الأمراء والفقهاء في العراق

بهاء النجار

عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله: «صنفان من أمّتي إذا صلحا صلحت أمّتي وإذا فسدا فسدت أمّتي. قيل: يا رسول الله ومن هم؟ قال: الفقهاء والأمراء»
فإذا قبلنا بأن الوضع في العراق وضع فاسد – وهذا الرأي بحسب تقديري الشخصي يتفق معي فيه الأعم الأغلب من أبناء بلدي – ، أما الأمراء فإن أكثرهم فاسدون سواء كانوا على مستوى وزراء أو برلمانيين أو محافظين أو أعضاء مجالس محافظات أو مدراء عامين أو ……….. ، وهذا أيضاً يتفق معي الكثير من العراقيين ، وبمراجعة بسيطة للحديث الشريف فإن صلاح الأمة مرتبط بصلاح هذين الصنفين (الفقهاء والأمراء) وأن فسادها جاء بسبب فساد هذين الصنفين ، ولا أعرف إن كان المقصود صلاح وفساد الصنفين معاً أم أن واحداً منهما يكفي ، لكن من الواقع يمكن أن نستنتج أن الحديث يريد جمعهما سوية في سبب الإصلاح والفساد ، لأن صلاح الفقهاء سيؤدي بالتأكيد الى صلاح الأمراء أو على الأقل تقليل نسب الفساد وهذا ما رأيناه واقعاً عند وجود فقهاء مصلحين فقد قللوا من نسب الفساد رغم أن المسؤولين (الأمراء) الفاسدين ضدهم .
أما في وقتنا الحالي فنرى الأمراء (الفاسدون) يتهافتون على الفقهاء والذي يعطي انطباعاً أنهم (أي الأمراء) مطيعون للفقهاء ، وللإنصاف حتى لانغبن الناس أشياءهم فليس كل المسؤولين (الأمراء) فاسدون .
فإذا كان الوضع فاسداً والأمراء فاسدين فهل يعقل أن الفقهاء فاسدون ؟ أم أن الحديث غير صحيح ؟ !
هذا ما يحتاج الى إجابة جريئة وصريحة

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M