بهاء النجار
أغلبنا يعلم أن الصيادلة ( حملة شهادة كلية الصيدلة ) هم الوحيدون الذين يحق لهم فتح صيدلية لبيع الأدوية ولا يحق لغيرهم القيام بذلك ، وهذا في صُلب مبدأ (احترام الاختصاص) ، ولكن هذا المبدأ لم يُطبَّق على الغالبية العظمى من شرائح الشعب المختلفة ، ولو حصرنا كل مهنة ذات تخصص معين بأن تدار من قبل صاحب الاختصاص لوفّرنا فرص عمل كثيرة ومنعنا من تكدس الأموال عند أشخاص .
قد يقول قائل : ليس كل صاحب شهادة هو بالفعل مختص حاذق بتخصصه ، هذا صحيح ، ولكن أيضاً ليس كل صيدلاني هو مختص حاذق بتخصصه ، خاصة إذا اعتبرنا مهنة الصيدلة هي بيع الأدوية ومعرفة أنواعها والشركات المصنعة لها وما شابه ، فهناك صيدلانيون يحملون شهادات عليا من كلية الصيدلة إلا أنهم لا يعرفون هذا التفاصيل الدقيقة لهذه المهنة ، ومع هذا تُحصر إجازة فتح صيدلية بحامل شهادة الصيدلة ، فهذه الطريقة وفّرت فرص عمل لخريجي كلية الصيدلة حتى في حالة عدم توفر وظائف حكومية ، وحتى لو لم يعمل الصيدلاني بنفسه في الصيدلة يمكنه تأجير إجازته الى أي شخص يمكن أن يستفيد منها .
من هنا يمكن أن نوسع هذه الفكرة الناجحة على باقي التخصصات ، فمثلاً لا يحق لأي شركة أن توظف محاسباً من دون أن يحمل شهادة أكاديمية في المحاسبة ، وبإمكان هذا الشخص أن يؤجر وظيفته هذه الى من يشاء ، ولا يسمح لأحد بإدارة المهام الإدارية لشركة إلا للمختصين في مجال الإدارة والذي يمكنه أن يؤجر وظيفته هذه الى من يشاء حتى على صاحب الشركة .
هذه الأمثلة للتوضيح ، وإلا فهي تحتاج الى تقنين بشكل كبير ، فلا بد من فرز الوظائف التي تتطلب خريجي كليات عن الوظائف الخاصة بخريجي المعاهد وكذلك عن الوظائف الخاصة بخريجي الإعدادية فما دون ، وذلك لحفظ مكانة الشهادة ، إضافة الى ذلك فإن تفعيل هذه الفكرة يتطلب نظام إلكتروني يحتوي على قاعدة بيانات تبين من انتفع من هذا المشروع ممن لم ينتفع كي يمنع الانتفاع من المشروع لأكثر من مرة .
كما يمكننا شمول من لا يحمل شهادة بهذا المشروع إذا حصل على شهادة تدريبية من جهة رسمية أو من جهة مخولة بإعطاء شهادات تثبت خبرته في هذا المجال ، وممن سيستفيد من ذلك السواق واللحامين وميكانيكيي وكهربائيي السيارات والنجّارين وغيرهم ، وبهذه الطريقة سيتم تشغيل مجموعة من المدربين لأصحاب هذه الحرف سواء كان في الجهات الرسمية أو في معاهد معدة لذلك .
فكرة نأمل أن يستفيد منها المسؤولون ليستفيد منها المواطنون ، والله الموفق .
رابط المصدر: