توظيف السينما في المجال السياسي وأثره علي الوعي السياسي في المجتمع المصري في الفترة 2012 إلي 2018م

إعداد  : ندى ياسر عبد المعطي عبد اللطيف   –   إشراف  : د. مي مُجيب مُسعد

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المقدمة :

أن الصورة التي تقدمها السينما دائمًا ما تنطبع في ذهن المُشاهد، وبالتالي تُساهم في رسهم للصورة الذهنية تجاة القضايا المُختلفة؛ وهذا من شأنه يؤثرعلي سلوكياتهم، فضلًا عن أن المُشاهد يضع نفسة لا شعوريًا في موضع الفنانين ويتقبلون الطريقة التي يتصرفون بها والحلول التي تُعرض لمشاكلهم. وهنا يتضح من خلال  ذلك دورالسينما في تشكيل الوعي العام للجماهير. وكذلك في ظل العولمة وحرية المعلومات لم تعد مُقتصرة علي عرض القضايا وتشكيل الوعي للأفراد بل توضح مساوئ الأنظمة الحاكمة، وبهذا يزداد دورالفن بشكل عام والسينما بشكل خاص في تكوين الصورة لدي الأفراد.

تُعد الوسائل الإعلامية جانبًا مهمًا في حياتُنا اليومية؛ فهي تعمل علي تأدية الأدوارالمُهمة في مُجريات  الحياة والتأثير فيها، فنحن نستمد منها الكثيرمن معارفنا؛ لذلك حققت أهمية كبيرة في التأثير؛ خاصة بعد تلك التطورات التي شهدتها البلاد ومع ظهور العولمة، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لذلك ركزت الدراسة علي واحدة من أهم تلك الوسائل ألا وهي السينما.

تعتبر السينما من أكثر الوسائل الاتصالية تأثيرًا في جميع الفئات المُختلفة في المجتمع، حيث أنها  تحولت  من أداة لمُجرد التمثيل إلي أداه لتعليم ومُحاكاة الواقع، وإحداث تغيير في مسارالبلاد، بالإضافة إلي عرضها المشاكل التي يمُر بها المجتمع المصري.

  ومن هذا المُنطلق تعتبرالسينما من أكثرالوسائل تأثيرًا في المجال السياسي؛ لكونها تؤدي رسالة إتصالية إيجابية أوسلبية ذات تأثير؛ فمنها ما هو موجه ومنها ما يُراد منه تكوين الأفكار و منه من يسعي إلي تحقيق  الربح المادي.

  تهدف الدراسة إلي معرفة العلاقة بين السينما في المجال السياسي، ودورها في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري.

المشكلة البحثية

يمتلئ عادة المجال السياسي بالعديد من الأعمال الفنية السياسية  في كل مرحلة مختلفة، حيث ُيتيح الفن لنا من خلال مرونته الكشف عن العلاقة  بين الفنان والنظام السياسي، وبالتالي تأثيره علي الوعي السياسي. ونجد إن الأزمات والنكسات التي يُمر بها المجتمع  يستطيع الفن ببعده السياسي أن يكون انعكاساً لها، ويترتب علي ذلك إنها تؤثرعلي صانع القرار بإعتباره ممثل عن المجتمع، وبالتالي نجد إن العلاقة بين السينما والسياسية من الإشكاليات التي ُطُرحت مُنذ العقود للنقاش والتي مازالت حتي اليوم؛ وذلك بفعل التجديد والتطورات المُتسارعة والتي تُميز السينما والسياسية.                                                            

  تطرح الدراسة تساؤلًا رئيسيًا هو ما أثر السينما علي الوعي السياسي في مصر من فترة 2012 إلي 2018؟ ومن هنا يصبح  المتغير المستقل: السينما في المجال السياسي، المتغير التابع: الوعي السياسي.

الأسئلة الفرعية:

بجانب التساؤل الرئيسي للدراسة هناك بعض التساؤلات الفرعية التي تسعي الدراسة للإجابة عليها.

1-ماهي علاقة السينما بالنظام السياسي المصري؟

2-ماهي أهمية السينما كأحد أدوات القوة الناعمة في تشكيل الوعي السياسي؟

3-ماهي التحولات التي طرأت علي السينما بعد التحرر الإنتاجي و ظهور السينما البديلة؟

4-هل نجحت السينما  في معالجة الواقع المصري بدون تزييف، وبالتالي ساهمت في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري؟

    ويتعرض موضوع الدراسة لمجموعة من العناصر ومنها عامل الإنتاج الفني الذي أصبح متاحًا للجميع أن ينتج ما يشتهي من الأفلام السينمائية. وأيضًا نجد عامل وسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب؛ الذي جعل الأعمال الفنية المختلفة تنتشربصورة كبيرة؛ وهذا ساعد الناس علي معرفة ما يدور في الواقع السياسي، وكذلك في نشر الثقافة الشباب المتمرد علي الواقع السياسي والاجتماعي والقيود التي فرضت عليهم من قبل الأنظمة السابقة. وكذلك عامل الرقابة الفنية الذي يوضح العلاقة بين السينما والنظام السياسي و دورها في التأثيرعلي الوعي السياسي.

   ويصبح الإطارالزمني من بداية2012م؛ حيث شهد هذا العام العديد من النكسات الفنية وتعرض الفنانين للإرهاب من قبل الأخوان، بالإضافة إلي حصار صناعة السينما من جانب المُتشددين دينيًا، وهذا لا يغني عن الخلط  بين أدوارالفنان وما يُقدمُه وبين مواقفه السياسية من النظام الحاكم، بالإضافة إلي انعكاس حالة عدم الاستقرار السياسي، وتجاهل الدولة  للصناعة الفن؛  مما أدي إلي هجرة الفنانين، وهذا يُشبه ما حدث بعد نكسة 1967م؛ عندما اضطر بعض الفنانين الهجرة؛ نظرًا لظروف البلاد. وتنتهي الدراسة عند عام 2018م؛ حيث عام الإنفراجة السينمائية وإنصراف الناس عن السياسة  كما كان الحال قبل اندلاع ثورة 25 من يناير، بالإضافة إلي دعم الدولة للفن والفنانين، وإدركها لأهمية القوة الناعمة  في تأثيرعلي عقول الشباب، وما تفعله السينما في نقل الحقائق للمواطن، وهذا من شأنه أعاد الثقة  لدي الُمنتجين  للدخول في السباق الإنتاج الافلام المصرية.

أهمية الدراسة

الأهمية النظرية:                                                                                                      

تكمُن أهمية الدراسة  في إن البعد الثقافي أصبح له دور مُهم  في معرفة مدي تأثيرالفن بشكل عام علي الوعي السياسي، وكذلك السينما بشكل خاص. ودورالسينما في تشكيل الوعي إتجاه النظام ما أو قضية معينة. وفي هذا الإطار تعتبر السينما من الوسائل الاتصال التي تُشكل الصورة الذهنية للواقع لدي الأفراد، ولذلك نجد أن هناك دراسات تناولت الموضوع الدراسة من زوايا مختلفة. كما أن الدراسة تسعي لمعرفة النظريات الفنية في مجال السينما التي توضح مدي تأثيرالسينما في المجال السياسي علي الوعي السياسي في المجتمع.

الأهمية العملية:

تُحاول الدراسة الوقوف علي كيفية تقديم السينما القضايا المُثارة في المجتمع بشكل مختلف يستطيع الفرد إدراكها من خلال الأفلام السينمائية، بالإضافة إلي مُحاولة الوقوف علي ملامح الصورة التي تقدمها السينما عن الواقع المصري، وكذلك في محاولة لتنبية صانع القرار بأهمية القوة الناعمة  في رفع الوعي الأفراد لما يحدث. وكذلك خطورة السينما في تجسيد الأنظمة السياسية وما يقوم به النظام، وهذا من شأنه التأثيرعلي الوعي السياسي في المجتمع.

الدراسات السابقة

فيما يتعلق بالدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة يمكن التميز بين ثلاث اتجاهات رئيسية:

أولا: الأتجاه الأول الدراسات المتعلقة بالسينما في المجال السياسي

هناك دراسة بعنوان”العرب والمسلمون في السينما الأمريكية بعد 11 سبتمبر2001 بين التشوية والتنميط” للباحث راضون  لعجيمي بلخيري.

تناولت الدراسة  تحليل مجموعة من الأفلام لمعرفة الصورة التي روجتها الأفلام عن المسلمين، والقضايا المتعلقة بالعرب، وتوضيح أهمية الصورة السينمائية في تبليغ الأفكار والمضامين الإيدلوجية بعد أحداث 11 سبتمبر؛ لمعرفة الدوافع الكامنة وراء تقديم تلك الصورة. والمنهج المستخدم التحليل  السيمولوجي من أجل وصف وتحليل شئ  باعتبارة لة دلالة في حد ذاته. واستفدت الدراسة إن الأفلام الامريكية لعبت دورًا في تقديم صورة سلبية عن المسلمين عندما لا يكون هناك مصدر أخر للمعلومات حولهم وحول ثقافتهم. وتوصلت الدراسة إلي إن لأبد أن يكون لدينا مواقع  في السينما وفي علم الاجتماع  وفي كل جوانب الحياة.[1]

كتاب بعنوان”الحب والسياسة في السينما الأمريكية”للكاتب محمد زُهدي.

تناول الكتاب موضوعات دراما النفسية بالغة العذوبة وتنويعة العاطفية علي المغامرات الخارجية، وفصل المثير بين الحروب المعلومات، والحائربين السياسة والخيال العلمي، وبانوراما جريئة  للتناقضات الامريكية، ودراما البحث عن عدو جديد؛ فانتازيا السياسة والحب. وتوصل الكاتب إلي إنه لا يتوافر أدني مجال لتحقيق أثر تعبيري مميزعبرأي ملمح من ملامح البناء السينمائي الذي جاء متواضعًا؛ يفي بالكاد المقتضيات الحرفية دون أي قدرمن التأمل الجمالي، وحركة الكاميرا بكل أفاقها التعبيرية في متابعة حركة الجموع  والشخصيات والإقتراب والإبتعاد عنها وتجسيد الجو النفسي المحيط بها. واستفدت الدراسة من حيث المزيج الناعم من الخيوط السياسية والعاطفية، ولم يأتي إلا من تحليق خيال متفرد؛ ربما لا يسمح به المناخ الفكري في عرضة،وتصوير المواقف بحس ساخر نابع من المفارقة الرئيسية عن دراية عميقة بطبيعة العملية السياسية، ووصول ذروتها الفنية  بمنطق البساطة. [2]

هناك دراسة بعنوان “صورة السياسي ورجل الأمن في  السينما المصرية ” للباحث حسن سعد عبد الحميد

تناولت الدراسة العلاقة الجدلية بين السينما والسياسة والأجهزة الأمنية. وتوصلت الدراسة إلي أن السينما العربية عمومًا والمصرية خصوصًا لم تقترب من مُناقشة القضايا السياسية بعينها. استفدت الدراسة من أن هناك أفلام معدودة عالجت الهم السياسي بشكل فني متوازن، بينما قامت أخري بالهجوم علي أنظمة الحكم السائدة،أو مُجاملة السلطة.[3]

كتاب بعنوان” السينما في الوطن العربي” جان الكسان.

تناول الكتاب موضوعات مدخل إلي قصة السينما في الوطن العربي،سينما في مصر،سينما القضية الفلسطينية، الرقابة السينمائية في الوطن العربي. وتوصلت الدراسة إلي ضرورة تطوير السينما الوطنية العربية والنهوض بها، ودعم اتجاه السينما الشابة الملتصقة بواقع الجماهير، والمعبرة عن قضاياها. استفدت الدراسة من إن هناك علاقة متجددة بين السينما والجمهور، وبناء جسور ثقافية بينهم خاصة في بلدان العالم النامي.[4]

التعليق علي دراسات الإتجاة الأول

استفدت الدراسة من هذا الإتجاة في أكثر من جانب إن للسينما دوركبير في المجال السياسي من أجل تحقيق أهداف النظام، وكذلك دورها في وجود علاقة  ديناميكية بين السينما و الجمهور.

الإتجاه الثاني المتعلق بالدراسات الوعي السياسي وتاَصيل  نظري والمفاهيمي والعلاقة بين الوعي السياسي والسينما .

هناك دراسة بعنوان (دور الاعلام الإ لكتروني في نشر الوعي السياسي لدي طلبة الجامعة الأردنية) للباحث عادل فاتح عساف الحنانه.

تناولت الدراسة موضوعات البنية الهيكلية لشبكة الإعلام الإلكتروني، و دورالإعلام  في الثورات العربية، والإعلام والوعي السياسي لدي الشباب. لقد توصلت الدراسة إلي تقديم تأصيل نظري ومفاهيمي عن موضوع الإعلام الإلكتروني والوعي السياسي وقياس اتجاهات الطلبة نحو وسائل الإعلام الإلكتروني. لقد أغفلت الدراسة أثر الإعلام الإلكتروني علي تكوين إيديولوجات الفكرلدي طلابة. لقد استفدت الدراسة من تحليل  فاعلية الدورالذي يقوم به الإعلام الإلكتروني في مجال نشر الوعي السياسي لدي فئة الشباب. [5]

هناك دراسة بعنوان”دور الأفلام الوثائقية في تعزيز الوعي السياسي لدي طلبة الإعلام في جامعة فلسطين:دراسة ميدانية” للباحث خالد جمال الشيخ.

تناولت الدراسة موضوعات الأفلام الوثائقية، ونظرية الاعتماد. واستخدمت الدراسة المنهج المسح في تحليل ووصف المشكلة. وتوصلت الدراسة إلي إن الأفلام الوثائقية تهم المجتمع الفلسطيني وتعمل علي زيادة الوعي السياسي لهم. واستفدت الدراسة إن الأفلام تساعد علي توصيل المعلومات السياسية إلي الجمهور. [6]

 

هناك دراسة بعنوان”معالجة الأفلام السينمائية لموضوعات الباراسيكولوجي وعلاقتها بمفاهيم الشباب عن السلوك البشري  للباحثة رباب حسين محمود عبد الله.

تناولت الدراسة موضوعات طبيعة القضايا التي تتناولها الأفلام، والأدوارالاجتماعية التي تقوم بها الشخصيات ذات القدرات الخارقة، وأسلوب معالجة القضية في الأفلام. واعتمدت الدراسة علي منهج المعالجة الإحصائية للبيانات. وتوصلت الدراسة إلي إن الأفلام المصرية  تستخدم  فقط  الأسلوب في  تناول الأفلام مؤخرًا، وقد تأتي هذه الجرأة من عزوف قطاع من المُشاهدين عن مشاهدة الأفلام المصرية. واستفدت الدراسة من إنه يمكن قياس حجم التغيرالثقافي علي مدي العقود في مجتمع ما، وبالتالي يصبح من السهل التعرف علي  محركات الوعي والسلوك واتجاهات الشباب المصري.[7]

هناك دراسة بعنوان”البرامج السياسية في الإعلام الفضائي الجزائري الخاص ودورها في تنمية الوعي السياسي لدي الطالب الجامعي” للباحث منصور بن كادي.

تناولت الدراسة موضوعات أنواع الفضائيات، والوعي السياسي، وأهمية الوعي السياسي، والعوامل المؤثرة في تنمية الوعي السياسي، والبرامج  السياسية التلفيزيونية وأدوارها السياسية. واعتمدت الدراسة علي منهج الوصفي التحليلي الذي يقوم علي تجميع الحقائق والمعلومات حول الظاهرة. وتوصلت الدراسة إلي أن البرامج السياسية لها تأثيرعلي ثقافة الطالب تكوين وعيه السياسي. واستفدت الدراسة أن لأبد  من خروج الإعلام الفضائي من بوتقة الوسيط بين السلطة والفضاء العمومي من أجل تطوير رسالتها الإعلامية تجسيد هدفها المنشودة.[8]

التعليق علي دراسات الإتجاة الثاني

استفدت الدراسة من هذا المحور أن لأبد من خروج الإعلام الفضائي من بوتقة الوسيط بين السلطة  والفضاء العمومي من أجل تطويررسالتها الإعلامية وتجسيد هدفها المنشود. وإن الأفلام تساعد علي توصيل المعلومات السياسية إلي الجمهور.

ثالثا:الأتجاه الثالث يتمثل في الدراسات المتعلقة بالسينما في  مصر.

كتاب بعنوان”السينما الشابة الموجة الجديدة في السينما المصرية”لهاشم النحاس.

تناول الكتاب موضوعات خطوه للأمام وخطوه للخلف للسينما، وشخصية اللمبي دفاعاً عن حق  الجمهور في الضحك وحق الشباب في الغضب وحق الفنان في التعبير، وكيف يخدع وحيد حامد الرقابة والأباء وثقافتهم في قفص الأتهام، ودم الغزال عن عالم ينهار وفساد يستشري، وثورة مكتومة  تُنذر بالأنفجار شباب ضائع وأحلام مكسوره ومستقبل غامض، وسينما الشباب الجديد وسينما الكبار.وتوصلت الدراسة إلي مصداقية العمل الفني تعتمد علي قوة الدوافع المحركة للشخصية. واستفدت الدراسة من صعوبة المفاضلة بين القيم الأخلاقية،وأن التحول لصالح العام يبدو الأكثرقيمة وتأثير في المجتمع.[9]

هناك دراسة  للباحثة دانا منصور بعنوان

Egyptian Film Censorship: Safeguarding Society, Upholding Taboos

تناولت الدراسة موضوعات السينما العربية والهوية الثقافية:النضال لتمثيل الثقافة الوطنية، ورقابة الدولة: حرس بطريركي في الفن والأخلاق، الفيلم وردود الفعل العامة، وأفلام أجنبية موازنة النسبية الثقافية. وتوصلت الدراسة إلي إن الدولة هي التي  تُقرر المعايير والقيم التي توجد في المحتوي السينمائي؛ حتي لا تشوه صورة البلاد. واستفدت الدراسة إن ما تُمارسه الدولة من دور الرقابي علي الأفلام جعل المٌشاهدين العاديين غير راغبين علي تقبُل الأفكار الخارجةعن الإطار الذي حددته الدولة. [10]

هناك دراسة بعنوان” تناول السينما المصرية لقضيتي العنف و الإباحية 2008-2015″ للباحثة ريناد زين العابدين محمد رجب.

تناولت الدراسة موضوعات تعامل السينما المصرية مع الأفلام الإباحية بالمنظورالمصري، وطبيعة التأثيرالذي يطرحه علم النفس من مشاهدة العنف من خلال السينما. واعتمدت الدراسة علي منهج أداة تحليل الخطاب وأداة المقارنة. وتوصلت الدراسة إلي إن هناك علاقة بين السينما وعلم النفس وهي علاقة لا تنتهي من التأثير. استفدت الدراسة إن كلا من مشاهد العنف والإباحي تؤثرعلي المُشاهد بالمراحل العمرية المختلفة، ويختلف التأثير من مستوي اجتماعي إلي مستوي الاجتماعي. [11]

هناك دراسة للباحث قُصي سماك

The Politics of Egyptian Cinema”

تناولت الدراسة موضوعات التطورات السينمائية في عهد عبد الناصر، وأسباب حرب 1967م، والسينما في عهد عبد الناصر. وتوصلت الدراسة إنه لا يمكن فصل التحديات التي تواجه الفنانين الذين يحاولون  تطويرنوع جديد من السينما في مصرعن التحدي الأكبر المتمثل في تحويل المجتمع كله اجتماعيًا وساسيًا وثقافيًا لمصلحة الغالبية العظمي من الناس. واستفدت الدراسة إنه لا يمكن فصل مسألة الإبداع الفني عن العلاقة الجدلية بين الفنان والشعب، وهو تفاعلهم الذي يروج لإبداع الفنان من ناحية، ويكشف عن مُشاركة الناس في تطويرأجواء فينة في ظل غياب الظروف الاجتماعية والسياسية المؤدية إلي تعزيزهذا النوع من العلاقة، وسيستمرالجمهور في تقبُل كل ما يقدم  لهم  لعدم وجود بديل.[12]

التعليق علي الدراسات الإتجاة الثالث

استفدت الدراسة من هذا المحور من حيث لا يمكن فصل مسألة الإبداع الفني عن العلاقة الجدلية  بين الفنان والشعب، هو تفاعلهم الذي يروج لإبداع الفنان من ناحية، ويكشف عن مُشاركة الناس في تطوير أجواء فينة في ظل غياب الظروف الاجتماعية والسياسية المؤدية إلي تعزيزهذا النوع من العلاقة، وسيستمر الجمهورفي تقبُل كل مايقدم لهم لعدم وجود شئ أفضل، إن تثقيف الجمهور بالاثارالسلبية نتيجة التعرض لأفلام الجريمة والعنف ؛ مما قد كون له نتائج غير حميدة علي سلوك الفرد وتصوراتة للحياة  داخل مجتمعه.

*وفي النهاية تسعي الدراسة إلي الاستفادة من هذه الدراسات في موضوع البحث من خلال إضافة ما أغفلته تلك الدراسات، وتوضيح العلاقة بين توظيف السينما في المجال السياسي وأثره علي الوعي السياسي في المجتمع المصري.                                                                                                              

الإطار النظري

تعتمد الدراسة علي مجموعة من النظريات التي تُفسرعلاقة السينما في المجال السياسي وتأثيرها علي الوعي السياسي:-

نظرية الإنعكاس وإعادة بناء الواقع

تري هذه النظرية إن السينما  تعكس طبيعة المجتمع الذي توجد فيه، وبالتالي السينما هي مرآة المجتمع علي أساس أن تُجسد الواقع المعايش تمثيلا موضوعيًا، ولكن عادة هذه الموضوعية لا يمكن أن تتحق بصورة كاملة في هذه النظرية؛ لأن بمجرد إختيار القائمين علي إنتاج الفيلم السينمائي المتعلق بقضية  ما وتسليط  الضوء عليها فإن هذا يعتبرنوع من أنواع الذاتية، وبالتالي جاءت نظرية بناء الواقع  للتأكيد علي أن العمل السينمائي مزيج من تأثير المجتمع  بقضاياه وبرؤية صانعي العمل ودورالدولة  به. ولذلك هذه  النظرية  تري أن الفيلم  وحدة يتم من خلالها إعادة بناء الواقع السياسي والاجتماعي والديني والاقتصادي لمجتمع ما بصورة قريبة من الواقع، وبالتالي هذه النظرية لا تركزعلي إنعكاس الواقع  في السينما بقدر تركيزها علي معالجة السينما للواقع وإعادة تشكيله.[13]

تنطبق هذه النظرية علي موضوع الدراسة الذي يسعي لمعرفة تأثيرالسينما علي الوعي السياسي في المجتمع المصري، وبالإضافة إلي تحليل مدي قدرة بعض الأفلام التي تناولت العديد من القضايا المختلفة دورها في إحداث تغير في الوعي السياسي في المجتمع المصري.

مدخل علم نفس السينما

ينطلق هذا المدخل من مبدأ أساسي هو أن السينما تُشكل الوعي الأفراد أكثر مما تُعيد إنتاج الواقع، وهناك مجموعة من الدراسات أكدت علي أن هناك خلايا تنشط في المخ من خلال أثر مشاهدة الأفلام، بالإضافة إلي أن الخلايا ذاتها تنشط إذا حدث ما يتجسد العمل السينمائي في الواقع، فالمشاهد يضع نفسه محل الأبطال لذا يشعر بحالة من التماهي بين المشاهد والعمل الفني.[14] وتعد النظرية التهيئة السلوكية من أبرز النظريات مدخل علم نفس السينما، فهذه النظرية تؤكد علي أن المشاهد ينطبع  لديه بعض الأنماط السلوكية  نتيجة مشاهدته  لفيلم معين، فيظل هذا المشهد كامنًا في عقله لا وعي حتي يطرأ موقف مماثل له  في الواقع، فتبدأ المشاهد المتخزنة  في عقله لا وعي بالظهور والتطبيق علي أرض الواقع، فعلي سبيل المثال إذا شاهد الفرد عملًا سينمائًيا يقوم بالعنف ويُستخدم القائمين علي العمل الأدوات الحادة في العنف، وثم نشبت مشاجرة بين هذا الشخص وشخص أخر، فأن الشخص الذي تعرض لمُشاهدة الفيلم الذي جسد هذه المُشاجرة من قبل سيسلك نفس هذا التصرف الذي شاهده في الفيلم، وعليه فأن السينما من أهم عوامل المؤثرة في تشكيل الوعي أكثر من إعادة إنتاج الواقع. [15]

نظرية المجال

تُرتكز هذه النظرية علي المشكلات السياسية التي تطرحها السينما ومدي مطابقة هذه المشكلات لنظيرتها  في المجتمع الذي قام بإنتاج الفيلم، كما تحاول الإجابة علي الاسئلة السياسية وتُدرس الأفلام  ومدي قدرتها علي مُحاكاة الواقع والتعرض للقضايا التي ُيعاني منها المجتمع:مثل الأرهاب والعنف والفساد السياسي، وتزويرالأنتخابات والإدمان، وتدرس هذه النظرية الأفلام في إطار السياق السياسي والاجتماعي والزمني فهذه النظرية تري أن السينما هي التمثيل الذي يعطيه المجتمع لنفسه.[16] وتنطبق هذه النظرية علي موضوع الدراسة الذي يسعي إلي تناول السينما في المجال السياسي وأثرها علي الوعي السياسي في المجتمع المصري.

نظرية الغرس الثقافي

ظهرت نظرية الغرس الثقافي من أجل دراسة تأثيرالأوساط الاعلامية المُختلفة، ولكن بالتركيز علي السينما والتليفزيون؛ نظرًا لتعرض الجماهيرلهم بشكل يومي. وأصبحت السينما من خلال الغرس الثقافي المصدرالرئيسي لنمو تصورات الأفراد، وتشكيل معرفتهم عن الواقع المُعايش، وبهذا أصبح هناك علاقة واضحة بين الغرس الثقافي  والسينما في التأثيرعلي كافة الأطراف في المجتمع.[17]

ويرتكز  التحليل الغرس الثقافي علي مجموعة من الافتراضات: [18]

1-تعُد السينما وسيلة للغرس الثقافي مُقارنة بالوسائل الاعلامية الأخري؛ خاصة مع تطورالتكنولوجيا          والمرونة في الرقابة الفنية والأمنية؛ وهذا من شأنه يُساهم في عملية التنشئة والتغيير، وهذا يجعلها من الوسائل التي  تترُك أثرعلي الأفكار والقيم شرائح المختلفة في المجتمع  بما فيها المؤسسات الدولة.

2-إن تحليل مضمون الرسائل الإعلامية  يُساعد علي تقديم أشارات لعملية الغرس الثقافي، إذ يفترض جبرنير أن الأسئلة المُستخدمة في تحليل الغرس الثقافي تعكس ما تقدمة السينما في رسائلها المختلفة عبر الأفلام المختلفة.

الإطار النظري للوعي السياسي

أن المدرسة والأسرة والمؤسسات الدولة والإعلام التقليدي وغيرالتقليدي والقادة ورجال الدين من الوسائل التي ساعدت الأفراد علي تكوين وعيهم السياسي، وأيضًا ساعدوا منتجي الأفلام السينمائية السياسية علي العودة من جديد بعد تعرضهم لمزيد من التعنت ومنع بعض الأفلام التي تنقد النظام الحاكم، و ينبغي أن يساهم الوعي السياسي في تشكيل وتطوير الثقافة السياسية  للأفراد لمعرفة الأخطار والتحديات التي تهدد الدولة والقدرة علي استيعاب الأوضاع السياسية والاقتصادية، ويتطلب ذلك عناية أكثر بتوعية بأهمية القوة الناعمة خاصة السينما التي عرضت أفلام كثير قبل الثورة يناير تُحاكي ما كان يعيشه المجتمع في فترة مبارك وغيره من الرؤساء الذين حكموا البلاد. [19]

أن الوعي السياسي سواء عند المواطن أو عند المجتمعات  يُعرف ” بأنة الرؤية الشاملة  بما يتضمنه من معارف سياسية واتجاهات سياسية التي تتيح للإنسان أن يُدرك أوضاع مجتمعه، ويحللها ويحكم عليها، ويحدد موقفة منها، والتي تدفعه للتحرك من أجل تغييرها وتطويرها والحفاظ عليها للأبقاء علي أحسن الأوضاع المتطورة.

وبناء علي هذا التعريف  فأن الوعي السياسي يشتمل علي أربعة مُحددات رئيسية:-

1-الرؤية الشاملة: للبيئة الاجتماعية  والاقتصادية والثقافية والوطنية والعالمية.

2- الإدراك النافذ: للواقع الداخلي  والخارجي  والعالمي.

3-الرغبة في التغير: مع الاحتفاظ بالثوابت الوطنية والاجتماعية القيمية.

ومن خلال ذلك نصل إلي إن الفكر هو أساس كل وعي سياسي، وأن من أهم  نتائج الفكر الثقافي؛ بمعني أي فكر ينتج عنه ثقافة معينة، وأن هذه الثقافة تشكل الوعي السياسي الذي سيسود في مجتمع ما، وأن وجود الوعي  السياسي، أو انعدامة هو نتيجة مباشر لوجود هذه الثقافة ونوع الأفكارالموجودة.

     وقد حاول البعض  تعريف الوعي السياسي بإنه“إدراك الشباب للواقع السياسي والتاريخي لمجتمعهم ودورهم في العملية الشبابية واتجاهاتهم السياسية وكيفية الاعتمادعلي ما ينبغي تغييره.[20]

وبالتالي المؤشرات  الأساسية للوعي السياسي هي:-[21]

1-إدراك الفرد ومعرفته للعالم السياسي.

2-الوعي السياسي يرتبط بالثقافة السياسية والتنشئة السياسية،  والتي تمكن الفرد من إدراكة لنفسة وللسياسة الموجودة داخل المجتمع.

     وتتبي الدراسة مفهوم الوعي السياسي الذي يري” بإنه الأدراك العقلي للتجارب والمتغيرات المحيطة به، وبالتالي يصبح الفرد له القدرة علي تكوين موقف محدد اتجاه الواقع الذي يعيشه، فالوعي هو عكس الغفلة والتي تعني السلبية في مقابل الرؤية للواقع  بعيدًاعن إعمال العقل والمنطق في التحليل؛ وترجع تلك الغفلة إلي التخلف أوالرقابة الأمنية واحتكار وسائل الاعلام المختلفة لصالح النظام الحاكم.

تعريف الإصطلاحي  لسينما

“هي فن الصور المُتحركة، فالصورة السينمائية هي في جوهر طبيعتها حقيقة مُتحركة”.[22]

تعريف الاصطلاحي للسينما التجارية

تُعرف السينما التجارية إلي صناعة فيلم، أومشروع يهدف إلي جني المزيد من الأرباح في السوق التجارية، وهذا علي عكس ما يقصد منها. وتشمل الأفلام التجارية الإعلان والعلامات التجارية وتصميم الرسومات المختلفة من أجل جذب الجماهير. [23]

الأفلام التجارية تشمل كافة الأعمارمن أجل الترفيه، وتشمل أيضًا الأفلام الكوميدية والرقص والأغاني، وفي هذه الأفلام يلعب الفنانين الأدوارالمختلفة ويعتمدوا بالأساس علي الأشياء الشعبية التي تًعد قريبة من الجمهور. [24]

تعريف الاصطلاحي للسينما البديلة

هي الأفلام ومقاطع الفيديوالتي توفربديلًا للوسائط التجارية أوالموضوعات التقليدية، والتعامل مع العناصر الرسمية غير الموجودة في التيار الرئيسي. [25]

منهج الدراسة

اعتمدت الدراسة علي منهج  تحليل المضمون؛ فهو من أحدث الأساليب الحديثة في الدراسات الإعلامية. فهو من أقدم الأدوات البحثية التي استخدمت في المنهج العلمي، والأكثر شيوعًا في البحوث المعنية بالرسائل الإعلامية؛ فهي المنتج الأساسي في العملية الاتصالية، وهي التي يهدف من خلالها القائم بالاتصال إلي إحداث التأثيرات الموجودة.                                                                                           

وبما أننا في دراستنا نسعي إلي جمع المعلومات حول دور الفن السابع ” السينما” في المجال السياسي في تنمية الوعي السياسي وتشكيله، فإن الدراسة تندرج  تحت منهج تحليل المضمون؛ فهو يهتم بشرح وتوضيح المواقف النظام الحاكم اتجاه السينما وانعكاس الأحداث في الأفلام السينمائية، وتصوريها  للوقائع، وما يهم الجمهور في مجال الدراسة، وتلعب  دور في شرح الأحداث والظواهر؛ لذلك اعتمدت الدراسة علي المنهج  تحليل المضمون الذي يعد من أهم الأدوات في الدراسات السياسية والاعلامية.

 

كذلك أعتمدت الدراسة علي منهج الأتصال الجماهيري

نجد إن وسائل التواصل الاجتماعي تحتل موقعًا مهمًا في حياتنا؛ وهذا يرجع إلي نتيجة استخدام المجتمعات لها بشكل كبيرفي حياتهم اليومية. وأصبح الآن بإمكان أي شخص يقوم بالتسويق لنفسه عن  طريق وسائل الاتصال المختلفة، ولذلك يعد الاتصال الجماهيري من أهم أنواع الاتصال؛ لكونه أكثر شمولًا ويتعامل مع عدد كبير من الناس؛ ولذلك توجد دراسات عده عن الاتصال الجماهيري أكدت دوره المؤثر في عملية التأثير وإيصال الأراء إزاء قضايا معينة المثاره في المجتمع، ويقوم بإحداث تغيرالاجتماعي داخل المجتمع، وهذا لا يحدث بمفرده ولكن بمساعدة الاتصال الجماهيري من خلال الناس. ويوضح التغيرات التي تطرأ علي المجتمع؛ ومن هنا يعرف كل فرد دوره ومكانته وسط المجتمع، وكذلك تعبئة الرأي العام إزاء قضايا ما وإحداث تغيرفي أنماط سلوك لدي البشر.

مقولات الاتصال الجماهيري:- [26]                                                                    

*المرسل:هو المصدر الذي يعمل علي إنتاج رسالة  تحتوي علي  معاني مختلفة من خلال وسائل الاتصال المختلفة  وتحمل نظريته اتجاه شئ ما المعاني المختلفة؛ ويهدف من الرسالة إلي استثارة استجابة محدده من قبل الجمهور.

*المستقبل:يعتبر(الجمهور) سواء كان أطفال أو شباب أوالمجتمع بأكمله؛ ويقوم المُستقبل بفك الرموز الرسالة وتحويلها إلي معاني وصور ترتبط بتكوينه الشخصي وتجربته الذاتية للحاضرأوالماضي. وتختلف التفسيرات تبعًا لطبيعة التوجهات والبيئة  ذاتها.

*الرسالة: هي المضمون أو المحتوي التي تتكون من المعاني التي يضفها المرسل، ويقوم من خلال الاتصال بنقلها  وارسلها إلي الجمهور.

*القناة: هي الأداه التي يقوم المرسل بستخدمها لإيصال رسالتة إلي أكبر عدد من الجمهور الذي هو يحدده من خلال مضمون الرسالة.قد تكون الأداة سمعية كالراديوأوسمعية وصوتية معًا كالسينما والمسرح والتلفاز والبرامج.

*التشويش: ماهو الإ مثير عارض، يؤثر علي الرسالة المراد إيصالها للجمهور؛ويرجع ذلك نتيجة المؤثرات الذاتية التي تؤثر علي فهم المستقبل أو أحيانا غموض المحتوي وعدم الإدراك  للمغزي أو عدم وجود علاقة بين المرسل والمستقبل لإختلافات الفكر والتوجهات؛ فيصبح هناك خلل في فهم الرسالة، وبالتالي تأثير سلبي.

*التغذية الراجعة:هي مدي استجابة المستقبل إلي المضمون وتأثيره عليه، وسوف يستدل المرسل علي  ذلك الأثر من خلال ردود الأفعال الناتجة عن الرسالة، وأحيانا يصعب معرفة ردود الأفعال نتيجة  تغير الإدراك والتشويش علي محتوي الرسالة ذاتها.

*وبتطبيق هذا المنهج علي الدراسة عن طريق معرفة المرسل من خلال تحليل بعض الأفلام السينمائية (رسالة)، وبالتالي تحديد المستقبل المُراد التأثيرعليه، وكذلك من خلال إيضاح قناة الاتصال السينمائية فهي سمعية وصوتية أحيانا أفلام حركية فقط، ومن هنا نصل إلي معرفة التأثير السينما علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع المصري من خلال التغذية الراجعة ومدي تفاعلهم من العمل السينمائي.

تقسيم الدراسة

تنقسم الدراسة إلي ثلاثة فصول يتناول الفصل الأول السينما والنظام السياسي ودوره في توضيح ملامح النظام السياسي المصري، والانعكاسات السينمائية علي النظام السياسي المصري في تغير بعض الرؤساء نتيجة مُحاكاة بعض الأفلام لشخصيات الرؤساء. ودورالنظام السياسي في السينما من خلال تغير بعض اسماء الافلام؛لأنها تهدف إلي زعزعة استقرار النظام الحاكم. أما الفصل الثاني يتناول علاقة السينما بالوعي السياسي و دورالفن السينمائي في تشكيل الوعي لدي المشاهد للفيلم، وأهمية الفن السابع بإعتبارة أحد أدوات الثقافة السياسية  و القوة الناعمة. أما الفصل الثالثيتناول السينما و الانتفاضة الثقافية التي حدثت في المجتمع بعد اندلاع ثورتي، و التحرر الإنتاجي وظهور السينما البديلة في المجتمع.

الفصل الاول السينما والنظام السياسي

  • المبحث الأول- علاقة السينما بالنظام السياسي المصري.
  • المبحث الثاني-معالجة السينما للقضايا السياسية.

الفصل الثاني السينما و الوعي السياسي 

  • المبحث الأول-أهمية السينما كأحد أدوات القوة الناعمة في تشكيل الوعي السياسي.
  • المبحث الثاني-انعكاس تأثير الأفلام علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع المصري.

الفصل الثالث السينما و الانتفاضة الثقافية

  • المبحث الأول-التحولات التي طرأت علي السينما بعد التحرر الإنتاجي وظهور السينما البديلة.
  • المبحث الثاني -السينما التجارية والسينما البديلة و دورهما في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري.

مُقدمةالفصل الأول

يتناول هذا الفصل السينما والنظام السياسي ودور السينما في إظهار ملامح النظام السياسي الحاكم،  وبالإضافة إلي دور النظام السياسي في السينما من خلال التدخل في تغيير اسماء بعض الأفلام؛ لأنها تؤدي إلي زعزعة إستقرار النظام الحاكم.وكذلك تناول بعض الأفلام السينمائية التي طرحت مجموعة من القضايا السياسة ينقسم هذا الفصل إلي مباحثين:-

يتناول المبحث الأول العلاقة بين السينما والنظام السياسي المصري ويتم عرض فيه مجموعة من المحاور المختلفة التي تتناول ملامح كل نظام سياسي وتعامله مع السينما، وبالإضافة إلي دورالنظام في الأفلام السينمائية.

أما المبحث الثاني يتناول مُعالجة السينما للقضايا السياسية في الأفلام السينمائية من خلال التركيز علي المضمون النصي الذي تم بناؤه من خلال الحوار و السيناريو وثم تجسيده علي الشاشة. ويتم في هذا المبحث طرح مجموعة من الأفلام التي تم عرضها في فترة الدراسة، مع تحليل هذه الأفلام وكيفية تناولها للقضايا السياسية في المجتمع المصري.

المبحث الأول:- علاقة السينما بالنظام السياسي المصري

للسينما المصرية علاقة وطيده بالسياق السياسي والاجتماعي في الفترات الزمنية المُختلفة. إن السينما المصرية لعبت دورًاهامًا في المجال السياسي مُنذ ظهور الفيلم السياسي في السينما المصرية. كشفت بعض من الدراسات مدي تأثيرالتوجهات السياسية علي السينما المصرية، وكذلك دورالدولة في الإنتاج الأفلام المُختلفة، وبالتالي عندما تنتقد السينما الأوضاع السياسية والاقتصادية تقع بذلك في مأزق مع الدولة، وعندما تضطر السلطة لمنع فيلم أو حذف أو تغييرمشاهد في الفيلم تقع هي الأخري في مأزق مع صُناع الفيلم.[27]

علي الرغم من تدخل الدولة في بعض الأحيان لمنع بعض الأفلام من العرض؛ لإعتقادها بإنها تُثيرالجدل حول النظام، لكن نجد أن الإبداع مازال موجودً بعد هذا التدخل، لأن له دورفي التعبيرعن صورة الحاكم لدي الناس أبان حكمه أو بعد وفاته أو حتي خلعة من الحكم. أزدهرت السينما في عهد محمد علي خاصة  في عهد الملك فاروق ثم حدث في عهد عبد الناصرتمجيدًا للسينما المصرية، وكذلك قامت بعض الأفلام لإهانة الملك فاروق، أما الحقبة الثالثة كانت في عصرالسادات بعد اغتياله ظهرت أفلام تنتقد عصر الإنفتاح الذي تصالح فيه مع إسرائيل.[28]

لاشك أن السينما في الحقبة الرابعة التي جاءت قبل ثورة ينايركانت تمنع بعض الأفلام من العرض بحجة الدين والجنس والسياسة، ولكن بعد الثورة ينايرسوف تظهر صورة الرئيس مُبارك بالصورة التي فعلتها سينما بعد ثورة يوليو مع الأسرة العلوية خاصة في عهد الملك فاروق مثلما حدث في فيلم “لاشين”.[29]

سوف نتطرق إلي شكل السينما في عهد الأنظمة المختلفة التي مرت علي مصر لكي نكتشف طبيعة العلاقة بينهما

*السينما في عهد الملك فاروق

أن السينما منذ ولادتها تحمل معها العديد من المعاناة حتي قبل الملك فاروق وبالتحديد وقت الملك فؤاد عندما قامت مشيخة الأزهر بمهاجمة يوسف وهبي بسبب اشتراكة  في فيلم تركي عن حياة النبي محمد. وقد هدد الملك إنذاك بنفي يوسف وهبي خارج البلاد وسحب الجنسية منه، ولم يقتصرالأمرعلي ذلك فقامت الخارجية الفرنسية بالإحتجاج علي عرض فيلم “أولاد الذوات”عام 1932م، بسبب مُحاكاة الفيلم لراقصة فرنسية تقع في حب شاب مصري، وبذلك الفيلم يُعد بمثابة أحد العلامات الفارقة في السينما المصرية.[30]

في عام 1938م قد إُنتج فيلمًا ينتقد الوضع السياسي والاجتماعي في تلك الفترة، هو فيلم “لاشين“الذي قام ببطولته “حسن عزت” قائد الجيش الذي  يقاوم الحكومة الفاسدة التي تسعي لتُغيب الحقيقة عن الشعب، ولكن اتُهم وقاموا بسجنه؛ الأمرالذي جعل الشعب يثورعلي الحاكم، ولذلك طلب الملك فاروق بوقف عرض الفيلم لعدة أيام، ولكن بعد تعديل نهايتُه تم عرضه.[31] ويعتبر هو أول فيلم أدخل السياسة علي السينما، فالبعض يعتبره المنذر لثورة يوليو التي أطاحت بالملك فاروق، وكذلك أفلام أخري مُنعت من العرض مثل” من فات قديمه تاه، وفيلم مسمار جحا؛وهو يعتبر من أهم الأفلام التي تعارض السلطة الحاكمة ويعرض مساوئ الأحتلال،ولكن بعد الثورة تم عرضه.[32]

في تلك الفترة أُضيفت بعض البنود علي قانون الرقابة علي السينما المصرية، وتم التطرق إلي عدم  طرح أفلام ذات طابع سياسي وأخلاقي، وبالإضافة إلي منع ظهورمشاهد المظاهرات والإحتجاجات، ومنع أيضًا التعرض لمهنة الضابط الشرطة والباشا. وظلت السينما المصرية علي هذا الوضع حتي قيام  ثورة 23 يوليو التي حولت من الحكم الملكي إلي الحكم الجمهوري،وبالتالي تغيرقانون الرقابة علي السينما.[33]

أن السينما المصرية لازالت تعتمد الإ تقترب من الحاكم، ولاتزال هناك عقبات أمام الفيلم السينمائي السياسي. وقد تعاملت السينما مع هذه الشخصيات بحيادية مثلما حدث  في فيلم “رسالة إلي الوالي”، ولكن علي  جانب الأخر تعاملت بقسوة مع رجال حاولوا أن يجعلوا البلاد ملاذًا للفساد والأرهاب . ثم جاءت بعض ذلك أفلام الثورة لكي تُأكد علي أن العصورالسابقة كان بها الفساد مُنتشرًا في الحياة السياسية والنيابية، بالإضافة إلي أن كانت هناك بعض الأفلام الوطنية  تري الفساد قد نال رجال الملك  دون توضيح  دور الملك مباشرة مثل فيلم” رد قلبي، في بيتنا رجل.[34]                                                                              

كانت السينما في عهد الملك فاروق مُقتصرة علي موضوعات بعينها مثل الأفلام الهزلية والفواجع الإنسانية والتي تضع لها دائمًا نهايات سعيدة. وكان الإنتاج السينمائي يقتصرعلي طبقة الارستقراطية، بالإضافة إلي الأجانب، وذلك كان التوجه السينمائي في تلك الفترة هو إنتاج الأفلام الترفيهية والبعد عن الأفلام السياسية أوالاجتماعية،وهذا لا يمنع من وجود بعض من الأفلام التي تناولت قضايا سياسية وتعرضت للانتقاد ومنع بعض منها.

السينما في عهد الرئيس جمال عبد الناصر

فكانت علاقة الرئيس عبد الناصر بالفن علاقة وطيدة. فكان يهتم بالسينما علي وجه الخصوص؛ لذلك قام بإنشاء مؤسسة دعم السينما. وكان يري ضرورة الإرتقاء بها أوالأهتمام بإنتاجها؛ ويرجع أهتمامه بها عندما شاهد فيلم أمريكي الذي لعب بطولته جيمس ستيورات، ولذلك طالب  بعرض هذا الفيلم بمعسكرات الجيش؛ لأنه يحكي أن الفرد يستطيع تغييرتاريخ العالم وإيمانه بالدورالذي تلعبة السينما بداية من الترفيهه وحتي التثقيف؛ مما جعله يوافق علي إنشاء المعهد العالي للسينما.[35]

وعلي الجانب الأخر فهو عاشق للموسيقي؛ لذلك نجده كان مُشاهدًا لحفلات أم كلثوم وهي تُغني علي مسرح الضباط  بالزمالك، ولم يقتصر الأمر علي أم كلثوم  فقط، بل شمل العديد من الفنانين منهم عبد الحليم حافظ  الذي غني للثورة “الوطن الأكبر“وقام بتكريم العديد من الفنانين؛لأيمانه بدورهم التثقيفي و التوعوي في المجتمع.[36]

كانت العلاقة بين السلطة السياسية والسينما في فترة ما بين من 1952 حتي هزيمة 1967، تتميز بالتبعية حتي في الأفلام التي كانت تتظاهر بتقديم نظرة إنتقاد للواقع مثلما حدث في بعض الأفلام” صراع في الوادي  فيلم أرض السلام“، وهي أفلام قام بها مخرجون كبار حاولوا التظاهر بالموضوعية، لكن من خلال أعمالهم كشف مدي محاولة  تزييف الواقع المصري.[37]

ونجد أن السينما في عهد عبد الناصروظفت إمكاناتها لخدمة النظام، فهو يحتاج إلي تبريرسياسي و إيدولويجي؛ لذلك جاءت السينما إما بهدف عرض قضايا بشكل غير مباشر؛أي  تؤدي دورها  كما هو مطلوب  منها وهي تظهر من خلال انتقاد الماضي و تُعلي شأن النظام الجديد بإنه القادرعلي إزالة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.[38] لذلك أصبح الفيلم في هذه الفترة الناصرية وسيلة  دعائيه للسلطة الحاكمة ومروجًا لها، أما نجدها إنها تقوم بتجسيد البطل الذي يحمل سمات النظام من خلال ممارسات السلطة، أويظهر ما تقوم به من فساد السياسي و المؤسسي ولكن بطريقة غير مباشرة.

ثم جاءت الأفلام منذ 1955م بظهورضباط الجيش من خلال أفلام إسماعيل يس، وكذلك فيلم الله معنا، فهي أفلام تدعو لتدعيم الجماهير للجيش ونشرأفكار السلطة، وهذا يفسرعدم اصطدام الرقابة  بهذه الأفلام؛ لأنها لا تعارض النظام، ولكن من بعض الأفلام التي انتقدت النظام  الفيلم “أحلام هند وكاميليا” من أهم الأفلام التي تميزت بتحليل لتلك المرحلة الناصرية.[39]

إن الأفلام التي ظهرت في عهد عبد الناصركانت في مجملها  تُدافع عن السلطة سواء كانت مؤمنة بأفعالها ام لا، دون أن تقوم  بتقديم المشكلات الاجتماعية،  حيث تسلمت الطبقة الوسطي المثقفة زمام الحكم بعد الثورة 1952، فهي تسعي إلي تأكيد علي الوعي الثقافي الذي تقوم به السينما من خلال الترويج لها.  وعلي رغم من وجود الفيلم السياسي؛ فهذا لا يعني إنه فيلم سياسي بالمعني الكامل خاصة وأن هذه الأفلام  لم تتعرض للسلطة  مباشرة أومدي مشروعية قراراته.

السينما في عهد  الرئيس السادات

كانت السينما في عهد السادات تُمر بعده مراحل أولها مرحلة ما قبل حرب أكتوبر، وكانت السينما في ذلك الوقت تسيرعلي منهج السينمائي في عهد عبد الناصر، وكانت تتناول الجوانب السياسية من خلال انتقاد النظام السابق، فكانت السينما تُركزعلي كشف قضايا الاستبداد السياسي والقمع الأمني الذي تعرض له المجتمع المصري مثل فيلم الكرنك. أما المرحلة الثانية مرحلة حرب أكتوبر فكانت أغلب التوجهات إلي الالتفاف حول أهمية الانتماء للوطن وضرورة الانتصارعلي العدو.[40] وكانت الأفلام تصور مُعاناة الجيش المصري مثلما حدث في فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي، فيلم العمر لحظة”. أما المرحلة الثالثة كانت  تعتمد السينما علي الربح وانتشرت بعد الانفتاح السينما التجارية، وأثرت علي كافة الجوانب مثل فيلم ” المغامرون حول العالم”.[41]                                                                                                 

سُمح للسينما بعد تحول المجتمع من الاشتراكية إلي الرأسمالية، بأن تحاول في الحدود الانتقام من بعض العناصرالفاسدة من دون الاقتراب من النظام السياسي مثل “فيلم المذنبون“، ومن هنا جاءت القضايا الفساد السياسي محل قضايا الصراع الطبقي، ولم تُصورالسينما قضايا الانفتاح بإعتبارها قضايا سياسية، ولكن كونها انحرافات. وعلي الرغم  من توافر بعض الوعي السياسي لهذه الأفلام؛ الإ أنها لم تستطع الوصول إلي  تحليل عميق للظاهرة وتوضيح التوجه السياسي الجديد.[42]

لم تختلف السينما في تاريخ علاقتها مع السلطة السياسية الحاكمة حتي بعد التحول إلي مجتمع رأسمالي منفتح علي الغرب؛ أن الأفلام التي ظهرت بعد الثورة يوليو حتي 1971م  كانت تنتقد عهد عبد الناصر وتري أنه عصر الفساد السياسي والاجتماعي وإظهارالموقف العدائي من الثورة مثلما حدثفي ” فيلم الكرنك و فيلم إحنا بتوع الأتوبيس“.[43] ورغم وجود القليل من الأفلام التي حاولت التعرض للسلطة مثل فيلم زائر الفجر،الإ إنها لم تقترب من النظام السياسي. وكان فيلم العصفور يُطالب ببقاء الرئيس، وإن كان شكل الفيلم الخارجي  ينتقد النظام، ولكن  نهايته  تقدس استكمال مسيرة النظام الحاكم.

تكشف هذه المرحلة دورالدولة تجاه السينما وتوضح كيف عالجت السينما قضية الحرية من وجهة نظر النظام، وبالتالي كانت هذه الأفلام  تعتبر صمام الأمان للسلطة الحاكمة مثل فيلم المنسي، وكذلك فيلم طيور الظلام، أما فيلم  دم الغزال الذي جاء لمُعالجة مباشرة للحال السياسي والاجتماعي الذي يمر به المجتمع المصري، وبالإضافة إلي ظهورأفلام أخري أستثنائية مثل فيلم مواطن مخبر وحرامي، وفيلم أرض الخوف.                                                                                                                  

السينما في عهد الرئيس حُسني مبارك

بعد إغتيال الرئيس السادات وتولي الرئيس حسني مبارك  بدأت معه مرحلة فنية جديدة من ظهور أفلام هيأت المجتمع لحقبة سياسية جديدة التي استمرت لمدة 30عام. وبدأ نظام مبارك يروج لأفكاره بمجموعة  من الأفلام التي تتناول مساوئ  نظام السادات مثلما حدث في فيلم المواطن المصريالذي حاول الأجابة علي  تساؤلات حرب أكتوبر التي كانت ترد في ذهن المواطن المصري.  وبالإضافة إلي تم حل المؤسسة العامة  للسينما وإلغاء عيد الفن، ولكن عام 1997 ظهرنوع من السينما المعارضة؛ لكنها ظلت بعيده عن رأس النظام.[44]

مع مرورالوقت ظهرت بعض الأفلام التي حاولت انتقاد نظام مبارك بصورة واضحة مثلفيلم ضد الحكومة للراحل أحمدزكي،يرصد مدي تفشي الفساد وغياب العدالة والحقوق في عهده. ونجد أنه مع أنتشارالأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ساعدت نوعًا ما علي ظهورأفلام تنتقد الواقع وتقوم بوضع تصورات للمجتمع المصري. مثلما تنبأ المخرج يوسف شاهين بإنفجار ثورة تأتي نتيجة تردي الأوضاع الأمنية وغياب العدالة الاجتماعية وتعرض المواطنين لظلم اجتماعي مثل فيلم هي فوضي.[45]                    

مع بداية 2011 حدث ما تنبأ به المخرج يوسف شاهين، وقام الشعب المصري بثورة يناير، التي قامت  بتغيرمسارالشعب المصري، ومن بعد ذلك بدأ صُناع السينما يتحدثون عن أفلام ترصد أحداث الثورة، وتُمهد لمستقبل مصر بعد القضاء علي نظام مبارك. ثم بعد ذلك ظهورت أفلام تُحاكي ما حدث في الثورة من أحداث مثلأفلام”أمن دولت،فبراير الأسود،حظ سعيد،صرخة نملة،الشتاءاللي فات،بعد الموقعة، 18 يوم، نوارة”.                                                                                                           

السينما في عهد الأخوان المسلمين

يُعد اندلاع الثورة ينايروهيمنة الفصائل الإسلامية علي الساحة السياسية بداية للسيطرةعلي الفن   وبالأخص السينما، ويتضح ذلك من خلال أعلان الأخوان رغبتهم في تأسيس شركة إنتاج سينمائي؛ مستلهمين تجربة مسرح الإخوان في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. فكما ذكر الشيخ الإخواني عصام تليمة في بحثه بعنوان“البنا وتجربة الفن. كانت فرقة القاهرة المسرحية الإخوانية تضم أعضاء مهمين وممثلين معروفين من أمثال عبد المنعم مدبولي وسراج منير ومحمود المليجي، وكانت تلك الفرقة تقدم أعمالا  مسرحية  فكاهية وأخلاقية وتاريخية. [46]لذلك سعوا إلي فكرة شركة الإنتاج من أجل خدمة فكر الجماعة  وتسعي الشركة إلي  تحسين  صورتهم  أمام الجمهور بدون تشوية. وكان أول فيلم سوف يتم عرضه عن الشيخ حسن البنا بإداء الممثل السوري رشيد. وكان من المقررعرضه في عيد الأضحي 2012، ولكن الظروف والاحتجاجات التي تعرضت لها الجماعة من قبل المتظاهرين أدت إلي إيقاف العمل به.[47]

علي الرغم من عدم استقرارالأوضاع وكثرة الأزمات التى شهدها الشارع المصرى، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية 2012 وتولي الرئيس مرسي أثر بشكل كبيرعلى إيرادات السينما التى تراجعت بشكل ملحوظ في عهد الأخوان المسلمين.

وعلى الرغم من كل هذا لم يستسلم المنتجون للأوضاع غيرمستقرة، وقاموا بطرح أفلامهم في دور العرض، فى ظل كل ما يحدث من أزمات، وكانت النتيجة ذلك عدم تحقيق هذه الأفلام لأى إيرادات، حيث إنه تم عرض 6 أفلام  فى النصف الأخير من العام  2012 من بينها فيلم“30 فبراير”لسامح حسنى وأيتن عامر، وفيلم“جوه اللعبة”،وفيلم“برتيتة”وكلاهما لا يحقق أي أيرادات تذكرأما العمل الذى حقق أيرادات رغم الأزمة هو فيلم“عبده موتة”الذى حقق 18 مليون جنيه.[48] وهذا ما أعاد الأمل للمنتجين مرة أخرى بعد أن فقدوه فى عودة السينما مرة أخري إلي رونقها.                                                                   

وعلي الرغم من عودة الأمل لدي المنتجين بخصوص السينما؛ الإ أن قام أحد شباب الإخوان نقداً لاذعاً  للكاتب السينمائي وحيد حامد بسبب مسلسل الجماعة عندما اتهمه بأنه تعمد “أن يظهررجال الشرطة  بصورة رجال مسالمين يتحرون عدم الصدام ويعاملون الإخوان بدون عنف.[49]

لم يكون التهكم والسخرية السبيل الوحيد أمام الإخوان  لنقد السينما، بل أقاموا في الكثير من الأحيان عدداً من الدعاوى القضائية ضد بعض الفنانين الذين جسدوا صورتهم بشكل مشوه، ومن أشهر تلك القضايا، تلك التي أقامها أحد شباب المحامين ضد الممثل عادل إمام، بعدما اتهمه “بأنه قدم أعمالاً فنية أساءت إلى الإسلام.[50]

فهكذا كانت السينما في عهد الرئيس مرسي، انعكاسيه لما كان يحدث من تشويه للأخوان من قبل الأنظمة السابقة؛ لذلك كانت رد فعلهم  عندما تولوا السلطة هو محاولة إعادة صورتهم كما هم يروها،ومعاقبة من يروا أنهم أساءوا لهم من خلال الأفلام السينمائية؛ وبالتالي فهي كانت تمر بمرحلة هبوط حاد من الأبداع والذوق الفني.

السينما في عهد السيسي

علي مدارالتاريخ السينما المصرية حرصت النظم السياسية علي توظيف الفن أما من خلال التمجيد لها أو تشويه الحقب السياسية السابقة. نجد إن بعد 30 يونيه كان الوضع مختلف، حيث جاء فيلم المشخصاتي  الجزء الثاني وهاجم ثوار 25 ينايرو فترة حكم الرئيس مُرسي؛ مما جعل الجمهور ينصرف عنها، لذلك يعتبر هذا الفيلم الأقل في الإيرادات  السينمائية.[51] وكذلك فيلم الجزيرة الجزء الثاني الذي  صدر في 2017، هو عمل علي تصوير المُتظاهرين 25 ينايرعلي إنهم  بلطجية مسلحين يهتفون”ثوار هنكمل المشوار”، بالإضافة إلي تبني الفيلم أتهام الدولة للجماعات التي قامت بإقتحام السجون و تهريب المساجين، بالإضافة إلي أتهام غزة المباشر بإستغلال الأنفاق بغرض المُتاجرة بالسلاح لا للمقاومة، ومحاولة تحسين صورة وزارة الداخلية علي حساب الثورة المصرية.

كانت من تباعيات ثورتي25 يناير و 3 يونية، اكتساح سينما السبكى لدور العرض، وكذلك سيطرتهم علي سوق الإنتاج السينمائي. فكانت أفلام شديدة التباين والأختلاف، فبعضها يقدم لنا المناطق العشوائية المصرية من خلال الغناء وإظهار صورة الحي الشعبي مثلما ظهر في فيلم “مهمه في فيلم قديم، فيلم عبده موته“وغيرهم، وبعضها الأخر يحاول أن يقدم لنا عرضًا كوميديا مثل فيلم ” الأنسة مامي”.[52] ويتضح أن هناك نوعًا أخر يحاول السبكي تقديمه مثل فيلم “ساعة ونص، وواحد صحيح، محاولًا إظهار ماحدث في البلاد بعد الثورة.

واتضح أن السينما العربية لم تجرؤا فى الماضى على طرح قضايا حساسة فى أفلامها مثل تناول قضايا الانحراف الجنسى، ولو بشكل محدود على الرغم من إقرار المجتمع العربى بوجود هذه الظواهر في المجتمع. ولكن يبدو أن الجرأة التى تحلى بها المخرج السينمائى خالد يوسف فى أفلامه مثل “حين ميسرة، هي فوضي” قد فتحت  الكثير من أبواب النقد.[53]

وهنا وجب علينا التوقف عند هذه القضية مع عدم إهمال القضايا الأخرى التى حاول خالد يوسف إبرازها فى أفلامه والتى تعصف بالمجمتع المصرى، وأيضا بمجتمعات عربية أخرى، وهى قضية سكان العشوائيات الذين يسكنون فى المناطق المحيطة بالعاصمة والذين يعيشون فى عالم مختلف تمامًا عما يعيشه بقية سكان مصر أوعلى الأقل سكان المدن الحديثة.ومدي بعدهم عن عالم السياسة وكيفية استغلال النظم السياسية لهم في فترات الانتخابات.[54]

بدأت تظهر أفلام أخري مختلفة عن ما يقدمة السبكي. أفلام تحاكي ماحدث في مصر في عهد الأخوان، وطرق تعاملهم مع المواطنين وطرح سيناريوهات إذا استمروا في الحكم. وعلاوة علي ذلك إن هذه الازدواجية ربما هي أكثر الأفعال إرباكا في للوعي الأخلاقي لأجيال متعاقبة. بالإضافة إلى ذلك أن القادة والسياسيين والفنانين  حاولوا الإساءه  للإسلامين في أفلامهم كرد فعل عما فعله الأخوان في فترة حكمهم في الفن.

ومع إدراك القيادة المصرية لأهمية السينما في التأثيرعلي الشعوب، وهي تعتبر أداه من الممكن استخدامها لتحقيق الغايات المطلوبة سواء بالتغييرالايجابي أو السلبي. فبدأت وزارة الخارجية تشير إلي أهمية السينما بإعتبارها قوة ناعمة ودورها في تغيير فكر الغرب حول ما حدث في مصر إنها ثورة شعبية وليس إنقلاب عسكري.[55] وكذلك إعادة الدولة دور المؤسسات الثقافية في المشاركة في صنع القرارات، وبالإضافة إلي عودة دعوة الفنانين لحضور أهم الحفلات الرسمية للبلد، والاستفادة منهم عن طريق الدبلوماسية الشعبية ودورها في الخارج.

وعلي الرغم من حديثهم عن أهمية السينما الإ أن عادة ظاهرة منع الأفلام السينمائية من العرض مثل فيلم حلاوة روح، واصدر رئيس الوزراء إبراهيم محلب إنذاك قرار بمنعه من العرض نظرًا لأحتواءه علي مشاهد مثيرة للجنس. ويري البعض أن هذا القرار سابقة لم تحدث في الأعوام السابقة.[56]يعكس ما كان يعهد إليه صناع السينما في القرن الماضي من خلال الرقابة الصارمة فتؤدي إلي منعها من العرض لعدة عوامل  أبرزها السياسات التي كانت تتبعها الحكومات المتعاقبة.

الجدير بالذكر أن القيادات السياسية لديها نظرة قصيرة المدي، في صدروها للقرارات منع الأفلام من العرض. فعلي الرغم من أن المنع وسيلة مرحب بها اجتماعيًا فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي و الآداب العامة الإ أن يجب ترك مثل هذه الأمور للمتخصصين في الشأن الفني من صناع السينما والنقاد وليس لرجال السياسية الذين لا يمتلكون خبرة ودراية فنية بمثل هذه الأمور.[57] لأنه إذا طبقًا هذه الفاعدة فستمنع كافة الأفلام من العرض.

     ولكن مع التطورات وتصارع الأحداث، فحدث بعض من المرونه من قبل قيادة الدولة واتضح ذلك في إحتفالية عيد الشرطة 2015 وكان قول الرئيس في كلمته بالنص:                                          

“ياأستاذ أحمد أنت والأستاذه يُسرا، و الله هتتحاسبوا، أيوه هتتحاسبوا، عايزين ندي الناس أمل في بكرة ونحسن قيمنا واخلاقنا وده مش هيجي غير بيكم وكاقطاع من القطاعات الدولة لها دورفي ذلك”.[58]          

هذا ما قاله الرئيس في إحتفالية عيد الشرطة في  يناير2015، عندما قام  بتوجيه حديثه إلي الفنان أحمد    السقا والفنانه يُسرا وطلب منهما أعمال فنية هادفة تُحسن الوعي لدي الجمهور المصري. وكانت الرسالة واضحة لتوضيح شكل العلاقة بين النظام السياسي والفن. فهو يري الفن بكافة أنواعه وخاصة السينما تابعان للدولة،وقبل إجراء انتخابات الرئاسية 2014، نجده أنه طالب الفنانين من خلال لقاءه معهم بضرورة حث الشعب علي المشاركة في الانتخابات لما لديهم من قدرة في التأثيرعلي وعي الجماهير قائلًا الأمم المُتقدمة تسوق صورتها للعالم من خلال الفن و الرسالة الاعلامية الصادقة“. [59]                                              

وكان للرئيس السيسي وجهة نظرفي بعض الأفلام السينمائية خاصة التي تعرض العشوائيات بصورة سلبية وتصدر نمط ثابت عن الانفلات الخلاقي وتدهورالمعيشة في كافة الأفلام، وهذا ينعكس سلبا علي صورة الحقيقة لمصر، فهو يري أن ليست العشوائيات كما تصورها الأفلام بهذه البشاعة.[60] فبناءً علي هذه الرؤي كان بعض المخرجين يروا عودة تدخل السلطة في الفن وإعادة توظيف دور الرقابة في إحكام قبضتها علي الأفلام السينمائية وبالإضافة إلي  إعتبار شاشة العرض هي السبب الرئيسي في تفشي  العنف والانفلات الأخلاقي ولكن  في الواقع أن الدولة هي السبب في انتشار الفساد وهذا من شأنه يؤدي إلي تردي أوضاع العشوائيات، وأن ما يقدم في السينما هو جزء ضئيل عما يحدث في العشوائيات وهو ما يجب أن تنتبه إليه الدولة. علاوة علي ذلك البعض الأخر يري أن  تأثير الفيلم السنيمائى قوى بالنسبة للشعب المصرى، ولذلك يجب على المخرجين القائمين على صناعة تلك الأفلام مراعاة البعد الإنساني في الأفلام.

والجدير بالذكرإن في فترة الرئيس السيسي تعددت الأراء حول دورالدولة في الفن خاصة السينما،  فالبعض كان يري إن السينما بعد 30 يونية كانت أكثر قدرة علي توظيف السياسي المباشر، ومن أبرز  الأفلام المشخصاتي 2، والجزيرة 2، وسري للغاية، والبعض الأخر أن نظام الرئيس السيسي يستخدم السينما لترويج لأفكاره من خلال إحكام القبضة الرقابية والأمنية علي السينما وهذا عن طريق رجال الاعمال الذين أنشاءوا شركات إنتاجية بدأت في صناعة الأفلام تروج للنظام السياسي وأهدافة من أجل تحقيق غايات شخصية.

     ختامًا للمبحث نصل إلي أن السينما فن حديث مرتبط بظهور الكاميرا والتطورالتقني. وأن علاقة السينما بالسياسة فهي علاقة تبادلية وشائكة، خاصة أن قدرة السينما بشكل خاص علي صناعة الوعي الجمعي و التأثيرعلي الجماهير. تتأثر السينما بما يحدث داخل الدولة، فعندما تنهار الأنظمة الحاكمة تنهار السينما وتأتي قيادة تختلف عن القيادة سابقة في تأثيرها علي السينما، ولكن نجد أن الأنظمة التي مرت علي مصر تشترك في عنصر التأثير من خلال عرض أفلام تسئ للحقبة السابقة.

بعد اندلاع ثورتي 25 يناير و30 يونيه انهارت صناعة السينما المصرية خاصة مع صعود الأخوان ومحاولتهم التضييق علي الفن و اتهام بعض الفنانين بإذدراء الأديان.ثم بعد ذلك عودة الجيش مرة أخري للسيطرة علي السلطة حتي الآن. وبالإضافة إلي دور القطاع الخاص  في إنتاج مجموعة من الأفلام بعضها تجاري والأخري يعتمدعلي الأفيهات الجنسية، وكذلك انتشار فكرة الوراثة بين ابناء الفنانين في صناعة السينما. وعلاوة علي ذلك ظهور الرقص الشعبي في أغلب الأفلام مع تدني الحوار وهذا ما نعكس علي سلوكيات الشباب في الفترات الأخيرة.

 

وهذا لا يغني عن تدخل الدولة في بعض الأحيان لمنع بعض الأفلام من العرض إذا كانت تسئ للنظام الحاكم أو تتدخل لتغيير نهاية الفيلم أو إعادة تسميته نظرًا إلي انعكاسه علي بعض من رموز الدولة. أن السينما المصرية فشلت فشلا ذريعًا؛ نتيجة إنتاج الأفلام التجارية بكثرة. وهى ظاهرة سيطرت على المشهد السينمائى منذ نهاية التسعينات وحتى الآن؛ نتيجة غياب الدولة عن تأسيس هيئة للسينما أو دعم السينما المصرية واقتصار إنتاج الأفلام على شركات الإنتاج السينمائي الخاصة الساعية فقط إلي الربح المالى عن طريق تقديم أفلام تجارية وفاشلة بلا أي مضمون هادف يخدم وعي الأفراد في المجتمع.

المبحث الثاني:- مُعالجة السينما للقضايا السياسية

أوضح المنهج التاريخي الاجتماعي الارتباط بين العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في أي مجتمع وبالتالي لا يمكن فصلها عن الواقع السياسي وعن الأشكال الثقافة الروحية،[61] لذلك يعتبر الفن بكل أنواعه وخاصة الفن السينمائالأشكال الثقافية التي تعتبر موضع الدراسة.

ومن هنا يمكن اعتبار الفن السينمائي انعكاسًا لعناصرالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي نفس الوقت تتناول السينما هذه العناصرفي شكل صورمقدمة ومنظمة في صورة الفيلم السينمائي؛ مما يجعل المنتج السينمائي مستودعًا للوعي  بكافة أشكاله.

فإن البعد السياسي للسينما بشكل عام لا يمكن تجاهله؛ ويترتب علي ذلك أن السينما  تلعب دورًا مهمًا في تكوين الوعي السياسي لدي الأفراد، وبالإضافة إلي إنها تؤثرعلي الرأي العام تجاه القضايا المُثاره في المجتمع.

من المُتعارف عليه أن الذهاب للسينما يُعد فعل ترفيهي، وأن المُشاهد دائمًا يبحث عن المتعة في مشاهدته للأفلام، الإ أنه لا يمكن اختزال وظائف الفيلم  فقط في الجانب الترفية؛ فالفيلم السينمائي له عدة وظائف مختلفة منها ما يُخلق المشاعر المختلفة، وهذا ما أطلق عليه “إدارة الحالة المزاجية“، وهو يعتبراستخدام يضاهي لجوء للمخدرات في خطورتها من حيث قدرتها علي تغييرالحالة المزاجية للفرد[62]

بعض من المواقف التي يتخذها المُشاهد تجاه الأشخاص في الفيلم السينمائي:-[63]

      عدم الإعجاب: أي المشاعر السلبية تجاه السمات غير المتعلقة  بالأخلاق مثل السلوك ، الذوق.

     المُعارضة: موقف الضد غالبًا ما يكون تجاه الخصوم الذين يهددون البطل، بالإضافة إلي نظرتهم بإعتبار أفلامهم غير أخلاقية.

     الإسقاط:هي الرغبة في  مُحاكاة الشخصية المحورية للفيلم، وعادة تجمع بين التعاطف و الانحياز، ولكن يشمل نشاطًا إدراكيًا يمتد لبعد إنتهاء المشهد.

الانحياز:هو موقف التأييد،وعادة ما يكون موجهًا للبطل.

إذا كانت الأفلام السينمائية قادرة علي خلق كل هذه المشاعر المختلفة؛ فهذا يعني قدرة ُصناع الأفلام علي التأثير في الوعي السياسي لدي الأفراد، ومن ثم علي السلوك من خلال ما يقدمونه من قضايا؛ وهذا يرجع لأختلاف المشاهديين من حيث ثقافتهم وخبراتهم وأعمارهم. وتتنافس الأفلام في عرض المخاوف الإنسانية التي يمكن أن يتفاعل معها الإنسان بنسب متفاوته. بالإضافة إلي ذلك أن ردود الأفعال تختلف من فرد إلي أخر وكذلك بأختلاف الثقافات. فالفيلم يطرح القصة والأحداث من منظور مؤلفيه بهدف التأثير علي المشاهد؛ بالإضافة إلي أختلاف درجة تأثيره وفقًا لعدة عوامل كثيرة؛ كالثقافة والسن والتعليم،والنوع، وغيرها من العوامل الأخري.

يتناول صُناع الأفلام الآمال والطموحات والمخاوف المتعلقة بكل حقبة مختلفة تمر بها البلاد. ويعبرون عن كافة التجارب السياسية والاجتماعية و الأحداث الواقعية التي تمر البلاد بطريقة سينمائية مثيرة. وفي هذا السياق تُقدم الأفلام  نوعًا ما من النقد وتحمل في طياتها أحكامًا علي الحقبة التي قامت بعرضها في الأفلام بما فيها من أحداث سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية.[64]

فلسينما بشكل عام تقدم رؤي للأمور مختلفة أو تجعلنا ننظرإلي العالم من مختلف المناظير التي بها درجة من الإقناع في اتجاه زواية رؤية مُحددة، أو تمكن الفرد من إدراك الأمور التي لم يكن قد رآها من الأساس. فالأفلام تقدم صورًا لأحداث لا يُتاح لكل الأفراد الإطلاع عليها في الواقع، خاصة إذا كان الأمر متعلق بأحداث تاريخية، لذلك ما تٌقدمه هذه الأفلام يُرسخ في الأذهان ويصدقة الناس بصفة عامة؛ لأن ليس هناك الكثير من الأفراد  تتجه نحو البحث و التأكد من مدي ما يعرضه الفيلم أو حتي للأطلاع علي زاوية أخري من أحداث التي يتناولها الفيلم السينمائي. لذلك تلعب السينما دورًا مهمًا من خلال أدوات التحليل الخاصة بالتاريخ و النظريات الاجتماعية والدراسات النقدية والسياسية المختلفة في عرض الأحداث التي تمر بها البلاد؛ وهذا من شأنه التأثير في وعي الأفراد السياسي.

       سنعرض بإيجاز أهم الأفلام التي تعرضت إليها فترة الدراسة من 2012 إلي 2018 وبالتركيز علي الأفلام التي تناولت القضايا السياسية التي مر بها المجتمع المصري خلال فترة الدراسة.

ونجد أنه تم عرض ما يقٌرب من حوالي 212 فيلمًا سينمائيًا في دورالعرض المختلفة. بالإضافة إلي أختلاف المحتوي الذي يقدمه كل فيلم علي حده

وقد عبرت السينما المصرية عن  الحالات التي كان عليها المجتمع المصري قبل وبعد إندلاع ثورة 25 يناير، واستغرقت في نقد الواقع إلي الحد الذي جعلها تتنبأ بقيام ثورة منذ عامي 2007-2008، وبالفعل هذا ما حدث بقيام ثورة يناير.

في إطار السياق السياسي والاجتماعي للدراسة، فنجد أن السينما قد تناولت مجموعة من الأفلام التي تُحاكي الواقع المصري، بأختلاف الأنظمة التي مرت عليها.ومن أبرز هذه الأفلام:

من أفلام 2012

عدد الأفلام في هذا العام وصلت إلي 31 فيلمًا منهم ما يتعرض لموضوع الدراسة:-

*فيلم بعد الطوفان للمُخرج حازم متولي[65]

في هذه الفترة، كان المجتمع يُمربالحراك الاجتماعي، لذلك أنتج  صُناع  السينما هذا الفيلم بعد أحداث ثورة يناير، بالإضافة إلي قيام صناع الفيلم بتغييرنهايته حتي يتوافق مع تطورات الأحداث السياسية في مصر. خاصة أن هذا الفيلم  بعيدًا تمامًاعن أجواء الحارة الشعبية ولا توجد به راقصة او حتي مطرب شعبي كما اعتادنا. [66]

يتناول هذا الفيلم قصة الفساد السياسي بين مجموعة من الوزراء، من خلال قيام طبيبة نفسية بعمل الدراسات النفسية علي هؤلاء الوزراء من أجل الوصول إلي الأسباب التي دفعتهم إلي الفساد والرشوة، بالإضافة إلي تطرق إلي حياتهم الشخصية لمعرفة الدوافع الذاتية التي جعلتهم يتصرفون كذلك، وصولًا لتوليهم مناصبهم في الحقبة الوزارية  بالبلاد.[67]

يبدأ الفيلم بمشهد الخطاب الأخير للرئيس مبارك، حيث تقوم الباحثة المصرية التي تقدم دورها الفنان “حنان مطاوع” بمتابعته من العاصمة البريطانية لندن؛ فهي تُحضررسالة  دكتوراه في علم النفس، وقبل أن ينفذ صبرها من خلال حلمها بأن تتخلص مصرمن الحكم الديكتاتوري الذي طال لمدة 30 عامًا، ويأتي مشهد إعلان اللواء عمر سليمان عن تنحي الرئيس مبارك عن منصبه، فتقرر العودة إلى مصر بعد سنوات طويلة من الغربة قضتها في لندن، لتعد الجزء النظري من رسالة الدكتوراه عن الشخصيات التي تمارس الإجرام بشكل مُعتاد، من رموز النظام السابق، حيث تختار شخصية الوزير رفيق الطيب، الذي يرمز به المؤلف للفساد الذي كان منتشرا في عهد مبارك.

علاوة علي ذلك قيامها بالبحث عن جذور الوزير المحبوس على ذمة قضايا فساد. تكتشف أن الوزير الفاسد سبق اتهامه في قضية شروع في قتل وهو في سن صغير، ودخل مؤسسة الأحداث، وهناك قام بقتل ضابطا؛ لأنه عذبه وهتك عرضه، وقتل آخرين دون أن يتم اكتشاف أمره، وبعد خروجه من السجن غيّر اسمه، وأخفى كل ما يمكن أن يكشف عن حقيقته، وأصبح ضابطا وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب الوزير، وبعد ذلك يكتشف المشاهد أن الفساد في عصر مبارك كان قد وصل إلى درجة كبيرة من الأنتشار في أرجاء الوطن.

ويقوم أحمد عزمي بتجسيد دورالناشط السياسي وائل غنيم بشكل مباشر. ويتجلي في أحد المشاهد بمقابلته الباحثة“حنان مطاوع“أثناء عملها وشاركها في البحث عن الوزراء الفاسدون، بالإضافة إلي استعانتهم بمشاهد من المظاهرات التي قامت بالفعل في ميدان التحرير، لذلك أضافت هذه الأحداث مصداقية موضوعية للفيلم .

     وفي نهاية الفيلم تم  اختيار الموت نهاية لصفوت الشريف، في محاولة من الباحثة الاجتماعية  للوصول إلي رفيق الطيب رمز الفساد وعندما يصلوا إليه ويجدوه في السجن  مشنوقا بحبل ومعلقا في وسط الزنزانه، بالإضافة إلي قيام وائل غنيم في  تلك اللحظة  بقول جملة «يا ولاد اللعيبة»،[68] للتأكيد علي أن رفيق الطيب لم يقم باختيار الانتحار حلا  للهروب من الحياة،ولكن هناك من قرر التخلص منه بالقتل قبل أن يبوح بأسرار عن الدولة.

*فيلم حظ سعيد للمخرج طارق عبد المعطي[69]

تدورأحداث الفيلم حول شخصية سعيد ذلك الشاب الذي يعيش حياة سلبية، وما يشغله هوالبحث عن رزقة، بالإضافة إلي سعيه في إتمام زواجه من الفتاه تدعي سماح، ومن خلال تقديمه للحصول علي شقة ضمن المشروعات السكانية التي تقدمها المحافظة، ولكن بعد حصوله علي الموافقة؛ إلا إنه يفاجئ بقيام ثورة يناير، ويتعرف علي مساؤي النظام؛ وهذا ما منعه من حصوله علي الشقة،  ثم تبدأ معاناته في محاولة إنقاذ  شقيقته وفاء التي كانت ضمن صفوف الثوار في ميدان التحرير، إلا إنه يفاجأ بوجوده وسط صفوف المتظاهرين، ثم تتوالي أحداث الفيلم إلي أن ينزل الجيش للشوارع المصرية، وصولًا لمحاكمة مبارك ونظامة السابق، ثم يصل الفيلم إلي أن يتمكن سعيد من الزواج  بسماح، وإنجابه ثلاث أطفال لديهم أفكار مختلفة ما بين الليبرالي والإسلامي والإخواني، وهنا كان يريد المؤلف إلي إظهار الصورة التي  كانت عليها مصر في تلك الفترة من انقسامات  في صفوف المتظاهرين

من أفلام 2013

من الجدير بالذكر أن السينما  كانت في هذا العام  تسير علي  نفس المنوال السنوات السابقة؛ فهي كانت سينما استهلاكية.

*فيلم فبراير الأسود للمخرج محمد أمين[70]

يمكننا القول بأن هذا الفيلم خلاصة لواقع تشبه تفاصيله جزءا من حياتنا فيما كُنا نعيشه في عهد ما قبل الثورة، ولكن مازال مستمرا معنا حتى الآن، ولعل ما قام به المخرج محمد أمين مختلف عن الأخرين فهو لم يختزل القهر الذى عايشه الشعب قبل الثورة في الاضطهاد من الشرطة والتعذيب الذى كان يمارسه جهاز أمن الدولة عليهم.[71]

فإن مسألة “ضيق الرزق” التي كانت تجعل الكثير من الشباب  يبحثون عن أى فرصة للهجرة إلى الخارج لكن معالجة القضية هذه المرة في “فبرايرالأسود” تختلف عما قُدم في أى عمل من قبل، فخروج الوطن من القلب هذه المرة سببها يرجع إلي اضطهاد العلماء والذين لم تعطيهم الدولة فرصتهم الحقيقية؛ مما يجعلهم يقررون خروج حب الوطن من قلبهم أما عن طريق التزاوج مع السلطة السياسية أو الحصانة، فالأولي  يحاول من خلالها خالد صالح تزويج ابنته مرة من قاض وأخرى من ضابط أمن دولة؛ إلا أنه يتخلى عنهم حينما يجد أن مبادئهم تخالف ما تتطلبه حكومة النظام الفاسد، ليجد أن فكرة الحصول على جنسية أجنبية، أو أن يصبح ابنه لاعباً مشهوراً هى التى ستمنح عائلته بأكملها الحصانة والحماية.[72]

وتتوالى الأحداث التى تؤكد أن السير في حمى السلطة  هوالطريق الصحيح، وكأن أحداث الفيلم  تستعرض قصص واقعية من حياتنا، لتنتهى بمشهد مرتبك وهو النداء بإسقاط النظام والوصول للمرحلة الانتقالية، في مشهد بسيط تم تجسيده في زفاف ابنته الذى رصد خلاله الوضع السياسي المرتبك الذى نعيشه حالياً في نظرة واحدة من عينين ابنته.

     وتتجلي صور الشخصيات؛ فمثلاً ألفت إمام قدمت عدة شخصيات في شخصية واحدة كالحكيمة التى ترتدى “الخيمار” للمشاركة في مؤامرة ما، والأم التى تريد أن تزاوج ابنتها بالنظام لتتحدى ظروف صغر سن ابنتها حتى أنها تحقنها بالسليكون لتظهر أنوثتها. أيضًا طارق عبد العزيز، العالم الذى يجسد دور شقيق خالد صالح، ورانيا شاهين التى قدمت دور زوجته، نجحا في خطف ولفت الأنظار إليهم، ولعل “فبراير الأسود”العمل السينمائي الذي جسد ما يحدث خلف أسوار السلطة.

*فيلم تتح للمخرج سامح عبد العزيز [73]

تدورأحداث الفيلم في شكل كوميدي ساخر متمثل في شخصية محمد سعد“تتح”الذي يتأثر بما يحدث حوله من أحداث جارية، وهوشاب فقير يعمل بائع صُحف في أحد المناطق الشعبية، وله ابن أخت يعيش معه، ويقوم الأخير بتعليمه كيفية التعامل مع الكمبيوتر،وتصفح مواقع الإنترنت للتواصل مع الأخرين، بالإضافة إلي أن حوار الفيلم  يعتبرانعكاسا حقيقًا لما يحدث  في حياتنا سواءعلي المستوي  السياسي أوالحياة اليومية لما بها من مشكلات.

يحاول الفيلم السخرية من الإنفلات الأمني، وما يتعرض له بعض الشباب الثوري. حيث نجد ظهور شاب ثوري يرتدي  نظارة و الشال ويتحدث إلي محمد سعد ” تتح” ببعض الجُمل السياسية  فيقوم بإظهار رد فعل  يحول من حديث الأول  إلي سخرية، ثم نجده يتمادي في ذلك عندما يقول  له الشاب ” أشوفك(أراك) في الميدان. فيرد تتح “في جحيم الله“.

وظهرفي الفيلم مشاهد يردد فيها الممثلون عبارات جاءت في خطابات القادة السياسين وكانت محل سخرية من الإعلام المحلي؛ خاصة المشهد الذي جمع بين محمد سعد  وسمير غانم وقال فيه الأخير “القصاص”وهي الكلمة التي قالها مرشد الأخوان إلي الرئيس مرسي أثناء خطابه  قبل توليه منصبه رئيسًا للبلاد، وانتشر هذا المقطع في الكثير من المواقع التواصل الاجتماعي ولقي روجًا كبيرًا من قبل الجمهور.

من أفلام 2014

انتجت صناعة السينما خلال العام 2014 أربعة وثلاثين فيلماً،وأغلبهم تم عرضه بالفعل في  دورالعرض المصرية على امتداد مواسم السنة، ومنها القليل تم تأجيل عرضه تجاريًا حتى مطلع العام  2015.وشهد هذا العام عودة لكثير من المخرجين منهم  محمد خان، والمخرج داوود عبد السيد، من خلال إصدار مجموعة من الأفلام المتميزة في دور العرض، كما شهد أيضًا منع بعض الأفلام منها  فيلم حلاوة روح بقرار من رئيس الوزراء إبراهيم محلب، فيلم نوح.[74]                                                          

*فيلم الجزيرة 2 للمخرج شريف عرفة[75]

ربما لم يحدث من قبل أن يتحدث أحد عن الانتماء السياسي لفنان أومخرج، فهذه مقدمة عند الحديث عن الفيلم الجزيرة. أن أبطال الفيلم خالد الصاوي، خالد صالح، أروى جودة وأحمد مالك يمكن نسبهم بمنتهى السهولة إلى ثورة 25 يناير؛ نظرا لأنهم كانوا من أول المنضمين في صفوف المتظاهرين في ميدان التحرير.[76]

والجدير بالذكرأيضًا أن الفنانة التونسية هند صبري هي الأخرى وقفت بجانب ثورتها في تونس وتعاطفت بشدة مع الثورة المصرية، وقبل كل ذلك لا يمكن إغفال دور مؤلف الفيلم محمد دياب الذي عرف الناس شكله من كثرة ظهوره  في الميدان أثناء الثورة.[77]

يقوم الفيلم حول مجموعة قضايا جدلية، حيث  يبدأ  الفيلم باقتحام السجون من قبل مجهولون والذي ينتج عن ذلك هروب “منصور الحفني“، بإسقاط هذا المشهد علي أحداث ثورة يناير،  فهناك روايتين الأولي أن الداخلية هي من ساعدت على فتح السجون وهو الرواية الثورية، ورواية الأخرى هي  أن السجون تم اقتحامها من قبل عناصر من حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” الذراع العسكري لجماعة الإخوان في فلسطين،في الحالتين منصور خارج الأسوار عائدا للبحث عما ضاع منه في الجزيرة.

 

أما”رشدي وهدان” الضابط الذي يأمر جنوده بإطلاق النيران على الأرجل ثم  يغيرمن رأيه عندما يجد أن الهجوم على المديرية أصبح عنيف فيأمرهم“بالضرب في المليان”وهو ما يقابله في الحقيقة وجهتان نظر، الأولي تدورحول طبيعة المهاجمين للأقسام الأمن وقت الثورة فبعد أن كانوا مجرد مواطنون عاديين وقت الأحداث، أصبحت الرواية الآن أنهم كانوا من جماعة الإخوان المسلمين، وفي جميع الحالات تمت محاكمة رشدي على قتل الثوار ثم تمت تبرئته.

 

الجدير بالذكر إن تاريخ “رشدي“معروفًا من البداية إنه ليس بالضابط الشريف. حيث كان الطيب الوحيد في الفيلم هو “محمود عبد المغني” الوحيد الذي كان يبحث عن تطبيق القانون والعدالة، وغيابه عن الجزء الثاني أمر يستحق التفكير فيما يحدث بعد غياب العدالة.  كانت الجزيرة بلا رئيس تتخبط بين الطامعين فيها حتى وإن كانوا من المقربين، خاصة بعد أن تغيرت مقاليد القوة في الفيلم، أصبحت هند صبري هي الكبيرة، لتواجه بمفردها عدة مشاكل منها حالة الركود في تجارة المخدرات، وحماية الجزيرة من “الرحاوحماية منصبها من الضياع بسبب عودة منصورالحفني
    فالرحالة هم:جماعة تقوم بالمبايعات والتجارة المشبوهة وحمل السلاح، ومزيج من الأفكار الدينية المتطرفة الخاصة بالجماعات الجهادية والأفكارالإجرامية الخاصة بعصابات تهريب السلاح والسيارات عبر (الأنفاق) بالإضافة إلى لهجة قد تبدو باللغة البدو،و كل هذا لخلق كيان جديد على أحداث الفيلم، بغرض إضافة تحالفات جديدة، مع عدم إغفال ذكر أن الرحالة كان بينهم وبين  الضابط رشدي تعاون سابق لم يتم ذكره في الجزء الأول من الفيلم.[78]

    العلاج بالصدمة:”ثوارأحرارهنكمل المشوار كان يرددها “الهارب من حكم الإعدام “منصور”ومعه مجموعة من الرجال ممثلا ضغطا على الضابط “رشدي” الذي لم يجد حل للهروب من ضغط منصور وكبير الرحالة عليه اللجوء إلى تسليم نفسه إلى الشرطة، فما كان من مدير الأمن سوى أن يقول“انزل اتفاهم معاهم وبعدين سلم نفسك” ليفرح منصور ورجاله ويخرجون من المديرية حاملين الأسلحة مطلقين الأعيرة النارية

مرددين “سلمية..سلمية” وهو ما أعتبره البعض سخرية من سلمية الثورة يناير.[79]

ثم يتجلي مشهد الضابط رشدي يزيل اللافتة الشهيرة”الشرطة في خدمة الشعب” ليقولها صريحة الشرطة مش خدامين حد. فبعد أن يرفض “علي” منصب الكبير مع ملاحظة أنهي حاول الظهور  طوال الفيلم في دور الشخص العاطفي، ليترقب أهل الجزيرة قراره بشأن قبوله لمنصب الكبير الجزيرة أم لا في قلق واضح، فتقوم زوجة أبيه الجديدة بمسح دموعه وبمساعدة “جمعة” ورجال منصور يلتف الجميع حول “علي” قائلين أنه الكبير، لتقول كريمة متأسفة “كبيرنا بقى عيل..الله يرحمك يا منصور ويرحمنا من بعدك          

فتدور المشاهد حول أن النظام السابق لفق العديد من القضايا لمنصور؛ لأنه معارض، كتبها “محمد دياب” على لسان منصور، وعندما ترى أحمد السقا يقولها لا تشعر أنه يسخر ولا تشعر أنه صادق، هو يردد ما يعرف أنه بكثرة ترديده سيصبح حقيقة، حتى أن الضابط رشدي لا يتوقف كثيرا أمام ذلك فهو الأخر سيردد قصة تخصه ومع كثر ترديدها ستتحول إلى حقيقة، تذكر أن منصور عرض عليه أن يحصل على العفو الرئاسي في حالة تعاونه مع المجاهديين . ويتجلي في الفيلم الاسقاطات المختلفة  التي تجعلنا نبحث جميعا عن الرموز الدولة  ونفسرها كما نشاء، لكن  نجد أن عائلة دياب نجحت في تحويل الكثير  من المفارقات التي حدثت لنا مؤخرا إلى فيلم سينمائي، يتضح في أن دياب كان مغامر بما فيه الكفاية ليفسر رفض الناس لتواجد الرحالة “الاخوان”بينهم حين وضع على لسان “جمعة“أهم جمل الفيلم على الإطلاق “المطاريد كانوا عايزين يدوبوا وسط الناس الرحالة عايزين الناس تدوب وسطيهم“. [80]

     النهاية البديلة: قدم  الفيلم نهاية لا تليق بكل هذا المجهود الواضح في كاتبة الفيلم، لكن نجد أن الواقع قد حدث فيه ما هو أكثر من هذا بكثير، نجحت عائلة “دياب” في عدة مواضع أن تأكد علي أن ربط بين الفيلم وبين رموز أو تنظيمات على أرض الواقع، فالضابط  كان يسهل عمليات المخدرات والسلاح بالتالي هو ليس رمز الداخلية النظيف الذي يبحث عنه الثوار، كما أنه فقد عائلته في حادث إرهابي، والرحالة يتاجرون بأي شيء وكل شيء، وكريمة كانت أضعف من أن تدير الأمور بمفردها غير أنها تُحب المجرم منصور الحفني، وشعب الجزيرة ليس له موقف واحد ثوري مغاير لاتجاه الأحداث، شعب الجزيرة يسير مع التيار الواقعي دائمًا،لا يقول “لا” أبدا، أما الابن العاطفي فقد قبل منصب الكبير في النهاية الفيلم.

 

من أفلام 2015

حظيت السينما العربية في 2015 بانتعاشة فنيّة مميزة، فمجموعة الأفلام الجيدة التي شاهدناها في 2015. تعد مؤشر جيدًا علي عودة السينما التي يرجوها الجمهور.

*فيلم نوارة للمخرجة هالة خليل[81]

بدأ عرض فيلم نوارة (2015) في وقت يشهد شيطنة ثورة 25يناير، واتهام مؤيدي الثورة بالتضليل وانعدام المسؤولية، بالإضافة إلي اتهام “الفن الثوري” في الأوساط الفنية المصرية بالاستغلال والسطحية. حاولت مخرجة الفيلم استخدام الحبكة الفنية من أجل تخفيف الطابع السياسي وركزت علي الشخصيات بدلًا من التناول الثوري المباشر الذي يركز في كافة الأفلام علي بؤس الفقراء من قامت الثورة من أجلهم و كذلك النزعة النسوية ودور النساء في القيادة وتجلي ذلك في أحدي المشاهد و التعليقات الطبقية.[82]

تدورأحداث الفيلم حول سيدة تعمل خادمة في منزل أسرة ثرية بإحدي الضواحي العاصمة فهي فتاة شديدة التفاؤل لا تشعر بإحباط رغم ظروفها القاسية ؛فهي تعيش في حي فقيرمع جدتها و تزوجت من رجل نوبي من نفس الحي الذي يعاني من فقدان العمل وعدم قدرته علي إلحاق والده بالمستشفي الحكومي وبالإضافة إلي عدم تزوجهما بسبب عدم امتلاك شقة.وتأتي ثورة 25 يناير علي إجبار الاسرة الثرية بالهروب إلي لندن، تاركين المنزل في رعاية نوارة”منه شلبي”، وتعتبر هذه البداية التي يتولد منها الفيلم من حيث الحبكة الفنية في المعاني والرموز والخيال.

تأتي الرموز في التأثير علي المشاهد:-

      *عنصر المياه: فهي وجدتها يستخدمان دورة مياه مشتركة، وتملئ وعاءين بالماء يوميًا من صنبور عمومي بعيد لأن المياه مقطوعة عن المنزل بسبب الفساد. أن الماء كان رمزًا للحد الأدني من الحياة بالنسبة لنوارة فهوأبسط احتياجات البشر.كان رمزًا للفقر المدقع وفي نفس الوقت أحد أشكال الرفاهية القصوي. ففي الوقت الذي يبدأ الفيلم لبأن نوارة تحمل وعائين للمياة من مسافة طويلة لكل ندرك أن المنطقة العشوائية التي تقيم فيها لا يصلها المياة؛يرجع ذلك إلي أنه لا توجد مواسير مياه وموظفين المجلس المحلي يساومون السكان علي تركيبها بحجة”أن كل حاجة غليت بعد الثورة”في الجانب الأخر في أحد المناطق الراقية تتدفق المياة  بسخاء في أحد حمامات السباحة.[83]

وكانت المخرجة تحرص علي إظهار المياة كأحد عناصر الصورة دون افتعال ليصبح العنصر أكثر انعكاس لكثير من الدلالات الاجتماعية والسياسية والإنسانية في المجتمع.

بل لا يخلو الفيلم من  الإشارات السياسية المباشرة من توظيف لعنصر الماء، فالوزير السابق يحرص على أن يظل شعره أسود بالصبغة وهي رمز الطبقة الحاكمة وقت مبارك الذي كان يحرص هو وأعوانه على أن يبدو شبابًا بشعر أسود طوال الحكم 30 عامًا، ولكن بعد  25يناير تبدو الصبغة من وجهة نظر الفيلم مختلفة وهي نزول المياه علي هذا النظام فنراه شيبًا

    *الكاميرا: فهي ترصد تنقل نوارة بين وسائل المواصلات وكذلك معاناتها للوصول إلي عملها في أحد المناطق الراقية فهي تعمل لدي أحد أعضاء البرلمان في نظام مبارك“محمود حميده”وزوجته سيدة مجتمع “شيرين رضا”، ولا تخفي عن الكاميرا الاحتجاجات ورسوم الجرافتي المرتبطة بالثوار والنشرات الإخبارية التي تتحدث عن ثورة حسني مبارك.[84]

    *حمام السباحة: استخدم محمود حميدة لحمام السباحة دومًا في منزلة؛كأداه علي الاستدامة في المنزل.[85]

تظهر المفارقة في الفيلم بين الطبقات من حيث تكدس الحي الذي تعيش فيه نوارة وبين الكومباوند الذي يضم ملاعب الجولف وكلاب أليفة. لكن قدمت المخرجة مشهدًا في غاية التأثير تعبر به عن الطبقة الوسطي، حيث البطلة في طريقها إلي العمل والمظاهرات توقف من حركة الطريق، فتقوم نوارةبالنزول من الميكروباص وتطلب من المتظاهرين إفساح الطريق لتذهب إلي عملها، فتجد بأحدي السيدات تقول لها “إحنا بنعمل ده عشانك”ويتجلي في هذا الموقف مدي انفصال متظاهري الطبقة الوسطي عن المعاناة الاقتصادية التي تعيشها الطبقة الفقيرة التي حدثت أثناء الثورة وبعدها.

وعلاوة علي ذلك اختيارالممثل النوبي من أجل إلقاء الضوء علي معاناة الجانب النوبي و إزدواجية المعايير التي تواجههم في المجتمع المصري.فيقوم“علي” بتقديم رشوة إلي الممرضة في أحدي المستشفيات الحكومة للحصول علي سرير من أجل والده حتي لا ينام علي الأرض مثل الباقية، لكن الممرضة رفضت وأعطت السرير لشخص أخر.

     *كلب بوتشي: الكلب الخاص بخديجة ابنه “محمود حميده”والذي نراه في بداية الفيلم يهاجم نوارة ولكن مع تطور احداث الفيلم أصبحا صديقان حتي أن المشاهد كاد أن يرتبط به ويحزنه مقتله في الفيلم علي يد أخو
“محمود حميده” الذي جاء يبحث عنه اخيه بعد هربه إلي لندن بسبب اتهامه بالفساد.[86]

تتضح الدلالة الاجتماعية من الكلب أن نوارة في البداية كانت تخاف منه وهو يرفضها، وفي نفس الوقت كان حارس مثل باقية الكلاب الموجودة،وفيما بعد أصبح الكلب قريب من نوارة وهنا تظهر العلامة الفارقة في الدلالة الاجتماعية  من حيث النظرة الطبقية، وتتأكد هذه الدلالة عندما تتوقف نوارة عن الخوف منه وتقدم له طعام الفاخر، هنا تتجلي الفارق الطبقي في قلة الطعام لدي الفقراء بعد الثورة.

أما الدلالة السياسية للكلب عندما دافع عن نوارة لحظة استجواب أخو أسامة لها بعنف شديد. كما أن العباءة التي يرتديها فوق البدلة ماهي الإ دليل علي محاولة لاستعطاف الشعب من أجل دخول مجلس الشعب.فإن الكلب“الطبقة الفقيرة”في هذه اللحظة تحاول دافع عن غيرها من طبقات الدنيا ضد الظلم لا تجد سوي القتل كرد فعل من الطبقة الثرية  التي طالما أمنتها.(هذا ينعكس علي الكثير من أتباع النظام مبارك الذين تعرضوا إلي حملات تشوية أو دخول السجون عقب الثورة).

يظهرالواذع الديني المعروف لدي الطبقات الشعبية المصرية  في الفيلم من خلال نظر نوارة إلي أحد الجوامع التي تطل علي الحواري الضيقة ونددها تدعوا بسفر جدتها للحج وتسأل عن سبب ما يحدث لها من نكبات.

وفي أحد المشاهد التي تحمل الكثير من المفارقات وهي في أحد عربات الشرطة بتهمة سرقة أموال عائلة الوزير. وهنا يتضح مدي تحول الشعب إلي متهم، والسارق هو البرئ.

     *وسائل الأعلام: كثرت النشرات والبرامج الحوارية خاصة في مشاهد الأتوبيس الخاص بنقل الخدم وتردد الأذاعات جملة“مصر بلد غينة بس منهوبة”، فهذا ما يدركه الجميع في عهد مبارك.[87]

      ينتهي الفيلم بأحد الأشكاليات وهي من يحظي بالسعادة، فنجد لا أحد يحصل علي السعادة لا الفقراء و لا الأثرياء في الواقع الدولة هي الجهة الوحيدة التي تتمتع بالسعادة.وأن تحقيق العدالة الاجتماعية بكافة مستوياتها نحتاج إلي فترات طويلة من أجل تحقيقها.يعد هذا الفيلم انحيازًا للناس استجابة لمطالبهم ومشاعرهم وأفكارهم عن ثورة يناير.بالإضافة إلي التناقض الواضح بين الطبقات المجتمع المصري.ويزال الفيلم يطرح سؤالًا ماذا فعلت الثورات بالبسطاء من الشعب هل هي كانت في صالحهم أم لا؟

من أفلام 2016

للمرة الأولى يطبق التصنيف العمري، بدلًا من حذف المشاهد على الأفلام من قبل الرقابة المصرية في عام 2016، وذلك رغم صدور هذا القرار العام الماضي. قبل 2016، كان يتم حذف المشاهد السينمائية التي لا تتجاوز الرقابة، لكن وزير الثقافة (السابق) جابر عصفور، وبعد مشاورات مع السينمائيين، قرر تطبيق نظام التصنيف العمري. ولعلّ الظاهرة الأهم سينمائيًا في 2016 هي إمكانية إنتاج فيلم كامل، وعرضه عبر شاشة الـ”يوتيوب” فقط، اعتمادًا على إيرادات المشاهدين من شبكة الإنترنت، والمثال على ذلك هو فيلم “تيتانيك“النسخة العربية.[88]

*فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب[89]

تدورأحداث فيلم اشتباك بالكامل في مساحة لا تزيدعن ثمانية أمتار، المتمثلة في عربة الترحيلات والتي وجب أن يتواجد فيها حوالي ثمانية وعشرين ممثلاً طوال الفيلم. فإن عربة الترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين منهم المؤيد ومنهم المعارض.تحمل العربة الكثيرمن لحظات المختلفة الجنون،العنف، الرومانسية وكذلك الكوميدية.[90]

وإذا ركزنا علي الأسقاطات فوجدنا أن عربة الترحيلات تشير إلي الشعب المصري ومن خارجها يمثلون العوامل الخارجية أي الأشخاص الذين يتحكمون في مصير الشعب، الذي يعاني من القهر والظلم. فإن أغلب الأشخاص المتواجدون داخل العربة هم من الأخوان المسلمين، فنجد أن الفيلم أظهر براعة الأخوان فسرعة التنظيم وطلبهم من الصحفي الأمريكي الابتعاد عن مجموعتهم لكي ينظموا انفسهم قبل أن يعرفوا أن هذا الصحفي أيضًا إخواني ولكن مع توالي الأحداث تعرض هذا الصحفي إلي القبض وبالتالي لا يستطيع العالم معرفة ما يدور في مصر من أحداث.

بدأ الاخوان يقسموا أنفسهم عن طريق الشارة التي يضعونها بذارعهم فمن يضع الشارة الحمراء هم أعضاء ومن يضعوا الشارة الصفراء هم المتعاطفون.

تظهر في العربة مجموعة من المفارقات منها عندما قام رجل إخواني بالغناء أحد الأغاني الجهادية الخاصة بالتنظيم، ثم بعد ذلك قام بالغناء لنانسي عجرم لينشر البهجة في المكان ويعلق بعضهم أنه مطرب الميدان، لكي يأكدوا علي تواجد الأخوان، أما الثلث الشعب داخل العربة لم يكونوا من الاخوان، فمنهم المتعاطفون مع الاخوان مثل الرجل السلفي وابنته التي تناديه أبي، فيبدأ هذا الرجل بالحديث عن المظالم التي يتعرض لها السلفيين وظهر ذلك في مشهد عندما قال السلفي من أحد عربات الترحيلات ” إحنا متعودين علي السجون”، ردًا علي جملة والد مالك ” شد حيلك“.[91]

أما الشباب فتظهرابنه السلفي التي تمثل الجيل الجديد من السلفيين التي لا نعرف سبب اشتراكها في المظاهرات، فيدور حوار بينها وبين الطفل: فيقول الطفل أنهم كانوا يلعبون في المدرسة عسكر وحرامي واخوان“يتجلي تقسيم مصر وإن من يمسكون به من الاخوان يتم ضربة، فكان رد طفلة “إحنا لو مسكنا عسكري بندبحه”،ثم تقوم هذه الفتاه بخلع دبابيس حجابها من أجل قطب جرح أحد المقبوض عليهم، فهنا يتجلي لنا حقيقة السلفيين. [92]

فيأتي دور السايس الشخص الذي يتظاهر بأنه بلطجي حتي يهابه الناس فهو يخاف ضعفه فيعتدي عليه أحد، فهو نزل الميدان من أجل كلبه الذي مات ولكن لا نعرف كيف مات. أما عن الشاب المتعاطي وصديقه الذي ينتهزالفرصة ليعلن عن عمله“كدي جي” ومثل الآخرين لا نعرف سبب نزولهم للمشاركة في الثورة وفي النهاية يختلف الصديقان ويرمز المؤلف إلي خلافهم بأنهم رمز علي الخلافات التي يشعله المصريين فيما بينهم علي أي شئ علي عكس التنظيم الاخواني المنظم.

     أما الشخصيات الخارجية، فنجد رجال الأمن الذين بدأوا بمنتهي العنف أثناء عملية الاعتقال ولكن بعد مرور الأحداث يتحولون إلي أشخاص مصابين داخل العربة ومنهم من يسير متكأ علي غيره في مشهد انكساري لوزارة الداخلية المصرية.

وتظهر السيارة المجهولة التي قامت بإطلاق الرصاص علي رجال الأمن، ثم بعد ذلك نجد ان الشاب المعتقل تابع للجماعة يهتف داخل السيارة“القصاص بالرصاص”.وهنا يتضح لنا عنف الجماعة تجاه رجال الأمن ردًا علي عنفهم تجاهم طوال مدة حكم جمال عبد الناصر وحسني مبارك.

وتستمر الأحداث في الخارج بين رجال الأمن والمتظاهرين، وتفقد الفتاه السلفية أباها الذي أصر علي تهريبها.وفجأه تحولت العربة إلي غرفة مجهولة المصير، وتظهر شخصية مالك وهو عضو بالجماعة وأراد إنقاذ من بداخل، ونجد اختفاء سائق العربة ولكن لا نعرف كيف. وكان هناك انقسامات داخل العربة ولكن استجاب سائق بالذهاب إلي مظاهرات الاخوان ولكن اعتراضتهم مظاهرة“تسلم الايادي”التي تدل علي انقسام الشعب فالبعض يؤيد الجيش  والبعض يرفضه.

وعلي الرغم من ظلم جهاز الشرطة الذي أظهره الفيلم الإ انه أظهر جانب الأخر لهم عندما طالب أحد الشخصيات بالعربة من العسكري بفتح باب العربة لأن الفتاه السلفية تريد التبول، فتعاطف العسكري معها وتحرك الجانب الإنساني لديه وكان من السهل علي الجماعة أن تستقطبه ولكن قاموا باعطاء جاكت له لكي يخفي هويته كعسكري حرصا عليه حتي بعد أن علموا أنه مسيحي.وعلاوة علي ذلك تحولت المشاهد وكأنها ثورة ضد نظام جمال عبد الناصروليس نظام مبارك.

يأتي الفيلم مستخدمًا لبعض الرموز فيقوم طفل برسم رمزي علي جدار العربة وهي عبارة عن مربعات داخلها رموز لا يعرفها أحد وتأتي الفتاه السلفية وتستكملها والمقصود منها الجيل الجديد من الجماعة الأكثر تفهما. وإن مع سقوط الكاميرا من الصحفي بعد وفاة؛ هذا دليل علي ضياع الحقيقة التي لا يعرفها سواه.

    ينتهي الفيلم بإنه مجرد فيلم دعائي فهو خالي من أي اشتباك فهو يشبه ما ابتدعه روسيا أثناء الثورة البلفيشية عن فكرة الثورة. فإن الفيلم يدور حول انها ثورة ولكن إخوانية التي تري أن الاخوان هم من قاموا بها وشاركهم بعض الاشخاص غير مسيسين ولا يملكون أي رؤية سياسية أو حتي وجهة نظر عما يحدث. يحاول الفيلم الوصول إلي الحالة من احتواء الخلافات بين الجميع التي كانت سائدة وينتهي بمشهد شاب يقول” دول هيقتلونا ودول هيقتلونا“، ولكن لا أحد إلي طائفة ينتمي هذا الشاب وينتهي الفيلم بعد الوصول إلي بر الأمان بسبب المواجهات التي قامت من قبل مظاهرات مؤيدة للجيش التي تمثل النظام الحالي والشعب والتي لم تمنحهم فرصة إلي الوصول للنهاية.

من أفلام2017

يعتبر هذا العام من أفضل الأعوام علي الصعيد الفني؛ لأنه شهد تحسنًا في الأعمال الفنية، كما نجح في مُعالجة بعض الإخفاقات التي مرت علي السينما في الأعوام السابقة.[93]

*فيلم مولانا للمخرج إبراهيم عيسي[94]

يتناول الفيلم حياة إمام جامع تحول لداعية مشهور، ويركز الفيلم على علاقة أهل الدين بالسلطة الحاكمة. وهذا الأمر شائك ولكنه جديد على شاشة السينما. وكانت فكرة تناول الشيوخ فى الدراما السينمائية كانت فى العصر الماضى من المحظورات، ولكن مؤخرًا دخل عنصر الدين والسياسة في السينما بشكل واضح.

أوضح الفيلم علاقة الدين بالسلطة وكيفية استخدام علماء الدين لتحقيق مصالح الدولة وأجبارهم على عدم تخطى الخطوط الحمراء. فتدورأحداثه حول الشيخ حاتم الذي يترقى بالصدفة؛ ليصبح شيخًا تلفزيونيًا ينتظره الناس ويطلبون منه الفتوى، والذي يُرزق بطفل بعد طول انتظار أيضًا وكل هذا نراه يأتينا بشكل متسارع وكأنها لمحة عن حياة الشخصية، ثم تتطور أحداث الفيلم لنرى رحلة الشيخ حاتم التي يقحم نفسه فيها تارة، ويجد نفسه مقحمًا بالإجبار تارة أخرى.

فبالرغم من أن زمن الفيلم غير معلن، إلا أننا نستطيع أن نستشف أن زمن الفيلم هو أواخر سنوات الرئيس المعزول محمد حسني مبارك،  وهو ما يظهرجليًا من اسم «جلال» نجل الرئيس في الفيلم، ومن هيئته المشابهة لجمال مبارك أيضًا، وفي تقارب واضح مع حكاية ذهاب علاء مبارك إلىعمرو خالد. إذن الفيلم يغير من توقعنا هذا بالرغم من بعض التشابه في الشهرة بين“هل عمرو خالد هو حاتم”؟. وما سبق ذكره، الا أن شخصية حاتم هي محور الفيلم.[95]

حاتم هو شيخ أزهري لديه رأيه المعادي للسلطة ولاستخدامها للدين في السياسة، وهذا يظهر من خلال خطبته الأولى عن «أبي ذر الغفاري»،[96]ولكنه عندما يذهب إلى التليفزيون يعرف أنه لأبد من إرضاء القائمين علي البرنامج بما فيه الجمهور، فنجده يخفي كثيرًا من أفكاره عندما يظهر للعامة ويراوغ في إجاباته حرصًا على مصدر رزقه. نفترض أن حاتم هو شخص مراوغ براجماتي يسعى وراء كسب المال وتأمين مستقبل أسرته بشتى الطرق حتى إذا كانت هذه الطرق فيها نوعًا من المراوغة.

فقط من أجل دمج أكبر عدد ممكن من الآراء السياسية الشعبوية على لسان البطل الفيلم، والتي تحمل العديد منها نفس آراء الكاتب.يناقش الفيلم  لقضايا عديدة شائكة كقضايا الفتنة الطائفية، والحديث عن بعض قصص التراث وحقوق المرأة في الإسلام ومنهج المعتزلة وأسباب الإرهاب والتطرف وعلاقة المؤسسات الرسمية برجال الدين، لكنه كُل هذه القضايا لم ينجح في توظيفها؛ لأن المخرج يضحي بالسيناريو والشخصيات الفرعية ويهملها في سبيل إظهار آراء المؤلف، الذي يبدو أن البطل يحمل كثيرًا من صفاته حتى وإن ارتدى عباءة أزهرية، فهو منخرط في صناعة الإعلام ويجيد فهمها جيدا، ويعرف ما يدور خلف الكواليس، فهو يكتفي بالرد على الأسئلة الموجهة إليه بشكل سفسطائي شعبوي قد يقنع الجماهير بآراء صحيحة جوهريًا، لكنها تصاغ بشكل مراوغ غير دقيق من أجل الحفاظ علي قوته من هذه البرامج.[97]

     في النهاية يقع الفيلم ما بين شكل الفيلم السينمائي وما بين البرامج الحوارية، يحتوي على خطب كثيرة تعيبها فجاجتها، أما عن إخراجه فلم تعبر الصورة عن مضمون الفيلم إلا بشكل مباشر للغاية، بالرغم من أن مدير تصويره”أحمد بشاري“قد استخدم الأضواء والظلال ومواقع التصويربشكل جيد للغاية، لكنها تظل صورة خالية في أغلب الأحيان. ولكن يظل الفيلم انعكاس لاراء الكاتب إبراهيم عيسي عن الدين والسلطة.

من أفلام2018

شهدت السينما المصرية خلال عام  2018عرض عدد كبير من الأفلام ما بين الأكشن والكوميدي، وعاد عدد من النجوم إلى المنافسة فيما غاب آخرون. ويعتبر البعض أن هذا العام شهد  القليل من التمرد و الكثير من الإخفاق في تقديم أفلام تدل علي أهمية السينما كأحد أدوات القوة الناعمة. [98]

*فيلم طلق صناعي للمخرج خالد  دياب

يعتبر هذا الفيلم الأجرء علي  مستوي العرض السياسي، بالإضافة إلي احتواه علي بعض المشاهد الكوميدية لتخفيف المحتوي السياسي الذي يحمله.

تدورأحداث الفيلم حول الهجرة الأزواج للخارج من أجل اكساب الأطفال الجنسية، وهذا يتضح من سعي ماجد الكدواني”حسين” وزوجته “حورية فرغلي” وهبه“اللذان ينتظران مولودهما في الحصول علي تأشيرة السفر إلي الولايات المتحده الأمريكية؛ بإعتبار أنها البلد الأقوي في العالم، لكن للمرة ثانية وثالثة ترفض السفارة طالبهما، فيلجأ إلي الخطة البديلة وهي أن تتناول الزوجة حبوب تساعدها علي”الطلق الصناعي” وتُعجل من ولادتها، وبالتالي يولد الطفل في السفارة ويصبح المولود أمريكي الجنسية بإعتبار السفارة أرض أمريكية.

علاوة علي ذلك يقوم حسين باحتجاز رهائن بقوة السلاح حتي يستطيع أن يكسب المزيد من الوقت حتي يعمل الدواء مفعوله، وعلي الجانب الأخرمن الفيلم يظهر أن الجهات الأمنية المصرية بقيادة مدير أمن القاهرة بالتعاون مع السفير الأمريكي الذي حاول أن يسأل عن مدير الأمن عن سبب عدم مجئ وزير الداخلية” ليرد بأن هناك تعديل وزاري،[99] لكن السبب الحقيقي هو أن الأمر يقع في إطار السفارة الأمريكية  ولا يريد التدخل. ثم تتحول الأحداث حول  التعاون بين السفارة ومدير الأمن إلي نوع من الصراع علي قيادة الأزمة وفرض السيطرة والسيادة، فالأمن عادة يلجأ إلي الأساليب العنيفة، في حين تسعي السفارة إلي احتواء الأزمة والتعامل معها بحذر؛ خوفًا علي الرعايا الأمريكين فقط لاغير، وبالإضافة إلي الحفاظ علي هيبة الولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم.

     ويتجلي مشهد النهاية أنه من علي الرغم أن موظفي السفارة قد ذكروا أن الرصاص لم يفرق بين اللي معاه باسبور أزرق و اللي معاه باسبور أخضر،الإ أن الحياه فرقت بين الأخوين حيث ولد أحدهما داخل السفارة وأظهر الأهتمام به مع وجود سيارة اسعاف مجهزة لخدمته، وعلي الجانب الأخر أخية الذي ولد علي أرض مصرية حيث توجد سيارة الاسعاف متهالكه وممرضه لا تقوم برعايته، وفي النهاية الأب سعيد بأن نصف خطته قد نجحت.

*فيلم رحلة يوسف للمخرج اندي إسحاق[100]

تدور أحداث  فيلم”رحلة يوسف” في إطار اجتماعي، واتهم العمل بأنه “يطبّل”للداخلية المصرية، حيث كشف عن دورالأمن في حماية الوطن، وكيف أن هناك العديد من الدول التي ترغب في سرقة الآثار المصرية.

يتناول الفيلم  دور الأمن المصري الوطني في حماية الوطن، وأن أي خطأ صغير قد يتسبب في كارثة لا يحمد عقباها. ويقدم الفيلم رسالة إلي توعية الشباب بأهمية الحفاظ علي تاريخ وأثار البلاد التي تطمع فيها الكثير من الدول، بالإضافة إلي يقدم الفيلم بعض الرسائل المهمة، أولها أن المصريين يمتلكون حس وطني اتجاه بلد، وأن أي إنسان قد يشعر بلحظة ضعف ومن خلال ذلك يرتكب خطأ في حقها ورغم صغره الإ أنه يتسبب في الكثير من المشاكل.

     في نهاية الفيلم  دائمًا يوجد أحداث فاصلة فى تاريخ كل دولة، مهما كانت المواقف منها، وهى مواقف متباينة بالضرورة،ومن هذه الأحداث التي مرت بها مصر كانتا ثورتي 25 يناير و 30 يونيه الشعبية فى تاريخ  المصري الحديث، و نجد دائمًا أن الحدث الفاصل هو ما ينعكس على كل شىء بما فى ذلك الآداب والفنون ومنها السينما،لذلك كانت هناك السينما المصرية قبل وبعد ثورة يناير.

خاتمة الفصل الأول – من خلال ما سبق يمكن استخلاص ملامح الصورة التي قدمتها السينما المصرية من خلال تناول الأحداث في الأفلام السابقة وعلاقة النظام السياسي بالسينما:-

لا ينفصل حال السينما المصرية عن حال المنظومة السياسية المصرية فهي انعكاس للواقع .فالسينما كصناعة تعكس الواقع بكل مافيها فنحن أمام منظومة تعاني من مشكلات وهذا ينعكس علي السينما المصرية فيما تقدمه. ويتضح التأثير في عدة جوانب :-

1-تأثرت السينما  المصرية بالسينما الغربية في تصويرها للطبقة الوسطة و المهمشة .

2-أصبحت السينما ملك لشركات أحتكارية تقوم بإنتاج ما تريده من أفلام لتحقيق غايات معينة.

3-  تخضع السينما لفكرة البطل والمخرج الأوحد ،وهذا كان واضحًا في تجسيد محمد رمضان للبلطجي و المواطن الفقير في المناطق العشوائية.

مما سبق اتضحت صورة السلطة، واتسمت الأفلام المصرية بعرض صور متناقضة عن السلطة فقد أظهرتها في بعض الأحيان كسلطة رشيدة كما جاء في فيلم “رحلة يوسف” وفي أحيان أخلاي كسلطة فاسدة وضعيفة كما جاء في فيلم“فبراير الأسود وفيلم الجزيرة”حيث قدم السلطة علي أنها فاسدة وكل ما تقوم به من إصلاحات ليس سوي شكليات لتجميل قبحها بسبب الضغط الدولي وبالإضافة إلي إن فيلم”تتح“جاء  ليحمل السلطة مسؤلية التراجع و التردي الذي وصلت له البلاد.

تتأثرالسينما بما يحدث داخل الدولة، فعندما تنهار الأنظمة الحاكمة تنهار السينما وتأتي قيادة تختلف عن القيادة سابقة في تأثيرها علي السينما، ولكن نجد أن الأنظمة التي مرت علي مصر تشترك في عنصر التأثير من خلال عرض أفلام تسئ للحقبة السابقة.

مقدمة الفصل الثاني:

يستعرض الفصل الثاني بعنوان“السينما والوعي السياسي”، مجموعة من المحاور المختلفة التي تصل بنا في نهاية لمعرفة مدي تأثيرالسينما علي الوعي السياسي المصري للأفراد. ينقسم  هذا الفصل إلي مبحثين :-

المبحث الأول يتناول أهمية السينما كأحد الأدوات القوة الناعمة، ودورالدولة في توظيف السينما في التأثير علي الشعب وتحقيق غاياتها من خلالها.

المبحث الثاني يتناول انعكاس تأثير السينما من خلال ما يتم عرضه من أفلام سينمائية علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع المصري، ودور ذلك في سلوكيات الأفراد تجاه ما يحدث من قضايا في المجتمع.

المبحث الأول:- أهمية السينما كأحد أدوات القوة الناعمة في تشكيل الوعي السياسي

يهدف المبحث هذا إلي التعرف علي  أهمية السينما كأحد ادوات القوة الناعمة في تشكيل الوعي السياسي  لدي الأفراد  من خلال ما يتم طرحه في الأفلام السينمائية المُختلفة.

ولكن قبل التطرق إلي مضمون المبحث سُنلقي الضوء علي مفهوم الوعي السياسي وعلاقته بالسينما، فالوعي السياسي كما تبنته الدراسة هو”بإنه الأدراك العقلي للتجارب والمتغيرات المحيطة به، وبالتالي يصبح الفرد له القدرة علي  تكوين موقف محدد اتجاه الواقع الذي يعيشه.[101]  فالوعي هوعكس الغفلة والتي تعني السلبية في مقابل الرؤية الواقع بعيدًاعن إعمال العقل والمنطق في التحليل؛ وترجع تلك الغفلة إلي التخلف أوالرقابة الأمنية، أواحتكار وسائل الاعلام المختلفة للأفلام السينمائية لصالح النظام الحاكم.

 

وفي الجزء التالي توضح الدراسة أهمية السينما بما تعرضه من قضايا مُختلفة كأحد أدوات القوة الناعمة التي بدأت القيادة السياسية تُدرك أهميتها في التأثيرعلي عقول الشباب؛ نظرًا لما تحتويه من الصور و الموسيقي وغيرها من المؤثرات التي لها الفضل في سرعة استجابة الأفراد لهذه المؤثرات، وبالتالي هذا ينعكس في تفاعله مع أحداث الواقع.

 

تعتبر السينما أحدي أهم أدوات القوة الناعمة لأي دولة الآن، وهذا بفضل العولمة وانتشار التكنولوجيا        و وسائل الاتصال الاجتماعي التي اثبتت قدرتها علي التغيير. لذا تلعب السينما دورًا كبيرًا في التأثيرو ترسيخ صورًا للدول والشعوب وسياساتها علي كافة المستويات، بالإضافة إلي قدرتها علي تكوين وعي جمعي تجاه القضايا علي المستوي السياسي خاصة فيما يتعلق بالنظام السياسي والرؤساء.

 

مُطالبة الدولة بإنها تقدم مُساحات من الحرية التعبيروالأبداع  تصل إلي حد يصل لإنتقادها هي ذاتها. فهناك صعوبات تواجة السينما بسبب إنعدام الحوار بين الدولة والمُبدع والمجتمع. فليست كُل الأعمال الفنية تُحاكي الواقع، فالبعض منها من أجل الربح المادي مثل الأفلام التي بدأت تظهر بشده بعد ثورة يناير خاصة أفلام السبكي منها “عبده موته، حلاوة روح”وغيرهم من الأفلام التي لا تحتوي علي أدني محتوي هادف.[102]

تنطلق الدراسة من كون القوة الناعمة هي القدرة على السيطرة على المقدرات الثقافية والأيديولوجية  للطرف الأخر، حيث تتضمن  إلزامًا غير مباشر على التغيير والتأثير على الرأى العام، دون محاولة  إظهار هوية الفاعل ولا الهدف الأساسي من عملية التغيير المطلوبة.  وتعتبرالسينما مثالًا علي القوة الناعمة في العالم. فإن السينما المصرية منذ الأربيعنيات إلي الستينيات اتجهت إلي التصنع من أجل إعادة العلاقات مع الدول العربية وهذا بفضل تأثير جهاز المخابرات علي القوة الناعمة.[103]

أن العامل الرئيسي المطلوب لإعادة القوة الناعمة يتمحورحول إعادة شرعية النظام السياسي المصري وجاذبيته في الفن خاصة في السينما. في مُحاولة تطبيق لنظرية جوزيف ناي علي الحالة المصرية. نجد أن الدولة منذ العهد الجمهوري سيطرت علي كافة الأنشطة الثقافية والفنية والسينمائية.[104]

تمثل الثقافة والقيم المصرية بالإضافة إلي جاذبية النظام السياسي المصري والاجتماعي مصدرالإلهام لدول المنطقة في المجال الفني، وساهم الكثيرمن المُفكريين والمثقفين والفنانين مع دور النشر والمسارح والسينما في بلورة الوعي الجمعي للشعوب العربية.[105]

تعد القوة الناعمة هي السلاح  الأقوي  لمواجهة  كافة الأشكال التطرف و العنف. ولإستعادة  دورالسينما في تشكيل الوعي السياسي للشعوب، لأبد من وجود أهتمام و دعم كافي للسينما المصرية من قبل مؤسسات الدولة.[106]

تُعد مصرمن أولي الدول التي انفتحت علي الثقافات الغربية وكذلك فهي رائده في صناعة الأفلام و الموسيقي. و بدأت في صناعة السينما في ثلاثنيات القرن العشرين و بدورها قامت بإنتاج ثلاثة أرباع الأفلام العربية  القصيرة والطويلة و استضافت العديد من المهرجانات السينمائية الدولية.[107]

تُعد السينما المصرية مرآه حضارة الأمم المختلفة وأحد أقوي منارات الإبداع الفني علي مدار التاريخ الحديث. ونجد أن القاهرة احتضنت أهم صناعة السينما في المنطقة العربية و أصبحت بعد ذلك محط الأنظار لرواد الفنون حتي صارت اللهجة المصرية هي الأكثر شعبية بين الجماهير العربية. وهذا يجعل من السيما المصرية وتراثها أحد اهم ادوات القوة الناعمة التي  أوصلت التأثير الثقافي الفني  في كافة المستويات.[108]

إذا تحدثنا عن القوة الناعمة المصرية نجدها ثلاثية الأبعاد، فهي  ترتكز على (اللغة، والتاريخ، والثقافة)، بالإضافة إلي امتلاكها الموقع الجغرافي في قلب العالم، فضلًا عن المؤسسات الدينية البارزة كالأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية لدورهما  البارز في التأثير علي الشباب ؛نظرًا لمكانتهما الروحية البارزة. [109]

وانطلقت الدراسة  من نظرية جوزيف ناي فيما يخص القوة الناعمة فهو يري أنها تستخدم  في توظيف القوة الثقافية و القيم الأخلاقية و السياسية من أجل تغيير الأوضاع السائدة في مجتمع ما. وانطلاقًا من ذلك قامت الدولة المصرية بتوظيف السينما في مُعالجة كافة القضايا و لكن بطرق مُختلفة نظرًا لاختلاف القيادة المصرية في كل حقبة زمنية.[110]

مرت القوة الناعمة المصرية بالعديد من مراحل الصعود والهبوط ؛ ويرجع ذلك لأرتباطها بتوجهات النظام السياسي فضلًا عن إدراك القيادة لها و لأهميتها في التأثير، لذلك تحاول الدراسة إبراز أهم ملامح القوة الناعمة في العهود السابقة منذ الرئيس عبد الناصر وصولًا للرئيس عبد الفتاح السيسي علي هذا النحو من أجل التوصل إلي مدي تأثير السينما بإعتباره أداه من ادوات القوة الناعمة علي الوعي السياسي في المجتمع المصري.

     عهد الرئيس جمال عبد الناصر:- تمثلت في أن الثقافة  المصرية كانت مصدرًا للألهام  لكثير من الدول العربية. ونجد أنه ساهم  في هذه الفترة عدد من المفكرين و الفنانين ورجال الدين في تشكيل الوعي الجمعي للشعوب. وخير مثال علي ذلك  ثورة يوليو 1952  من حيث دورها  في تدعيم القوة الناعمة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة و إنشاء أكاديمية الفنون التي تضم معاهد السينما و المسرح و الفنون الشعبية المُختلفة.[111]

والجدير بالذكر إنه ظهر الأهتمام بالقوة الناعمة من خلال حضورالرئيس عبد الناصر لعروض السينمائية ومعرفته لأهمية دور السينما في مواجهة الأحداث السياسية لما تحمله من مؤامرات تعصف بالأنظمة الحاكمة. كما طالب الفنان فريد شوقي بعمل فيلم عن كفاح أهل بورسعيد في التصدي لقوات الأحتلال. كانت السينما في عهد جمال عبد الناصر انتجت ما يقرب 936 فيلمًا بمتوسط إنتاج 52 فيلم سنويًا.[112]

ارتبط تأثيرالقوة الناعمة ومدى انتشارها من حيث الجانب السينمائي بقوة النظام السياسي المصري ووعي القيادة السياسية بأهمية الثقافة بشكل عام والثقافة الجماهيرة بشكل خاص. فكانت السينما بمثابة ظهير داعم لاستراتيجية الوطنية للبلاد.  فقد شهدت فترة الخمسينات والسيتنيات مرحلة من تصدير للحركات الثقافية المختلفة، وظهر هذا متجليًا في الإذاعة المصرية التي تم بث  برامجها حول المنطقة باللغات المختلفة من أجل اكساب المزيد من التأثير والدعم من قبل الدول العربية.وهذا لا ينفي دور المنشآت الثقافية التي تمتلك مصر أمثال دار الأوبرا والصحف و السينما ودور العرض و المسارح المختلفة.[113]

 

      عهد الرئيس أنور السادات:أهتم بالقوة الناعمة، وأن لم  تكن بنفس الدرجة التي أهتم بها الرئيس عبد الناصر إلا إن القيادة المصرية استمرت في لعب دورًا بارزًا في دعم الفنون و السينما عبر تخصيص يومًا للإحتفال بعيد الفن ؛ وهذا يرجع إلي رغبته في  تكريم الفنانين نظرًا لدورهم المهم في المجتمع. ونجد أن القوة الناعمة شهدت تراجعًا خاصة بعد مرحلة الانفتاح الاقتصادي الذي تبناه الرئيس السادات، ونتيجة لذلك  تراجع دور مصر القيادي في الكثير من المجالات وعلي رأسهم الفن خاصة السينما.[114]

 

      عهد الرئيس مبارك: شهد مجال الفن خاصة المجال السينمائي أهتمام كبير من قبل القيادة المصرية من خلال حرص الرئيس مبارك علي  تشجيع إنتاج الأوبريتات المصرية والأفلام التي جسدت حرب أكتوبر 1973. كما حرص علي مشاركة الفنانين لحفلات الدولة الرسمية،وعلي الرغم من ذلك قام بإلغاءعيد الفنانين و استبدله بعيد الإعلامين؛ لإدراكه بأن دورهم يُماثل دور الفنانين في التأثير علي الوعي السياسي والجمعي لأفراد المجتمع، ولكن هذا لا ينفي ما يُقدم من أهتمام لهم من خلال علاج بعض الفنانين علي نفقة الدولة.[115]

     عهد الرئيس مُرسي: تراجعت القوة الناعمة علي كافة المستويات، فضلًا عما شهدته السينما والفنانين من حالة التعقيد في العلاقات، بالإضافة إلي تعرض عدد من الفنانين إلي بعض من الإتهامات أمثال الفنان عادل إمام والفنانة إلهام شاهين؛ وهذا ما ينعكس بالسلب علي علاقة الدولة في حكم الأخوان بالفن وخاصة السينما؛يرجع ذلك لإدراكهم بأن السينما تخالف الشريعة الإسلامية وقيام الفنانين بتشويه صورتهم من خلال عرض أفلام مسيئه عنهم.[116]

    عهد الرئيس السيسي: بدأت القيادة المصرية تُعيد أهتمامها بالقوة الناعمة خاصة فيما يتعلق بمجال الفن لإدراكهم أهمية إستغلال القوة الناعمة لإستعادة مكانة مصرالعربية في الفن. كما قامت الدولة بمشاركة الفنانين في زيارات الرسمية علي المستوي الدبلوماسية الشعبية إعترافًا بدورهم في التأثير.[117]

 

ولكن مع هذه التطورات وما شاهدته القوة الناعمة من تقلبات التي أعقبت فترة ثورة يناير2011، كان لأبد من التطرق لمعرفة أسباب تراجع القوة الناعمة وبالتالي تراجع السينما في طرحها للأفلام التي تحاكي الواقع المصري وهذا علي النحو التالي:-[118]

 

1-تراجع دورالقوة الناعمة عقب الثورة2011، بسبب القمع الذي مارسته التيارات الدينية في المجال الفني،فكان من شأنه العمل علي هدم الفن والثقافة.

 

2-ظهورالتحررالإنتاجي الذي ساعد أي شخص يستطيع أن ينتج فليمًا ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

3-غياب الرقابة الفنية علي الأفلام التجارية، أدي إلي ظهور الأفلام المسيئه  للأخلاق و إثارة الغرائز لدي الشباب، مما ينعكس سلبًا علي سلوكيات المجتمع المصري.

 

4-ظهور دول أخري احتلت مكانة مصر الفنية، نظرًا لما تعرضه هذه الدول من أفلام غنية بالمؤثرات، بالإضافة إلي تعاون الجانب الرقابي وعدم تضييقه للجانب السينمائي.

 

5-أصبحت الثقافة المصرية المتجسدة في الفن والسينما والدراما فى بعد ثورة يناير 2011، ما هي إلا تعبير عن واقع سلبي أصبح فيه المدمن والبلطجي و السارق هم انعكاس لواقع للمجتمع المصري. والجدير بالذكر  أن لغة الحوار فى هذه الأعمال أصبحت متردية أكثر مما هو موجود فى الواقع، خاصة مع تزايد أغاني المهرجانات الشعبية، وهذا من شأنه يؤدي إلى تراجع  تأثير الثقافة المصرية علي الأفراد، وهذا من شأنه يعكس صورة سلبية عن المجتمع.

 

6-عدم توجيه الأهتمام للشخصية المصرية الفنية أدي لتراجع قدرة الأبداعية علي مواكبة التطورات ونشر تلك الثقافة.و مع قدوم ثورة يناير تدهور الأداء و تباعد السيناريو والحوار عن إيصال الهدف الحقيقي من الأفلأم من خلال تقديم مجموعة من السلوكيات و القيم المحتلفة من خلال السينما و الفنون المختلفة، وهذا من شأنه يؤدي إلي تراجع في السلوكيات الشبابية وفي الصورة الحقيقة للفن المصري.

لذا بناءًا علي هذه الأسباب لأبد من وجود إدارة سياسية تعمل علي إعادة  تنشيط دور القوة الناعمة من خلال الإصلاح السياسي وبالتحديد في الخطاب الديني مع إعطاء مساحة كبير من الحرية الرأي و التفكير الأبداعي بختلف أشكاله. وهذا لا يغني عن الدور الذي تقوم به التشريعات في دعم القوة الناعمة من اجل حماية الفنانين.  كما أنها تسعي إلي توظيفها في مواجهة الحروب الفكرية التي تقوم بها الدولة عند عرض فيلم يُهاجم السلطة  المصرية الحاكمة.[119]

     والجدير بالذكر مع تطور الأحداث وتعاقب الأحداث أتخذت القيادة المصرية الحالية مجموعة من الخطوات لجعل الثقافة مصدرًا لتحقيق التنمية الشاملة وفقًا لخطة التنمية المُستدامة التي وضعت عام 2016م:-[120]

1-العمل علي زيادة نسبة الصادرات الثقافية من المنتجات الصناعة الثقافية بمعدل 20% سنويًا.

2-بناء منظومة  من المعلومات عن الواقع المصري الراهن من خلال مجموعة من المؤشرات منها مؤشر الحرية الثقافية، ومؤشر التمكين الإبداعي.

3-العمل علي زيادة  دورالعرض السينمائي، بحيث تتناسب مع عدد السكان بواقع دور عرض لكل 10 االألف فرد، خاصة مع زيادة عدد الأفلام المنتجة بنسبة 50%سنويًا.

تعد القوة الناعمة من خلال السينما من أهم الأدوات الدولة المصرية  لكي تُشكيل وعي الأفراد. علاوة علي ذلك إن رأسمالها الروح المعنوية لهوية البلاد وهذا غرضه لتشجيع الحوار الثقافي بين الطوائف المختلفة لمنع انتشار خطاب الكراهية ومحاربة الأرهاب والتطرف.

إن هناك علاقة بين الإعلام والسينما. فالإعلام هو بمثابة المرآه العاكسة لمدي نضج وتطورالمشهد السينمائي وعندما غابت تراجع الوعي لدي المجتمع. وهنا تتجلي أهمية السينما في مواجهة الجمود الفكري وتقبل معطيات الأخر من خلال أدوات أكثر فاعلية في تشكيل الوجدان لأفراد المجتمع.

لذلك أصبحت السينما أداه مؤثرة في إحداث تغيرات في الجوانت الاجتماعية والسياسية و كذلك في التنمية الثقافية. فهي تعد وسيلة من الوسائل التعليمية التي تهدف إلي الإرتقاء بالمجتمع، وكذلك وسيلة لإثارة الرغبة في تحسين المستوي الاجتماعي و تحفيز القدرات الكامنه لدي المواطن المصري.

فالسينما تعطي المشاهد قدرات علي التحرك من خلال ما يشاهده ومقارنته بما هو عليه في الواقع. هذا الأمر الذي يؤدي إلي تحسين مستواه في التفكير والتصرف إتجاه الأحداث. فهي أيضًا في الوقت الحاضر تُعد قوة تأثيريه خاصًة مع التطور التقني التي شاهدته السينما في الآونة الأخيرة.

استطاعت  السينما من خلال ما تعرضه  أن تشكل الوعي السياسي و الشعبي  لدي الأفراد وهذا كان واضحًا فيما تبأ به المخرج يوسف شاهين عن قيام الشعب بثورة ضد النظام الحاكم في فيلم هي فوضي، وهذا ما حدث بالفعل من اندلاع ثورة 25يناير 2011.  بالإضافة إلي أن القوة الناعمة  شكلت من خلال السلطة السياسية المُستخدمة للأدوات السياسية لتحقيق المصالح  القادة. وهناك قادة بالفعل تمكنوا من تشكيل تحالف لسيطرة علي الفن وعلي وعي الشعوب أمثال جماعة الأخوان.

     في نهاية المبحث يمكن أن نستخلص بعض الملحوظات المتعلقة بدور السينما كأداه للقوة الناعمة في مصر:-

إن هناك علاقة تبادلية بين السينما المصري والسياق السياسي والثقافي والاجتماعي في فترة محل الدراسة. ولقد عكست السينما المصرية ذلك في ظل ظروف السياسية التي تشهدها البلاد.  وفي تلك الفترة منذ أندلاع الثورة يناير 2011 حتي2013 لم يتم أستخدام السينما المصرية بشكل فعال للتعبيرعن الرؤية المصرية لما يُثار من قضايا، علاوة ه علي ذلك  التأثيرها في الرأي العام وبالتالي انعكاسه في  تشكيل الوعي السياسي لدي أفراد المجتمع المصري.

المبحث الثاني:- انعكاس تأثير السينما علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع المصري

تناولت دراسات عديدة تأثيرالسينما علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع. وغالبًا ما نجد أن أغلبها يُدرَج ضمن تأثير وسائل الاتصال. لذلك تستخدم نظريات تتحدث عن تأثير وسائل الاتصال الجماهيري بشكل عام ضمن الدراسات  التي تتحدث عن تأثير السينما علي الأفراد.  لكن السينما بهذا المعنى ليست جديدة على المجتمع المصري، فأفراد المجتمع يشاهدون الأفلام منذ عقود كثيرة. وأيضًا يشاهدون ما يريدونه من الأفلام منذ أن ظهرت تقنية الفيديو وأول فيلم صوتي متحرك. وكان لوسائل التواصل الجماهيري أثر هائل في تسهيل  مشاهدة السينما عبر كافة الوسائل المختلفة متخطين كافة الحواجز.[121]

يُشكل الوعي السياسي موضوعًا مهمًا في الحياة السياسية من حيث تأثيره في الأحداث السياسية ومعطياتها بل ويُعد الوعي السياسي ضرورة حياتية في المجتمعات بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص، خاصة في الفترة الأخيرة من تاريخ مصر الحديث و تعرضها لثورتين قامتا بتغيير كافة التوجهات والسياسات في الدولة.[122]

فلسينما بإعتبارها فن وكذلك وسيلة تعبيرية  تحمل كل من الكلمات والصور وغيرها من المؤثرات وهذا ما يمكن تجسيده وتصويره للوعي السياسي، فالصور ليست شكل يقدم فقط للجماهير في شكل جمالي يستوفي الشروط التي تجعله علي قدر من الجاذبية ولكن الهدف الأساسي من الصور هو توصيل رسائل ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية تلعب دورًا في  توظيفها من خلال تطويع المشاهد علي معرفة ما يدار في الدولة من قضايا وهذا يتضح في الأفلام السينمائية عن طريق تغيير الخطاب الأعلامي التقليدي.[123]

فلم تُعد السينما مجرد صور وأحداث ولكن هي تعتبرحقل واسع من الرسائل الضمنية التي تتمثل في  الأشارات و الإيحاءات المختلفة، ويتجلي ذلك من خلال الدراسات المختلفة للباحثين والنقاد السينمائين في مجال الفن السابع الذين أصبحوا لم يكتفوا بنقد فقط الأفلام ولكن تطور المر إلي ان يتم  تحليل ما أصبح  يسمي بالغة السينمائية  المتمثلة في الرموز والدلائل التي يوظفها المنتجون في أعمالهم سواء بالحوار أو الديكورات أو الموثرات الصوتية.[124] فأصبحت السينما بذلك تنشر أفكار وقضايا متنوعة تتماشي مع طبيعة الأحداث التي أصبح المجتمع يتناولها في كافة الميادين محاولة بذلك توعية جماهيرها من خلال إعطاء صورة معينة للأحداث، أونشر إيدلوجية معينة، أوالدفاع عن الرمز معين.

فلسينما علاقة وطيدة مع السياسة منذ نشأتها أهتمت بالظروفالسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونظرًا لأقتصار دورها في جانب الترفيهي، إذ أدرك القادة منذ الوهلة الأولي ان الأهتمام بالسينما يفتح أمامهم أبواب عديدة تساعدهم في تسيير امورهم خاصة المتعلقة بالدعاية.[125]

تمثلت علاقة السينما بالسياسة في البداية عن طريق توعية الفرد بأهمية المشاركة السياسية، ويتضح ذلك أن لجات عديد من الدول العالم الثالث والتي بالأساس تعاني من أزمة في المشاركة السياسية مثل مصر لتفعيل أهمية السينما  في تويعة الشعوب بأهمية المشاركة السياسية وأتخاذ القرارات التي تنمي دولهم اعتماذًا علي الأفلام السينمائية المختلفة، ولكن بالتركيز علي الأفلام التي تتناول قضايا سياسية مثل فيلم الجزيرة.

للسينما تأثير كبيرعلي الرأي العام وكما أنها تتأثربه.  فهي تستوحي قصصها من واقع المجتمع، فتقوم بنقل الصورة الواقع وترسيخ صورة القضية التي تريد معالجتها بطريقة أو بأخري عن طريق تغيير الفكرة أو إعادة بنائها بشكل إيجابي.[126] حاولت السينما توصيل معاناة الشعب للرؤساء عن طريق الأفلام مثل فيلم هي فوضي، وتناولت الجانب السياسي في أفلام عديدة منها المشخصاتي ، الجزيرة، تتح.فقامت السينما بأدوار مختلفة للتأثير علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمعات بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة.

فهناك تاريخان لا ينسيان من ذاكرة السينما عام 1896 تاريخ أول عرض متحرك في محافظة الأسكندرية،  1900 تاريخ لافتتاح أول عرض سينمائي في مصر.ومن هنا بدأت ترتبط السينما بالطبقات الاجتماعية وحاول صناع السينما مخاطبة الجماهير عبر الاليات مختلفة تستوعبها.[127]

لقد ظهرت خطورة السينما في القرن العشرين، من خلال كونها أكثرالوسائل الإعلامية فعالية وتأثيرًا على الجماهير، حيث تتعامل مع كافة طبقات الشعب وتساهم في تكوين الوعي لديهم والتأثيرهي الأخري عليهم.[128] في الآونة الأخيرة تستخدم السينما في الدعاية الداخلية والخارجية وتعمل على تكوين الرأي العام المحلي والعالمي على حد سواء، تجاه  مختلف القضايا التي تهم الجماهير. وذلك بتناولها للقضايا بأسلوب غير مباشر عن طريق قصة محبوكة فنيًا. فهي تتناول بالتحليل هذه القضايا وتحاول إيجاد الحلول الممكنة لها، وبذلك تؤثر في الجماهير دون أن تتناول القضايا بالطريق المباشر الذي قد يفقدها ثقة الجماهير.

تساهم السينما بدور فعال في تربية النشيء منذ الصغر، وذلك بإنتاج الأفلام التي تخاطب عقول الأطفال والشباب، والتي تتضمن قيمًا ومباديء أخلاقية مطروحة بأسلوب يتماشى مع عقول من توجه إليهم. فالآن يظهرذلك بوضح علي أفيش الأفلام بتحديد الفئة العمرية التي يحق لها أن تشاهد الفيلم.[129]

لا تقل أهمية الفن في دوره عن أهمية دور الدين و العلم في المجتمع، لأن الفن هو وسيلة ناقله للخبرات الإنسانية مع تطورات المجتمعات. ومن خلال ما تمارسه السينما من تلاعب بالعقول من خلال سيطرت الصورة مع التقنيات الحديثة أصبح العالم قرية صغيرة. فالسينما أصبحت هدفًا ووسيلة لنقل الرسائل المختلفة إلي الجمهور والتأثير فيه، ويتضح ذلك من خلال عرض فيلم “صرخة نملة، هي فوضي، حين ميسرة”.[130]

إن المشاهد هو أول شخص يتأثر بالشخصية الفنان مثل توفيق الدقن في قوله”أحلي من الشرف مافيش”، وبل الفنانات أيضًا مثل زبيده ثروت و لبني عبدالعزيز في شخصية فيلم انا حرة.[131] فهناك أنواع مختلفة من الفنانين ذوات التأثير المختلف في ذهن الفرد، أي يوجد فنان يعكس واقع العشوائيات بصورة سلبية مثل الفنان محمد رمضان في أفلامة “كاعبده موته،الألماني” فنجد الشباب يتأثرون به من خلال ما يقوم به الفنان في تجسيد المواطن الفقير الذي يسكن في منطقة شعبية، ولعل ذلك يتضح في مشاهد الأطفال والشباب في الأفراح والفيديوهات علي موقع اليوتيوب وهم يحملون الأسلحة الحادة كنوع من أنواع التماهي. أما النوع الأخر فهو الفنان الذي يحمل صورة شخصية مثقفة واعية يعكس الواقع بطريقة تتماشي مع عقلية وثقافة المجتمع، ميل الفنان أمير كراره، أحمد السقا. فهناك نوعية أخري من الأفلام تثير الغرائز لدي شباب فهي تثير نفس المشاكل، ولكن في صورة تحرش و الاغتصاب والعنف.

وأصبحت الأفلام في المرحلة السياسية التي كانت تمر بها البلاد في فترة ما بعد سقوط مبارك أفلام استهلاكية هدفها الربح التجاري بعيدة عن تلبية احتياجات المواطنولكن بعد ذلك تغيرت ملامح السينما إلي حد ما ومرت بالعديد من التغيرات نتيجة تغيير الأنظمة.

البعض يري أن ما تقوم به السينما في المجتمع من تغيير سياسي و اجتماعي ليس له حجم ثقافي و توعوي  في التأثير. وإنما ما تقوم به هو التأثير التراكمي؛ نظرًا لأن هناك نخبة منفصلة عن المجتمع،و لكن عندما تتوافرالثقافة الشعبية و الجماهيرية والسياسية وكذلك المناخ الملائم الذي سيحدث التغيير الذي نآمله سيرتقي المجتمع. فالثقافة دائمًا هي المحرك الأوضاع الخاطئة وهي التي تجعل الإنسان معبرًا علي الديمقراطية.[132]

أن السينما غيرت شكل الحالة الاجتماعية للطبقات المجتمعية. ولعبت دورًا أساسًا في تعبيرعن صورة المرأه في المجتمع. وأن السينما و الغناء في بعض الأفلام الحديثة لعبت دورً مهمًا في جوانب مختلفة. [133]

إن التغييروالتأثيرعلي المواطن من خلال السينما لا يتم من خلال عمل فردي فني قائم بمفرده، وإنما يحدث التأثيروالتغيير من خلال التأثير التراكمي للأفلام السينمائية وتقمص بعض الشخصيات، أي محاولة التماهي مع الفيلم وانعكاسه علي سلوكيات الأفراد في المجتمع.[134]

يعتبر الأبداع هو محاولة خلق جديد للواقع و بدونه يحدث أزمة في التفكير والوعي، ولكن المشكلة  تمكن بالأساس في علاقة النخب السياسية والسينمائية بالمجتمع فهي علاقة محدودة؛ نظرًا لتباعد الرؤي و الأفكار فكلاهما ينظرإلي الواقع من منظوره الشخصي ويتغافل احتياجات المواطن، وبالتالي تأثير المثقفين في المجتمع لا يمكن عزلة عن الحياة السياسية والثقافية في المجتمع.[135]

تساهم السينما في التأثير الإيجابي من خلال  النهوض في صناعتها. فإن التأثير السينما في العقول و الأفئدة قوي فهي تفرز المشاعر الوطنية. فإن التأثيرها يفوق التأثير الصحف والكتب؛ فهي أداة مهمه للإتصال بالأضافة إلي  كونها لم تعد انعكاس فقط للواقع، بل هي شريك في صناعته فهي أحد أدوات تمرير المواقف و الاتجاهات والقيم و عناصر الثقافة في تعزيز الوعي السياسي في  المجتمع. وعلاوة علي ذلك تُعد السينما الأداة التي تشكل رؤية الأفراد للعالم الخارجي أيضًا، وتأثير أيضًا علي الوعي المصري في تعميم اللهجة المصرية علي شعوب العربية بعد اللهجات المحلية.[136]

يزداد التأثيرالسينما في الفترة الأخيرة نتيجة استخدام التكنولوجيا حيث في فترة 2012 إلي 2018 وظهور أفلام خالد يوسف، دورلا فيلم، والسبكي وغيرها؛ بل الأزمات التي تتعرض لها شركات الإنتاج التي أدت إلي توقف إسعاد يونس لأغلاق شركات الإنتاج الصغيرة و ترك الساحة أمام الشركات التي تمتلك المال أيا كانت أفكارها التي تطرحها علي المشاهد فهي أيضًا لها تأثيرعلي الوعي السياسي للأفراد.[137]

ولقد عرفت السينما مجموعة من التحولات في مسارها، فهي تعكس تفاعلات المجتمع وبالتالي لا يمكن فهم السينما معزولة عن المجتمع والعلاقات التي تربط بين المنتجين والمستهلكين. واستخدمت في نقل المواضيع التي تساهم في تطوير الشعوب ثقافيًا ومن أهمها الوعي السياسي  لما له  من دور في عملية التنيمة السياسية فهو يعمل علي توجيه الأفراد و تهيئتهم للاستجابة لفعل ما أو حالة ما بطريقة معينة.

يساهم الوعي السياسي في دفع العملية العقلية من خلال دفع الأفراد مهيئين لسلوك السياسي مثل المشاركة السياسية أوالتظاهرات وغيرها من السلوكيات المختلفة، وبالتالي نجد أن كافة وسائل الاتصال الجماهير تسعي ومنها السينما في نشر الوعي السياسي لترتقي الشعوب من خلال تصرفاتهم وتوجهاتهم اتجاه ما يطرح من قضايا.[138]

فإن دورالسينما وإمكانات تأثيرها في المجال السياسي فكرًا وحركة يختلف من فترة إلي أخري. فعند التعاطي مع دور السينما هنا كأحد الأدوات التأثير علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع، فنحن نحاول تأطيره كناتج ثانوي نشأ في خدمة أغراض آخري تتحكم به عوامل متعددة تعنينا منها العوامل ذات الصلة بالشأن السياسي طبقَا لموضوع الدراسة، وهو ما يقود إلى أهمية لفت النظر كون تبنينا لفحص دور السينما في السياسة من منطلق أشمل من النظر إلى السينما علي إعتبارها كمنتج مادي، بل أداة أكثر مرونة وعمقًا للتنظير السياسي، وأكثر إثراءً له بمستويات تحليل في معرفة التأثير الناتج عن ما يعرض في الأفلام.[139]

 

يمكّن عنصر الزمن السينما من اختراق العالم الذهني للمشاهد الذي يفتتن بتجربة الكثير من الأفلام وهو ما يمثل«أزمة الحداثة»، وهي صراع اللحظة الحاضرة في ظل إدراك محدودية الزمن والطاقة البشرية، ولذلك تمثل السينما انعكاسًا لفهم الذات وصراعاتها عبر توظيف طابعها الزماني والمكاني في التعبير عن أزمات.[140]

 

تتميز التركيبة الاجتماعية لجمهور السينما بكونها تركيبة مختلفة غير متجانسة، حيث يكون الرابط الوحيد  هوالتوافد على دورالعرض، وعدم الانتماء لطبقة أوثقافة واحدة حيث لم تتلق تكوينًا ثقافيًا مشتركًا بينهم. يعتبرالفيلم السينمائي أول محاولة لإنتاج فن للجمهور بشكل عام، وهي بداية محاولة إضفاء طابع الديمقراطية علي السينما بعد التغيرات التي طرأت علي الجمهور.[141]

 

يتجلي في السينما تأثير الجماهير بأساليب الفن تأثيرًا مباشرًا يختلف عن في باقي الفنون، فيظهر تأثير الجماهير الشعبية في إنتاج الأفلام، والذي يمكن إيضاحها من خلال  تتبع رؤية تأثير جماهير الفنون الأخرى، حيث انتقل التأثير من العرض المسرحي لدي الأمراء إلى مسرح الدولة والمسرح المحلي، ثم إلى المسارح الخاصة أو من الأوبرا إلى الأوبريت ثم إلى الحفلات الاستعراضية المختلفة، والتي تعكس كلها مراحل منفصلة ومتعددة للتطورالديمقراطي الذي تم إضفاءه علي الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص.[142] والغرض الأساسي من ذلك هو جذب أكبر عدد من الجماهير لتغطية نفقات الإنتاج المتزايدة، وعليه أصبح تأثير الجماهير أكبر لأنها تدفع أموالها فيما يلائمها ويرضيها وأصبحت بتفضيلاتها توجه أساليب الإنتاج السينمائي.

 

فإن استجابة الجماهير للعمل الفني السينمائي فهوغيرمرتبط بالمعايير المتعلقة بمستوى العمل الفني، وإنما للانطباعات التي تشعرهم بالارتياح أو الانزعاج  في الواقع. فإن عدم وجود ترابط بين مستوى العمل السينمائي وشعبيته لدى الجماهير. هويعتبرأن السينما بلا بدون قيد كغيرها من أشكال الفنون، حيث لا تتطلب مستوى معينًا من التشكيل الثقافي أو التأهيل الذهني السابق للتعامل مع الفيلم ؛لكي يتم فهم ما يتم طرحه.[143]

 

إن الفيلم السينمائي يستخدم الإمكانيات الفنية في التعبيروتوظيفها لتفسير وتجسيد الإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع مثلما حدث في فيلم ” بنتين من مصر، فبراير الأسود، واحد صحيح” وغيرهم، وكذلك الرموز المختلفة من أجل التماهي مع الواقع وإحداث نوع من الترابط بين المشاهد ومحتوي الفيلم لكي يحدث تأثير علي وعي الأفراد من خلال التأثر بما يعرضه الفيلم لما له من دلالات للظواهرالتي يشاهدها المجتمع.

 

وعليه نجد أن دور السينما مركبًا على مستوى الفكر بإعتباره كأحد منتجات الفن الذي يمكن التنظير من أن يجد مضامين ومفاهيم  وأدوات للقوة الناعمة، ورؤية أكثرعمقًا وقدرة على التنبأ بما يشهده المتجمع مثل فيلم“هي فوضي”، وهذا يعزز من الدور الذي يلعبه الخيال كملكة فكرية قادرة على خلق قضايا جديدة، وزوايا أكثر أختلافًا وأدوات أقدرعلى التوظيف المؤثرات و المعاني والصور في نسج الأفكار، وكذلك الدور الذي تلعبه السينما على مستوى  التأثير الحركي؛  نظرًا لقاعدتها الجماهيرية العريضة التي تستهدفها، وكذلك لقدرتها على إيصال المعنى والفكرة والغاية بسلاسة  وبصورة بصرية واضحة قد تكون للكثيرين أكثر حفزًا من أجل إصدرار القرار المناسب أوالتصرف بسلوك ما تجاه أحد القضايا.[144]

خاتمة الفصل الثاني

 

إن هناك علاقة تبادلية بين السينما المصرية والسياق السياسي والثقافي والاجتماعي في فترة محل الدراسة. ولقد عكست السينما المصرية ذلك في ظل ظروف السياسية التي تشهدها البلاد. وفي تلك الفترة منذ اندلاع الثورة يناير2011حتي2013 لم يتم أستخدام السينما المصرية بشكل فعال للتعبيرعن الرؤية المصرية لما يُثارمن قضايا، علاوة ه علي ذلك تأثيرها في الرأي العام وبالتالي انعكاسها في تشكيل الوعي السياسي لدي أفراد المجتمع المصري.

 

لا تقل أهمية الفن في دوره عن أهمية  دورالدين و العلم في المجتمع، لأن الفن هو وسيلة ناقله للخبرات الإنسانية مع تطورات المجتمعات. ومن خلال ما تمارسه السينما من تلاعب بالعقول من خلال سيطرت الصورة مع التقنيات الحديثة أصبح العالم قرية صغيرة. فالسينما أصبحت هدفًا ووسيلة لنقل الرسائل المختلفة إلي الجمهور والتأثير فيه.

يساهم الوعي السياسي في دفع العملية العقلية من خلال دفع الأفراد مهيئين لسلوك السياسي مثل المشاركة السياسية أو التظاهرات وغيرها من السلوكيات المختلفة، وبالتالي نجد أن كافة وسائل الاتصال الجماهير تسعي ومنها السينما في نشر الوعي السياسي لترتقي الشعوب من خلال تصرفاتهم وتوجهاتهم اتجاه ما يطرح من قضايا.

مقدمة الفصل الثالث:

يتناول هذا الفصل السينما والانتفاضة الثقافية التي حدثت بعد اندلاع ثورتي 25ينايرو30 يونيه والتحولات التي طرأت علي السينما بعد التحرر الإنتاجي و ظهور ما يعرف بالسينما البديلة  ودور السينما في تشكيل الوعي السياسي لدي الأفراد. وينقسم هذا الفصل إلي مبحثين.

   يتناول المبحث الأول التطورات التي طرأت علي السينما بعد التحرر الإنتاجي وتأثير السينما التجارية علي الوعي السياسي، ودورالعرض الجديدة التي ظهرت علي الساحة الفنية، وأهمية السينما البديلة وأسباب ظهورها.

   أما المبحث الثاني يتناول دور السينما التجارية والسينما البديلة ” المستقلة” في تشكيل الوعي، ودور الدولة في وجود هذه السينمات المختلفة وانعكاسها علي سلوكيات الأفراد في المجتمع، ومراحل تتطور السينما البديلة.

المبحث الأول: التحولات التي طرأت علي السينما بعد التحرر الإنتاجي وظهور السينما البديلة

إن الوضع السياسي والاقتصادي المصري قد شهد تغيرًا كبيرًا فمن إقالة الرئيس مبارك صاحب أطول فترة في التاريخ الحديث إلي تولي المجلس العسكري ثم حكم الأخوان ثم ثورة يونية ثم تولي الرئيس السيسي الحكم، فكان من شأن ذلك التأثيرعلي كافة الجوانب بما فيهم الفن وخاصة السينما.

أن المسارالسينمائي لم يتغيربشكل ملموس، لأن التغيرات السريعة التي حدثت في البلاد لم تسطيع التأثير بشكل واضح علي مسارالسينما. فكانت الأفلام ترصد الواقع بطريقة كوميديه ولكن بشكل ساخر. وقد ظهرت هذه الموجة؛ بسبب الاحتياج الشديد لمواجهه الصعوبات و تدهور الوضع في البلاد.[145]

تحولت السينما من كونها فنًا من الفنون الإنسانية الأخري وذلك عندما انتبه صانعي الأفلام إلي قدراتها وإمكانيتها في تسجيل أجزاء الواقع من الواقع المعايش مع إمكانية طرحة في السينما. علاوة علي ذلك إدراكهم لقدرة المؤثر الصور في التأثير علي الجمهور.  وبالتالي يمكن أن نصل إلي أن كل تطور تكنيكي في السينما هو نتيجة مباشرة لاحتياج السينمائين والمشاهدين إلي التعبيرعن أنفسهم وحياتهم، لذا بدأ صناع السينما يغيروا في أسلوبها من أجل التعبير عن حركة الواقع والأحداث وبل تقديمها بشكل أكثر فاعلية.[146]

ليست السينما فكروفن فحسب، ولكنها تعتبرصناعة وتجارة. فالسينما منذ بدايتها لم تأخذ على عاتقها مهمة القيام بتوعية الجماهير ورفع مستواها الفكري والثقافي بسبب القيود التي كانت تلقها من الأنظمة الحاكمة وبالإضافة إلي دورالرقابة في حذفها للمشاهد أو منعها للأفلام.[147] فإن دورالتوعية للسينما لم يأخذ هذا الهدف حيزاً من أجندة المنتجين قبل ذلك. فالسينما كانت ولا تزال لدى الغالبية منهم تجارة تدرعليهم الكثير من الأرباح فقط.

إذن، فالإنتاج يُعد الحجر الأساسي الذي تقوم عليه صناعة السينما، وأن الذي يسيطرعلى عملية الإنتاج هو الذي يحدد هوية السينما علي ما يجب أن تكون. لكن  يجب أن نعتبر بأن عملية  الإنتاج  ليست عملية سهلة، بل هي محكومة بشبكة من العلاقات لا تقتصر علي المنتج فقط؛ فهي عملية تمرعبرآلات ومواد ومؤسسات حتي نصل إلي المرحلة النهاية وهي عرض الفيلم في السينما.[148]

ومما لا شك فيه، بأن الذي يصنع السينما المصرية بعد قيام الثورة يناير ليس الفنان كما يعتقد الغالبية؛ بل هو التاجر صاحب رأس المال القادرعلى توصيلها للمشاهد. وهذا كان واضحًا في أفلام السبكي عندما جعل من السينما، صناعة تدر الأرباح الخيالية له من أفلام محمد رمضان و سعد الصغير والمطرب الشعبي محمود الليثي.

مازالت قضية الإنتاج السينمائى فى مصرهى الازمة الأكبر لدى العاملين بهذه الصناعة. فى محاولة للسعى نحو تحقيق نهضة سينمائية، تليق بتاريخ مصر“هوليوود الشرق”.[149] فإن الإنتاج السينمائى المصرى له إتجاهات وظواهر عديدة، تنعكس علي إداء الأفلام التي تُطرح في دور العرض.

 

اختلفت الدراسات التى تناولت موضوع “الإنتاج السينمائى فى مصر”فمنها ما شابه بعض من القصور في التقييم الإداء الإنتاجي وعدم وضوح الرؤية عن دور السينما التوعوي. والبعض الأخرمن الدراسات جاءت للأهتمام بمتابعة الإنتاج السينمائى من حيث الكم. [150]ولكن تاريخ السينما المصرية في الإنتاج له  جهات مختلفة المتمثلة فى القطاع العام (أى الإنتاج الذى قامت به الدولة)، أوالقطاع الخاص سواء كان شركات أو أفراداً، بالإضافة إلي أن هناك نوع أخر من الدراسات لا تهتم بالجانب التثقيفي و الفكري للعملية الإنتاجية.

 

عكست السينما المصرية صورة الواقع الاجتماعى والسياسى المصرى. كما تناولت بطريقة جادة قضاياه الحيوية المتمثلة فى عده قضايا منها مشكلات المُهمشين فى المجتمع ومشكلات المرأة والمخدرات وقضايا الشرف والإنجاب ومشكلات الأسرة وقضايا الإقطاع وفساد القطاع العام. كماعالجت السينما المصرية أيضا الكثيرمن القضايا السياسية التى شهدها المجتمع على طول تاريخه المعاصر منذ فترة ما قبل ثورة يوليو عام 1952 حتى ثورة يناير 2011، مثل قضايا الاستعمار والتعبيرعن الرأى وحرية الإبداع، ومراكز القوي، والتخابرمع الجهات الأجنبية، ممارسة الحقوق المختلفة، وقضية حق المواطنة وحرية العقيدة، وبالإضافة إلي ظهور أفلام جديدة تتحدث عن قضية المثالية.

 

     فإن التحرر الإنتاجي وتقييمه كما وكيفا يعكس الكثير من الاتجاهات المختلفة فى محاولة للكشف عن مدى ارتباط السينما بالنظام  السياسي الحاكم، ومدى تأثير هذه الإشكالية  الجدلية بينهما على المستوى الفكرى الذى تعكسه الأفلام، التى تم إنتاجها فى كل حقبة من الحقب التي مرت عليها الدراسة.[151] وبيان إلى أى مدى استطاعت السينما التعبير عن قضايا المجتمع والشعب فى ظل القيود وأنظمة الرقابة على الإبداع السينمائى بشكل خاص.

 

فإن الإنتاج الضخم ليس وحده كان شعارالسينما فى 2018، ولكنها ترفع شعار“أهلا بالبطولات الجماعية”من كبار الفنانين، كما كانت تسعي إلي البعد عن الإسفاف، وأفلام “المغنى والراقصة” التى سادت فترة انتكاسة السينما المصرية بعد ثورة يناير.[152]

كان فيلم “سري للغاية” أول الأفلام التى ترفع شعار الإنتاج الضخم والبطولات الجماعية. كما يتناول  الفيلم الأحداث السياسية التى طرأت على مصر منذ بداية اندلاع ثورة 25 يناير حتى قيام ثورة 30 يونيو. و يعد العمل بمثابة تاريخ لهذه الفترة المهمة للغاية فى تاريخ مصر، والتى لم يقترب منها أحد حتى الآن خوفًا من المُسألة.[153] ومن خلال المشاهد يرصد الفيلم الساعات الأخيرة من حكم مبارك في الاتحادية، حتي إلقاء بيانه الأخير، مرورًا بحكم الإخوان والفترة التي شاهدتها البلاد في عهد مرسي وكذلك الهجمات الإرهابية التي عرضت الوطن لكثير من المأسي.

كانت السينما المصرية بعد الثورة يناير تمربأزمة تضارب السياسات وعدم الاستقرارواحتكار البعض للسينما مثل”السبكي“و بالإضافة إلي عدم فتح أسواق جديدة للفيلم المصري في الخارج كل هذه العوامل أدت إلي تدهور السينما، والذهاب إلي التحرر الإنتاجي وفتح  دورعرض خاصة.

      علاوة علي ذلك تضارب القرارات بين المنتجين و المخرجين في ظل رقابة صارمة، وتشدد من قبل السلطة الحاكمة للدولة، وتمكن جهات الرسمية من السينما، أدي ذلك أيضًا لتضارب القرارات والتشريعات وتدخل الرقابة بشكل قوي في حذف ووقف الكثير من الأفلام في فترة الإخوان، مع عدم وجود حافز للفنانين  وتعرضهم للإهانات من قبل الدولة. [154]

هناك بعض الدراسات اشارت إلي دور الدولة في الدعم الإيجابي للسينما، خاصة بعد تجاهل الدولة في الفترات السابقة لدورالسينما كأحد أدوات القوة الناعمة، وبالإضافة إلي عزوف القنوات الفضائية عن شراء الأفلام في ظل وجود الإنترنت.[155] فلابد من العمل علي عودتها بشكل قوي كما كانت في بداية ظهورها.

بعد ظهور القنوات الفضائية الخاصة وهناك احتكار للكثير من الأفلام من خلال تحكم مالك القناة في قدرة علي شراء الأفلام التي يريد عرضها، وهذا انعكس سلبًا علي توزيع الأفلام وبيعها.[156] كما أن هناك ليست علاقة بين الدولة والقائمين علي صناعة السينما واضحة، مما أدي إلي تضارب في التعامل.

بعد الثورة أصبحت السينما تعتمد علي نجوم بعينهم مثل”محمد رمضان، سعد الصغير، دينا، بوسي”وغيرهم مما أدي إلي غياب الفرصة للشباب الكفء لتحمل مسؤولية بطولة أفلام لتوسيع القاعدة النجومية، فهذا من شأنه أدي إلي اتجاه الشباب إلي تفعيل السينما البديلة.

تميل فئة كبيرة من الشباب الآن إلى ما يُعرف بالسينما البديلة التي تحاول أن تقدّم لنا سرديات سينمائية مختلفة عن الواقع.[157] وتسعي لتسليط الضوء على التجارب الإنسانيّة المتنوّعة، ومن ثمَّ توثيقها للتعريف بمعاناة هذه الشرائح الاجتماعية والتعمق قضاياها.

يتمرد أصحاب المدرسة السينما البديلة علي السينما التجارية، لأن أغلب العاملين في هذا القطاع تحكمهم عقلية التجارة المتمثلة في البيع و الشراء، وهذا لا يغني عن عمليات الاحتكار والاعتبارات التجارية. وإن من لا يستند إلي شركة إنتاج ضخمة لن يسيتطع إنتاج أي فيلم مهما كانت قيمة العمل الذي يرغب في عرضه.

لذلك تمرد مجموعة  من المخرجين على هذه العقليّة“عقلية السبكية”، وسعوا إلى إنتاج أفلام  تكون بأقلّ التكاليف. وهذا لا يمنع أنهم  واجهوا صعوبات أثناء صراعهم لترويج أفلامهم  في قاعات العرض التجاريّة، وهذا ما اضطرهم إلى فتح قاعات خاصة بهذه النوعيّة من الأفلام مثل“سينما زاوية”.[158] والجدير بالذكر أن هذا النوع من السينما لقي نجاحًا لدى جماهير الشباب الّذين وجدوا فيها صورتهم وقضاياهم المختلفة. وبعد أن انتفضوا ضد الظلم والقمع والإقصاء سياسيًّا واجتماعيا، فهم من بدأوا في الانتفاضة الثقافية من أجل توعية الشباب وتحقيق أهداف الثورة الحرية.

إن محاولة فهم سياق الصعود أوالهبوط للحركات السينمائية“البديلة”يساعد في استيعاب مكامن قوتها وضعفها من أجل مواجهة السينما التجارية، وكيف يرتبط هذا السياق بالواقع التاريخي لمحاولة تفسير ما    يحدث في العالم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا. لذلك لا يمكننا أن نغفل دور السينما البديلة في التأثير مثل ما قدمة المؤلف المصري يوسف شاهين وكذلك توفيق صالح في فليمي“المخدعون،ورجال تحت الشمس”، وهذا لا يفوتنا في ذكر تجربة المخرج سيد عيسي الاستثنائية في الإخراج والإنتاج المستقل.[159]

كانت الساحة الفنية كانت حافلة بعدد كبير من شركات الإنتاج السينمائي قبل ثورة 25 يناير 2011، ومنها الشركة العربية للإنتاج والتوزيع برئاسة إسعاد يونس، والتي كان من نصيبها الكثير من إنتاج وتوزيع الأفلام منذ تأسيسها عام 2000، مثل: “الساحر، واحد من الناس، عايز حقي، رسائل البحر”، وغيرها، وأيضًا شركة “أوسكار” للإنتاج والتوزيع  ودورالعرض برئاسة وائل عبد الله، والتي أنتجت العديد من الأفلام، ومنها:”حالةحب،غبي منه فيه،حرب أيطاليا، ملاكي إسكندرية”وغيرها. [160]

والجدير بالذكر شركة “الباتروس” للإنتاج الفني والتوزيع برئاسة كامل أبو علي، والتي بدأت في الإنتاج عام 2003،ومن أفلامها:”ويجا، أبوعلي،السيد أبو العربي وصل،خيانة مشروعة،حين ميسرة،كشف حساب”، وغيرها،وفي عام 2008، كوّن أبو علي تحالف مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، وكونا كيان واحد هو أضخم التحالفات الإنتاجية حيث تجاوزت ميزانيتها حاجز الـ500 مليون جنيه، وأطلق على اسم الكيان الوليد، شركة“مصر للسينما”،وغيرها من الشركات التي سيطرت على السوق الإنتاجي قبل عام الثورة يناير.[161]

 

تغير الوضع تمامًا بعد عام 2011، اختفت كل الكيانات الإنتاجية تقريبًا؛ ويرجع ذلك إلي أوضاع البلاد غير مستقرة والكل كان  يخشى أن يغامر  بأمواله في ظل عدم الاستقرار وتدني الحالة الاقتصادية، ولكن لم يتبقى إلا كيان واحد وهو“آل السبكي”، فالمنتجان اللذان احتكرا العديد من الفنانين أصحاب الشعبية قبل الثورة، أمثال محمد سعد، وعبلة كامل، وتامر حسني، ومي عز الدين، استمرا في تقديم العديد من الأفلام، غير هادفة واستغلال الشباب بما يعرض من أغاني ومهرجانات شعبية.

وظلت “آل السبكي” تسيطرعلى سوق السينما في مصر، وعرضهم لفنانين جدد وفي المقدمة منهم محمد رمضان، بالإضافة إلي استغلالهم ببراعة كل الظواهر الفنية التي تغزو عقول الشباب مثل الراقصة صافيناز، وكذلك أصبحو يعتمدوا على أغاني المهرجانات الشعبية كأحد العناصر الهامة في الترويج لأعمالهم، بينما الشركة العربية (إسعاد يونس) اكتفت بالتوزيع لأعمال آل السبكي،ولم تُنتج سوى ثلاثة أفلام فقط  بعد الثورة، وهي “حفلة منتصف الليل” و”حلم عزيز” و”فبراير الأسود”.[162]

وفي ظل السنوات التالية للثورة، كانت هناك تجارب فردية من قِبل بعض المنتجين، مثل أيمن وأحمد عبد الباسط، واللذان قدما عدة أفلام منها”خطة بديلة، نورت مصر، نص جوازة، سوق الجمعة”،[163] إلا أن معظم هذه التجارب لم يُكتب لغالبيتها أن تحقق نجاح، بسبب أن السوق أصبح يخضع تمامًا لقوانين احتكار فرضتها التحالفات التي كانت موجودة قبل الثورة، والذين يُسيطرون أيضًا على أغلب دورالعرض في مصر، وبالتالي تكون فرص الأفلام المنافسة لهم ضعيفة للغاية.

ظهر كيانين على الساحة السينمائية في الفترة الأخيرة من بعد 30 يونيو، الأول “سينرجي فيلم” لحوت الدراما في السنوات الماضية، تامر مرسي، حيث قدّم فيلمين هما “ليلة هنا وسرور” و”بني آدم“، والثانية شركة “تالنت ميديا برودكشن” المملوكة لمنظم الحفلات وليد منصور، والتي أنتجت أفلام مثل “من 30 سنة” و”تصبح على خير”، ومؤخرًا “البدلة”.[164]

يأتي هذا في وقت بدأ فيه مجموعة كبيرة من شباب المخرجين الموهوبين إلى السينما البديلة.  تلك السينما التي تواجه تهميشًا كبيرًا في ظل سيطرة كاملة للسينما التجارية الربحية، والتي يُسيطرعليها فئة بعينها من المنتجين في السوق والذين يسعون في المقام الأول لجذب الجمهور خاصة الشباب وحرصهم أيضًا علي جلب المال.[165] رغم أن تلك السينما تحقق نجاحات كبيرة، وتعززمن التواجد المصري في العديد من المحافل الدولية، وآخرها فيلم “يوم الدين”.[166]

إن تلك النجاحات التي تُحققها السينما البديلة ليست مقتصرةعلى الأفلام الروائية الطويلة، ولكن تشمل الأفلام القصيرة أيضًا والتي تواجه تهميشًا أكبر، هناك عدد كبير منها يلقى تكريمات دولية مؤخرًا، وآخرها فيلم “رحال” للمخرجة زهرة أشرف، والذي نال جائزة أفضل سيناريو (كتبته يارا مجدي) في المهرجان الصيني السينمائي.وعلي رغم أن الفيلم هو التجربة الأولى لمخرجته الشابة، ورغم التنافس الكبير بينه و1800 فيلم آخر من حوالي 100 دولة شاركوا في المهرجان بهونج كونج.[167]

فهناك الكثير من الأفلام التي تعاني من أزمة احتكار بعض المنتجين لسوق السينمائي، ولكن مازال هؤلاء الشباب المخرجين يواجهون هذا الجشع عن طريق النجاحات التي يحققوها في المهرجانات الدولية مثل أفلام“سنترال، أحمر باهت، غطاس عبده فانوس”. [168]وفهناك العديد من الشباب الذين مازالوا يقاتلون في صمت من أجل أحلامهم التي تواجه أزمة الإنتاج الفني. خاصة أن شركات الإنتاج الآن لم تهتم بالسينما الحقيقة، وأصبح المنتج يفكر فقط في الجانب المادي قبل المضمون والرسالة التي سيقدمها الفيلم؛ فبالتالي أصبح الفنان ذو شعبية قوية هو أساس أي فيلم الآن، أما الشاب ليس له تجارب فالواقع، إذا كانت السينما البديلة وعودتها هي الطريق الوحيد لعودة السينما لدورها الريادي في التوعية والتثقيف عقول الشباب.

المبحث الثاني -السينما التجارية والسينما البديلة و دورهما في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري:

علي الرغم من استمرارهيمنة السينما التجارية التي كانت واضحة في تسعينيات القرن العشرين وكذلك في القرن الحادي والعشرين  بظهورالأفلام التجارية بشدة بعد اندلاع الثورة. ولكن هذه الظاهرة تمخضت عن بعض المظاهر المغايرة مثل “الموجة الجديدة من السينما” في مصر التي شهدت إطلاق العديد من الأفلام مثل “بنت من دار السلام، البحث عن سيد مرزوق” بعد الموقعة، نوراه،18يوم”.[169]

وكان لابد من الإشارة إلى مجموعة الأفلام القديمة التي كانت مميزة شكلًا ومضمونًا في هذا المجال، مثل أفلام يوسف شاهين الثلاثة”المهاجر”،المصير،الآخر”،وكذلك فيلم محمد فاضل”ناصر56،”ليه يا بنفسج؟،عرق البلح لرضوان الكاشف، ويا دنيا يا غرامي،البطل” لمجدي أحمد علي.[170]

حققت السينما المصرية  مالم يحققه أي فن أخر. فلسينما حققت أكثر الأشياء التي لم تحققها الفنون الأخري ألا وهي“الإيهام بالواقع“. فقد ساهمت علي تسجيل الحركة في رفع درجة الثقة بالمصداقية للفيلم من خلال تصويرها لأحداث موجودة في الواقع بالفعل، وكذلك في قدرتها علي تثبيت أقدامها بين الفنون الأخري معتمدة علي الشبه بينها و بين الواقع. [171]

     الجدير بالذكر لا يوجد فن أخر يستطيع أن ينافس السينما فهي استطاعت أن تكون قريبة من الواقع واستخدامها لكافة الرموز والمؤثرات من أجل التأثير، ولكن إن كانت قريبة من الواقع فهذا لا يعني إنها الواقع نفسه.

 

فللسينما قدرة علي توظيف إمكانياتها؛ مما يعطيها جاذبية خاصة، فتظهر أشياء وتختفي أشياء أخري، الأحداث التي تدور أمام الأعين وتؤثر في الأنفس وتختلط بها فتنعكس علي سلوكيات الجمهور. تعتبر الرسالة التي تقدمها الفنون بما فيها السينما فهي عادة تكون“قصـديه” فيمـا تريـد إيصـاله للجمهور.[172] إذا الفنــون دائمــاً “تــدل“علــى شــيء مــا” موجود بالفعل في الواقع أو خيالي. فقــدرة الفنــون تــأتي مــن قــدرتها في عرض القضايا بحبكة فنية تؤثر في الجمهور .

 

لـذا فــإن تـأثير الفــيلم علــى المتلقـي يعتمــد علـى مفهــوم التــذكر لـدى الإنســان، فإن مجــرد الذكري عــن اســتخدام وتــدريب المخيلــة فــي اســتدعاء الذكريات هو نفسه نفس منطق الفيلم، بل هو أقرب ما يكون إليه من حيـث التعامـل الزمـاني والمكاني، إلا انه موجود لدي الإنسان في عقلة. [173]وهذا يختلف عن  الفيلم الذي يـتم عرضـه علـى الشاشـة، كمـا أن الـذكريات ليسـت مقتصرة علـى اللحظـات والأمـاكن المحبوبة فقط، بل أنها تمتد لتشمل الأماكن والأحداث الحزينة أيضـا.

 

تساهم السينما في تشكيل وصياغة الوجدان الشعبي؛ ويرجع أهمية هذا الدورلكونه ينبع دوماً من واقع المجتمع الثقافي والاجتماعي ذاته؛ بمعنى فقدان التأثير للكلمة المكتوبة على الجمهور التي تعاني من الأمية. لذلك تبقى الغلبة للإذاعة المسموعة (كالراديو) والمرئية (كالسينما والتليفزيون). ولذك يتم التطرق في الدراسة علي دور السينما التجارية والبديلة في تشكيل الوعي السياسي:-

أولًا دور السينما التجارية في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري

إن المتعارف عليه بأن للسينما شقين، الأول فني وهو الخاص بالمضمون والدراما التي يحويها الفيلم وكذلك المؤثرات وكافة عناصر الاخراج . والثاني يسمي بالشق الاقتصادي أو التجاري ويشمل عادة تسويق الفيلم وتوزيعه واستخدامه كسلعه تجارية في سوق العرض والتوزيع؛ ويرجع أهمية هذا الشق في كونه يهدف إلي تحقيق الارباح والمكاسب للمنتج أو القائمون علي العمل السينمائي.[174]

وعلي اعتبار إن السينما سلعه تجارية يهدف المنتج إلي توزيعها حتي يقوم باسترداد التكاليف التي تحملها وتحقيق عائد مادي. فإن فن السينما يتأثر تأثيرًا مباشرة عادة بالحالة  السياسية و الحالة الاقتصادية للمجتمع كالتضخم الاقتصادى وارتفاع الاسعار بما يمثله من عبء علي المواطن وبالتالي هذا يؤدي إلي خلق فجوه بين السينما والمواطن العادى؛ مما يقلل حجم الأفلام  بدور العرض حتي تختفي تماما في ظل حالة الكساد الاقتصادي التي تعاني منه الدولة.[175] وإن السينما ليست وسيلة للترفيه وتسلية  فقط إنما هي مصدر رزق لكثير من العاملين في قطاع الصناعة السينما. فإن أي توقف في صناعة الافلام يقع علي هؤلاء العاملين بهذه الصناعة.

لذلك يستغل بعض المنتجين تلك الظروف الصعبة ويقومون بإنتاج أفلام هابطه والتي تدعي بإنها “أفلام المقاولات” فإن تلك النوعية من الأفلام التي لا تهتم بمضمون ولا بحبكته.[176] ويبدأ هذا النوع في جذب العاملين لتركيب فيلم يحتوى علي عناصر الجذب للجمهور البسيط من عُري مبتذل وألفاظ خادشة للحياء وبعض المهرجانات الشعبية و بعض الاسقاطات المبتذلة والتي تسمي حسب وصفهم “كوميديا الموقف”.[177]هذة النوعية من الأفلام  منخفضة التكاليف تعرض في دور العرض بدون منافس، لذلك تستحوذ علي شباك التذاكر مما يعود على المنتج بالمكاسب.  فهذه الأفلام موجه مباشرة لفئات الصنايعية والحرفيين والشباب من الشريحة الشعبيه لتخاطب غرائزهم مباشرة دون تدخل العقل، وبالتالي تؤثر فيهم ويتأثرون بها وتنهار القيم والاخلاقيات العامة لدى الشباب وطلاب المدارس المراهقين، وهذا ينعكس في سلوكياتهم في الواقع، بالإضافة إلي ارتفاع معدل الجرائم بين الشباب.

تعريف السينما في أوساط المثقفين بإنهاهي إعادة ترتيب الوعي للأفراد.[178] ولكن ما حدث هو انعدام الوعي بسبب ما يعرض من أفلام تسئ للواقع، وتعرض ما يفسد الأخلاق.

 

اختلفت الدراسات حول وظائف الفن فهناك من يرى أن الفن لا يمكن أن تكون وظيفته التسلية فقط، وهناك من يرى أنه لابد أن يكون له بعد سياسي وتعليمي وثقافي وغير ذلك. وهناك وجهة نظرتجمع بين الاثنين. فالفن يمكن أن يكون له رسالة هي السمو بالإنسان لكن أيضًا يمكن أن يكون فيه جانب من الترفيه والا يكون فنا متجهما.[179]

 

فالاستثمارفي السينما يكاد يكون منعدمًا في حين أن الاستثمار السمعي البصري في القنوات الفضائية مثلا في الأغاني والمهرجانات الشعبية يلقى أقبالا واسعًا، لان المعادلة هي تحقيق الربح، والربح في الأغاني تقريبا مضمون بسبب رواج سوق الأغنية وهذا ما ينطبق علي السينما التجارية كسب الأرباح من خلال عرض الأفلام بدون محتوي وتركز علي الصورة من أجل جذب الشباب. وهذا ما اتضح بعد ظهور أفلام محمد رمضان وأصبح الشباب يمسك الأسلحة في يده بدون رقابة وعمل فيديوهات وهم يحملوا هذه الأسلحة دون خوف.

وبالتالي كان تأثير السينما التجارية في تشكيل الوعي السياسي للأفراد في المجتمع سلبيًا وهذا يتضح من ارتفاع معدلات الجرائم وارتفاع حالات التحرش بين الشباب.

ثانيًا دور السينما البديلة في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري

في أواخرالتسعينات وصلت الكاميرات الديجيتال إلي مصر، وأصبح بعض خريجي معهد السينما يمتلكوها ثم بدءوا في إنتاج شكلًا مغايرًا بعيدًا عن الدولة و وزارة الثقافة وأنماط الإنتاج السينمائي التقليدية لصناعة السينما. ومن هنا بدأ مصطلح“السينما المستقلة” يظهر كشكل إنتاجي  مغاير أكثر حرية.[180] يحاول صانع الأفلام من خلاله أن يصنعوا أفلامًا بالشكل الذي يريدونه بعيدًا عن سيطرة الدولة وشكل الإنتاج والتوزيع التقليدي.

بعد ظهور الحاجة الكبير للتعبيرعن الذات والأفكار، أصبح هناك مساحة للتعبير بالكتابة على المدونات الالكترونية، والمراكزالثقافية، والموسيقى والغناء ومسرح الشارع، ومظاهرات صغيرة العدد في ميادين وسط البلد وعلى سلالم نقابة الصحفيين، وأفلام روائية وتسجيلية بكاميرات ديجيتال أو عن طريق كاميرات موبايلات تتطور بشكل سريع خاصة بعد انسحاب الدولة من دور الفن واقتصارها علي الدور الرقابة والتوجة نحو اقتصاد السوق وسياسات الانفتاح.[181] كان ذلك مفيدًا من ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت علي بيع الأفلام والموسيقي  بسهولة وكذلك توافر كتب عن السينما بأشكالها المختلفة.

بدأ جيل الثقافة الإنترنت في التعرف علي بعضه البعض من خلال إنه يكتب ويتناقش عن الموسيقى والأفلام التي يراها في مراكز ثقافية مستقلة، ثم بدأ يتعاون على مشروعات الفنية والثقافية والسياسية، هذا الجيل الذي أشعل ثورة يناير فيما بعد وشارك فيها بكل طاقاته وكافة طوائفة.

كان فيلم (عين شمس) أحد الأفلام المستقلة التي عبرت ما يدورفي البلاد بعد الثورة.  فإن مخرج الفيلم “إبراهيم البطوط”كان يعمل مصورًا للحروب والكوارث، وعاد إلى بلده مصر. إذا هو خارج السينما المستقلة في مصر لكن فيلمه (عين شمس) يعتبر أول فيلم مستقل يعرض في السينمات التجارية للجمهور.[182] يعد هذا الحدث كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسار صناعة السينما المستقلة ووعيها بدورها في التأثير، حيث أنه فتح طريق جديد للفيلم المستقل، وإمكانية عرضه  لجمهور مختلف عن الجمهور التقليدي.

أن السينما المستقلة استفادت من مناخ السلطوي والقمع السياسي وقت الرئيس مبارك. فجهات التمويل والدعم كانت تعمل وفق رؤية مشابهة  لرؤية المهرجانات الدولية الكبرى مثل (كان)، والتي عادة  تحتفي بكل أشكال التعبير من دول العالم الثالث. هكذا تم الدعم  من حيث الأشكال المختلفة  في مسار السينما المستقلة، كما تم دعم ما يسمي “سينما الموبايل”،و ورش تعليمها”؛ مما أفسد تصورات البعض عن شكل السينما.[183]

تُعد سينما الموبايل التجلي الحقيقي لفكرة (ديمقراطية الوسيط)، فبعد انتشار شعار”المحمول في يد الجميع”تطور إلى شعار “محمول بكاميرا في يد الجميع”.[184] بما يعني أن هناك تلبية للسوق، لكن في الحقيقة هو تلبية لهوس التوثيق بعدما أصبحت فكرة الناس عما يدور في الواقع تشبه التوثيق ولقطات تصويريه. فإن كل ما يذاع على شاشات التليفزيون أو أي وسيلة إعلام، وبعد 2005 أصبح في حياتنا كأفراد ما يمكن توثيقه، ما نشعر أننا سنرغب في تذكره بعد ذلك. وتطورالأمر وصولًا إلي بعد الثورة وأصبح هناك مظاهرات واحتجاجات واعتصامات وحفلات ونقاشات يرغب الجميع في توثيقها. ورغم أن كاميرات الموبايل وسيط ديمقراطي بالفعل لمن يملكها، لكن ما تنتجه لا يصنع سينما بالشكل المتعارف عليه.

بعد  ثورة يناير نجد أن السينما المستقلة وصلت إلى نقطة التحول مهمة، فبعد المشاركة الفعالة للسينمائيين في الثورة وأدراك القيادة السياسية لدور الفنانين في التأثير، أصبحت فكرة الجمهور والسعي إلى صنع أفلام  هادفة يراها الناس ضروري.[185] كما أدى إنشاء استوديوهات سينما أصبحت شركات صغيرة فيما بعد تعمل بشكل احترافي بين البرامج والإعلانات والسينما التجارية، وبين السينما المستقلة لكي تصل إلى ظهور منتجين وموزعين لأفلام السينما المستقلة.

الجدير بالذكرإن إتاحة الأفلام وسهولة الحصول عليها عن طريق الإنترنت، ومشاهدة أفلام وعمليات إنتاجها والاشتراك في ورش ومهرجانات من أجل وصول إلي السينما المستقلة أدي إلى انحياز واضح للصورة، وسرد الأفلام اعتمادا على الصورة بشكل أساسي، وبداية تنوع مواضيع ومضامين وأنواع الأفلام، نجد ذلك جليا في فيلمي (الخروج الى النهار) و(أوضة الفيران) واللذين يعدا تجربتين هامتين ملهمتين في التمويل والإنتاج، بالنسبة للعرض أصبح لدينا أفلام تسجيلية مثل فيلم (يهود مصر).[186] بالإضافة إلي وجود دار عرض تتيح مساحة كبيرة للأفلام المستقلة و البديلة والفنية مثل سينما زاوية في وسط القاهرة.

تلعب السينما البديلة” المستقلة” دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي الجماهيري والترويج غير المباشر للسياحة  من خلال المحافل الدولية والمهرجانات السينمائية وكذلك ترويجًا للفن الشعبي والتراث الثقافي من خلال الأهتمام بتصوير المناطق الأثرية، وعرضها للجمهورداخل وخارج البلاد.[187]مؤكدة ضرورة إفساح المجال أمام الشباب لعرض أفكارهم وإنتاج أعمالهم الأدبية والفنية ، وتخفيف القيود الرقابية.

 

إن معظم الأعمال المستقلة تحظي في الفترة الأخيرة بالدعم من الخارج؛ نظرًا لقمتها مثل فيلم “يوم الدين”.[188] لذلك علي الشباب الاهتمام بالسينما المستقلة والمشاركة فيها، لاسيما بعد انحسار صناعة السينما وانتشار السينما التجارية “آل السبكي”.

 

تعمل السينما المستقلة بعيدُا عن الأعمال التجارية التي لا تهدف سوي تحقيق الربح من خلال المشاهد المبتذلة. وأن أهم ما يميز هذه الأفلام إنها تُنتج بدون الحاجة إلي دورعرض كبيرة، كما يمكن عرضها في المنازل. وأن الفترة الأخيرة من بعد عودة هذه السينما البديلة وتحقيقها المزيد من الرواج  في تسويق الأفلام القصيرة الهادفة.[189] وهذا يرجع إلي ما شاهدته صناعة السينما من المغالاه في الإنتاج وسيطرة السينما الربحية.

أن مشروع “سينما زاوية” اضطُر إلى الرضوخ  لسلطات الرقابة المصرية، وبالإضافة إلي الامتناع عن عرض بعض الأفلام بدلاً من حذف مشاهد منها، قبل عرض أي فيلم على الجمهور، يجب أن يمر أولاً على هيئة الرقابة المصرية، مع العلم بأن السلطات لا تعترض عمل المؤسسات المعروفة مثل المركز الثقافي الفرنسي بقدر ماتفعل مع دور السينما المحلية.[190]

علاوة علي  جانب العراقيل التي تفرضها الرقابة المصرية، يواجه السينمائيون الذين يعملون خارج إطار النزعة الموجودة في الوسط، مجموعة من التحديات البيروقراطية التي تجعل من الصعب إنتاج فن نقدي للواقع و النظام الحاكم.  ينبغي على المخرجين الحصول على ترخيص من نقابة المهن السينمائية التي لا تمنح صفة العضوية سوى للسينمائيين الذين درسوا في الأكاديميات السينمائية الرسمية في البلاد.[191]

إن السينما البديلة ليست بالسينما المتمردة وإنما هي تعد فكرة خارج الصندوق من أجل مواجهة احتكار صناعة السينما بعد الثورة. كما أنها لا تقدم عمل ضد الدولة، ولكن ما يعيق هذا الأفلام البيروقراطية التي تواجها رغم تكلفتها البسيطة في الإنتاج.                                                                               

                                                                           

خاتمة الفصل الثالث

يمكن السينما أن تكون أداة للارتقاء بوعي المتلقي، وبوعي الإنسان بأن تفتح أمامه مجالا للتذوق والإحساس بالجمال والقيم. ويمكن أيضا أن تنزلق بالمتلقي حين توغل به إلى الغرائز وجميع الاثارة والمسائل التي تصل إلي مرحلة الانهيار في الأخلاق بمستوى الفرجة.

 

إن الإنتاج السينمائي يجسد الذاكرة التاريخية والبصرية والفنية.إذ تُعد الصورة السينمائية في السيناريو عمّا يحدث على أرض الواقع في زمن ما وتنقل للأجيال المقبلة أزمنة لم يتمكنوا من معايشتها في الواقع.

تلعب السينما بكافة أشكالها دورًا في التأثير علي الوعي السياسي للأفراد ولكن بدرجات مختلفة. حيث السينما التجارية تعمل علي عرض أفلام هابطة بلا حبكة فنية وتؤدي في النهاية إلي فساد الأخلام كما أنها لا تستطيع أن تنتقد الواقع أو النظام الحاكم فهي تعمل في كنف السلطة من أجل تحقيق المكاسب. أما السينما البديلة فلها دوركبير في نشر الوعي و ترويج للسياحة، كما تعمل علي إعادة روح الأبداع لدي الشباب ولا تحتاج إلي دور عرض كبيره حتي يشاهدها الناس.

تعدد الأراء تجاه صناع السينما، فهناك من يري أن صناع السينما التجارية لهم دور في انتعاش الاقتصاد وعودة السينما مرة أخري بعد الهبوط الذي شاهدته عقب الثورة لتدني الحالة الاقتصادية للمواطن، وأنها انقذت العاملين بهذا القطاع من البطالة. والبعض الأخر يري أنها فاسدة لأنها تبني مكاسبها علي حساب أخلاقيات المهنة وتستغل الظروف المجتمعية في توجيه أفلامها للشباب ولتدميرهم دون وعي وإدراك مع غياب الأهل في التوجيه.

والجدير بالذكر لكي تنتظم أحوال السينما وتعود للازدهار، لا بد أن تنتظم الاحوال السياسية والاقتصادية في البلاد، وتخفف الدولة من الدور الرقابي الذي تمارسه علي الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص. ولكن مازال هناك ثغرة بين الواقع في الشارع المصري ونظرة الناس إلي أنفسهم وكيفية تصويرهم في الأفلام من جانب وعلاقة النخبة السياسية بالنخبة السينمائية من جانب أخري.

الخاتمة:

سعت هذه الدراسة  إلي تناول العلاقة  بين علم السياسة و الفن من خلال التركيز علي المضمون النصي في السينما المصرية. من خلال استعراض عدد كبير من النظريات التي قدمها علماء السياسة والسينما في مجال الفني خاصة السينما.

 

    في الفصل الأول من الدراسة تم تسليط الضوء علي العلاقة النظام السياسي بالسينما، وتوضيح علاقة الرؤساء بالسينما، وكيفية تعاملهم مع الأفلام التي تُحاكي مساوئ الأنظمة. كما تم التطرق إلي تحليل مجموعة من الأفلام في الحقب المختلفة لمعرفة مدي تأثير السينما في النظام ومدي تأثر السينما بسياسات الدولة.

 

تبنت الدراسة مفهوم“السينما السياسية”بطريقة غير مباشرة وهي السينما التي لا تتطرق إلي القادة السياسين أو النظام السياسي بشكل ضمني في الأفلام السينمائية. فيمكن للفيلم أن يعرض قضية سياسية من خلال منظور اجتماعي بالأساس. فالسياسة لا تتعلق بالشأن العام فقط، ولكنها تتعلق بالشأن الخاص.

 

كما تم استعراض مجموعة من الاقترابات لتحليل دورالسينما في المجال السياسي وتأثيرها علي الوعي السياسي في المجتمع المصري بالتركيز علي اقتراب” تحليل المضمون “بشكل تفصيلي من خلال إبراز أهم مقولاته وحججه. وتبنت الدراسة منهج“الاتصال الجماهيري“وذلك لتحليل الأفلام السينمائية من خلال المرسل و المستقبل و الرسالة والتغذية الراجعة لمعرفة مدي تأثير السينما علي الأفراد، ولمعرفة لمن توجة الرسالة ومدي انعكاسها علي سياسات الدولة.وكذلك قامت الدراسة بتطبيق مجموعة من النظريات منها نظرية “علم نفس السينما ونظرية الانعكاس وإعادة بناء الواقع” التي تخص المجال السينمائي لمعرفة كيفية توظيف السينما في المجال السياسي من أجل التوصل إلي تأثير هذا علي الوعي السياسي للأفراد في المجتمع المصري.

 

  وتطرقت الدراسة إلي تأثيرالنظام السياسي علي صناع السينما، وكيفية توجيه صناع السينما بحيث يتم عرض أفلام تمُجد النظام الحالي وتسئ من النظم السابقة، ودور الرقابة في التدخل من حيث حذف أو تغيير نهاية بعض الأفلام التي تري أنها تثير الرأي العام تجاه النظام. وبالإضافة إلي عرض مجموعة من الأفلام التي تم انتجها خلال فترة الدراسة.

 

توصلت الدراسة بعد تحليل مجموعة من الأفلام المختلفة إلي أن صناع الأفلام طرحوا قضايا السياسية  بصورة غير مباشر ومباشرة من خلال نقد السياسات التي تسعي  للحد من استقطاب الاجتماعي  والحد من التناقض بين الأغنياء و الفقراء. و اتضح  أيضًا من تحليل الأفلام أن الافلام تعرضت لتناول قضايا سياسية من خلال تسليط الضوء علي قضايا الطبقية، التهميش، الانتخابات، استغلال الفقراء، العقيدة، وفي بعض الأفلام كان يتم طرح إمكانية  التغيير وإصلاح الواقع.

 

واتضح اختلاف أسلوب المبدعين في تناولهم للقضايا السياسية، فبعض منهم فضل طرح رؤيته بصورة مباشرة و واقعية و بين الأخر الذي فضل اللجوء إلي وقائع تاريخية لمحاكاة الواقع؛ لإدراكه بأن هناك فجوة بين النخب السياسية والنخب الفنية.

 

     وفي الفصل الثاني من الدراسة تم استعراض دورالسينما باعتبارها أحد أدوات القوة الناعمة، ودورها في التأثيرعلي الوعي الجمعي والسياسي للأفراد في المجتمع المصري. وتطرق إلي  دور الدولة  في استخدام السينما في التأثير علي المجتمع من أجل تحقيق المصالح.

 

     وقد اتضح الأهتمام الشديد في العهد الناصري بالسينما وقد نبع هذا الأهتمام من الرئيس عبد الناصر نفسه بالسينما و حبه لها وإدراكه لها كأداه للقوة الناعمة. فكان حريصًا علي دعم المؤسسة المصرية للسينما التي أنشئت في عصره وعلي إمداد الفنانين بكل ما يحتاجونه لإنتاج أفلامهم التي اتفقت واختلفت مع النظام السياسي.

 

    وفي عصر الرئيس السادات تغيرنمط الإنتاج السينمائي وتراجعت الدولة عن الإنتاج. ولكن تمتع  الفنانون  بحرية أكبروتجلي ذلك في بُعد الأفلام عن الأداه الرمزية و توجيه بعض الفنانين لنقد المباشر لسياسات النظام الاقتصادي المتمثلة في سياسات الانفتاح الاقتصادي.

 

   وفي عهد الرئيس مبارك شهد مجال الفن خاصة المجال السينمائي أهتمام كبيرإلي حد ما من قبل القيادة المصرية من خلال حرص الرئيس مبارك علي تشجيع إنتاج الأوبريتات المصرية والأفلام التي جسدت حرب أكتوبر 1973. كما حرص علي مشاركة الفنانين لحفلات الدولة الرسمية، وعلي الرغم من ذلك قام بإلغاء عيد الفنانين واستبدله بعيد الإعلامين؛ لإدراكه بأن دورهم يُماثل دور الفنانين في التأثير علي الوعي السياسي والجمعي لأفراد المجتمع، ولكن هذا لا ينفي ما يُقدم من أهتمام لهم من خلال علاج بعض الفنانين علي نفقة الدولة مثلما ما حدث مع الفنان طلعت زكريا.

وفي عهد الرئيس مرسي تراجعت القوة الناعمة علي كافة المستويات، فضلًا عما شهدته السينما والفنانين من حالة التعقيد في العلاقات، بالإضافة إلي تعرض عدد من الفنانين إلي بعض من الإتهامات أمثال الفنان عادل إمام والفنانة إلهام شاهين؛ وهذا ما ينعكس بالسلب علي علاقة الدولة في حكم الأخوان بالفن وخاصة السينما؛ يرجع ذلك لإدراكهم بأن السينما تخالف الشريعة الإسلامية وقيام الفنانين بتشويه صورتهم من خلال عرض أفلام مسيئه عنهم.

   وفي عهد الرئيس السيسي بدأت القيادة المصرية تُعيد أهتمامها بالقوة الناعمة خاصة فيما يتعلق بمجال الفن لإدراكهم أهمية إستغلال القوة الناعمة لإستعادة مكانة مصرالعربية في الفن. كما قامت الدولة بمشاركة الفنانين في زيارات الرسمية علي المستوي الدبلوماسية الشعبية إعترافًا بدورهم في التأثير.

 

    في الفصل الثالث من الدراسة تم التطرق إلي دور السينما بكافة أنواعها التجارية والبديلة في تأثيرها علي تشكيل الوعي السياسي للأفراد في المجتمع المصري، والتطورات التي طرأت علي السينما بعد ظهور السينما البديلة مرة أخري.

 

    والجدير بالذكر أن السينما بكافة أشكالها تلعب دورًا في التأثير علي الوعي السياسي للأفراد ولكن بدرجات مختلفة، حيث السينما التجارية تعمل علي عرض أفلام هابطة بلا حبكة فنية وتؤدي في النهاية إلي فساد الأخلاق. كما أنها لا تستطيع أن تنتقد الواقع أو النظام الحاكم فهي تعمل في كنف السلطة من أجل تحقيق المكاسب. أما السينما البديلة فلها دوركبير في نشر الوعي و ترويج للسياحة، كما تعمل علي إعادة روح الأبداع لدي الشباب ولا تحتاج إلي دور عرض كبيره حتي يشاهدها الناس.

 

تبين إن السينما البديلة ليست بالسينما المتمردة. وإنما هي تعد فكرة خارج الصندوق من أجل مواجهة احتكار صناعة السينما بعد الثورة.كما أنها لا تقدم عمل ضد الدولة، ولكن ما يعيق هذا الأفلام البيروقراطية التي تواجها رغم تكلفتها البسيطة في الإنتاج.                                                                              

النتائج التي توصلت إليها الدراسة:-

 

-أصبحت السينما المصرية نموذج لسينما في العالم الثالث الذي تتداخل فيه الأبعاد السياسية مع الفنية و الاجتماعية بصورة واضحة. وقد تجلي دور الدولة في الإنتاج السينمائي في الحقبة الناصرية من خلال مجموعة أفلام أنتجتها الدولة عن طريق مؤسسة المصرية العامة للسينما، وكانت طريقا لعرض الرؤي البديلة و المعارضات لسياسات النظام الحاكم.

 

– لابد من اصدار تشريعات وقوانين تعمل على الاعتراف بالسينما البديلة وبالأعمال الفنية التي يقدمونها دون معوقات، نظرًا لأهمية تقديم ما يخرجونه من أعمال فنية للشباب والجمهور لحثهم على المشاركة المجتمعية.

 

-الفيلم السينمائي في العالم الثالث له دلاله خاصة حيث أنه يتميز بمجموعة من الخصائص من حيث تداخل البعد الشخصي مع السياسي و الاجتماعي، ويسعي لتحسين الأوضاع .كما تناقش السينما القضايا  التي تتعلق بالفقرو الهوية الشخصية و الطبقية وقضايا المرأة، والعشوائيات.

 

-لعبت السينما دورًا كخطاب سياسي غير تقليدي في نقد السياسات المتبعة من قبل النظام السياسي. وبالإضافة إلي تمتعها في بلورة أفكار مغايرة للنظام السياسي في فترات سياسية مرت بها مصر كان لا يسمح وقتها بنقد سياسات النظام أو معارضته ولكن سمحت الدولة للسينما بإنتاج أفلامهم مع وجود قيود علي إبداعتهم.

 

-وجود أهمية كبيرة للسينما بعد عام 2015 وإدراك الدولة لأهميتها واتضح ذلك في استخدامها في السياسة الخارجية للبلاد، بالإضافة إلي  تزايد تواجد الفنانين في كافة الحفلات الرسيمة للدولة، وإشادة الدولة بدور الفن في التوعية والتأثير علي الأفراد وحثهم علي المشاركة في الحياة السياسية.

 

-لم تبدأ السينما في اتخاذ الطابع السياسي في بداياتها فالأفلام الأولي للسينما لم تحن ذات طابع سياسي فكان الهدف هو فقط الترفيه من خلال طرح موضوعات كوميدية ورمانسية، في الحقبة الملكية كان أغلب الافلام هدفها الترفيه الأفلام قليلة كانت تحمل قيمة فكرية ذات مغزي سياسي. وكانت تركز السينما في تلك الفترة علي التناغم الاجتماعي فلم يركز الفيلم ع إبراز التناقضات الطبقية وهو مايميز الفيلم السياسي ، لكن هذا لا نفي وجود سينما سياسية في مصر قبل ثورة 1952.

 

-يمكن استخدام الأفلام كأدوات لاكساب النظم السياسية الشرعية؛ فجميعها يسعي إلي تبرير شرعيته من خلال المضمون السياسي في الافلام. وتزاد أهمية الافلام في النظم السلطوية بسبب التضييق علي الفنانين. وأهتم بكيفية توظيف الفيلم  السياسي من قبل النخب أو الفنانين ، ولذلك كان يستخدم الفيلم  كأداه للدعائية للحرب.

 

-يكشف الفن عادة  لنا عن جوهر الأشياء، يضعها أمام نصب أعيننا، يجعلنـا نخلـع الزيـف عنهـا، يـؤثر فينا ونؤثر فيه. نستمتع أيضًا بطرقه وأساليبه  الفنية التي يقدم من خلالها الرؤى الفنية المختلفة. لـذلك العـالم الـذي نحيـا فيه الآن، والذي قد نستشعر أننا نراه لأول مرة رغم أننـا نحيـا بداخلـه ونتعايش مع هذه الأحداث والقضايا لكن عندما يقوم الفن خاصة السينما بطرحها لهذه القضايا يجعلنا نتعايش ونري مالم نراه في الواقع نظرا لامتلاك السينما لغتها الفنية الخاصة في التأثير حتي لو كان فيلم لم يحتوي علي أي معني فهو أيضا له تأثيره.

 

-غلب الطابع السياسي علي الأفلام التي ظهرت فيها شخصية الوزير،خاصة إذا كانت هذه الشخصية محورية في الفيلم.

 

-الهدف الأساسي للأفلام ما بعد الثورة، هو انتقاد المرحلة التي ينتمي إليها النظام السابق.

 

-الدور الوطني الذي تلعبه الاستخبارات المصرية عن طريق السينما في إحياء الوعي الوطني.

 

– أصبح الصحفي بعد الثورة هو الباحث عن المتاعب السياسية، والمشكلات المرتبطة بأمن الوطن.

 

-ساهمت السينما من خلال الأساليب المختلفة في نشر الوعي  في المجتمع المصري من خلال الرسالة الاتصالية والمتعة البصرية.

 

-شكلت الصورة السينمائية في مجملها الأداة في تشكيل الوعي السياسي للأفراد خاصة بعد الثورة وتجلي أهمية السينما كأداة للتوعية ومحاكاة الواقع.

 

-هناك علاقة تبادلية بين السينما والسلطة السياسية.

 

-تعتبر السينما أحد آليات الثقافية من خلال ما تحمله قدرة علي تشكيل وتنمية وإثراء الثقافة في المجتمع المصري من خلال نشر وترويج رسائل غير مباشرة من حيث تقديم المضامين والاسقاطات المختلفة.

 

– بعد الأنتهاء من الإجابة عن تساؤلات الفرعية، وجدنا أن هناك قضايا أخري جديرة بالدراسة مثل التاثير السياسي للأفلام علي السياسية الخارجية و دورها في الدبلوماسية الشعبية وهو ما يتسق مع الاتجاة الجديد في دراسة السينما في دراسة الجمهور أو الفنان كفاعل رئيسي في التأثير.

 

التوصيات التي توصلت إليها الدراسة:-

 

1-إعداد دورات علمية بالمؤسسات الاعلامية تتعلق بصناعة الأفلام من منظور سياسي.

2-تسهيل المهام علي المخرجين الشباب في الوصول إلي المعلومات السياسية عبر توفير المراجع والكتب الخاصة بالسيناريو الخاص بالقضية التي يريدون طرحها.

3-تراجع الدولة عن تقديم الدعم  للقطاع السينمائي، مما يجعل بعض الأفلام تسير في عكس  تيار القيم المتعارف عليها في المجتمع، وعدم تمكنها من القيام بنفس الدورالتي كانت تؤديها سابقًا من حيث تأثيرها عيل المجتمع بموضوعاتها، لذلك نسير في تجاه معاكس لما يقتضيه بتكفل الهوية المجتمع  سينمائيًا.

4-يجب علي صانعو الأفلام نشر الثقافة الشعبية من خلال تقديم عناصرها في أعمالها للحفاظ علي هوية المجتمع، مع مراعاة المردود الاجتماعي.

5-إعادة تمويل الدولة لقطاع الإنتاج السينمائي، لما لها دور مهم في العملية الإنتاجية.

6-تفعيل القوانين والتشريعات التي تضمن عدم تعرض الفنانين إلي إساءه عند نقدهم للواقع السياسي.

7-العمل علي تحجيم السينما التجارية، لما لها من تأثير سلبي علي سلوكيات الشباب في المجتمع.

 

في نهاية الدراسة يقول الأديب نجيب محفوظ”إن المعاصر هو أسوأ مورخ”،[192] لأنه باختصار يرى كل شيء عن قرب في الوقت الذي تحتاج فيه بعض الحوادث والأمور إلى نظرة من بعيد كي تتمكن عين الرائي أو ذاكرة الحاكي من التقاط  التفاصيل الكاملة أو شبه الكاملة للوقائع والتأثيرات المختلفة وانعكاسها علي سلوكيات الأفراد في المجتمع بما فيها مؤسسات الدولة.

-فيلم بعد الطوفان:

 

اللقطة

 

 

تصنيف العمل تشويق وإثارة
الحوار  أحمد عزمي”كريم”:أنت مين ياض ومين اللي بعتكالشاب: الحج بلال افتكركم حكومة

أحمد عزمي: وهو لسه في البلد حكومة

الشاب: ولمرسي قولتله كده ماصدقنيش وأن شغل الحكومة شغل خبص بس هو مصدقنيش ان شغل الندرجية بقي موضه بطلانه

أحمد عزمي: روح لمعلمك قوله خلاص أن البلد رجعت لصاحبها وأن الحكومة اللي جاية هتبقي لينا مش علينا وأن أحنا لازم نحب بعض ونصدق بعض مش نخاف من بعض

 

 

الملحق (1-1)

-فيلم فبراير الأسود

اللقطة
تصنيف العمل كوميدي اجتماعي ساخر
الحوار خالد صالح: أنه في يوم 4 فبراير شباط 2010 حصلت لاسرتي مصيبة سوداء تثبت مدي العنصرية السياسية والاجتماعية التي تعيشها مصر.دي خريطة للاوضاع الاجتماعية في جمهورية مصر العربية في ظل المأساة التي تعيشها البلد مافيش حد يقدر يعيش مطمن علي  كرامته وحياته وأسرته الا الافراد  في هذه المنظومات الثلاثة :منظومة الجهاد السيادية الحكومة أمن الدولة المخابرات بانواعة

ثانيا منظومة العدالة  القضاء النيابة الشرطة

ثالثا منظومة الثروة وفي الحقيقة المنظومة دي بتتعامل وتكاد تشتري المنظومتين دول ،الناس دي بس تقدر تنام مطمنه أن محدش يأذيهم إلي الفئة الأمنه يوم الدين .أما اللي زينا العلماء  دكاترة مدرسيين فأحنا مرشحين نأخذ بالجزمة لا قيمة لنا في هذا الوطن أصبح وطنهم ما وبناء علي ذلك في حلين نطفش في أي دولة محترمة.

أذا فشلنا في أننا نهاجر نحاول ننتمي للفئات الامنه من خلال الجواز وندخل مظلمة الامان الخاصة بهم.

 

 

الملحق(1-2)

-فيلم تتح

اللقطة 

 

 

تصنيف العمل كوميدي ساخر
الوصف المكان المريوطية امام الاتحادية موقعة الجمل
الحوار شريف: فين الورق؟تتح:اسمع يا مهند أن كنت فاكر نفسك نزلت من تركيا عشان  خاطر تنصب علي مصر فعاوزة اقولك مصر مش مستحمله أحنا مخلصين علي بعض كله قايم بالواجب مع التاني.

أنت جبت شنطة الفلوس

شريف:تعالي

تتح:لا لا انت تركي يعني في علاقات قديمة بنا زمان امان يالالي أما دول صهاينة وأنا لا اسمح للصهيون يدخلوا بيتي خاصة بينامين حمادة

 

الملحق(1-3)

-فيلم اشتباك

 

اللقطة
تصنيف العمل دراما
الحوار آدم: عاوزين تلفونحسام: أنتم بتعملوا أيه هنا

فيشو: ياجدعان أكيد إخوان

آدم: والله ما إخوان مقبوض علينا بالغلط والله ،ومحتاجين مكالمة واحدة تحل سوء تفاهم ده كله

نجوي: طيب كام  الرقم

حسام: اصبري يا نجوي

صلاح: بصوا تاني ده بيعمل أية

صوت أحد الجماهير:أنتم تبع مين يعني

آدم: أحنا صحافة

بدأ المتظاهرون يرموا عليهم حجارة

الملحق(1-4)

اللقطة
الحوار آدم:كفاية بقي مش طريقة دي يا جماعةأحمد هاشم:هو شخص إخواني جري يضرب في اللي بيشتم فيهم.

الملحق(1-5)

-فيلم طلق صناعي

اللقطة
تصنيف العمل كوميدي ساخر
الحوار السفير الأمريكي: اللي بتعمله ده جريمة دولية وللمواثيق الأمم المتحدة، وكده بتعرض نفسك واللي معاك لخطر كبيرحسين:الخطر يا فندم أن أي حد يخش جوه السفارة ،أنا محترف يا فندم

السفير الأمريكي:أحنا عارفين إنك محترف

اللواء حافظ: تخلني اكلمه أنا

السفير الأمريكي: حسين أية طلبك

حسين:ساعة واحدة وأقولكم كل طلباتي، المشكلة دلوقتي أن في واحدة من المخطوفين  حامل ومحتاجين دكتور ضروري

السفير الأمريكي: خارجها وأحنا نعالجها

حسين:محدش هيخرج بره سفارة يا فندم

اللواء حافظ: تسمحلي أنا اتفاوض معاه

السفير الأمريكي: حضرتك اشتغلت قبل كده في التفاوض

اللواء حافظ:أنا خبير استراتيجي في التفاوض

اللواء حافظ:حسين عبد السلام معايا ،دكتور مين اللي أنت عاوزة….الخ

السفير الأمريكي: توقف يا حافظ توقف

اللواء: أهدا يا فندم الموضوع مش محتاج تهور أحنا عارفين المصريين كويس وبنعرف نتعامل معاهم اديني خمس دقائق سعاتك

السفير الأمريكي: دقيقة واحدة، بس ما تهتدهوش

اللواء حافظ: كرسي يا بني لسيادة السفير

اللواء لحسين: والله لو ما طلعت دلوقت هاجي اطلعت علي نقاله

السفير الأمريكي: لو أنتم مش خايفين علي المصريين اللي جواه ، أحنا خايفين علي الأمريكان

اللواء حافظ: أحنا عارفين بنعمل أية كويس.

الملحق(1-6)

قائمة المراجع

المراجع باللغة العربية:-

أولا : الكتب:

 

1-إبراهيم العريس (2016)،السينما والمجتمع في الوطن العربي،القاموس النقدي للأفلام،بيروت،مركز دراسات الوحدة العربية)

2-أبراهيم العريس وآخرون(2014)، السينما العربية: تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي،(بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية و المعهد السويدي بالاسكندرية)

3-جان الكسان،(يناير 1987)،السينما في الوطن العربي،(سلسلة كتب ثقافية،الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب).

4-جان الكسان(2012)،تاريخ السينما السورية،(دمشق،منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب)

5- خالد ربيع السيد(2008)،الفانوس السحري:قراءات في السينما،(المملكة العربية السعودية،الطبعة الأولي،النادي الأدبي بحائل)

6-رعد سليم الصفار(2016)،المعرفة والتفكير المعاصر:اكتسابها،أنمطها،تنميتها،(عمان،شركة دار الاكاديميون للنشر والتوزيع)

7-د.سلمي مبارك،النص والصورة السينما والأدب في ملتقي الطرق،(الهيئة المصرية العامة للكتاب)

8-د.عمر الشريف(2017)،أعلام منسية:دراسة تاريخية من أرض الغربية،(ببلومانيا للنشر والتوزيع)

9-محمد زهدي(1996)،الحب والسياسة في السينما الامريكية،(القاهرة،مكتبة مدبولي)

10-محمود قاسم(2012)،الفيلم السياسي في مصر،(القاهرة الهيئة المصرية العامة  للكتاب)

11-د/مصطفي مرتضي(2016)،المثقف والسلطة رؤي فكرية،القاهرة،شركة الروابط للنشر وتقنية المعلومات)

12-هاشم النحاس(2008)،السينما الشابة الموجة الجديدة في السينما المصرية،(الهيئة العامة لقصورالثقافة،الطبعة الأولي)

13-يونج،سكيب(2015)،السينما وعلم النفس علاقة لا تنتهي،(ترجمة سامح فرج)،(مصر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثفاقة.

ثانيًا الرسائل العلمية: 

14-ايمان محمد عبد الهادي جمال الدين،معالجة التلفيزيونية للقضايا السياسية في البرامج الحوارية ودورها  في تشكيل الثقافة السياسية للشباب المصري،(رسالة ماجستير،جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية القاهرة،2016)

 

15-بن عباس صلاح الدين، لعياضي عبد الرؤوف، تأثير الوعي السياسي في السينما الجزائرية:دراسة تحليلة سيمولوجية لفيلم”كرنفال في دشرة”،(رسالة الماجستير،جامعة محمد بوضياف،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،2017)

 

16-رضوان لعجيمي بلخيري، العرب والمسلمون في السينما الأمريكية بعد 11 سبتمبر 2011بين التشوية والتنميط:دراسة تحليلية سيميولوجية لعينة من الأفلام السينمائية،(جامعة العلوم الإنسانية  والاجتماعية،مجلد43،ملحق5)2016.

 

17-عادل فاتح عساف الحنانه، دور الإعلام الالكتروني في نشر الوعي السياسي لدي طلبه الجامعة الاردنية،(رسالة ماجستير،جامعة الاردنية)

 

18-غرال مريم،شعوبي،نورالهدي، تأثيرمواقع التواصل الاجتماعي علي تنمية الوعي السياسي لدي طلبة الجامعين،(رسالة ماجستير،جامعة قاصدي مرباح،ورقلة،كلية العلوم الانسانية والاجتماعية)،2013-2014.

 

19-مافي ماهر امين عبد الملك، صورة الحادي عشر من سبتمبر في السينما المصرية والامريكية،دراسة تحليله،(رسالة ماجستير،جامعة القاهرة،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية)القاهره،2016

 

20-محمد عبد الله محمد الحورش، الوعي والمشاركة السياسية لدي المواطن اليمني: دراسة ميدانية: دراسة حالة لأمانة العاصمة صنعاء،( رسالة ماجسيتر،جامعة الشرق الأوسط،كلية الاداب والعلوم، عمان،2012)

 

21-منصور بن كادي، البرامج السياسية في الإعلام الفضائي الجزائري الخاصودورها في تنمية الوعي السياسي لدي الطالب الجامعي،(رسالة ماجستير،جامعة محمد خضير،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،بسكرة،2015)

ثالثًا مشاريع التخرج

22-هناء زياد البروز، صناعة السينما ورسائلها و أبعاد تأثيرها علي الوطن العربي،( مشروع تخرج، جامعة النجاح الوطنية، كلية الفنون الجميلة و تصميم الجرافيكي،2008)

رابعًا الدوريات

23-د.إبراهيم نوار(2018)،مصادر القوة الناعمة ومكانة مصر في العالم،(المركز العربي للبحوث   والدراسات)

24- أحمد النكلاوي(1998)، الإعلام المرئي: التليفزيون والفيديو والسينما، والوقاية خير من الجريمة،(جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية،معهد الدراسات العليا،الرياض)

25- أمل الجمل(2015)، تحرية القطاع  العام في السينما المصرية، السينما العربية،السنة الأولي، العددالأول)

26- ايه عبد العزيز(2017)،القوة الناعمة في مصر من أين إلي إين؟،مركز البديل للتخطيط والدراسات الاستراتيجية)

27- بدرالدين مصطفي(2012)،سينما نوفوأو السينما كأداة للمقاومة والتمرد، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، العدد117.

 

28-حسن سعد عبد الحميد(2015)، صورة السياسي  ورجل الأمن في السينما المصرية،(المركز العربي الديمقراطي،7أغسطس)

29-دراج فيصل(2018)،السينما المصرية في مراحل متعاقبة: ملاحظات أولية،(القاهرة،مركز الدراسات الوحدة العربية)

30ريناد زين،تناول قضيتي العنف والإباحية في السينما المصرية بين(2008-2015)الجزء الأول،(مركز البديل للتخطيط والدراسات)

ثالثا الصحف و المجلات

31-________،أبحث عن سينما إنسانية وليست سياسية(سعيد مرزوق)، فيلم المذنبون، من ملفات المركز الكاثوليكي،___.

32- أحمد فاروق (2018)،الثقافة المصرية تستعيد أصولها السينمائية للاستثمار في صناعة الأفلام:تخطيط لتطوير الاستديوهات و دور العرض والمشاركة في الإنتاج،جريدة الشرق الاوسط،العدد14591،9.

33_ أحمد محمد أبو زيد(2013)،القوة الناعمة المصرية بين الصعود والتراجع،مركز المنهل،العدد5

34- أسامة عبد الفتاح(2011)،السينما في عصر مبارك..محاولات واقعية:وزعيم أوحد”مواز لزعيم القصر،بوابة الأهرام

35- أشرف بيومي(2014)،حوار حول سينما الثورة،الجزيرة الوثائقية.

36-بدر الدين مصطفي(2012)، سينما نوفو أو السينما كأداة للمقاومة والتمرد،المجلة العربية للعلوم الإنسانية،العدد117.

37-دعاء جلال(2018)،السينما المصرية….كانت أهم مكونات القوة الناعمة،جريدة الاهرام،العدد47906

38-علاء عبد العزيز السيد،الفيلم بين اللغة والنص:مقارنة منهجية في إنتاج المعني والدلالة السينمائية

39-فؤاد الكنجي(2016)،أهمية السينما في المجتمع،الحوار المتمدن،العدد5102

40-محمد مختار(2014)،الإنتاج السينمائي في مصر اتجاهات وظواهر،جريدة الاهرام،العدد46587

41-مصطفي المنساوي،تاريخ السينما العربية”مدخل للفهم والتفسير”،السينما العربية:تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي”ملف”.

42-منال فاروق(2012)،السينما المصرية وقضايا المرأة رصد وتحليل،الحوارالمتمدن،العد 3899

رابعًا  المواقع الالكترونية

43-______، السينما البديلة: صوت الواقع ووجهة الشباب العربي،مجلة ميم،25أغسطس2017،تاريخ الدخول 29-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://meemmagazine.net/2017/08/25

44-_____، السينما البديلة وجها لوجه مع الوعي السياسي،الأيام،25آزار،متاح علي الرابط التالي

https://www.alayam.sy/…/2133-السينما-البديلة-وجها-لوجه-مع-الوعي-.

45-_____،السينما المصرية أزمة عناوينها الإنتاج والاحتكار والشللية،البيان،28سبتمبر2010،تاريخ الدخول 10-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.albayan.ae/five-senses/2010-09-28-1.287507

46-_____،السينما والسياسة أية علاقة وبأي أفق؟،جريدة العالم،تاريخ الدخول 6-3-2019،متاح علي الرابط التالي

http://www.amazighworld.org/arabic/news/index_show.php?id=3542

47-_____،التأثير الإعلام علي الرأي العام وانعكاس ذلك علي السياسة الأمنية، مصرس،21-4-2012،تاريخ الدخول 4-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://alwafd.news/%D8%AA%D8%

48-_____،سينما “أيام السادات”،مصرس،26-12-2018،تاريخ الدخول 13-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.masress.com/rosasabah/101663

49-_____،“سينما النهضة”تطرح أول فيلم إخواني،سكاي نيوز العربية، 2مارس 2013،متاح علي الرابط التالي

https://www.skynewsarabia.com/varieties/135581

الجزيرة،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي”50-_______،فبراير الأسود”.. عبيد مصر

https://www.aljazeera.net/…/فبراير-الأسود-عبيد-مصر-والفئات-الآ.

51-أمين العروسي،”عين” علي الواقع المرير وإشراقه”شمس”المستقبل،قنطرة،متاح علي الرابط التالي

https://ar.qantara.de/content/lfylm-lmsry-yn-shms-yn-l-lwq-lmryr-wshrq-shms-lmstqbl

52-أحمد تايلور(2018)،فيلم “سري للغاية”..حينما تكون السينما في خدمة السيسي،ن بوست،متاح علي الرابط التالي

https://www.noonpost.com/content/21656

53-أحمد سالم(2019)،غياب القوة الناعمة لمصر،حفريات،متاح علي الرابط التالي

https://www.hafryat.com/ar/blog/%D8%BA%D9

54-أحمد فايق(2018)،فيديو..مخرجة”رحال”تكشف تفاصيل حصول الفيلم علي جائزة هونج كونج،جريدة الوفد،متاح علي الرابط التالي

https://alwafd.news/%D9%85%D9%8A%D9%80%D

55-أحمد يوسف(2014)،حوارا مدير”غرفة السينما”هذه أسباب ضعف الصناعة في مصر،دوت مصر،متاح علي الرابط التالي

http://www.dotmsr.com/news/204/689355/%

56-جمال عبد الناصر(2014)،مناقشة ساخنة حول تأثير السينما في المجتمع علي هامش مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأروبية،اليوم السابع،متاح علي الرابط التالي

https://www.youm7.com/story/2019/2/10/

57-حسن الحريري(2015)،كيف وجدت الفلسفة دروبها في عوالم السينما والصورة؟،جريدة الشرق الأوسط،متاح علي الرابط التالي

https://aawsat.com/home/article/391416

58-خالد طه(2015)، بالفيديو السيسي لأحمد السقا ويسرا:والله هتتحاسبوا علي اللي بتعملوه، جريدة في الفن،متاح علي الرابط التالي

https://www.filfan.com/news/details/45063

59-خالد يوسف يدافع عن أفلام العشوائيات،أخبارك،الفيديو متاح علي الرابط التالي

http://www.akhbarak.net/news/2018/11/05/

60-دعاء حلمي(2010)،السينما البديلة في خطر،مصرس،متاح علي الرابط التالي

https://www.masress.com/alkahera/1660

61-دينا إبراهيم علي(2018)،السينما والسياسة بين التنظير والواقع السياسي،إضاءات،متاح علي الرابط التالي

https://www.ida2at.com/cinema-and-politics-between-endoscopy-and-political-reality/

62-سارة سيد(2014)،وسمر ايهاب،بالصور 27 فيلما تربعت علي قائمة إيرادات السينما المصرية في 2014،جريدة الوطن،متاح علي الرابط التالي

https://www.elwatannews.com/news/details/629038

63-سارة نعمة الله(2012)،18 يوم،وبعد الطوفان،…أفلام عن ثورة ينايرمازالت في العلب،بوابة الاهرام،متاح علي الرابط التالي

http://gate.ahram.org.eg/News/156866.aspx

64-سمير الجمل(2012)،اقطعوا رأس عادل امام فورًا،جريدة القاهرة اليوم،متاح علي الرابط التالي

http://hshaddad.powweb.com/Cinematech/WICinema/WICinema_SPSL/WICinema_SPSL_97z.HTM

65-شاهندة عبد الرحمن(2018)،الخارجية:السينما المصرية من أهم أدوات القوة الناعمة،بوابة العرب،متاح علي الرابط التالي

https://www.albawabhnews.com/2991871

66-طارق خميس،فيلم اشتباك:الثورة المصرية في “عربة ترحيلات“،فُسحة،متاح علي الرابط التالي

https://www.arab48.com/%D9%81%

67-طارق عزام(2018)،من عبد الناصرلسيسي:كيف أخضعت السلطة السينما؟،إضاءات،متاح علي الرابط

https://www.ida2at.com/abdel-nasser-sisi-how-did-power-subject-cinema/

68-عبد السلام الوايل(2018)،السينما ممارسة اجتماعية منظمة،الفصيل،متاح علي الرابط التالي

https://www.alfaisalmag.com/?p=11598

69-فايزة هنداوي(2016)،مصر تفوز باثنين من أهم جوائز المهرجان و”يوم الستات” يعود خاوي الوفاض،القدس العربي،متاح علي الرابط

https://www.alquds.co.uk/%

 التبعية والدعاية، القدس العربي،متاح علي  70-محمد عبد الرحيم(2014)،الفيلم المصري والسلطة السياسية

https://www.alquds.co.uk/%EF

71-محمد طارق(2017)،”مولانا”عندما يكون المؤلف هوبطل الفيلم،إضاءات،متاح علي الرابط التالي

https://www.ida2at.com/mawlana-when-the-author-is-the-movie-star/

72-محمد مختار(2014)،الإنتاج السينمائي في مصر اتجاهات وظواهر،جريدة الاهرام،متاح علي الرابط

http://www.ahram.org.eg/News/

73-د.محمد المرسي(2018)،”ناصر”مؤسس قوة مصرالناعمة،البوابة نيوز،متاح علي الرابط التالي

https://www.albawabhnews.com/2900061

74-محمد نبيل(2018)،فيلم يوم الدين….مرشح مصر الوفرحظًا إلي الأوسكار،صدي البلد،متاح علي الرابط التالي

https://www.elbalad.news/3445369

75-محمود عبد الشكور،فبراير الاسود.. الفيلم الهام والتوقيت السئ،جريدة عين السينما،متاح علي الرابط

http://eyeoncinema.net/Details.aspx?secid=30&nwsId=1117

76-محمود ياسين(2010)،التكنولوجيا أثرت في إحساس الجمهور بالسينما،البيان،متاح علي الرابط التالي

https://www.albayan.ae/five-senses/2010-08-20-1.275824

77-محيي الدين سعيد(2014)،قوة مصر الناعمة..تحديات استعادة الدور،اليوم السابع،متاح علي الرابط التالي

https://www.youm7.com/story/2014/10/14/%D9%

78-مصطفي راغب(2015)،أفلام في قبضة السلطة:السينما والرقابة من الملك فاروق إلي السيسي،بلدنا اليوم،متاح علي الرابط التالي

https://www.baladnaelyoum.com/news/5c64ecf2a243215a2e3f424a

79-مروة عبد الفضي(2014)،منع فيلم “حلاوة روح”يسبب شرخا في الشارع المصري،مجلة سيدتي،متاح علي الرابط التالي

https://www.sayidaty.net/node/169811

80-مريم علاء(2016)،السينما والواقع:كيف تعكس السينما الواقع أو تخلقه في الحقيقة،متاح علي الرابط التالي

https://www.ts3a.com/%D8%A7%

81-منه الله الابيض،مصطفي طاهر،جمال عبد الناصر والقوة الناعمة..الثقافة للشعب أم لصالح المركزية السياسية؟،بوابة الاهرام،متاح علي الرابط التالي

http://gate.ahram.org.eg/News/1781442.aspx

خامسًا المحاضرات

81-الزبير بن عوز“محاضرات في الاتصال الجماهيري( موجهه لطلبة السنه الثالثة علم الاجتماع والاتصال،14-3-2015)

82-بوزيفي وهيبة،”اقتصاديات الصناعة السينمائية”،(محاضرة،كلية علوم الاعلام والاتصال،جامعة الجزاير،18ديسمبر2015)

83-محمد صفار،”اليوتوبيا و الخيال السياسي “( في مقرر النظرية السياسية للفرقة الثالثة الترم الثاني،بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، العام الجامعي 2018-2019)

سادسًا الفيديوهات

الأفلام الدراسة

84-فيلم بعد الطوفان متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=lzJL8dCLyqo

85-فيلم حظ سعيد متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=KbM4uhAjC9

86-فيلم فبراير الأسود متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=OkmZIxhoyLI

 

87-فيلم تتح متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=Lu3576dheiw

88-فيلم الجزيرة 2 متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=5BTIc-o962g

89-فيلم نوارة متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=z-oM0nN2lfg

90-فيلم اشتباك متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=wigT8LJtmBs

91-فيلم مولانا متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=IvYPwq34Nng

92-فيلم طلق صناعي متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=auv7q-VS5VE

93سينما البديلة:حوار مع المخرج بيشوي يوسف،بي بي سي نيوز العربية،14 فبراير2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=OXPAF8c-Iak

المراجع باللغة الانجليزية

  1. periodicals

1-Samak, Qussai. The Politics of Egyptian Cinema,( MERIP Reports, No. 56 (Apr., 1977), pp. 12-15)Published by : Middle East Research and Information Project, Inc. (MERIP).

2-Mansour, D. (2012) ‘Egyptian film censorship: safeguarding society, upholding taboos, Alpha Ville: Journal of Film and Screen Media, 4

II.websites

3-Ezz Eldin,Farah,Others, Publication | Mapping cinema Audiences :Egypt,Nas network, access at 22-2-2019,

[1] رضوان لعجيمي بلخيري،العرب والمسلمون في السينما الأمريكية بعد 11 سبتمبر 2011بين التشوية والتنميط:دراسة تحليلية سيميولوجية لعينة من الأفلام السينمائية،(جامعة العلوم الإنسانية والاجتماعية،مجلد43،ملحق5،2016

[2] محمد زهدي،الحب والسياسة في السينما الامريكة،(القاهره،مكتبه مدبولي،1996)ص91،65،48

[3] حسن سعد عبد الحميد، صورة السياسي ورجل الأمن في السينما المصرية،(المركز العربي الديمقراطي،7أغسطس2015

https://democraticac.de/?p=17747

[4] جان الكسان،يناير 1987، السينما في الوطن العربي،،سلسلة كتب ثقافية، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب.

[5]) عادل فاتح عساف الحنانه، دور الإعلام الالكتروني في نشر الوعي السياسي لدي طلبه الجامعة الاردنية(رسالة ماجستير،جامعة الاردنيه

Http://theses.ju.edu.jo/original.abstract/jua0716944/juao716944.pdf

[6] خالد جمال الشيخ، دور الأفلام الوثائقية في تعزيز الوعي السياسي  لدي طلبة الإعلام في جامعة فلسطين:دراسة ميدانية،(جامعة محمد خضير،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،بسكرة،2015).

[7] رباب حسين محمود عبد الله، معالجة الأفلام السينمائية لموضوعات  الباراسيكولوجي وعلاقتها بمفاهيم الشباب المصري عن السلوالبشري،(كلية الاعلام، تخصص إذاعة وتليفزيون)

http://www.erepository.cu.edu.eg/index.php/cutheses/article/view/7527

[8] منصور بن كادي،البرامج السياسية في الإعلام الفضائي الجزائري الخاصودورها في تنمية الوعي السياسي لدي الطالب الجامعي،(رسالة ماجستير،جامعة محمد خضير،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،بسكرة،2015)

[9] هاشم النحاس، السينما الشابة الموجة الجديدة في السينما المصرية،(الهيئة العامة لقصورالثقافة،الطبعة الأولي)2008

[10] Mansour, D. (2012) ‘Egyptian film censorship: safeguarding society, upholding taboos’, Alpha Ville: Journal of Film and Screen Media,. https://cora.ucc.ie/bitstream/handle/10468/5754/ArticleMansour.pdf?sequence=1&isAllowed=y.

[11] ريناد زين العابدين محمد رجب، تناول السينما المصرية لقضيتي العنف و الإباحية 2008-2015،(المركز العربي الديمقراطي، 2 أغسطس2016)

https://democraticac.de/?p=34979

[12] Samak, Qussai. The Politics of Egyptian Cinema,( MERIP Reports, No. 56 (Apr., 1977) pp. 12-15

Published by : Middle East Research and Information Project, Inc. (MERIP).

 

,

 

[13] ستيانوف،نظرية الانعكاس والفنون،(مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي،2014) سافو

متاح علي الرابطhttp://www.ssrcaw.org/ar/print.art.asp?aid=421869&ac=2

[14] عبد الله فؤاد، علم النفس السينما: هل الأفلام تؤثر علي  سلوكنا، إضاءات،21اكتوبر 2016، متاح علي الرابط التالي

https://www.ida2at.com/psychology-of-the-cinema-do-movies-affect-our-behavior/

 

 

[15] يونج،2012،السنيما وعلم النفس،ترجمة سامح سمير فرج،(مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة،الطبعة الأولي، القاهرة)

[16] أماني المهدي، المجال العام من الواقع الفعلي إلي العالم الافتراضي: معايير التشكل والمعوقات،(رسالة ماجتسير،المركز الديمقراطي العربي،2018)

متاح علي الرابطhttps://democraticac.de/?p=53184

[17] ايمان محمد عبد الهادي جمال الدين ،معالجه التلفيزيونيه للقضايا السياسيه في البرامج الحوريه ودرها في تشكيل الثقافه السياسيه للشباب المصري،(رساله ماجستير،جامعة القاهره،كليه الاقتصاد والعلوم السياسية،القاهرة،2016)

[18] إيمان محمد المهدي جمال الدين،مرجع سابق

[19] مدي الثقافة السياسية “الوعي السياسي والتحديات المحلية “،(وكاله الانباء البحرين،تاريخ النشر 21-2-2012، العدد 6678)

www.bnabh/portal/news/493625

[20] محمد عبد الله محمد الحورش، الوعي والمشاركة السياسية لدي المواطن اليمني: دراسة ميدانية: دراسة حالة لأمانة العاصمة صنعاء،( رسالة ماجسيتر،جامعة الشرق الأوسط،كلية الاداب والعلوم، عمان،2012)

https://meu.edu.jo/libraryTheses/586a0e47e8d61_1.pdf

[21] د/صبري  بديع عبد المطلب الحسيني، مرجع سابق ،ص10

 

[22] الوحدة السادسة: نشوء وتطور  السينما.

https://virtualmedia372460769.files.wordpress.com/…/d8a7d984d9

[23] Solanas, Fernando,  and  Getino ,Octavio, Towards a Third Cinema.

https://www.criticalsecret.net/IMG/pdf/towards_a_third_cinema.pdf

[24] [24] De Guzman Valerio, Elvin, The Other ” Other ” Cinema: National and Cultural Identity in Filipino Alternative Films, De La Salle University, Conference Paper · November 2008.

https://www.researchgate.net/publication/319480830_The_Other_Other_Cinema_National_and_Cultural_Identity_in_Filipino_Alternative_Films

[25] O. Durian, Renato , Alternative Cinema: A tool for Creating Awareness on Societal Issues, Master of Development Communication Program University of the Philippines Open University, February 28, 2013

 

[26] الزبير بن عوز.محاضرات في الاتصال الجماهيري موجهه لطلبه السنه الثالثه علم الاجتماع والاتصال،14-3-2015

www.magalaty.com/62379.html

 

[27]2017)،ص112-113 د.عمر الشريف،أعلام منسية:دراسة تاريخية من أرض الغربية،(ببلومانيا للنشر والتوزيع،

https://books.google.com.eg/books/about/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8

[28]التبعية والدعاية، القدس العربي،8سبتمبر2014 محمد عبد الرحيم،الفيلم المصري والسلطة السياسية بين

https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%A7%D9%84%D9%81%D

[29] مصطفي راغب،أفلام في قبضة السلطة:السينما والرقابة من الملك فاروق إلي السيسي،بلدنا اليوم،21أكتوبر2015

[30]2012)ص 21-41 محمود قاسم، الفيلم السياسي في مصر، (القاهرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب،

[31] مرجع سابق،ص 7-17

[32]مصطفي راغب،مرجع سابق ذكره

[33] محمود قاسم، مرجع سابق ذكره،ص72-82

[34] دراج فيصل، السينما المصرية في مراحل متعاقبة: ملاحظات أولية،(القاهرة،مركز الدراسات الوحدة العربية،2018)،ص87-92

file:///C:/Users/Toshiba/Downloads/0351-037-432-007x.pdf

[35] عاطف سليمان،الزعيم راعي الفنون،جريدة الاخبار،ملحق 8،15يناير 2018،ص8

https://akhbar.akhbarelyom.com/PDF/Naser.pdf

[36] عاطف سليمان،مرجع سابق،ص8

[37] محمد عبدالرحيم،مرجع سابق ذكره.

[38] ناصر عراق،عبد الناصر والسينما،اليوم السابع،16يناير2015،تاريخ الدخول 22-2-2019،متاح علي

https://www.youm7.com/story/2015/1/16/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D

[39] محمود قاسم،مرجع سابق ذكره،ص106-117

[40] عمرو الجوهري،سينما السادات،الصدي نت،30يناير2017،تاريخ الدخول22-2-2019،متاح علي

http://elsada.net/29077/

[41] محمود قاسم،مرجع سابق،ص149-154

[42] محمود عبد الرحيم،مرجع سابق ذكره.

[43] سينما “أيام السادات”،مصرس،26-12-2018،تاريخ الدخول 13-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.masress.com/rosasabah/1016638

[44] أسامة عبد الفتاح،السينما في عصر مبارك..محاولات واقعية:وزعيم أوحد”موازلزعيم القصر،بوابة الأهرام،2-10-2011، تاريخ الدخول 13-1-2019،متاح علي الرابط التالي

http://gate.ahram.org.eg/News/122155.aspx

[45] سيد محمود،هي فوضي:تنبأت بالثورة..ذكري يوسف شاهين الثالثة بعد غد،بوابة الأهرام،25-7-2011، تاريخ الدخول 10-1-2019

متاح علي الرابط التالي:-

http://gate.ahram.org.eg/News/97959.aspx

 

[46] الاخوان والسينما الجزء الاول،بوابة الحركة الاسلامية،1فبراير2014، تاريخ الدخول 1-2-2019، متاح علي الرابط التالي

https://www.islamist-movements.com/2286

[47] “سينما النهضة”تطرح اول فيلم اخواني،سكاي نيوز العربية، 21مارس 2013،تاريخ الدخول 23-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.skynewsarabia.com/varieties/135581-%D8%B3%D

[48] خالد شاهين،السينما ترفع الرايةالسوداء في عهد مرسي، مصرس،5-2-2013،تاريخ الدخول 1-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.masress.com/veto/84475

[49]أ ش أ، الجدل الثقافي حول مسلسل الجماعة يؤكد أهمية الدراما التاريخية، البوابة نيوز،22 يونيو 2017، تاريخ الدخول 22-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.albawabhnews.com/2580826

 

[50] سمير الجمل،اقطعوا رأس عادل امام فورًا،جريدة القاهرة اليوم،1-5-2012، تاريخ الدخول 3-3-2019، متاح علي الرابط التالي

http://hshaddad.powweb.com/Cinematech/WICinema/WICinema_SPSL/WICinema_SPSL_97z.HTM

[51] طارق عزام،من عبد الناصرلسيسي:كيف أخضعت السلطة السينما؟،إضاءات،23-2-2018،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.ida2at.com/abdel-nasser-sisi-how-did-power-subject-cinema/

[52] أشرف بيومي:حوار حول سينما الثورة،الجزيرة الوثائقية،14مارس 2014، تاريخ الدخول 3-3-2019، متاح علي الرابط التالي

http://doc.aljazeera.net/home/basketsystem/baskets/publicbaskets/recyclebin/2013314101641970968.html

[53]سيرة الرقابة علي السينما المصرية….ممنوع الكلام عن عهد السيسي،القدس العربي،31 مارس2018،متاح علي الرابط جلبير الاشقر،

https://www.alquds.co.uk/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8

 

[54] خالد يوسف يدافع عن أفلام العشوائيات،أخبارك،الفيديو متاح علي الرابط التالي

http://www.akhbarak.net/videos/1071500-%D8%AE%D8%A7%D9%

[55] شاهندة عبد الرحمن،الخارجية:السينما المصرية من أهم أدوات القوة الناعمة،بوابة العرب،14مارس2018،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.albawabhnews.com/2991871

[56] مروة عبد الفضيل،منع فيلم “حلاوة روح”يسبب شرخا في الشارع المصري،مجلة سيدتي،18-4-2014،تاريخ الدخول 5-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.sayidaty.net/node/169811/%D9%81%D9%86

[57] مروة عبد الفضيل،مرجع سابق ذكره

[58]خالد طه، بالفيديو السيسي لأحمد السقا ويسرا:والله هتتحاسبوا علي اللي بتعملوه، جريدة في الفن،20يناير2015،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.filfan.com/news/details/45063

الفيديو متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=27fGiehEES8

[59] الفيديو السايق ذكره.

[60] نوران عاطف،من وجهة نظر السينمائية…كيف أخرجت “ساندرا نشات”حوار الشعب ورئيس؟،جريدة الوطن،21مارس 2028، تاريخ الدخول 3-3-2018، متاح علي الرابط التالي

https://www.elwatannews.com/news/details/3192515

 

[61] مافي ماهر امين عبد الملك،صوره الحادي عشر من سبتمبر في السينماء المصرية والامريكية،دراسه تحليلة ،(رساةه ماجستير،جامعة القاهره،كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه،القاهرة،2016)،ص58

[62] سكيب داين يونج، السينما وعلم النفس علاقة لاتنتهي،(القاهرة،مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة،2012)،ص 199

[63]مافي ماهر أمين عبد الملك، مرجع سابق، ص 64

 

[64] مافي ماهر امين عبد الملك، مرجع سابق ذكره،ص 65،

[65] بعد الطوفان،حازم متولي،(2012،جمهورية مصر العربية،الشركة العربية  للإنتاج،2012)متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=lzJL8dCLyqo

 

[66] سارة نعمة الله،18 يوم،وبعد الطوفان،…أفلام عن ثورة ينايرمازالت في العلب،بوابة الاهرام،5-1-2012،تاريخ الدخول 2-2-2019،متاح علي الرابط التالي

http://gate.ahram.org.eg/News/156866.aspx

[67] سارة نعمة الله،مرجع سابق.

[68] الفيديو  الفيلم  متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=lzJL8dCLyqo

[69]متاح علي الرابط حظ سعيد،طارق عبد المعطي،(2012،جمهورية مصر العربية”،أوسكار-النصر-الماسة،2012)،

[70]محمد أمين(2013،جمهورية مصر العربية،أوسكار –النصر-الماسة،2013)،متاح علي الرابط التالي  فبراير الاسود،

https://www.youtube.com/watch?v=KbM4uhAjC9c

[71] ،الجزيرة،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي”فبراير الأسود”.. عبيد مصر والفئات الآمنة قبل ثورة يناير

https://www.aljazeera.net/programs/outside-the-text/2019/2/10/

[72]محمود عبد الشكور،فبراير الاسود.. الفيلم الهام والتوقيت السئ،جريدة عين السينما،9مارس2013،تاريخ الدخول 5-3-2019،متاح علي الرابط التالي

http://eyeoncinema.net/Details.aspx?secid=30&nwsId=1117

 

[73] تتح، سامح عبد العزيز،(2013،جمهورية مصر العربية،الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي،2013)متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=Lu3576dheiw

[74] سارة سيد،وسمر ايهاب،بالصور 27 فيلما تربعت علي قائمة إيرادات السينما المصرية في 2014،جريدة الوطن،29ديسمبر2014،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.elwatannews.com/news/details/629038

[75] الجزيرة 2، شريف عرفة،(2014،جمهورية مصر العربية،أوسكار للتوزيع ودور العرض الماسة للإنتاج الفني،2014)متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=M29EfnCSk1U

[76] محيي الدين أحمد، “الجزيرة2″فلول أم ثورة؟،جريدة الفن،16أكتوبر2014،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.filfan.com/news/details/43426

[77] محيي الدين أحمد،مرجع سابق.

[78] رامي عبد الرازق،الجزيرة 2″الثورة انتهت..وداعش في الصعيد(تحليل نقدي)،جريدة المصري اليوم،5-10-2014،تاريخ الدخول 4-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.almasryalyoum.com/news/details/538220

[79] محيي الدين أحمد، مرجع سابق ذكره.

[80] الفيديو الفيلم متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=M29EfnCSk1U

 

[81] نوارة،هالة خليل،(2015،جمهورية مصر العربية،ريد ستار،2015)

[82]السؤال الذي لم يأت من مقرر الثورة!(تحليل نقدي)،المصري اليوم،19-3-2016،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط  رامي عبد الرازق،

https://www.almasryalyoum.com/news/details/912947

[83] رامي عبد الرازق،مرجع سابق

[84] رامي عبد الرازق،مرجع سابق ذكره

[85] مرجع سابق ذكره

[86] مرجع سابق ذكره

[87] رامي عبد الرازق،مرجع سابق ذكره

[88] موجز السينما المصرية2016:تطورات ونقلات نوعية،عرب48،31-12-2016،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.arab48.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-

[89] اشتباك،محمد دياب،(2016،جمهورية مصر العربية،ماد سوليوشنز،2016)

[90] طارق خميس،فيلم اشتباك:الثورة المصرية في “عربة ترحيلات“،فُسحة،تاريخ الدخول 4-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.arab48.com/%D9%81%D8%B3%D8%AD%D8%A9/

 

[91] فيديو الفيلم متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=wigT8LJtmBs

[92] زينب سعد،فيلم اشتباك وحقائق غائبة،نون بوست،5أغسطس 2016،تاريخ الدخول 4-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.noonpost.com/content/13215

 

[93] نورهان نصر الله،حصاد السينمافي 2017: 45فيلما تحقق إيرادات285مليون جنية،جريدة الوطن،29ديسمبر2017،تاريخ الدخول3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.elwatannews.com/news/details/2893314

 

[94]الفني والتوزيع،2017) مولانا،إبراهيم عيسي،(2017،جمهورية مصر العربية،الصباح للإنتاج

[95] محمد طارق،”مولانا”عندما يكون المؤلف هوبطل الفيلم،إضاءات،1-10-2017،تاريخ الدخول 2-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.ida2at.com/mawlana-when-the-author-is-the-movie-star/

[96] الفيديو الفيلم متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=IvYPwq34Nng

[97] محمد زكريا،فيلم”مولانا”يفجرالقضايا المسكوت عنها كالتنصير واستغلال الدعاة سياسيا،جريدة اليوم السابع،4يناير2017، تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.youm7.com/story/2017/1/4/%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-

[98] 33فيلما إنتاج السينما المصرية خلال 2018 ،عرب  ار تي ،23 -12-2018،تاريخ الدخول 2-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://arabic.rt.com/features/990676-33-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A7-

 

[99] الفيديو الفيلم متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=auv7q-VS5VE

[100] رحلة يوسف،اندي إسحاق،(2018،جمهورية مصر العربية،الشركة العربية للإنتاج الفني والتوزيع السينمائي،2018)

[101] محمد عبد الله محمد الحورش، الوعي والمشاركة السياسية لدي المواطن اليمني: دراسة ميدانية: دراسة حالة لأمانة العاصمة صنعاء،( رسالة ماجسيتر،جامعة الشرق الأوسط،كلية الاداب والعلوم، عمان،2012)

https://meu.edu.jo/libraryTheses/586a0e47e8d61_1.pdf

[102] ايه عبد العزيز،القوة الناعمة في مصر من أين إلي إين؟،مركز البديل للتخطيط والدراسات الاستراتيجية،20أغسطس2017،تاريخ الدخول 2-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://elbadil-pss.org/2017/08/20/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9

[103] دعاء جلال،السينما المصرية….كانت أهم مكونات القوة الناعمة،جريدة الاهرام،العدد47909،6فبراير2018،

http://www.ahram.org.eg/News/202549/122/636306/%D8%A3%D8%AF%D8%A8

[104] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره.

[105] مرجع سابق ذكره

[106] أحمد محمد أبو زيد،القوة الناعمة المصرية بين الصعود والتراجع،مركز المنهل،العدد5،نوفمبر2013،متاح علي الرابط

https://platform.almanhal.com/Files/2/50665

[107] أحمد محمد أبو زيد،مرجع سابق ذكره

[108] أ.د.خالد عليوي جياد العرداوي،دور القوة الناعمة في إعادة تشكيل الشرق الاوسط،شبكة النبأ،2018،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://annabaa.org/arabic/studies/16347

[109] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره

[110] د.إبراهيم نوار،مصادر القوة الناعمة ومكانة مصر في العالم،المركز العربي للبحوث والدراسات،8فبراير2018،متاح علي الرابط التالي

http://www.acrseg.org/40678

 

[111] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره

[112] منه الله الابيض،مصطفي طاهر،جمال عبد الناصر والقوة الناعمة..الثقافة للشعب أم لصالح المركزية السياسية؟،بوابة الاهرام،15-1-2018،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

http://gate.ahram.org.eg/News/1781442.aspx

[113] منه الله الابيض،مصطفي طاهر،مرجع سابق ذكره

[114] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره

[115] محيي الدين سعيد،قوة مصر الناعمة..تحديات استعادة الدور،اليوم السابع،14اكتوبر2014،تاريخ الدخول4-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.youm7.com/story/2014/10/14/

[116]البوابة نيوز،15يناير2018،تاريخ الدخول5-3-2019،متاح علي الرابط التالي د.محمد المرسي،”ناصر”مؤسس قوة مصرالناعمة،

https://www.albawabhnews.com/2900061

[117] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره

[118] أحمد سالم،غياب القوة الناعمة لمصر،حفريات،7-1-2019،تاريخ الدخول 5-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.hafryat.com/ar/blog/%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-

 

[119] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره

[120] ايه عبد العزيز،مرجع سابق ذكره

[121] عبد السلام الوايل،السينما ممارسة اجتماعية منظمة،الفصيل،1يوليو2018،تاريخ الدخول29-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.alfaisalmag.com/?p=11598

[122] عبد السلام الوايل،مرجع سابق ذكره

[123] اتجاهات وتنظيرات سينمائية..مدخل إلي السينما الدوغما،سينما طرابلس،21سبتمبر2008،تاريخ الدخول4-1-2019|،متاح علي الرابط التالي

http://cinematripoli.blogspot.com/2008/09/blog-post_21.html

[124] جمال عبد الناصر،مناقشة ساخنة حول تأثير السينما في المجتمع علي هامش مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأروبية،اليوم السابع،22يناير2014،تاريخ الدخول 6-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.youm7.com/story/2014/1/22/%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D

[125] بن عباس صلاح الدين، لعياضي عبد الرؤوف،تأثير الوعي السياسي في السينما الجزائرية:دراسة تحليلة سيمولوجية لفيلم”كرنفال في دشرة“،(رسالة الماجستير،جامعة محمد بوضياف،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،2017)،ص13

[126] بن عباس صلاح الدين، لعياضي عبد الرؤوف،مرجع سابق ذكره،ص67

[127]منال فاروق،السينما المصرية وقضايا المرأة رصد وتحليل،الحوارالمتمدن،العدد3899،11-2-202،تاريخ الدخول 5-1-2019،متاح علي الرابط التالي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330680&r=0

[128] عبد السلام الوايل،مرجع سابق

[129] مرجع سابق ذكره.

[130]التأثير الإعلام علي الرأي العام وانعكاس ذلك علي السياسة الأمنية، مصرس،21-4-2012،تاريخ الدخول 4-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.masress.com/alwafd/198877

 

[131] مريم علاء،السينما والواقع:كيف تعكس السينما الواقع أو تخلقه في الحقيقة،تسعة،24سبتمبر2016،تاريخ الدخول4-3-2019،متاح علي الرابط التالي https://www.ts3a.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%

[132] جمال عبد الناصر،مرجع سابق ذكره

[133] منال فاروق،مرجع سابق ذكره

[134] مرجع سابق ذكره

[135] حسن الحريري،كيف وجدت الفلسفة دروبها في عوالم السينما والصورة؟،جريدة الشرق الأوسط،25يونيو2015،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://aawsat.com/home/article/391416/%D9%

 

[136] فؤاد الكنجي،أهمية السينما في المجتمع،الحوار المتمدن،العدد5102،13-3-2016،تاريخ الدخول 10-1-2019،متاح علي الرابط التالي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=508986&r=0

[137] محمود ياسين،التكنولوجيا أثرت في إحساس الجمهور بالسينما،البيان،20أغسطس2010،تاريخ الدخول 1-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.albayan.ae/five-senses/2010-08-20-1.275824

[138] زيان عاشور،دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي السياسي والاجتماعي لدي الشباب العربي،مركز المنهل،(جامعةالجلفة،الجزائر)،ص2-3،متاح علي الرابط التالي

https://platform.almanhal.com/Files/2/38172

[139] دينا إبراهيم علي،السينما والسياسة بين التنظير والواقع السياسي،إضاءات،4-5-2018،تاريخ الدخول 3-4-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.ida2at.com/cinema-and-politics-between-endoscopy-and-political-reality/

 

[140] دينا إبراهيم علي،مرجع سابق ذكره

[141] مرجع سابق ذكره

[142] السينما والسياسة أية علاقة وبأي أفق؟،جريدة العالم،تاريخ الدخول 6-3-2019،متاح علي الرابط التالي

http://www.amazighworld.org/arabic/news/index_show.php?id=3542

[143] دنيا إبراهيم علي،مرجع سابق ذكره

[144] ريناد زين،تناول قضيتي العنف والإباحية في السينما المصرية بين(2008-2015)الجزء الأول،مركز البديل للتخطيط والدراسات الاستراتيجة،22أبريل2018،https://elbadil-pss.org/2018/04/22/%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84

[145] عمرو الجوهري،سينما ما بعد الثورة يناير،الصدي نت،20فبراير2017،تاريخ الدخول1-1-2019،متاح علي الرابط التالي

http://elsada.net/32730/

[146] خالد ربيع السيد،الفانوس السحري:قراءات في السينما،(المملكة العربية السعودية،الطبعة الأولي 2008،النادي الأدبي بحائل)ص29-44

[147] د.مصطفي مرتضي،المثقف والسلطة :رؤي فكرية،(جمهورية مصر العربية،شكرة الروابط للنشر وتقنية المعلومات،2016)ص495-497

[148] هناء زياد البروز،صناعة السينما ورسائلها وأبعاد تأثيرها علي الوطن العربي،(مشروع تخرج،جامعة النجاح الوطنية،كليةالفنون الجميلة،2018)ص55-57

متاخ علي الرابط التالي

https://repository.najah.edu/…/صناعة%20السينما%20ورسائلها%20وأبعاد%20تأثيرها.

 

[149] بوزيفي وهيبة،”اقتصاديات الصناعة السينمائية”،(محاضرة،كلية علوم الاعلام والاتصال،جامعة الجزاير،18ديسمبر2015)متاح علي الرابط التالي

http://bouzifiwahiba.blogspot.com/2015/12/blog-post_18.html

[150] مصطفي المنساوي،تاريخ السينما العربية”مدخل للفهم والتفسير”، السينما العربية:تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي”ملف”،ص1-15،متاح علي الرابط التالي

www.langue-arabe.fr/IMG/pdf/5.pdf

[151] محمد مختار،الإنتاج السينمائي في مصر اتجاهات وظواهر،جريدة الاهرام،العدد46587،25يونيو2014،متاح علي الرابط التالي

http://www.ahram.org.eg/News/31224/45/299227/%

[152] أحمد فاروق،الثقافة المصرية تستعيد أصولها السينمائية للاستثمار في صناعة الأفلام:تخطيط لتطوير الاستديوهات و دور العرض والمشاركة في الإنتاج،جريدة الشرق الاوسط،العدد14591،9نوفمبر2018،متاح علي الرابط التالي

https://aawsat.com/home/article/1454826/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%

 

[153] أحمد تايلور،فيلم “سري للغاية”..حينما تكون السينما في خدمة السيسي،ن بوست،17يناير2018،تاريخ الدخول 3-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.noonpost.com/content/21656

[154] السينما المصرية أزمة عناوينها الإنتاج والاحتكار والشللية،البيان،28سبتمبر2010،تاريخ الدخول 10-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.albayan.ae/five-senses/2010-09-28-1.287507

[155] مصطفي السناوي،مرجع سابق ذكره،ص12-14

[156] أحمد يوسف،حوارا مدير”غرفة السينما”هذه أسباب ضعف الصناعة في مصر،دوت مصر،24نوفمبر2014،تاريخ الدخول 10-2-2019،متاح علي الرابط التالي

http://www.dotmsr.com/news/204/689355/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1

[157] السينما البديلة وجها لوجه مع الوعي السياسي،الأيام،25آزار

http://alayam.sy/index.php/%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%

[158] السينما البديلة:صوت الواقع ووجهة الشباب العربي،مجلة ميم،25أغسطس2017،تاريخ الدخول 29-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://meemmagazine.net/2017/08/25/%D8%A8%D8%B9%D9%8A

[159] د.ياسر ثابت،السينما البديلة..القطعة الناقصة!،مصراوي،27فبراير2017،تاريخ الدخول 23-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.masrawy.com/news/news_essays/details/2018/2/27/

[160] عبد الفتاح العجمي،شركات إنتاج تحتكر السوق..أين السينما البديلة؟،التحرير نيوز،24نوفمبر2018،تاريخ الدخول 27-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.tahrirnews.com/Story/1206713/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%

[161] محمد مختار،سابق ذكره.

[162] عبد الفتاح العجيمي،مرجع سابق ذكره.

[163] مرجع سابق ذكره

[164] مرجع سابق ذكره

[165] د.سلمي مبارك،النص والصورة السينما والأدب في ملتقي الطرق،(الهيئة المصرية العامة للكتاب)ص4-22

[166] رامي المتولي،رؤية نقدية-“يوم الدين”..فيلم المنبوذين الذي تحول إلي ظاهرة،موقع هيمجا،10-7-2018،تاريخ الدخول 26-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.hiamag.com/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87

[167] أحمد فايق،فيديو..مخرجة”رحال”تكشف تفاصيل حصول الفيلم علي جائزة هونج كونج،جريدة الوفد،4دسيمبر2018،تاريخ الدخول 23-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://alwafd.news/%D9%85%D9%8A%D9%80%D8%AF%D9%8A%D8%A7/2132752

 

[168] فايزة هنداوي،مصر تفوز باثنين من أهم جوائز المهرجان و”يوم الستات” يعود خاوي الوفاض،القدس العربي،15ديسميبر2016،تاريخ الدخول 30-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D9%85%

 

[169] سمير فريد،السينما المصرية بعد الثورة،المصري،20-7-2011،تاريخ الدخول 23-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.almasryalyoum.com/news/details/209270

[170] د.ياسر ثابت،مرجع سابق ذكره

[171] علاء عبد العزيز السيد،الفيلم بين اللغة والنص:مقارنة منهجية في إنتاج المعني والدلالة السينمائية،ص 49-51،متاح علي الرابط التالي

https://www.cinematechhaddad.com/Cinematech/Cinematech_Library/Library-2_17.pdf

[172] علاء عبد العزيز السيد،مرجع سابق ذكره،ص51-55

[173] مرجع سابق ذكره،ص55-60

[174] د.سلمي مبارك،مرجع سابق ذكره،ص5-22

[175] بدر الدين مصطفي، سينما نوفو أو السينما كأداة للمقاومة والتمرد،المجلة العربية للعلوم الإنسانية،العدد117،سنة2012،ص4-14،متاح علي الرابط التالي

www.scholar.cu.edu.eg/sites/default/files/badr_mostafa/files/synmnwf…doc

[176] رحيم ترك،أفلام المقاولات..ظاهرة لا تموت ولا تفني ولاتستحدث من العدم،اليوم السابع،16أغسطس 2016،تاريخ الدخول 6-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.youm7.com/story/2014/8/16/%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85

[177] مرجع سابق ذكره

[178] السينما ولعبة الوعي،جنوب لبنان،تاريخ الدخول 23-2-2019،متاح علي الرابط التالي

السينما ولعبة الوعي

[179] علاء عبد العزيز السيد،مرجع سابق ذكره،ص60-63

[180] علي حسين العدوي،مرجع سابق ذكره.

[181] رعد سليم الصفار،المعرفة والتفكير المعاصر:اكتسابها، انمطها،تنميتها،(عمان،شركة دار الاكاديميون للنشر والتوزيع،2016)،ص5-6

متاح علي الرابط التالي https://books.google.com.eg/books?id=IgFSDwAAQBAJ&pg

 

[182] أمين العروسي،”عين” علي الواقع المرير وإشراقه”شمس”المستقبل،قنطرة،تاريخ الدخول 26-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://ar.qantara.de/content/lfylm-lmsry-yn-shms-yn-l-lwq-lmryr-wshrq-shms-lmstqbl

[183] علي حسين العدوي،مرجع سابق ذكره

[184] مرجع سابق ذكره

[185] أحمد رفعت،تجارب سينمائية بديلة في السياق المصري، ملفات،4أغسطس 2016،تاريخ الدخول 4-3-2019،مناح علي الرابط التالي

https://malaffatnaas.com/2016/08/04/%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%

[186] مرجع سابق ذكره

[187] سينما البديلة:حوار مع المخرج بيشوي يوسف،بي بي سي نيوز العربية،14 فبراير2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=OXPAF8c-Iak&list=PL63lwGZ_8vsmdPCA0iRBNnv4_jTpgOho3&index=3&t=0s

[188] محمد نبيل، فيلم يوم الدين….مرشح مصر الوفرحظًا إلي الأوسكار،صدي البلد،1سبتمبر2018،تاريخ الدخول 22-2-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.elbalad.news/3445369

[189] دعاء حلمي،السينما البديلة في خطر،مصرس،7-12-2010،تاريخ الدخول 22-1-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.masress.com/alkahera/1660

[190] Ezz Eldin,farah,others, PUBLICATION | MAPPING CINEMA AUDIENCES: EGYPT,Nas network, access at 22-2-2019,

Availble on the link

https://www.naasnetwork.org/content/publication-mapping-cinema-audiences-egypt

[191] أميرة عاطف،سينمائيون:السينما المستقلة موازية للسينما التجارية لكن تواجة مشاكل عديدة،المصري اليوم،27-2-2013،تاريخ الدخول 3-3-2019،متاح علي الرابط التالي

https://www.almasryalyoum.com/news/details/291204

 

[192] رامي عبد الرازق ،مرجع سابق ذكره

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=61940

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M