بهاء النجار
ربما يرى الكثير منا الاحتفالات والفرح عندما يفوز مرشح او حزب في انتخابات معينة في بلد ما ، بينما نرى الخاسر في هذه الانتخابات ( فرداً أو حزباً ) حزيناً كئيباً هو وأنصاره ، فإذا كان الفرح للفوز بثقة الشعب والحزن لخسارة ثقته بهم فهذا أمر جيد ، ولكن إذا لم يكن كذلك فهذا يعني أن هذا الفرح والحزن جاء نتيجة النظر بعين واحدة وهي عين المكسب ، عين الحقوق ، عين التشريف ، سمها ما شئت ، بينما لو نظروا للأمر بالعين الثانية وهي عين المنجى عين الواجبات عين التكليف لانعكس الأمر ، لأن من يفوز سيتحمل مسؤولية الأمة وهذه لا تستوجب الفرح ، ومن يخسر يتخلص من هذه المسؤولية وهذا لا يستوجب الحزن .
لا يتوقف الأمر عند الانتخابات فقط ، بل خذ مثلاً بعض الجماعات ( كبعض العشائر او الأحزاب او الجماعات الدينية ) تتباهى بأنها الأكثر عدداً في المجتمع ، وتنظر باستصغار الى من هم أقل منهم عدداً ، بل تسعى بعض الجماعات الصغيرة لإثبات أنها كبيرة يشتى الوسائل حتى لو كانت غير واقعية كي تتباهى بين باقي الجماعات ، ولو نظر هؤلاء جميعاً الى أن ثقلهم بالمجتمع يعني أنهم يتحملون ثقل السيئات في المجتمع أكثر أو أن دورهم في إصلاح المجتمع يكون أكبر لما تباهى وتبارى هؤلاء على أن يكونوا هم الأثقل في المجتمع .
على المستوى الفردي ، قد يتباهى البعض لكونه حاصل على شهادة عليا ، وآخر لأنه صاحب منصب عالٍ او ذو وجاهة اجتماعية معينة ، هذا التباهي سيتضاءل وينتهي لو أن كل واحد منهم نظر الى الشهادة والمنصب والوجاهة على أنها مسؤولية تجاه المجتمع وتقصيره تجاه شعبه لا يُغتَفَر ، بل حتى الشعب إذا طالب بحقوقه فقط من دون أن ينظر الى واجباته أصبح كالمسؤول والسياسي الذي ينظر الى حقوقه دون النظر الى واجباته ، رغم أن الواجبات والحقوق مختلفة عند الطرفين .
بالنتيجة ، من يركّز نظره على المكاسب والحقوق والتشريف والمديح دون النظر الى المسؤولية والواجبات والتكليف فهو مصداق من مصاديق الأعور الدجال ، وإذا لم يتخلص منها أو يسعى للتخص منها فليعلم أنه واقف في الجانب المضاد للإمام عليه السلام ، ولو كُتِب له أن يعيش أيام الظهور المبارك فسوف لن يقبل على سياسة الإمام عليه السلام التي تساوي بين التكليف والتشريف وبين الحقوق والواجبات ، لأنه يريد أكثر مما يعطي وهذا ما ترفضه عدالة دولة العدل الإلهية .
رابط المصدر:
https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar/posts/3040754779337459