هادي جلو مرعي
مقدمة
المؤيدون لتظاهرات العراق والناشطون فيها متهمون بالسكوت عن تظاهرات الشعب الأمريكي، بالمقابل الرافضون لتظاهرات العراق من العراقيين فرحون بتظاهرات أمريكا، وكلا الطرفين ينشر ويبث مايدعم توجهه منذ بدء تظاهرات مينيسوتا، وبقية مدن الولايات المتحدة.
هناك نخبة حاكمة في أمريكا تضم البيض وأصحاب الشركات الكبرى تظلم المهاجرين والسود، وتمارس سياسة التمييز، وتسيطر على العالم كقوة أولى جبارة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن، وقد لاحت بوادر إنهيارها، وتكالب الأمم عليها بعد تفردها وغطرستها وعنجهيتها.
في العراق هناك نخبة حاكمة فاسدة، إستحوذت على السلطة من حكومة دكتاتورية لم تسقط رغم المعارضة، ورغم الدعاء الى الله طوال عقود من الزمن، وتمت الإزاحة بقرار إمريكاني بتقدير رباني، والدليل إن الذين جاءوا دمروا العراق، وجعلوه خرابة أكثر مما هو عليه بفعل حروب وحصارات النظام السابق، وماعاشته البلاد من ظروف معقدة ومريرة.
لم تنجح الولايات المتحدة برغم نظامها اللبرالي، وإقتصادها الحر في دمج المهاجرين خاصة اللاتينيين منهم والأفارقة الذين خدموا طوال مئات من السنين، وكانوا أرقاء لدى النخب والمستعمرين الأوربيين، وقد تزايدت عوامل إنكفاء هذه الأمبراطورية بعد ان نشرت ثقافة العدوانية والطغيان والتجبر، ونهب الثروات، وإحتلال الدول، وتغيير الأنظمة، وإبتزاز أخرى، وصناعة الحروب بالوكالة، وبيع السلاح للمتحاربين لزيادة أرباح الشركات الكبرى المهيمنة.
في العراق لم تنجح النخبة التي حكمت بعد العام 2003 بشيء، ومن لديه دليل على نجاحها فليذكره مشكورا، حيث تكتلت قوى بعناوين طائفية، وتحالفت مع قوى خارجية، وجعلت العراق مثل ثوب أبيض، ولكنه مليء بالبقع. فهنا فقر، وهناك غنى، وكما يقول عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور احمد الوائلي رحمه الله في بيت شعري خالد:
فبجانب يطغى النعيم وبجانب
تطغى الشقاوة فمرفه ومضيع
حيث البطالة الكثيفة رغم تعيين ملايين الموظفين، والجوع برغم الطعام الوفير، والفقر برغم الثروات، وفقدان السكن رغم وجود أراض شاسعة، وإستمرار في البناء، وضياع وهدر وسرقات في المال العام جعلت الناس تنتفض، ولكن الذين شبعت بطونهم لم يتمكنوا من فهم الرافضين للواقع والثائرين عليه، وهذا ديدن كل منتفع من نظام فهو معه وسعيد به.
المصدر: عبر منصات التواصل للمركز