القول أن ما يمر به العراق من مستوى متردي على الجميع الأصعدة ليس بسبب الشيعة الحقيقيين الموالين لأن عدد هؤلاء قليل .
فلا يفرح كثيراً الشيعة بسبب هذا العدد الكبير من الزوار لأن هذا الفرح من جانب واحد ومن جوانب أخرى فإن هذا العدد يعكس قلة وعينا وفهمنا للدين الحقيقي .