الشيخ مسلم السكيني
ونحن في الليلة العاشرة من شهر رمضان المبارك وهي ليلة وفاة السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد(عليها السلام) المرأة التي ساندت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من اول نزول الوحي وبذلت كل ماكانت تملك من اموال في سبيل الاسلام ، وذلك لان الاسلام تعرض في مكة لشدائد كثيرة تحتاج الى بذل اموال كثيرة :
منها : شراء العبيد الذين دخلوا للاسلام مثل بلال الحبشي وغيره.
ومنها : بذل الاموال لشراء الطعام والثياب والمساكن لان أغلب الذين التحقوا بركب الاسلام هم من الفقراء والمستضعفين .
ومنها : الحصار الذي فرضه عليهم كفار قريش في شعب ابي طالب ولعدة سنوات فكانت السيدة خديجة هي اكثر الممولين للمشروع الاسلامي .
لهذه الامور وغيرها قال رسول الله (ص): ((ماقام ولاأستقام ديني ألابشيئين : مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب)) عليهما السلام .
ومن هذا الحديث الشريف أود أن أشير الى قضية مهمة وهي : مالذي استفاده حكام المسلمين عموما وحكام العراق خصوصا من أحاديث رسول الله (ص) ومنها هذا الحديث . والذي اعتقده ان رسول الله (ص) لم يرد من هذا الحديث أظهار وأبراز فضيلة من فضائل السيدة خديجة وأمير المؤمنين(عليهما السلام) فحسب ، وإنما أراد أن يبين أمر أخر مهم وهو : أن قوام الدولة(أي دولة) لايستقيم ألا بأمرين :
أولا: الجانب الاقتصادي((مال خديجة)) وهو يمثل الجانب المالي في الدولة وبالمصطلح الحديث : وزارة المالية وجميع الوزارات التي تجلب الاموال للدولة : كوزارة النفط ووزارة التجارة والصناعة والنقل وغيرها من الوزارات .
ثانيا: الجانب العسكري((سيف علي)) وبالمصطلح الحديث : وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والوحدات المساندة لهما .
اذا رسول الله(ص): أراد ان ينبه على أن اي دولة لايمكن ان تكون دولة ذات سيادة ودولة تهابها الدول الاخرى الا اذا توفر فيها هذان الامران : ( المال – القوة )
إلا ان البعض يقرأ هذا الحديث وغيره من الاحاديث للبركة وأظهار الفضائل فقط ،وهو شئ جيد ألا اننا ينبغي ان نستفيد أكثر من أحاديثهم (عليهم السلام) .
والسؤال هو : هل التفت المعنيون لهذين الامرين والامور الاخرى أم لازالوا في سبات .
أسال الله تعالى أن يكشف هذه الغمةعن هذه الامة ويمن علينا بتعجيل فرج المولى صاحب الزمان(عج) أنه ارحم الراحمين .
رابط المصدر:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1188146754877226&id=929297887428782