يمان دابقي
مقدمة
أعلنت الحكومة الهندية في الخامس من أغسطس / آب 2019، إلغاء الحكم الذاتي لإقليم كشمير ذو الأغلبية المسلمة المتنازع عليه مع باكستان منذ 1947، ووفقًا للدستور الهندي المادة 370 فإن قرار إعطاء الاستقلالية في سن قوانين خاصة لولايات جامو وكشمير قد تم إلغاؤه، لتعود مرجعيته مرةً أخرى إلى حكومة نيودلهي، ما أدى إلى عودة الخلافات التاريخية بين الدولتين النوويتين ( الهند – باكستان) تزامنًا مع عدة متغيرات إقليمية ودولية، كانت قد ألقت بثقلها على أزمة كشمير بشكل مختلف عن التوترات السابقة، وسط ظهور أحلاف جديدة داعمة لطرفي الصراع، بعد التقارب الهندي الأمريكي الإسرائيلي، مقابل تقارب صيني باكستاني إيراني.
القرار الهندي أعقبته حكومة نيودلهي بمجموعة من الإجراءات الأمنية، بدأت بنشر 10 آلاف جندي على الخطوط الفاصلة للإقليم، وقطعت شبكات الاتصال عن المنطقة، وألقت القبض على رؤساء وزراء سابقين للأقاليم ( عمر عبد الله ومحبوبة مفتي) ووضعتهما قيد الإقامة الجبرية[1]. وفي مدينة سريناغار عاصمة الجزء الهندي من الإقليم، فرضت السلطات الهندية حظر تجوال على الاجتماعات والتجمعات العامة، وأوعزت إلى السياح والحجاج الهندوس مغادرة كشمير، الأمر الذي قاد إلى استياء عام داخل البرلمان الهندي، خاصة من كبرى الأحزاب المعارضة التي وصفت الخطوة الهندية بالكارثية[2].
وردًا على القرار الهندي قررت حكومة إسلام أباد تخفيض العلاقات الدبلوماسية وإلغاء التجارة الثنائية[3]، إضافة إلى رفع القضية إلى الأمم المتحدة بعد إقدام باكستان على استدعاء السفير الباكستاني من نيودلهي، كما أعلنت الخارجية الباكستانية أن إسلام أباد ستلجأ إلى كل الخيارات المتاحة لديها للاعتراض على قرار الهند[4]، فضلًا عن إصرارها على رفض كل المزاعم الهندية التي جاءت على لسان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرامية لاعتبار مسألة كشمير شأنًا داخليًا والادعاء بمحاربة من وصفهم بالإرهابيين وأصحاب النزعات الانفصالية[5].
أدى قرار الهند إلى تصاعد الاحتجاجات داخل نيودلهي، الأمر الذي ولَّد حالة استياء شعبي في ظل تنامي النزعة القومية الهندوسية المتصاعدة منذ حملة الانتخابات لحكومة ناريندرا مودي 2019. فيما المخاوف الكبرى تبقى تحوم حول مصير الغالبية المسلمة في إقليم كشمير والذين يشكلون 70% من مجموع السكان.
إذ أن القرار الهندي من شأنه أن يطلق يد الحكومة الهندية في ممارسة عمليات تصفية وإبادة جماعية بحق المسلمين، بهدف إحداث تغيير في التركيبة السكانية، وتوطين أكبر عدد ممكن من الهندوس وخاصة مع توالي التقارير عن تزايد حالة الانتهاكات داخل الإقليم بحق المسلمين.
وعلى صعيد آخر قد يقود القرار إلى ظهور تنظيمات إسلامية متشددة تقود عمليات جهادية انتحارية تزعزع الأمن في المناطق الحدودية، وتوسع من دائرة الفوضى على حدود الدولتين، وفي حال عدم احتواء الأزمة سيتم تهديد الأمن القومي للدول المشترِكة مع الدولتين في الحدود البرية، كالصِّين وأفغانستان.
دوليًا قد تتعرّض مصالح الدول الكبرى الفاعلة في أزمة كشمير، إلى تهديدات مباشرة، ناتجة عن عدم التزام الأطراف المحلية بضبط النفس، وقد يحدث ذلك كنتيجة خطأ في الحسابات التكتيكية المؤقتة، مع التأكيد على خصوصية السلاح النووي الموجود لكلا البلدين، والذي يحمل في طيَّاته مقدمات حروب عالمية، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة والتي تعمل مؤخرًا على تفادي الدخول في اصطدام مع أي دولة نووية وتحاول جاهدةً نزعه منها بالطرق الدبلوماسية والسياسية كما في الحالة الكورية.
كذلك تعكس الأزمة الجديدة بين البلدين دخول طرفي الصراع في مراحل مغايرة عن حقبة التصعيد في فترة الحرب الباردة، فقد قادت مواقف الدول الكبرى آنذاك إلى تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان، واستطاعت نزع فتيل الأزمة أكثر من مرة عبر جهود الأمم المتحدة ودوْر وساطة قامت به روسيا الاتحادية سابقًا، لكن مع حالة التقارب الاقتصادي الصيني الباكستاني الجديد إلى جانب تعزيز العلاقات مع دول صاعدة كتركيا وماليزيا، قد يدفع بالصراع إلى حافة الهاوية، مع إصرار الولايات المتحدة تطويق النفوذ الصيني والروسي في المنطقة، وهو ما تمثل بحدوث تقارب مضاد ممثلًا بين أمريكا والهند وإسرائيل وبعض الدول العربية.
لفهم تداخل الأطراف ومصالحهم في القارة الهندية، نناقش أزمة كشمير في مراحلها التاريخية، ومحاولة الإحاطة بسياسات الأطراف الرئيسية والدولية الفاعلة في أزمة كشمير، وصولًا للتداعيات المحتملة من وراء التصعيد الهندي الأخير والتنبؤ ببعض السيناريوهات المحتملة وهو ما سيتم مناقشته في هذه الورقة.
جذور الصراع ومراحل التصعيد
تعد الأزمة الكشميرية إحدى أكثر الأزمات صعوبة أمام العلاقات الهندية الباكستانية، ويعود ذلك إلى العامل البريطاني الذي أبقى وراءه أسس الفوضى [6]، حينما أصدر البرلمان البريطاني قانون استقلال وتقسيم الهند 17- يونيو/ حزيران 1947، حيث ترك الحرية للولايات الانضمام لإحدى الدولتين ( الهند – باكستان) بناء على رأي الغالبية من السكان، وقد التحقت جميع الولايات، باستثناء كشمير التي بقيت على حالها دون الانضمام لإحدى الدولتين بعد تردد من قبل حاكمها الهندوسي آنذاك (المهراجا هاري سينغ) في تنفيذ القرار البريطاني[7]، ما دعا الكشميريين المسلمين إلى قيادة أولى حركات الاحتجاج المسلحة في مقاطعة بونش وبدعم من الحكومة الباكستانية، حيث دخلت قوات باكستانية من قبائل الباتان للدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد. ويعود سبب الحراك إلى أن الغالبية المسلمة كانت ترغب في الانضمام إلى باكستان، وهو ما تم توقيفه بعد مطالبة هاري سينغ من الحكومة الهندية الدعم والمؤازرة للتصدي للاحتجاجات[8].
وفي أكتوبر 1947 أعلنت الهند قبولها التدخل مقابل ضم ولاية جامو وكشمير إليها، ما دفع الحاكم العام لباكستان آنذاك “محمد علي جناح” لإرسال قوات باكستانية إلى كشمير، واستمرت الحرب لعام، إلى أن توقفت بعد تدخل الأمم المتحدة كطرف وسيط، وبعد جولة من المفاوضات، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الأول 1949، وتم الاتفاق على تقسيم كشمير إلى قسمين، جزء أصبح خاضعًا للحكومة الهندية، ويسمى جامو وكشمير وعاصمته سريناغار، والجزء الثاني تحت السيادة الباكستانية وعاصمته مظفر أباد وما أن هدأت الأوضاع نسبيًا بين الطرفين حتى عاد التوتر على وقع الحرب الهندية الصينية 1962،[9] حيث احتلت الصين الأجزاء الشمالية من الإقليم ورغم انسحابها من بعض المناطق إلا أنها لا زالت تسيطر على 17% من إقليم يُعرف بـ (أكساي تشين). استغلت باكستان هذه الهزيمة، بهدف نزع مكاسب سياسية على الأرض فنشبت بين الطرفين جولة ثانية من الحروب في 1965، انتهت بتدخل مجلس الأمن وإصدار قرار 20- سبتمبر/ أيلول 1965، يقضي بانسحاب قوات الجيشين إلى الخط الفاصل بينهما، وتوقفت الحرب بشكل فعلي بعد المباحثات التي تمت برعاية الاتحاد السوفياتي في العاصمة الأوزبكية طشقند في يناير/ كانون الأول 1966.[10] لتصبح حصص التوزع والسيطرة للدول الثلاث: تحت السيطرة الهندية نسبة 47%، و36% خاضع للسيطرة الباكستانية، و17% للصين، ويوضح الشكل التالي التموضع الجغرافي للدول الثلاث داخل الإقليم.
المصدر bbc[11]
ورغم تدخل الأطراف الدولية في عامل التهدئة إلا أنها لم تكن كافية في نزع فتيل الأزمة من الجذور، ففي مطلع السبعينات وفي أوج الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي شهدت باكستان حالات اضطرابات داخلية، كان سببها أجواء الحروب في أفغانستان، ما دفع الهند لاستغلال حالة الاضطراب الداخلية لضرب الوحدة الإسلامية في باكستان، فدعمت شعب البنغال في محاولته الانفصالية عن باكستان، ما تسبب في عودة التوتر بين البلدين ونشبت على إثرها الحرب الثالثة 1971، انتهت بفقدان باكستان جزأها الشرقي وظهور جمهورية بنغلادش وتوقيع اتفاقية شملا 1972 بالتفاهم بين الرئيس الباكستاني ذو الفقار علي بوتو ورئيسة الوزراء الهندي حينها أنديرا غاندي.[12]
وبعد الاتفاقية بقيت الأمور تراوح مكانها بين تصعيد وتوتر حتى إبريل/ نيسان 1987، حيث اندلعت انتفاضة مسلحة في كشمير، على ضوء التزوير في الانتخابات الكشميرية، لترتفع التوترات لنزاعات مسلحة مع بداية 1999، والتي عرفت بحرب كارغيل [13] مع دفع بعض المجموعات المسلحة من شباب كشمير لتحقيق نزعة الانفصال، فجرت عمليات نوعية مسلحة متبادلة بين الدولتين، وتم استخدام القوة المفرطة، وما زاد من وتيرة التصعيد هو تهديد الهند باجتياح باكستان بريًا، أعقبها وقوع عملية انتحارية على البرلمان الهندي في 2011،[14] حيث اتهمت الهند باكستان في دعم جماعة إرهابية وتدريبها لتنفيذ عمليات نوعية داخل الهند، فتوعدت حينها بعملية الاجتياح تحت بند محاربة الإرهاب، إلا أن تدخل بعض الأطراف الدولية حال دون ذلك، مع بقاء حالات التصعيد بينهما بين الحين والآخر.
وفي تشرين الثاني 2008، اتهمت الهند جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرًا لها بتنفيذ هجمات منظمة على محطة سكة حديد في مومباي وبعض المراكز الثقافية والفنادق، والتي أودت بحياة 166 شخص [15]، عقبها في 2016 تنفيذ عمليتين هجوميتين على قواعد جوية هندية ( باثانكوت و أوري في كشمير الهندية) ردت الهند بنفس العام ونفذت ضربات على أماكن تواجد الجماعات المسلحة في الجزء الكشميري الخاضع لباكستان.[16]
أما التطور الأبرز الذي كاد أن يشعل حربًا بين البلدين ما حدث في 26 فبراير/ شباط 2019، بهجوم انتحاري على مقر عسكري في الجزء التابع للحكومة الهندية من كشمير أودى بحياة 40 شخصًا من القوات الهندية، فردت الهند بشن هجوم جوي على معسكر تدريبي قالت أنه يؤوي مسلحين متشددين، لكن الرد الباكستاني كان صارمًا بعد إعلانه إسقاط طائرتين هنديتين قالت أنهما اخترقتا مجالها الجوي في إقليم كشمير.[17] وكادت التطورات تقود لحرب تدميرية لولا التزام طرفي الصراع بخطوط حمراء متفق عليها لمنع الانزلاق للصدام الشامل وفقًا لاعتبارات مصلحية واقتصادية وسياسية تربط كل واحدة منهما بحلفائه الدوليين، ويمكن النظر في خلفيات ودوافع التوترات المذكورة، انطلاقًا من أهمية إقليم كشمير الجيوسياسية لكلا البلدين، إضافة إلى موقف كل طرف ورؤيته الخاصة في موضوع ضم الإقليم له والتمسك به.
الأهمية الجيوسياسية لكشمير (اعتبارات ضم الإقليم لطرفي الصراع)
الموقع الجغرافي المهم لإقليم كشمير أحد أهم الأسباب التي جعلته نقطة نزاع طويلة الأمد بين الدولتين النوويتين، فهو يتصل مع شمال غرب الهند بسلسة طرق جبلية وعرة، على عكس صلته السهلية مع شمال باكستان، وهو بالعموم منطقة ذات كتلة تضاريسية مرتفعة وجباله جزء من عقدة بامير وجبال الهملايا.
يقطنه أكثر من 70% من المسلمين بتعداد سكاني يتعدى 12 مليون نسمة، وتنبع منه ثلاثة أنهار رئيسية ( السند- جليم- جناب) تستفيد منها باكستان، ويتمتع الإقليم بأهمية استراتيجية لكلا البلدين وفق الآتي:
بالنسبة للهند
_ تمثل كشمير أهمية استراتيجية لها فهي تعتبرها عمقها الأمني أمام الصين وباكستان، وحاجزًا أمنيًا وجغرافيًا أمام النزعة الإسلامية الباكستانية المتعطشة للانفصال ما يهدد الأوضاع الداخلية للهند القائمة على أسس عرقية قومية متعددة.
_ تعد الموارد الطبيعة وخاصة المائية التي يوفرها الإقليم عاملًا مهمًا في تأمين الماء والكهرباء للهند والتي تعتمد عليها بشكل أساسي في منشآت الطاقة المائية[18]، حيث توفر المياه الجليدية المياه والكهرباء لما يُقارب المليار شخص هندي، ومع تزايد عدد السكان، أصبحت الهند تبدي مزيداً من الاهتمام للمنطقة، وهذا ما يفسر مخاوف باكستان من أن تستخدم الهند ضدها السلاح المائي كونها المتحكمة بها.[19]
بالنسبة لباكستان
_ تعتبر باكستان كشمير منطقة حيوية لأمنها المائي، كونها تعتمد في مجال الزراعة على ثلاثة أنهار رئيسية، وهو ما يشكل تهديدًا لأمنها القومي والمائي في حال سيطرة الهند عليه[20]، ويوضح الشكل التالي أهم الأنهر المتنازع عليها.
المصدر الأناضول [21].
_ لا يغيب عامل الأيديولوجيا في السياسة الباكستانية، لذا فهي متمسكة أكثر بحق تقرير المصير استنادًا لخيار الشعب، كون أن الغالبية المسلمة في الإقليم أعربت مرارًا عن إرادتها الانضمام لباكستان.
_ العامل الاقتصادي مطروح بقوة داخل الأجندة الباكستانية بحكم وجود طرق برية سلسة تصل مع باكستان بعكس الطرق الوعرة الموصولة مع الهند، يُضاف لها العلاقات التجارية والاقتصادية مع حلفائها كالصين التي تعمل على ربط أمن باكستان الحيوي بأمنها القومي عبر عقدة مواصلات برية وسكك حديدة على رأسها ما بات يُعرف بطريق الحرير[22].
_ باكستان ترى إن سيطرة الهند على كشمير سيهدد أمنها القومي بشكل مباشر، كون مرتفعات كشمير تشرف على الحدود الشمالية لباكستان، لذا تطمح لبسط السيطرة على كامل الإقليم، بهدف تدعيم منظومتها الأمنية وحماية حدودها الشمالية المتصلة مع أفغانستان.
الموقف الشعبي والجماعات المسلحة
يتمسك الشعب الكشميري ذو الغالبية المسلمة بعامل التاريخ والذي أتاح له حرية الاختيار للانضمام لإحدى الدولتين، فمنذ عام 1846 قام الشعب بالعديد من الاعتراضات والثورات، وعبر عن كفاحه [23] بالعديد من الأساليب السياسية، وكان رأي حكومة كشمير الحرة هو ترك الشعب يختار ويعبر عن رأيه في الاستقلال، إلا أن حكومة الهند كانت دائمًا تعرقل هذا التوجه، ما دعا لظهور العديد من الجماعات المسلحة التي دافعت عن حقها في وجه السلطات الهندية على مدار سنوات الصراع يمكن عرضها كالتالي:
_ معسكر طيبة تأسس عام 1990، من قبل أستاذ الهندسة السابق في جامعة بنجاب الباكستانية “حافظ سعيد” وتعد الجماعة واحدة من أبرز الجماعات الناشطة في باكستان، وترتبط بعلاقة وثيقة مع مركز الدعوة والإرشاد في باكستان، ومعظم مقاتليها من غير الكشميريين، ووفقًا لبعض البيانات فإن لديها أكبر وجود للمقاتلين في شطر كشمير الخاضع تحت السيطرة الهندية، وجهت لها الحكومة الهندية عدة اتهامات في هجوم مومباي 2008، والهجوم على القواعد العسكرية والجوية في كشمير الهندية 2016، ومؤخرًا حاولت الجماعة الدخول للساحة السياسية وإطلاق حزب سياسي باسم رابطة ميلي الإسلامية.[24]
_ حركة جيش محمد نشأت في باكستان لمحاربة السلطات الهندية في كشمير يترأسها مسعود أزهر الذي أطلق سراحه من السجون الهندية في 1999، في عملية تبادل أسرى ومخطوفين. و يُعتقد أن أزهر له صلات بتنظيم القاعدة وتتورط مجموعته في إرسال مقاتلين إلى أفغانستان لمحاربة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وفي 14 من فبراير/شباط 2019 أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم بولواما.[25]
_ حركة المجاهدين وتتضارب حولها الآراء كون معظم مقاتليها عبارة عن خليط قادم من أفغانستان وباكستان، اعتبرتها واشنطن حركة إرهابية وادعت أن لها ارتباط مع جمعية علماء إسلامي الباكستانية، ويصل تعداد مقاتليها 5000 مقاتل بينهم مقاتلين ينشطون في كشمير، ويتزعم الحركة الشيخ فضل الرحمن خليل، الذي وقَّع فتوى في فبراير1998 دعا فيها لمهاجمة المصالح الأمريكية والغربية، وعلى إثر ذلك وضعت وزارة الخارجية الأمريكية فضل الرحمن خليل في قائمة أصدرتها عام 1999 ضمن الذين لهم علاقة بأسامة بن لادن، كما أمرت الولايات المتحدة بتجميد الحسابات المصرفية والأرصدة المالية لحركة المجاهدين[26].
_حزب المجاهدين تأسس في كشمير عام 1989، معظم أعضائه من الكشميريين، عدد مقاتليه حوالي 8000 مقاتل.
_ مجموعات ثانوية كالبرق والجهاد والمجاهدين والبدر، يصل تعدادها إلى 350 مقاتل ينشطون داخل كشمير.
كشمير في ميزان الصراع الدولي
اقترنت مسألة كشمير بمسألة توازن القوة في جنوب آسيا، على ضوء ظهور تفاعلات تنافسية ماثلة ضمن صراع محاور دولية، على رأسها حالة التنافس الأمريكي الصيني، والأمريكي الروسي، ولعل التفاعلات لمواقف الدول المعلنة والخفية في قضية كشمير هي التي سببت في استمرار الأزمة، والوقوف دون التوصل لحل جذري للأزمة بين طرفي الصراع.
الموقف الصيني
تتخذ الأزمة الحالية الراهنة بقرار إلغاء الحكم الذاتي من قبل السلطات الهندية، وضعًا مغايرًا بعد دعم الصين للموقف الباكستاني والتي نددت بالقرار، كونه يمثل تهديدًا مباشرًا لمشروع طريق الحرير، حيث تقوم الصين بإنشاء ممر اقتصادي يربطها بميناء جوادر الباكستاني الواقع على بحر العرب[27]، والذي يمر بإقليم كشمير في الجزء الخاضع تحت السيطرة الباكستانية، وفي 2015 قامت الصين بتدشين أول روافد طريق الحرير عبر سكة حديد وطرق لأنابيب الغاز تبدأ من غرب الصين مرورًا بكشمير بهدف نقل الغاز من سواحل باكستان القريبة من الخليج العربي إلى غرب الصين، إذ تنوي بكين نقل ثقلها الصناعي وإيجاد طرق برية وبحرية جديدة، بدافع، كسر الحصار الجيوسياسي التي تحاول أمريكا أن تفرضه عليها عبر شركائها في المنطقة.[28]
ومع وصول عمران خان للسلطة في 2018، حاول توطيد علاقاته الخارجية مع إيران والصين وتركيا وماليزيا، محاولًا انتشال باكستان من الوضع الاقتصادي فنتج عن ذلك توقيع عدة شراكات استراتيجية في قطاع الاقتصاد والطاقة النووية والعسكرة.[29]
وبالنسبة لأثر العلاقة الصينية مع باكستان، وبعكس العلاقات الأمريكية الباكستانية إبان فترة الحرب الباردة، تسعى باكستان لتحقيق توزان في العلاقات الدولية، بعد اعتماد أمريكا توطيد علاقاتها مع الهند بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وهو ما يعني تغير في الأولويات بالنسبة للإدارة الأمريكية التي بدأت تمارس ضغوطًا على باكستان بملف الجماعات المسلحة، لذا فإن مسألة العلاقات الباكستانية الصينية تعد إحدى أهم أسباب توتر العلاقات بين باكستان وأمريكا، كون أن بكين بدأت تتطلع لوضع رؤية تنموية عبر خارطة طريق 2025 وربطتها مع مشروع الصين الاقتصادي لطريق الحرير والتي ترى أن مشروع الصين سيمكنها من إنشاء شبكات طرق واسعة وميناء وخطوط تجارية بحرية ومطارات وسكك حديدية، ما يعزز من طموحها على الصعيد الإقليمي وفق ما يلي:
_ إيجاد حلقة وصل بين الصين وجنوب آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
_ وجود تواصل دائم يمنحها حرية التقدم في النمو التجاري والاقتصادي وتوسيع الأسواق.
_ الترابط الحيوي لأقاليم باكستان من خلال الطرق السريعة والسكك الحديدية.
والشكل التالي يوضح أهمية المشاريع والممرات التجارية الجديدة.
المصدر: موقع رؤية، الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني[30]
جملة هذه الأهداف هي التي دفعت الهند ومن خلفها أمريكا لمعارضة المشروع والممر الاقتصادي الحيوي، لأن ذلك سيقود إلى تقليص الدور الأمريكي في القارة الهندية وجنوب آسيا على حساب صعود الصين كقوة اقتصادية تربط قارات العالم الثلاث، ولعل هذا ما دفع الهند إلى إثارة مسألة كشمير بدفعِ من الولايات المتحدة لإثارة الفوضى في المثلث الحدودي القريب من طريق الحرير وميناء جوادر، بهدف عرقلة المشروع عبر رفع وتيرة أعمال الجماعات المسلحة في المناطق المتنازع عليها.
بالمقابل تدرك الصين مدى خطورة تطور العلاقات الهندية الأمريكية، على حدودها الجنوبية وعلى مصالحها وعلاقاتها في محيطها الإقليمي، خاصة مع بقاء احتفاظها بالجزء الشرقي من كشمير، إضافة إلى المخاوف على مستقبل التبت حيال أي تخلي صيني عن الجزء الخاضع لها في كشمير، فمن شأن ذلك أن يثير لها مشاكل داخلية مع استمرار المطالبة في الاستقلال بدعم من الولايات المتحدة. الأمر الذي دفع الصين إلى التمسك بخيار الدبلوماسية العالية في التعامل مع الهند بمسألة المشاكل الحدودية دون اللجوء لخيار التصعيد أو النبرة التهديدية العسكرية حتى الآن.
الموقف الأمريكي
اتسم الموقف الأمريكي بموقف بعدم الثبات بين دعم الحكم الذاتي لإقليم كشمير ومراعاة مخاوف باكستان، وبين التراجع عن الدعم بعد تقاربها مع الهند بعد الحرب الباردة، بهدف محاولة التضييق على النفوذ الصيني الروسي في المنطقة، ومع أنها قدمت العديد من المبادرات في مسألة نزاع كشمير منذ 1947، إلا أنها لم ترق لمستوى الإرادة الجدية لحل النزاع بشكل نهائي، ويمكن القول إن الفاعل الأمريكي يقوم ببناء مواقفه من الأزمة وفقًا للمصلحة القومية العليا للولايات المتحدة الأمريكية، مع الأخذ بعين الاعتبار تغير طبيعة التحالفات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فمع بروز التقارب الصيني الباكستاني الإيراني، يظهر على الطرف المقابل حالة امتعاض أمريكي هندي إسرائيلي، فقد عارضت أمريكا بقوة مشروع الغاز الإيراني المراد إيصاله لباكستان والصين، كونه يتعارض مع مشروعها في تصدير الغاز المسال إلى شرق آسيا، كما أن المشروع الإيراني سيقلل من أهمية الاتفاق الغازي الذي وقعته أمريكا مع الهند في 2018،[31] لتصدير غازها المسال لمدة 20 عام، كذلك تعارض أمريكا مشروع الغاز الروسي،[32] والذي يطمح في مد خط غاز من بحر قزوين للهند مرورًا بباكستان. لذا يعمل الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا على فرض حصار اقتصادي على كل من الصين وإيران، في محاولة لإجبارهما على التفاوض والقبول بقواعد تجارية جديدة.
وانطلاقًا من المعطيات الآنفة الذكر يمكن تلخيص الموقف الأمريكي في التعاطي مع مسألة كشمير كما يأتي:
_ تدني أهمية باكستان في الاستراتيجية الأمريكية على حساب تعاظم العلاقة مع الهند والاعتماد عليها في تمرير استراتيجية أمريكا في جنوب شرق آسيا انطلاقًا من احتواء خطر الصين الاقتصادي.
_ اعتبار المسألة الحدودية الكشميرية مسألة ثانوية أمام الاهتمام الأمريكي في محاولة نزع السلاح النووي من الهند وباكستان معًا، مع بقاء تفضيل القوة إلى جانب الهند، ومحاولة إيصالها إلى حجز مقعد دائم في مجلس الأمن لتحقيق توازن في القوى أمام بقية الحلفاء كالصين وروسيا، ورغم التمايز في العلاقة الأمريكية الباكستانية في حرب 2002، إلا أن الأولوية تغيرت بعد ذلك فقد كان الاعتماد الأمريكي على باكستان حينها لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في حرب أفغانستان، بعد ذلك استطاعت نزع الهند من محور تحالفاتها القديمة لصالحها بعد إثارة المخاوف والنزاعات في محيطها الإقليمي، ما دفع بالهند إلى نسج علاقات تشاركية مع أمريكا وإسرائيل على الصعيد الأمني والاقتصادي. ولعل نجاح أمريكا في تحقيق هذه الأهداف يفسر بشكل مباشر دور الولايات المتحدة في إثارة التوترات بين الهند وباكستان وبقاء إقليم كشمير دون حل، تلبيةً لتمرير المصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.
_ تنظر أمريكا لتحقيق أهداف أمنها القومي في شبه القارة الهندية[33]، وتسعى لاستثمار النزاعات العرقية لمنع المزيد من التقارب الصيني الباكستاني الروسي، سيما أن الأطراف المذكورة تربطهم مسائل خلافية حدودية.
_ تنظر أمريكا لتعدد الأعراق في الهند من منظور إيديولوجي، كون أن الهند تلفظ الوجود الإسلامي في الإقليم وهي نقطة تتلاقى بها مع أمريكا وإسرائيل ومن شأنها أن تعمق العلاقة كمحور ثلاثي خالي من عامل الإسلام، ومنه تستطيع أمريكا لعب دور مؤثر في التدخل بالسياسة الداخلية الهندية لصالحها بشكل تصل من خلاله إلى التوازن المطلوب مع الصين، سيما أن أصابع الاتهام الصينية تتجه نحو أمريكا حول إثارة الفوضى في إقليم هونغ كونغ إلى جانب إثارة الرأي العام بحق الانتهاكات الصينية بحق مسلمي الإيغور[34].
جملة المعطيات تجعل الهند حليف استراتيجي لأمريكا في القرن الحالي، ومنفذًا لها في تحقيق استراتيجيتها، وما يعزز هذا الطرح الزيارة التي قام رئيس الولايات المتحدة الأسبق جورج بوش بها في 2006[35]، حيث تركت الزيارة دلالات على اهتمام البيت الأبيض في الديمقراطية الهندية في العالم وآسيا، وقد نتج عن الزيارة إعطاء ضوء أخضر للمرة الأولى للهند للتوسع في مجال استخدام الطاقة النووية، مبررةً ذلك في مساعدة الهند في التقليل من اعتمادها على النفط للمحافظة على أسعار النفط عالميًا.
الموقف الروسي
إلى جانب المصالح الروسية في المنطقة التي تم ذكرها في مشروع غاز بحر قزوين، إلا أن الأمور الأمنية تبقى أساس الاهتمام الروسي في المنطقة، والتي تدفع بها للعب دور فاعل في نزع فتيل النزاع بدءًا من رعايتها لمؤتمر طشقند وصولًا للأزمة الأخيرة في إلغاء الحكم الذاتي. وتتخوف موسكو من تطور حالة النزاع بين الهند وباكستان تهدد أمنها الحيوي في آسيا الوسطى والشيشان.
كما أن موسكو من مصلحتها كما الولايات المتحدة والصين عدم حل مسألة كشمير جذريًا وتحقيق استقلال دائم لها، لأن ذلك سيتسبب بمشاكل أمنية في المجتمعات الإسلامية في جمهورية آسيا الوسطى، والشيشان والتجمعات الإسلامية في الصين، وفقًا لاعتبارات:
_ إن ضم كشمير للهند سيقود إلى حصول موجة هجرة إسلامية كبيرة من كشمير باتجاه محيطها وسيزيد من النعرات الطائفية، بشكل يرفع من تأييد الجماعات الإسلامية ما سيشكل خطرا على روسيا.
_ إن استقلال كشمير لصالح باكستان في ظل الدعم الباكستاني قد يقود إلى بروز نظام كشميري آخر على غرار حركة طالبان في أفغانستان، ما يعني تهديد أمن دول الجوار للهند ورسيا والصين.
وانطلاقًا من هذه المخاطر تعمل موسكو على موازنه علاقاتها مع كل من الهند وباكستان لتجنب المخاطر المذكورة، وعملت على مدار السنوات السابقة في تنمية علاقاتها مع الهند على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري. وكان من الملاحظ أن الهند لم تبد أي اعتراض على نسج علاقات جديدة مع موسكو، رغم أن ذلك لا يحبذ من جانب الحليف الأمريكي، لكن الهند تبقى تنظر للموضوع من باب تحقيق موازنة في القوة أمام التقارب الصيني الباكستاني الإيراني، وتعمل على كسب الدور الروسي في المحافل الدولية، لدعم وجهة نظرها في كشمير، وعلى ضوء ذلك شهدت علاقاتها مع روسيا منعطفا استراتيجيا بعد التوصل لتوقيع الإعلان الاستراتيجي المتبادل، بالمقابل فإنه لا يغيب الاهتمام الروسي في الهند في إطار المنافسة الاستراتيجية الأمريكية الهندية، سيما بعد زحف حلف الناتو نحو الشرق، ومنه تحاول موسكو قطع أي طريق أمام التحالف الغربي الجديد في تهديد نطاقها الحيوي ومنطقة نفوذها التقليدية في المنطقة.
دلالات الأزمة الأخيرة ( إلغاء الحكم الذاتي)
بعد توضيح جذور الصراع التاريخي وتأطيره ضمن ميزان الصراع الدولي، يعكس الخلاف الأخير عن أزمة وجودية تلقي بثقلها على صعيد محلي، وتنذر بدق ناقوس الخطر على مستقبل المسلمين في إقليم كشمير، مع الإشارة إلى توظيف الأزمة في ميزان القوى الدولي في إطار تحقيق المصالح التنافسية ضمن محاور التحالفات الجديدة، ومنه يمكن استشراف بعض الدلالات على صعيد محلي انطلاقًا من أهمية القانون الملغى من الحكومة الهندية.
_ يُعد التشريع المعروف بـ 35 مصدرًا دائمًا للخلاف بين الدولتين، وقد أضيفت هذه المادة في عام 1954 بقرار رئاسي للمادة 370، من الدستور الهندي التي تكفل منح وضعٍ خاص لولاية جامو وكشمير، وتتيح المادة 35 للسلطة التشريعية في كشمير تحديد المقيمين الدائمين في الولاية، وإصدار شهادات إقامة للمقيمين الدائمين تعطيهم بعض الامتيازات في الوظائف والتعليم وحق التملك وشراء العقارات، ومع إلغاء الحكم الذاتي وفقًا للدستور الهندي سيقع تهديد مباشر للهوية الكشميرية في الإقليم وتجريدهم من كامل حقوقهم المدنية، وعليه سيفتح القرار الباب أمام تغيير التركيبة الديمغرافية للسكان، خصوصًا أن السلطات الهندية تشجع توطين الوافدين للإقليم، وهذا ما دعا لإطلاق عدة تحذيرات من قبل عدة وزراء سابقين كعمر عبد الله الذي اعتبر بأن إلغاء التشريع سيقود إلى عواقب وخيمة في الإقليم، كما أن رئيسة الوزراء الحالية محبوبة مفتي اعتبرت أن القرار دمار للعلاقات الهشة بين الهند والولاية.[36]
_ يفتح القرار أيضًا الباب أمام شهوة السلطات الهندية في ارتكاب مجاز جماعية بحق الغالبية المسلمة، وهو النذير الأخطر على وضع الإقليم، والذي تعرض سابقًا للعديد من ممارسات الإبادة بهدف القضاء على السكان الأصليين، في ظل وجود حكومة هندية يقودها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي المتشدد، الأمر الذي دعا منظمة العفو الدولية إلى التنديد بقرار نيودلهي،[37] والتحذير من اشتعال توترات جديدة قد تؤدي إلى صراع عرقي[38].
_ قد يدفع المناخ الدولي الهند في التوجه نحو تغيير التركيبة الديمغرافية، استنادًا إلى استثماراها مواقف الدول الداعمة لها.
_ تدفع الاعتبارات التالية ظهور حالات ردع ومقاومة من قبل باكستان والتي اعتبرت القرار بمثابة إعلان حرب عليها، ورغم أنها تستبعد خيار المواجهة المفتوحة مع جارتها الهند، إلا أن ذلك لا يوصد الباب أمام كل الاحتمالات، سيما أن الخيار الأقرب لباكستان هو اللعب بورقة الجماعات الإسلامية التي تدعمها في إقليم كشمير، ما يُرجح عن تكرار نماذج أخرى من حوادث مومباي داخل الجزء الخاضع للسيادة الهندية، بهدف ممارسة ضغط محلي وزيادة حالة الاحتقان عند الشعب الكشميري الرافض لسياسة السلطات الهندية.
_ تراهن باكستان كما الهند على العامل الدولي في كسب الشرعية لموقفها في كشمير، وتراهن على حليفتها الصين وروسيا في دعم موقفها السياسي أمام نظيرتها الهند، وعليه فإن الطرفان سيدخلان في سباق الرهان السياسي على الحلفاء لنزع مكاسب سياسية.
خاتمة ونتائج
في ضوء ما تم عرضه من مراحل الصراع الهندي الباكستاني حول كشمير ومراحل التصعيد، ومواقف الدول الفاعلة والمؤثرة فإن قضية كشمير من المرجح أنها ستبقى دون حل جذري، وستعمل جميع الأطراف الدولية على دفع الأطراف المحلية المتنازعة لإدارة الأزمة دون وصولها لمستوى حق تقرير المصير، فأمريكا تتجه بشكل عملياتي لتطويق نفوذ الصين الاقتصادي والتجاري، وتحاول منعها من بلورة مشروعها في طريق الحرير، وقد تقف الولايات المتحدة وراء دفع الهند في القرار الأخير، لإثارة النزاعات في المثلث الحدودي ( الصين- باكستان- أفغانستان).
بالمقابل تسعى الصين لإيجاد بدائل حيوية تمنحها مكاسب اقتصادية وسياسية، تُخلصها من ضغط الحصار الجيوسياسي الأمريكي عليها في المنطقة، وبناءً عليه فإن حالة التنافس الأمريكي الصيني في البوابة الآسيوية لم تكتمل فصولها بعد وستبقى في إطار التصعيد، وسيُفشل الطرفان أي محاولة استقلال نهائي لإقليم كشمير، لمنع حدوث حالة التهدئة.
على الصعيد المحلي هناك عوامل قوية تدفع طرفي الصراع للتمسك بإقليم كشمير، والمحافظة على وضعه الحالي، فباكستان من جهة تدرك أهمية كشمير كورقة ضغط بيدها ضد الهند، وإن استمرار التلويح بها بين الفينة والأخرى سيجعل من الهند في حالة ابتزاز دائم، بالمقابل لن تتخلى الهند عن إقليم كشمير لصالح باكستان، لأن حصول ذلك سيهدد الفكرة الأساسية التي تقوم عليها الهند كدولة علمانية قومية قادرة على حكم شعب متعدد الأعراق، كما أن امتلاك الطرفين سلاح ردع نووي يقلل من احتمال المواجهة الكلية بينهما، وعليه فإن الطرفين سيسعيان إلى المحافظة على وضع الإقليم الحالي، مع بروز موقف متقدم من قبل الهند مدعوم من حلفائها في اتخاذ إجراءات تصعيدية داخل الإقليم وموجهة ضد الغالبية المسلمة لهدف إحداث تغيير تدريجي في التركيبة السكانية، وهو ما سيقود بالمقابل لحالات مواجهة من قبل باكستان الرافضة لتغيير الوضع داخل الإقليم، على اعتبار أنها تقدم نفسها حامية للغالبية المسلمة.
ومن منظور استراتيجي ومن خلال تتبع مسار النزاعات بين الدولتين منذ 1947 يمكن القول: إن طرفي الصراع يحاولان الاستفادة من التوترات عل صعيد محلي في كسب ثقة السكان، وعلى صعيد دولي يحاول الطرفان نزع مكاسب سياسية لتحسين وضعهما في المنطقة، في إطار التحالفات الدولية الداعمة لكليهما.
“الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات“
جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات © 2019
وكالة الأناضول، الهند رئيسا وزراء سابقين لجامو وكشمير قيد الإقامة الجبريةـ ن- بتاريخ 5-8- 2019، شوهد بـ23- أغسطس/ آب 2019.
الأناضول، الهند.. أحزاب معارضة تطالب بالإفراج عن معتقلين سياسيين بكشمير، ن- بـ 23- 8-2019، شوهد بـ 24- أغسطس / أب 2019.
الأناضول، باكستان تطرد السفير الهندي لديها وتخفض العلاقات الدبلوماسية، ن- بتاريخ 7-8-2019، شوهد بـ 24 أغسطس/ أب 2019.
الأناضول، باكستان تطرد السفير الهندي لديها وتخفض العلاقات الدبلوماسية، ن- بتاريخ، 7-8- 2019، شوهد بـ 24 أغسطس 2019.
الأناضول، رئيس وزراء الهند تغير وضع كشمير سيساهم بالقضاء على الإرهاب، ن- بتاريخ 8-8- 2019، شوهد بـ 24- أغسطس/آب 2019.
نهى خالد، في ذكرى الاستقلال ضريبة التقسيم الأزلية، ن- بتاريخ 21- أغسطس 2014، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
وائل، عواد، جذور الصراع الهندي الباكستاني، واحتمالات المواجهة، ن- بتاريخ 12- 13- 2019، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
الجزيرة، الحروب الهندية الباكستانية، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
قصة الحرب الهندية الصينية لعام 1962، ن- بتاريخ 10-10 – 2018، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
الجزيرة، اتفاقية طشقند، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
انظر في الشكل نسب التوزع الجغرافي للدول الثلاث المتنازعة على الحدود في إقليم كشمير، شوهد بـ 24- أغسطس 2019.
الجزيرة، اتفاقية شملا 1972، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
تفاصيل حرب كارغيل، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
البيان، قتلى بعد تنفيذ هجوم مسلح على البرلمان الهندي، ن- بتاريخ 14- ديسمبر، 2001، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019,
مركز الجزيرة للدراسات أحداث مومباي الدامية، ن- بتاريخ 21- ديسمبر، 2008، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
يني شفيق، ليست المرة الأولى التي تتقاتل الهند وباكستان منذ 1947، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
الجزيرة، باكستان تسقط مقاتلتين هنديتين في كشمير وتأسر طيارَيْن، ن- بتاريخ، 27- 2- 2019، شوهد بـ 24- أغسطس/ أب 2019.
أرشيف العالم الإسلامي، جغرافية واقتصاد كشمير، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
الشرق الأوسط، التوتر في شبه القارة الهندية.. ينتقل من النووي إلى المياه، ن- بتاريخ، 30- نوفمبر 2016، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
الأناضول، المياه لا تطفئ نار الصراع الهندي الباكستاني، شوهد ب÷ 26- أغسطس/ أب 2019.
انظر في الشكل، خارطة توزع الأنهر المتنازع عليها، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
الجزيرة، كل ما تود معرفته عن طريق الحرير الجديد، ن- بتاريخ 26-4- 2019، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
الجزيرة، قضة كفاح شعب ضد الاستعمار، ن- بتاريخ 16- 8- 2019، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
نون بوست تعرف على أبرز الجماعات المسلحة في كشمير، ن- بتاريخ، 4- مارس 2019، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
المرجع السابق
العربي للأبحاث، دور النزاع السياسى في شبه القارة الهندية في نشأة وتطور الجماعات المتطرفة، ن- بتاريخ 11- مارس 2019، شوهد بـ 26- أغسطس/ أب 2019.
ميناء جوادر ( مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
معتز علي، الجزيرة، كشمير.. آخر أوراق أمريكا لتطويق المحيط الحيوي للصين، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
الأناضول، باكستان والصين توقعان عدة اتفاقيات وتؤكدان الشراكة الاستراتيجية، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
انظر في الشكل ، موقع رؤية، الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ن- بتاريخ 25- فبراير 2018، شوهد بـ 26- أغسطس/ آب 2019.
معتز علي، كشمير آخر أوراق أمريكا لتطويق المحيط الحيوي، للصين، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
الاتحاد، خط أنابيب غاز بحر قزوين إلى قلب أوروبا في مفترق طرق، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
ظفر الإسلام خان، الجزيرة للدراسات، الهند والولايات المتحدة الأميركية: تقديرات مختلفة للشراكة، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
برق للسياسات، المشهد الصيني، أهداف سياسات الصين الاستراتيجية في إقليم شنجيانغ، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
الجزيرة، بوش يتوجه لآسيا في زيارة للهند وباكستان، ن- بتاريخ، 1-3- 2006، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
BBC ما الذي يعنيه إلغاء الهند المادة الدستورية التي تمنح كشمير وضعا خاصا، شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
الأنااضول نقلًا عن العوف الدولية، العفو الدولية تنتقد قرار الهند إلغاء الحكم الذاتي لإقليم كشمير، شوهد بـ 27- أغسطس 2019.
نون بوست، إقليم كشمير وتداعيات إلغاء الحكم الذاتي. شوهد بـ 27- أغسطس/ أب 2019.
رابط المصدر: