لقد بعث الله لكل امة رسولاً، والرسول قرآنيا يعرف بنحوين:-
1- النحو الاول: الرسول قرآنيا هو نفس الرسول لغوياً، فأي شيء يرسله الله يصبح رسولاً، فمثلاً الغراب الذي أرى قابيل كيف يواري سوأة اخيه يعتبر رسول لانه حمل رسالة واداها، والشخصان الذين أرسلهما الله وذكرهما القرآن في سورة يس يعتبران رسولين، لان الله ارسلهما، وكذلك نبي الله صالح عليه السلام المتفق على انه ليس برسول وصفه الله في سورة الشمس برسول، وهكذا فالرسول هو اي مرسل برسالة ومطلوب منه تأديتها.
2- النحو الثاني: ان تعريف الرسول يعتمد على تعريف الامة التي أرسل اليها، فإن كان المقصود بالامة هي قرية معينة في زمن معين يكون الرسول هو الشخص الحامل للرسالة الى تلك القرية، واذا كان المقصود بالامة هو العالم بأجمعه الى قيام الساعة فالمقصود هو النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهكذا.
من النحوين المنصرمين نفهم انه من الممكن ان يكون لكل عصر ولكل مجتمع رسول يحمل رسالة من الله، قد تكون الرسالة هي مفاهيم الاسلام ككل وقد تكون بدرجات متفاوتة تعتمد على مستوى الرسول ومستوى الرسالة.
وهذه النتيجة يدعمها قول الامام الصادق عليه السلام : (يحمل هذا الدين في كل قرن عُدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد ).
فهؤلاء العدول يحملون الدين ويحمونه ليوصلوه الى المؤمنين نقيا، فيحملونه كرسالة ويؤدونه كمرسلين.
وتبين الآية الكريمة اهم ما يجيء به العدول المرسلون وهو (عبادة الله) و (اجتناب الطاغوت)، فأي مرسل عادل يدعو الى هذين الاساسين مع مصاديقهما وتفاصيلها وجب على الأمة اتباعه، فمن اتبعه اهتدى ومن لم يتبعه ضل كما اوضحت الآية.
وفي ذيل الآية يحذر الله سبحانه من تكذيب اولئك العدول، وينبه الامة الى الاتعاض من تجارب الاخرين من الامم السابقة.