يهتم المؤمنون في شهري محرم وصفر بإبراز مظاهر الحزن على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، ومن هذه المظاهر هو لبس الملابس السوداء عسى الله أن يحسبهم من المعزي الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا نعم الثواب وأجزله ، ولكن للأسف نسي هؤلاء الإخوة – وفقهم الله – أن لبس الملابس السوداء في محرم وصفر يضيفان مسؤولية إليه ، فهذا اللبس يعني أن اللابس هو حسيني وهذا يعني أنك تحمل أخلاق الحسين عليه السلام ومبادئ وصفاته وسماته ، طبعاً ليس المقصود أن يكون الشخص اللابس للملابس السوداء أن يكون طبق الأصل من الحسين عليه السلام وإنما يكون من الرعيل الأول من أصناف المجتمع ممن يُشهد لهم بالورع والتقوى .
ويتصور الأعم الأغلب أن لبس السواد على الحسين عليه السلام فيه ثواب فقط من دون أدنى مسؤولية ، ولكنهم لا يعلمون أن أدنى تصرف غير لائق على الأقل عرفاً فإن ذلك ينعكس سلباً على القضية الحسينية والشعائر الحسينية ، وهذا التأثير السلبي يتناسب مع حجم التصرف الخاطئ الذي ارتكبه من انتمى للحسين عليه السلام عموماً ومن كان لابساً للملبس الأسود خصوصاً ، وكذلك يعتمد على حجم الشريحة التي تلقت هذا التصرف الخاطئ ومدى استهجانهم لها ، وهل أنها وصلت لأعداء مذهب أهل البيت عليهم السلام أم لا .
لذا فلينتبه افخوة – أعزهم الله – أن من يريد أن ينتمي الى الحسين عليه السلام عليه أن يجتهد في أن يكون مثالاً مثالياً يحبب الناس بالحسين عليه السلام ، وهذا الأمر يعم كل شخص التحى أو لبس الزي الديني أو غيرها من مظاهر الالتزام الديني .