بهاء النجار
مما يزيد انتفاضة تشرين شرفاً أن بينها وبين الشعائر الحسينية أوجه تشابه كثيرة ، منها :
– كانت انطلاقة الانتفاضة التشرينية في أيام أبرز الشعائر الحسينية ألا وهي زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام ، وقد زادها هذا التزامن عزماً وحماساً وحيوية وتضحية .
– إن الانتفاضة التشرينية كانت ضد الفاسدين مستلهمة ذلك من ثورة إمامنا الحسين عليه السلام التي كانت الشعائر الحسينية وقوداً لهذه النهضة المباركة .
– في أيام الانتفاضة والزيارة الأربعينية نرى البذل والنُبل والتضحية والفداء في أعلى قممها ، تمثّل ذلك في المواكب الحسينية التي خدمت الانتفاضة والزيارة ، فلو لم تكن تربيتنا حسينية لم تكن انتفاضتنا كالانتفاضة التشرينية .
– الأهازيج الحماسية نراها في الانتفاضة التشرينية وفي الشعائر الحسينية بنفس اللون والطور ، الفرق وجود (الصفكة) في الأولى و (اللطمة) في الثانية .
– وجود أطراف نفعية تعتاش على الفعاليات الشعبية (كالانتفاضة والشعائر) تحاول أن تصعد على أكتاف أصحابها وركوب موجاتها ، أحياناً تكون الجهات دينية وأحياناً تكون سياسية مستغلة بذلك العاطفة تارة والجهل تارة أخرى .
– وجود أطراف خبيثة تحاول حرف كل من الانتفاضة والشعائر عن مسارها التصحيحي الحقيقي بالتركيز على توافه وخزعبلات وأمور هامشية وأحياناً تكون خاطئة وتترك الأساس والهدف الذين جاءتا من أجله الانتفاضة والشعائر .
– الإفراط في مدح المنتسبين للشعائر الحسينية كالزوار وخدمة المواكب الحسينية بحيث يكون خطأهم صحيحاً ، وكذلك الإفراط في مدح المنتفضين بحيث لا يمكن لأحد انتقادهم وإلا فهو عميل .
– تصدي ثلة من الواعين للوقوف بوجه التحريف الذي ينال من الانتفاضة ومن الشعائر ، ويتحملون نتيجة ذلك التسقيط في أعلى مستوياته حتى يخرجونهم من الدين (في حالة والشعائر) ويتهمونهم بالعمالة والتبعية ( في حالة الانتفاضة ) .
– في البداية وبسبب تعامل غالبية الناس مع الانتفاضة ومع الشعائر تعاملاً عاطفياً فإنهم يرفضون كل المحاولات التصحيحية لوجود هالة قدسية مصطنعة حول ما يحصل في الشعائر الحسينية ، ولكن مستقبلاً بدأت الناس تقتنع بأن بعض التصرفات صحيحة وبعضها خاطئة فبادرت الى تصحيح الخاطئ منها بنفسها والمحافظة على الصحيحة منها . وكذلك الأمر في الانتفاضة التشرينية ، فقد رفضت الناس انتقاد أي حالة سلبية ترافق الانتفاضة ولكنها في المستقبل القريب سيشعرون أن هناك تصرفات صحيحة وبعضها خاطئة لدى المنتفضين إذ لا بد من تصحيحها وسيقومون هم بتصحيحها .
رابط تالمصدر: