عبد الامير رويح
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي من المقرر ان تجري في نوفمبر القادم، تعيش الولايات المتحدة جملة من الازمات والمشكلات المتفاقمة، التي قد تسهم في تغير المشهد السياسي في هذا البلد، الذي يواجه اليوم تحديات مهمة وخطيرة اهمها قضية الوباء العالمي والركود الاقتصادي والمظاهرات الشعبية المناهضة للعنصرية، التي اندلعت مؤخرا بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد شرطي في مينيابوليس.
هذه الملفات المهمة ربما ستكون ابرز القضايا في الحرب الانتخابية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما انها ستكون ايضاً من اهم التحديات للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي يطمح للفوز بمدة رئاسة ثانية، والتي قد يستغلها خصمه الديموقراطي جو بايدن من اجل الحصول على مكاسب انتخابية قد تمكنه من الوصول الى كرسي الرئاسة، وقال بايدن إن ترامب “غير مؤهل بشكل خطير” لمنصب الرئاسة. يرى الديموقراطي المحنّك (77 عاماً) فرصة لتقديم نفسه على أنه جامع ورجل صلح قادر على جمع الجناحين التقدمي والمعتدل في حزبه مع استقطاب الناخبين المستقلين الذين ينفرون من ترامب. وكتب في تغريدة “حان الوقت لأن يصبح الوعد الذي قطعته هذه الأمة حقيقة لجميع سكانها”.
وشهدت شعبية شعبية ترامب في الفترة الأخيرة تراجعاً في استطلاعات الرأي، خصوصاً في صفوف الناخبين الأساسيين لإعادة انتخابه: المسنون والمسيحيون الإنجيليون. وقد ينفّر تأخره في اتخاذ اجراءات في بداية تفشي الوباء إضافة إلى تهديداته بنشر الجيش مقابل المتظاهرين، جزءاً من أصوات النساء. وقد أظهرت بعض الاستطلاعات تفوقت شعبية بايدن على ترامب في ولايتي ويسكونسن بفارق تسع نقاط بالمئة وفي اوهايو بفارق نقطتين بالمئة، طبقاً لاستطلاع أجرته شبكة فوكس الإخبارية. كذلك أظهر نفس الاستطلاع تفوق بايدن على ترامب في ولاية أريزونا بفارق أربعة نقاط مئوية، وفي ولاية تكساس، أحد اهم معاقل الجمهوريين والتي انتُخب فيها ترامب بفارق كبير عن منافسته هيلاري كلينتون عام 2016، توازي شعبية ترامب الآن مع المرشح الديمقراطي جو بايدن.
جرس إنذار
وفي هذا الشأن أصبح الجمهوريون أكثر تشاؤما بشأن المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة من أي وقت مضى منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، في وقت تكالبت فيه على رئاسته ثلاث أزمات هي جائحة فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي والاحتجاجات الجماهيرية على وحشية الشرطة. وأوضح استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن 46 في المئة فقط من الأمريكيين الذين يعتبرون أنفسهم جمهوريين يقولون إن البلاد تسير في الطريق السليم. وهذه هي أول مرة ينخفض فيها هذا الرقم لهذه الدرجة منذ أغسطس آب 2017 عندما أدى تجمع نظمه متطرفون يؤمنون بتفوق الجنس الأبيض في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا إلى اشتباكات عنيفة مع محتجين مناوئين لهم.
وحتى أوائل مارس آذار الماضي قبل أن يتسبب فيروس كورونا في قرارات العزل العام على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد، كان نحو 70 في المئة من الجمهوريين يقولون إنهم متفائلون بشأن مسار البلاد. ولا تزال شعبية ترامب عند مستوى 40 في المئة إذ لا تزال أغلبية كبيرة من الجمهوريين تستحسن أداءه بصفة عامة. غير أن الخبراء يقولون إن طول فترة التشاؤم بين أنصار ترامب ربما ينذر بضعف محتمل قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني التي يواجه فيها نائب الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن.
وقال 37 في المئة من الجمهوريين إن البلاد تسير في طريق خطأ وقال 17 في المئة منهم إنهم سيصوتون لصالح بايدن إذا أجريت الانتخابات الآن في حين لا يزال 63 في المئة يعتزمون التصويت لصالح ترامب. وقال كايل كونديك المحلل المتخصص في الانتخابات بجامعة فرجينيا ”ربما يجب أن يسبب ذلك قلقا للرئيس رغم أن من المعقول أن نقول إنه لا يزال يتمتع بتأييد قوي بين الجمهوريين“. ويعتقد الجمهوريون أن انتعاشا اقتصاديا في الخريف سيعزز فرصه في الانتخابات.
وأظهرت بيانات أن عدد الوظائف زاد أكثر من 2.5 مليون وظيفة الشهر الماضي في ذروة الجائحة. ووصف ترامب تلك المكاسب بأنها ”أعظم انتعاشة في التاريخ الأمريكي“. وقالت إيرين بيرين المتحدثة باسم حملة ترامب الانتخابية في بيان ”الاستطلاعات معروفة بأنها تكون على خطأ. تفصلنا خمسة أشهر عن الانتخابات وأي استطلاع الآن لا يعد مؤشرا واضحا على نتائج الانتخابات. كان مستطلعو الآراء على خطأ كبير في 2016 ويسيئون تقدير حماس الناخبين للرئيس ترامب في كل مرة“. بحسب رويترز.
ويتفاقم التشاؤم بين الأمريكيين جميعا منذ نهاية فبراير شباط عندما بدأ انتشار الفيروس يتسارع. لكن على عكس الجمهوريين فإن أغلب الديمقراطيين والمستقلين كانوا يشعرون بالفعل بأن البلاد تسير على الطريق الخطأ، فقد أظهر الاستطلاع أن أقل من سبعة بالمئة من الديمقراطيين و19 بالمئة من المستقلين يشعرون بأن البلاد تمضي في المسار الصحيح، في انخفاض بسيط مقارنة بمارس آذار.
الى جانب ذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، تأييده للنائب السابق للرئيس جو بايدن، ليصبح بذلك أول جمهوري بارز يعلن صراحة تأييده للمنافس الديمقراطي لدونالد ترامب في انتخابات. وقاد باول، الذي كان رئيسا لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجيش الأمريكي خلال حرب الخليج عام 1991 في العراق في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب ثم تولى لاحقا وزارة الخارجية في عهد جورج بوش الابن.
وقال باول إن ترامب ”جنح بعيدا“ عن الدستور الأمريكي ويمثل خطرا على البلاد وديمقراطيتها. وقال باول، الذي لم يصوت لصالح الرئيس الجمهوري في انتخابات 2016 لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية ”لا يمكنني بأي حال دعم الرئيس ترامب هذا العام“. وعندما سُئل إذا كان سيصوت لصالح بايدن قال ”سأصوت له“. ووصف ترامب، الذي كان من منتقدي حرب العراق، باول في تغريدة على تويتر بأنه ”فظ“.
وباول، هو أحدث ضابط عسكري كبير يوبِخ ترامب في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت للاحتجاج على الظلم العنصري والتي فجرها موت رجل أسود غير مسلح في مينيسوتا يوم 25 مايو أيار. وندد وزير الدفاع السابق جيم ماتيس وضباط متقاعدون آخرون بترامب في الأيام الأخيرة في توبيخ نادر ليس له سوى سوابق قليلة في التاريخ الأمريكي. كما وجه بايدن في الأيام الأخيرة الانتقاد إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رده على الاحتجاجات، التي كانت سلمية إلى حد كبير، لكنها كانت تؤدي من حين لآخر إلى اشتباكات عنيفة وأضرار لحقت بالممتلكات. ودعا ترامب، وهو جمهوري، السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين.
التصويت الالكتروني
في السياق ذاته حذّر باحثون أمنيون من أنّ نظام التصويت عبر الإنترنت المعتمد في ثلاث ولايات أميركية عرضة للتلاعب من قبل قراصنة وقد لا يحمي سرية الاقتراع. وقال علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغن في بحث أن منصة “أومني بالوت” من شركة التكنولوجيا “ديموكراسي لايف” تشكّل “خطرا شديدا على أمن الانتخابات ويمكن أن تسمح للمهاجمين بتغيير نتائج الانتخابات بدون رصدهم”.
ويأتي التقرير مع مطالبة مسؤولي الانتخابات في أعقاب تفشي جائحة كوفيد-19 بتمكين التصويت عن بعد في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر للحد من مخاطر العدوى في مراكز الاقتراع المزدحمة. وذكر الباحثون أنّه تمت الموافقة على منصة “أومني بالوت” كنظام تصويت اختياري في ولايات ديلاوير ووست فيرجينيا ونيوجيرزي. والتقرير هو الأحدث من جانب الباحثين الأمنيين الذين يحذرون من مخاطر التصويت عبر الانترنت، الناجمة عن صعوبة ضمان مصادقة الناخبين مع الحفاظ على سرية بطاقات الاقتراع والحماية من الغش والتخويف.
ويأتي هذا وسط نقاش ساخن حول توسيع نطاق الاقتراع بالبريد، وهو نظام التصويت الأكثر استخداما للمتغيبين، والذي يندّد به الرئيس دونالد ترامب. وذكرت الورقة البحثية أنّ منصة أومني بالوت “تستخدم “نهجا مبسطًا للتصويت عبر الإنترنت يكون عرضة للتلاعب بالتصويت عن طريق البرامج الخبيثة على جهاز الناخب ومن قبل المتسللين أو مهاجمين آخرين”. وبالإضافة إلى ذلك، استنتج الباحثون أن شركة “ديموكراسي لايف” المسؤولة عن المنصة “لا يبدو أن لديها سياسة خصوصية”، و”تتلقى معلومات حساسة لتحديد الهوية الشخصية بما في ذلك هوية الناخب واختيار الاقتراع وبصمة المتصفح التي يمكن استخدامها لاستهداف الإعلانات السياسية أو حملات التضليل”. بحسب فرانس برس.
ورغم الاهتمام المتزايد بالتصويت عبر الانترنت، حذّر العديد من المتخصصين من أن هذه الأنظمة تفتقر إلى الأمان الكافي. واقر الخبراء بأن تفشي كوفيد-19 “أجبر الولايات على الاستعداد لفرضية عدم قدرة الناخبين على التصويت بأمان في الانتخابات المقبلة”. وحثّت الورقة البحثة الناخبين على تجنب استخدام منصة “أومني بالوت” ونصحت باستخدام الاقتراع عبر البريد الذي قالت إنّه أكثر أمانا في شكل عام. وقال العلماء إن “الخيار التالي الأكثر أمانا هو استخدام أومني بالوت لتحميل بطاقة اقتراع فارغة وطباعتها ووضع علامة عليها يدويا وإرسالها بالبريد أو إسقاطها”.
من جانب اخر حذر المرشح الديمقراطي جو بايدن، من سرقة خصمه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب للانتخابات، فيما وصفته صحيفة “واشنطن بوست” بأنه تصعيد حاد في خطاب بايدن إزاء ترامب. وفى مقابلة مع برنامج “ذا دايلي شو”، الذى يقدمه تريفور نواه، قال بايدن إن هذا الرئيس سيسرق هذه الانتخابات، مضيفا أن هذا مبعث قلقه الأكبر على الإطلاق. وردا على سؤال حول ما إذا كان بحث ما يمكن أن يحدث لو فاز هو في الانتخابات، حال رفض ترامب مغادرة المنصب، أجاب بايدن قائلا: نعم فعلت.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المقابلة تم تعديلها على ما يبدو عند هذه النقطة، لكن بايدن استأنف بالحديث عن عدد الضباط العسكريين البارزين السابقين الذين انتقدوا تعامل ترامب مع الاحتجاجات. وقال بايدن “أعدك، أنا مقتنع تماما أنهم سيصطحبونه من البيت الأبيض بسرعة كبيرة”. وعلقت الصحيفة على تصريحات بايدن، وقالت إنها من أقوى التعليقات وأبعدها مدى من قبل المرشح الديمقراطي حتى الآن بشأن المخاوف التي يشعر بها كثير من الديمقراطيين إزاء احتمال التدخل في انتخابات نوفمبر. وتأتى المخاوف في ظل قلق بشأن الوصول إلى بطاقات الاقتراع وخطط طويلة للتصويت وكيف سيدلى الأمريكيون بأصواتهم لو ظلت المخاوف المتعلقة بكورونا ممتدة.
الصين والحملة الانتخابية
على صعيد متصل قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق إن الصين لا تريد رؤيته يُعاد انتخابه، لأن أمريكا “تحصل على مليارات” من البلاد بفضل اتفاقها التجاري مع بكين. وردًا على سؤال عما تفعله الصين للتأكد من عدم إعادة انتخابه، قال ترامب: “الصين لا تريد أن تراني مُنتخبًا، والسبب هو أننا نحصل على مليارات ومليارات الدولارات… من الصين في الشهر”. كما سُئل الرئيس عما إذا كانت الصين التي تحجب معلومات عن فيروس كورونا مرتبطة بتقويض إعادة انتخابه. وحينها رد ترامب: “لا أريد إلقاء أي مشتتات. أود فقط أن أقول لكم إن الصين تود أن ترى جو بايدن النائم (رئيسًا). وأضاف أنهم سيأخذون هذه الدولة في رحلة لم ترها من قبل. بحسب CNN.
واتهمت وزارة الشؤون الخارجية الصينية، السياسيين الأمريكيين بالإدلاء “بأكاذيب بذيئة” بشأن وباء فيروس كورونا، بعد أن هدد ترامب أولاً بالسعي للحصول على تعويضات من الصين عن تفشي المرض. وزعم قنغ شوانغ، المتحدث باسم الخارجية الصينية، أن “السياسيين الأمريكيين تجاهلوا الحقيقة مرارًا وكرروا أكاذيب عارية”. وقال شوانغ إن السياسيين الأمريكيين يحاولون “التنصل من مسؤوليتهم عن تدابير الوقاية والسيطرة على الوباء السيئة، وصرف انتباه الرأي العام”.
ويتبادل مرشحي الرئاسة الأمريكية -الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن- الاتهامات بشأن علاقة كلاً منهما بالصين، ويحاول كل طرف الآن أن يقوى أحدهما على الآخر بشأن من هو الأكثر صرامة في التعامل مع بكين، بالتوازي مع ذلك تسعي الحملات الانتخابية لكلا المرشحين الاستفادة من النظرة السلبية للشعب الأمريكي تجاه الصين خاصة في ظل الحرب التجارية المستمرة منذ سنوات وفي ظل جائحة فيروس كورونا المستجد. ما يشير إلى أن العلاقات الأمريكية الصينية “المتوترة” ستكون ساحة مواجهة ونقطة مركزية في سباق الانتخابات الأمريكية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة Pew Research في أبريل الماضي، أن 66٪ من الأمريكيين ينظرون إلى الصين بمشاعر سلبية وهي أعلى نسبة مسجلة، حيث ارتفع هذا الرقم بنسبة 19% عما كان عليه قبل ثلاث سنوات فقط، عندما كان الأمريكيون منقسمون بالتساوي حول ما إذا كانوا يشعرون بإيجابية أو سلبية تجاه الصين، ويرى الأمريكيين أن الصين تتحدى المصالح الأمريكية وتلحق بها اضرار مدمرة وهو ما يتطلب مواجهة أمريكية صارمة.
واستغل بايدن استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعاً ملحوظا في دعم ترامب داخل أهم الولايات في أمريكا، بسبب الانتقادات الحادة التي وجهت إليه لإخفاقه في إدارة أزمة كورونا، وعدم تقييم الوضع بصورة دقيقة والركود الاقتصادي الكبير الذي ضرب المصالح الأمريكية، فضلاً عن أن ترامب ساعد في إبراز الدور العالمي للصين من خلال تقويض علاقات واشنطن مع حلفائها وتقليل دور الولايات المتحدة وتأثيرها في المؤسسات الدولية. في المقابل، تحركت حملة ترامب لاستخدام سجل بايدن على مدى نحو 50 عاما كعضو في مجلس الشيوخ ونائب للرئيس ومرشح للرئاسة كمادة لشن هجمات عليه تتعلق بالصين، وأن بايدن لن يكون “قاسيا” تجاه بكين على قدر الرئيس الحالي.
وليس من المفاجئ أن تصبح الصين وقود الانتخابات الأمريكية 2020، فقد سبق وأن هاجم ترامب الصين خلال حملته الانتخابية الأولى في عام 2016، ووصفها بالقوة الشريرة وأنه سوف يمارس أقصى ما بوسعه من ضغوط عليها لتقويض طموحاتها في الزعامة الدولية وقدراتها على المنافسة. والآن يضع ترامب الصين في مركز سياسته وأيديولوجيته باعتبارها “تميمة” الفوز في الانتخابات المقبلة. خصوصا بعد تصريحه لوكالة أنباء رويترز، “أن الصين سوف تفعل كل ما في وسعها لكي أخسر انتخابات الرئاسة، واعتقد أن بكين تتمنى فوز منافسي الديمقراطي جو بايدن، حتى يخفف الضغوط التي فرضهتا عليها، فيما يتعلق بالتجارة وقضايا أخرى”.
وقد خصصت لجنة عمل سياسي مؤيدة لترامب تطلق على نفسها “أمريكا أولا”، 10 ملايين دولار في حملة إعلانات للهجوم على بايدن في ولايات تمثل ساحة مواجهة وهي بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن. وصورت الإعلانات بايدن كصديق للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وأنه دعم الصين في منظمة التجارة العالمية، وكذلك معارضته للإجراءات التجارية، واعتراضه على أمر أصدره ترامب في أواخر يناير لفرض قيود على المسافرين غير الأمريكيين القادمين من الصين لمكافحة فيروس كورونا. كما اتهمت الحملة نجل بايدن بتلقي أكثر من مليار دولار للعمل في بنك صيني مملوك للدولة. وهتف مؤيدون لترامب “بكين بايدن”، تلميحاً إلى كلام إيجابي قاله نائب الرئيس السابق عن الصين، وأنه دمية في يد الصين.
كما كشفت “مؤسسة أمريكان بريدج للقرن 21″، عن حملة إعلانات مناهضة لترامب في ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكنسن، تبلغ تكلفتها 15 مليون دولار. ركزت الحملة على تقويض ترامب للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وسماحه بالانتشار السريع لفيروس كورونا. وقال بايدن إن “الحقيقة هذه المرة هي أن دونالد ترامب ترك أمريكا مكشوفة ومعرضة لهذه الجائحة. لقد تجاهل تحذيرات خبراء الصحة ووكالات المخابرات وبدلا من ذلك وضع ثقته في زعماء الصين”. وأنهى ترامب تمويل برنامج تم انشاؤه خلال إدارة أوباما وبايدن لرصد الأمراض المعدية الطارئة وخفض عدد خبراء المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين بواقع الثلثين وترك مكانا كان مخصصا لأمريكي شاغرا داخل وكالة مكافحة الأمراض بالصين. وقال “والآن ندفع كلنا الثمن”.
وانتقدت الحملة ترامب لتقديمه إمدادات طبية أمريكية لمساعدة الصين، ويُعيب مؤيدو بايدن على ترامب مغازلاته الكثيرة للصين وإشاداته الرنانة بـ”صديقه” للرئيس الصيني أكثر من 15 مرة ، معتبرين إياها نوعاً من التملق. وسلطت الحملة الضوء على تغريدة نشرها ترامب في 24 يناير الماضي أشار فيها إلى أن الصين تقوم بعمل جيد لمواجهة فيروس كورونا ويرى بايدن أن الإدارة الأمريكية لم تقدم ما يكفي لمواجهة الصين، والتزمت الصمت ليس حيال جائحة فيروس كورونا فقط، ولكن حيال الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج منذ العام الماضي.
واتهم ترامب بتجاهل ملف حقوق الإنسان في الصين مثل سجن المسلمين في شينجيانج لتأمين صفقة تجارية. وعندما تم التوقيع على المرحلة الأولى من الاتفاق في يناير الماضي، وصف ترامب الصين بأنها “الرابح الأكبر”، بحجة أن الاتفاق فشل في “حل القضايا الحقيقية في قلب النزاع، بما في ذلك الإعانات الصناعية، ودعم الشركات المملوكة للدولة، وسرقة المعلومات. زيرى فريق بايدن بأن ترامب يساعد الصين من خلال تقويض العلاقات الأمريكية مع الحلفاء التقليديين، ما ساهم في تراجع دور أمريكا ونفوذها في المؤسسات الدولية. أما عن الحرب التجارية التي استمرت لسنوات مع الصين، ستسلط حملة بايدن الضوء على زعمها بأن الأمريكيين دفعوا ثمناً باهظاً بينما لم يحصلوا على مقابل.