كيف تخلق عالما جديدا بدءاً منك؟

فرح تركي

 

قبل أن  تدخل إلى عالم المعرفة، عليك أن تخلع ذلك الرداء الثقيل عن كاهلك، بدل أن تكون عجوزا تستشعر البرد وتتحسس من كل ما يمر بك وتتوقع أن الأمر شخصي عليك أن تحدد قواك الداخلية وتستلهم العبر.

ارتدِ ملامحا أصغر وتخيل ذاتك كبيرة القلب وكبيرة الفهم وانظر إلى أي مرآة أمامك ولتكن صافية وانبهر في روعة الخالق فيك. واستمد الثقة في ذاتك. بنظرة ملؤها إيجابية، لتكن شابا يقوى على مواجهة التعب وناضل من أجل واقع تبني أساسه من فكرك.

ولتجذب لك كل خير لا تتوقع أن يأتي إليك، وأنت تحمل في داخلك شرا لأحد أو ضغينة أنت لا تحمل ظلما بل تحمل تراكمات قاسية جعلت ما بينك وبين الآخرين جبالا منعت التواصل وقيدت التسامح وعودة الثقة بينكم.

هناك تقف الكرامة والكبرياء كسد بينك وبين الآخرين. فلا تبادر لأي صلح، لماذا لا يطرح أي شخص هذا السؤال على نفسه: هل تستحق الحياة بأن تقاطع أحد فيها لسبب اختلاف في الرأي أو مشكلة أو مسألة ما؟.

مرحلة النضج النفسي الأولى هي التصالح مع الناس ومع الكون وقبلها مع الذات.

فعلى أي منا طرح فكرة الكراهية جانبا والصفح عن أي إنسان قد سبب له الأذى يوما ما وهو ينتظر الفرصة لينتقم منه. تلك الطريقة بدائية جدا ويقال إن العفو هو أشد أنواع الانتقام أثرا،

ولهذا فأي منا سوف يجد بأن هناك اسما يقفز إلى ذهنه باعتباره شخص تولدت بينهما خصومة وللآن لم تنتهِ، ولكن المرحلة لا تنتهي إلى هنا بل وعليه بأن يتجاوزها بتمني الخير له والدعاء له. فهذا بعد طاقي للكون سوف ينعكس على المسامح شخصيا وأؤكد لكم ذلك بتجربة بسيطة. وبالطبع من مرت عليه سوف يبتسم لمجرد قراءة هذه الأسطر، هل سبق وتكونت معك علاقة عداوة أو خصومة مع شخص ما وكنت تستعمل الدعاء عليه كوسيلة لكبح نقمك وغضبك.

تذكر كنت ترسل أنواع من الأمنيات السيئة تجاهه ولكن لتعترف حين كنت تفضفض مع الأصدقاء فإنك تتساءل عما إذا كان الدعاء يكون ذات نتيجة معكوسة فهو ينغمر في خير كثير وأنت تصادفك الأمور السيئة. إنها دائرة دعائك وطاقتك تعاد إليك انسيابيا وهو في تطور ملحوظ لسبب بسيط وهو أنه قد أخرجك وكل خصومتكم تلك من ذاكرته وبالتأكيد إنه لا يلقى بالا لما جرى.

أنت كنت ترسل لنفسك أسوء الأمور لكنها باسم آخر ولكنك كنت تتلقاها. الآن عرفت فعليك إرسال طاقة سماح كبيرة لكل من آذوك يوما وتطلب السماح ممن آذيته سابقا. لتمتلك قلبا نظيفا، واستلم أجمل الأماني. ابدأ يومك وأنهه بأمنيات كبيرة لك ولغيرك، تمنى الخير للجميع، ليصلك الخير.

بعد هذه المرحلة تحتاج الكثير، كف عن توقع السيء، ارسم فضاءً إيجابيا حول أفكارك، لا تتوقع أن يأتيك المرض، لا تضع الدواء قريبا منك، لا تشترِ الدواء وأنت متعاف، أنت تشتري المرض معه ستفكر بأنها طريقة للحذر بأنك قد تمرض ولا تمتلك الدواء لتواجه أبسط حمى قد تواجهها.

نحن نسلط أفكارنا لنجذب أمور لحياتنا خلاف ما نريد، الجذب كقانون كوني لا يعرف العبارة جيدا. فحين تقول لا أريد أن أمرض فهو لا يرى كلمة لا، هو يلتقط كلمة مرض فقط، فلذلك الانتباه إلى هذه الأمور مهم جدا والمعرفة بأن كل ما تفكر فيه وتتخيل أنه تحقق وبعدها تحرره لتجد الأمر قد تحقق وأؤكد هنا على مسألة التحرر فهي من أهم الأمور، لأنك إذا لن تحرر شيء لن يعود إليك تلقائيا وسيبقى أماني معلقة.

هذا شيء بسيط لتخطو نحو الأمان، قانونا من أكثر من عشرة قوانين للجذب هي منهج وأسلوب يمتهنه الناجحين في حياتهم لتكن وفق ما جذبوا من فرص ونجاح وفعالية حتى على الصعيد العاطفي والمادي، فقط عليك أن تؤمن بأن هناك خير في الأرض يكفي لكل البشر وبأن الموارد والأموال والكنوز كافية بعدد مضاعف للجميع وبأن لك نصيبا منها، تخيل فرصا تأتي إليك وعشها واطرد فكرة الحرمان. وبأن الأمور ستكون أسوء وبأنه قد تمتلك قليلا من اليوم ولا تمتلك أكثر غدا. وسترى تدفق الخير لك.

أي انسان يمكنه أن يخلق عالما جديدا بدءا من نفسه ويصادف أن ينكر ذاته القديمة وحتى سلوكياته وأفكاره. وينضم إلى فئة السعداء المبتسمين في وجة الحياة مستخدما عقله وأفكاره. بقراءة وفهم وتطبيق لكتاب السر. قراءة ليست سطحية وإنما عميقة تمكنة من الولوج إلى ذلك العالم الذي نراه صعبا وبعيد المنال لكنه قادم وهو بين أيدينا.

أما عن تجربتي الشخصية لا أنكر أني في تشرين الأول الماضي كنت في متجر للكتب وقعت عيني على كتاب: “السر”. القراءة الإلكترونية لا تغني عن معانقة الورق. تذكرت مقالة قرأتها عن سحر هذا الكتاب. وشعرت بأن علي الخوض في تلك الرحلة معه وكانت تلك البداية لأرى نفسي أؤمن بأن أعمل جلسة قطع تعلق مع كل ما أثر بي في الماضي من عقبات ومواجهات صعبة في الحياة أوصلتني لمرحلة فيها صورة بأن لا ربيع يأتي لأكون فيه سعيدة أو مطمئنة.

شعرت بأن المرحلة أخيرة وأن العطاء جف وأن الإرادة تلبدت، وباستعانة بمصادر أغمضت عيني وتحسن نور زهري اللون ينبثق من قلبي ليشمل قلبي بأكمله ومن ثم يتجاوزني ليغمر العالم، تخيلت بأن العالم بما خلقه الله وابتسمت وسامحت الجميع. وأعلنت أني انسانة محبة للسلام واستشعر التسامح.

قبل أن أفتح عيني. كنت قد تحولت إلى الهدوء والسكينة التي غابت عني لأطول من عام وثمان أشهر بعد ظرف قاس مر علي. بحيث عادت الحياة تتلون بالود والعطاء والكرم وبدأت ألمع طيبة وأهدي الرشد بعد أن كنت استجديه ولا أكاد أميزه تطبيقا.

لنعلن السلام منهاجا ولنعطِ من بخل وليكن درسا، ونفتح أذرعا من الاطمئنان لمن يخاف، فالحياة سر لا يتكرر كل يوم، وإبتسامة إن ماتت على المحيا لا تولد مرتين.

 

رابط المصدر:

https://bushra.annabaa.org/psychology/5020

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M