- فاسكو موليني
- عدنان لسعود
أدى الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم إلى آثار بالغة على حياة الناس في كل بقاع الأرض. وقد فرضت أغلب البلدان، ومن بينها تونس، قيوداً على التنقل والاختلاط بين الناس، بل وشجعت على العزلة، حتى لو لم تفرض بالقانون. وهذا يشكل مشكلة فيما يتعلق بآلية جمع البيانات وجها لوجه، وهو الأساس لإجراء مختلف المسوح في العديد من البلدان.
أطلق المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع البنك الدولي، سلسلة من المقابلات التليفونية لتقييم الأثر الاجتماعي والاقتصادي لتفشي فيروس كورونا في تونس. كما يعمل المعهد والبنك الدولي معا على وضع نظام للمقابلات الهاتفية من خلال الحاسب الآلي الكمبيوتر للاستجابة للطلب المتزايد على الجمع السريع للبيانات عن شتى القضايا الاجتماعية والاقتصادية. في هذه المدونة، نستعرض نتائج الجولة الأولى من المقابلات.
تتسبب هذه الجائحة في آثار سلبية على الأسر التونسية من ناحية الدخل والاستهلاك، خاصة فيما بين الفئات الأشد فقرا التي تأثرت بفقدان الوظائف وزيادة أسعار الغذاء (الشكل 1). وتُعد الأسر الأغنى الأقل تأثرا: ففي الشريحة الخمسية الأكثر ثراء، أكد نصف من استطلعت آراؤهم أنهم لم يتأثروا على الإطلاق.
الشكل 1. نسبة الأسر التي تأثرت بالأحداث بعد الإغلاق، حسب الشرائح الخمسية
أثناء الإغلاق العام (بدأت تدابير الإغلاق العام الصارمة في 22 مارس/آذار)، تعين على الكثيرين التوقف عن العمل أو العمل فقط لبعض الوقت. ومع هذا، ورغم أنهم يندرجون في أعلى شريحة خمسية، فإن أغلب من تجاوبوا أكدوا أنهم استمروا في الحصول على مرتباتهم كاملة أو على الأقل على جزء منها، أما في أفقر 20% فإن الغالبية لا تحصل على أي دخل على الإطلاق (الشكل 2).
الشكل 2. نسبة العاملين بالأجر الذين يحصلون على مرتبات، حسب الشرائح الخمسية
وتضرر أصحاب الأعمال الحرة بشدة. فنحو ثلث المشاريع الأسرية لم تحصل على أي دخل، بينما شهد ثلثها تراجعا في الدخل بالمقارنة بالشهر السابق (الشكل 3).
الشكل 3. التأثير على الدخل الذي تدره المشاريع الأسرية
يبدو أن الأزمة الصحية أثرت على توافر منتجات معينة، أبرزها الدقيق، وجريش القمح، وإلى حد أقل، منتجات الرعاية الصحية (الشكل 4). وكانت الأسر في المناطق الريفية الأشد تأثرا بهذا النقص، وإن كانت الأزمة قد طالت جميع الشرائح الخمسية التي شملها المسح. ومع هذا، تتباين شدة التأثر، مع كون الشرائح الخمسية الأدنى، مرة أخرى، هي الأشد تأثرا. وبالمثل، فإن الحصول على المنتجات الصحية هو الأكثر تعقيدا بالنسبة للأسر الأفقر، حيث أن النقص فيها بالنسبة لأدنى شريحة خمسية يعادل مثلي النقص فيها بالنسبة للشريحة الخمسية الأعلى. بيد أن العديد من إمدادات الغذاء، (الخبز، المعجنات، الكُسْكُس، الخضروات، الفاكهة)، ومنتجات التنظيف، بل حتى منتجات الطاقة، لا تزال متاحة على نطاق واسع.
الشكل 4. نسبة الأسر غير القادرة على شراء منتجات أساسية معينة، حسب الشرائح الخمسية:
وقد بدأت الجولة الثانية من المقابلات بالفعل، حيث يجري جمع المزيد من المعلومات عن الأمن الغذائي، وعن تداعيات تدابير الإغلاق العام على تعلّم الأطفال ممن هم في سن الدراسة، بما في ذلك تأثير التعلم عن بعد وإشراك الوالدين.