قــمة الصـيـن ــ إفـريـقـيا في ظـل الأزمة الصحية الراهنة “كوفيد 19”: قراءة في أليات التأثير وسبـل التعاون

اعداد: أميرة احمد حرزلي، باحثة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية – كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة باجي مختار / عنابة ـ الجزائر

 

مقدمة:

عقدت يوم الأربعاء 17 جوان القمة الاستثنائية الصينية ــ الافريقية بتقنية التحاضر عن بعد، وقد شارك فيها عدة فاعلين دوليين في مقدمتهم الرئيس الصيني شي جين بينغ وعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي وانغ هو نينغ و عدد من رؤساء الدول الافريقية منها عبد المجيد تبون رئيس الجزائر ، عبد الفتاح السيسي رئيس مصر،  سيريل رامافوزا رئيس جنوب افريقيا، ماكي سال رئيس السنيغال، كما حضر القمة فيلكس تشيسيكيدي و الرئيس الغابوني بونجو أونديمبا و أو هورو كينياتا إضافة الى رئيس النيجيري محمد بخاري و رئيس روندا بول كاجامي و رئيس النيجر محمد ايسوفر و إمرسون منانجانجوا رئيس زمبابوي، و رئيس وزراء اثيوبيا آبي أحمد،   الاتحاد الافريقي و رئيس المفوضية الافريقية موسي فقي محمد ، وعلى المستوى الدولي حضر كل من الأمين العام لأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، والمدير العام للمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس كضيفين خاصين.

تتناول أجندة القمة عدة قضايا مستجدة ومستعجلة على رأسها التضامن الصيني ــ الافريقي لمكافحة وباء كورونا، تفعيل العلاقات الاقتصادية وتنشيط حركة الاستثمار والتجارة بين الطرفين، الى جانب الاهتمام الصيني ودعوتها بفض النزاعات المسلحة بطريقة سلمية.

الاهتمام الصيني بالقارة الافريقية ليس وليدة القرن 21 وانما يعود الى الالاف السنين أين كان هناك تفاعل حضاري بين الحضارة الصينية والافريقية في القرن الثاني قبل الميلاد وتولىَ بعدها في القرنين السابع والثامن ميلادي في حكم سلالة تانج التي كان لها علاقات مع دول القرن الافريقي على غرار الصومال.

تعمقت العلاقات الصينية ــ الافريقية في نهاية الحرب الباردة كونها قارة غنية بالثروات الاقتصادية والطبيعية والاستثمار فيها يذر عليها اربحا بمليارات الدولارات وهو ما يفسر تنامي دورها في افريقيا في ذات الوقت تحرص الصين على النأي بنفسها عن كل بؤر التوتر والنزاعات وفق المقولة المشهورة ” الصين عملاق اقتصادي و قزم سياسي ” ، ولكن الأدوار الأوروبية والتقليدية لكل من فرنسا ، البرتغال، إيطاليا … و الولايات المتحدة في القارة تقف كتحدي امام استمرار تنامي الدور الصيني فيها، وعليه تشكل هذه القمة في نظر الخبراء الدوليين اختبارا فعليا لكل من الصين ودول افريقيا في تنمية علاقتهما المشتركة ذات الابعاد متعددة و وفق قاعدة ” رابح رابح “.

يبحث المقال في الإشكالية التالية:

  • كيف ستؤثر مخرجات القمة الصينية ــ الافريقية في تنمية مجالات التعاون بين الطرفين؟

نبحث في الموضوع في المحاور التالية:

  1. الصين في افريقيا: المؤشرات والتأثير.
  2. رؤية الصين لسبل التعاون الصيني ـ الافريقي في مكافحة جائحة كورونا ” كوفيد 12″.
  3. رؤية بعض رؤساء الدول الافريقية لقضايا افريقيا وسبل التعاون الصيني ــ الافريقي في ظل جائحة كورونا.
  4. القمة الصينية ــ الافريقية: المخرجات والقيمة المضافة
  1. الصين في افريقيا: المؤشرات والتأثير

تساؤلات كثيرة حول تنامي الدور الصيني في افريقيا و لماذا هذا الاهتمام الصيني رفيع المستوى بالقارة السمراء مع العلم أنها قارة يتمركز فيها الوجود الأوروبي و الأمريكي و الروسي ، و تكثر فيها الحروب والنزاعات الاهلية والانفصالية الاثنية، والتنظيمات الإرهابية متعددة الولاءات الخارجية و فوضى السلاح، قارة تعاني المجاعة والفقر والنزوح، ماذا ستستفيد الصين يقول البعض من تواجدها في افريقيا مع وجود تلك التحديات الجسام.

لا يختلف اثنان أن إفريقيا بموقعها الاستراتيجي الممتاز و ثرواتها الاقتصادية والمعدنية المتنوعة  تشكل أهمية كبيرة للدول العظمى وعوامل تدفع نحو تنافس القوى الأوروبية و الامريكية و الروسية لتأمين مصالحها العالمية ، من هذا المنطلق أوجدت الصين لنفسها موطئ قدم ونفوذ لها في الدول الافريقية.

في مقال مشترك لأكول نيوك مستشار السياسات الدولية ، وبرادلي ثايير أستاذ العلوم السياسية بجامعة آيسلندا على صحيفة ناشيونال إنترست معنون بــ: لماذا تغزو الصين إفريقيا ؟ يجيب الكاتبان دواع تنامي الدور الصيني في افريقيا ، بحيث استهل الكاتبان مقالهما بالحديث عن المرحلة الجديدة التي تدخلها بعد تحررها من الاستعمار و الامبريالية الجديدة ، بحيث باتت الفرص أمامها لتكون قوة اقتصادية قادرة على منح الازدهار.

من وجهة نظر المقال يكتسي الوجود الصيني في افريقيا أهمية كبيرة للاعتبارات التالية[1]:

  • الصين مصدر رئيسي لأموال الاستثمارات و القروض المدعومة بقدرتها الهائلة في انشاء البنى التحتية ( كانشاء سكك حديدية في كينيا و تشييد الطرق في اثيوبيا ، و إدارة المناجم في الكونغو …) وكلا العاملين تحتاجهما افريقيا.
  • من خلال دور الصين في افريقيا تفهم بقية دول العالم خاصة الجنوبية سياستها.
  • نشر ” ثقافة الماوية” و الترويج لها ، فمنذ مجي الحزب الشيوعي الى سدة الحكم سنة 1945 بقيادة ماوتسي تونغ قدمت الصين الدعم للدول الافريقية عبر الوقوف الى جانب الحركات التحررية في افريقيا.
  • دور الصين حسب الكاتبان يعتبر استعمارا جديدا واستغلالا لشعوبها.

تتكرر الانتقادات الغربية  للدور الصيني في افريقيا على رأسها الولايات المتحدة الامريكية و أوروبا الذين يرون أن توسع الاقتصاد الصيني بالقارة الافريقية يعتبر استعمارا جديدا ونهبا لثروات شعوبها، وفي المنتدى الصيني الافريقي سنة 2018 الذي حمل اسم ” نحو مجتمع اقوى ومستقبل مشترك وتعاون مربح للجانبين ” فندت الصين كل الادعاءات الغربية ، فالمنتدى شهد مشاركة واسعة من القادة الافارقة في ظل الصعوبات الاقتصادية والظروف السياسية المعقدة التي تمر بها القارة والحرب التجارية المفتوحة بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، وبالتالي تلتقي الأهداف والمصالح وإقامة تعاون مشترك من خلال نظام تجاري متعدد الأطراف والتمسك باقتصاد عالمي مفتوح الذي يسمح بالتبادل المصالح بعيدا عن الضغوط الامريكية .

تمثل استراتيجية الصين العالمية المعروفة باسم ” مبادرة الحزام و الطريق ” احدى أدوات التأثير المهمة في العالم ، وقد الح الصينيون على ضرورة أخذ افريقيا فيها موقعا خاصا فيها الامر الذي لاقى ترحيبا من قبل الدول الافريقية ، في هذا الصدد يقول الباحث الاقتصادي الصيني جانغ لي ” إن تمسك الصين  بتنفيذ مبادرة الحزام و الطريق في افريقيا يعود لترحيب الدول بالمبادرة في ظل معارضة الدول الغربية و محاربتها لها”.

وبالحديث عن المبادرة فهي تتيح فرص للتعاون عبر مساعدات مالية مقدمة للدول الافريقية بقيمة 60 مليار دولار ، فضلا عن الاستثمارات و التمويل من قبل المؤسسات و الشركات المالية الصينية ، كما تعهدت الصين بتوسيع نطاق وارداتها من الموارد غير الطبيعية،  كما تتعهد الصين بتسهيل إصدار السندات المالية للدول الافريقية.

  1. رؤية الصين لسبل التعاون الصيني ـ الافريقي في مكافحة جائحة كورونا ” كوفيد 12″:

إستحوذت الازمة الصحية الراهنة أوما تعرف بجائجة كورونا ” كوفيد 19 ” على مجمل أشغال القمة واخذت حصة الأسد فيها كونها تمس الامن الصحي العالمي بشكل مباشر، فهذه القمة غير العادية تهدف الى تعزيز التضامن العالمي في مواجهة الوباء، في هذا الصدد قدم الرئيس الصيني جملة من المقترحات لمواجهة كورونا متمثلة[2]:

  • علينا مواصلة الالتزام بمكافحة ( كوفيد 19 ) معا ،ستبدأ الصين قبل الموعد المقرر في انشاء مقر المركز الافريقي للسيطرة على الامراض و الوقاية منها هذا العام.
  • علينا مواصلة الالتزام بتعزيز التعاون الصيني ــ الافريقي توجد حاجة الى إعطاء أولوية كبرى للتعاون بشأن الصحة العامة واستئناف النشاط الاقتصادي ومعيشة الشعب.
  • علينا مواصلة الالتزام بتبني التعددية، ستعمل الصين مع افريقيا لتبني نظام حوكمة عالمي، في قلب منه الأمم المتحدة ودعم منظمة الصحة العالمية في تحقيق اسهامات أكبر في الاستجابة العالمية للمرض.
  • علينا مواصلة الالتزام بالمضي قدما في الصداقة الصينية ــ الافريقية.

ذات المسؤول حث المجتمع الدولي على تخفيف الديون المستحقة على الدول الافريقية وتعليقها وهنا نوه الرئيس الصيني في كلمته الحاضرين أن بلاده تأمل أن يطلع المجتمع الدولي لا سيما الدول المتقدمة والمؤسسات المالية متعددة الأطراف دورا أكثر فعالية في تخفيف أعباء الديون وتعليقها بالنسبة لإفريقيا.

الرئيس الصيني أكد أنه بمجرد اكتمال تطوير عملية تطوير لقاح مضاد للوباء ستكون الدول الافريقية الأولى ولها الأولوية للحصول عليه، كما أن الصين حسبه تعارض توظيف الازمة الصحية الراهنة ومحاولة استغلالها سياسيا بما في ذلك التمييز العنصري والتحيز الأيديولوجي في المقابل ندعم بشدة الانصاف والعدالة في العالم والتضامن العالمي في مكافحة الوباء، في معرض خطابه حول الازمة لم يفوت الرئيس الصيني مع شركائه من قادة الدول الافريقية أن ينعون ضحايا وباء كورونا، حيث وقف الجميع دقيقة صمت على أرواحهم.

دعا الرئيس الصيني الى تعاون صيني ــ افريقي الى تبادل الدعم في القضايا التي تمس المصالح الأساسية للجانبين، وتابع قائلا سنتمكن من النهوض بشراكة استراتيجية وتعاونية شاملة الى مستوى أرقى[3].

  1. رؤية بعض رؤساء الدول الافريقية لقضايا افريقيا وسبل التعاون الصيني ــ الافريقي في ظل جائحة كورونا:

تنوعت المشاركة الافريقية بين قيادات دول ورؤساء منظمات إقليمية، على اختلافهم تمثيلهم ناقش الجميع قضايا صحية وسياسية، اقتصادية، اجتماعية، أمنية ــ عسكرية تهم قارتهم وبلدانهم بشكل مباشر، بما يلي رؤية القادة الافريقيين خلال اشغال القمة:

  • الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون[4]: خلال مشاركته الرئيس الجزائري أن بلاده واجهت وباء كورونا كوفيد 19 بحزم منذ الوهلة الأولى ، فبالإضافة الى اتخاذ مجموعة من القرارات لتعزيز التدابير الوقائية وكما يقال الازمة تولد الهمة ، تمكنت الجزائر من تجاوز الظروف الصعبة في البداية بفضل تظافر الجهود الوطنية والابتكار لشبابنا ، فأصبحنا اليوم في اكتفاء ذاتي فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الادوية ووسائل الفحص.

وأكد الرئيس الجزائري من ناحية أخرى أن بلاده من أوائل البلدان التي عبرت عن تضامنها الكامل مع الصين في تلك الظروف العصيبة، مشددا في الوقت أن يكون تقييم المجتمع الدولي للوضع الناجم عن الوباء موضوعيا وبعيدا عن كل تسييس.

و بخصوص جهودها في مكافحة الوباء أكد الرئيس الجزائر تنسق مع دول الجوار و الدول الصديقة بلورت خطة عمل تسمح بالتقليل من حدة اثار هذه الجائحة، مضيفا أن الجزائر ساهمت مايا في صندوق تمويل مكافحة الوباء الذي أنشأته الدول الافريقية كما عين الوزير الأسبق عبد الرحمان بن خالفة مبعوثا خاصا للاتحاد الافريقي في اطار مكافحة الوباء، يقع على عاتقنا يضيف الرئيس الجزائري تعزيز التنسيق بما يسمح بدعم التعاون في إطار أجندة افريقيا 2063 و أجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية الوطنية للصين والدول الافريقية لتنفيذ المشاريع ذات المنفعة المشتركة.

في الأخير تشدد الجزائر على أهمية الوصول اللقاحات الى البلدان النامية خصوصا الافريقية بشكل منصف وفعال وفي الوقت المناسب، كما تثمن تعهد الرئيس الصيني بجعل اللقاحات سيتم تطويرها في الصين ضد الوباء بمثابة ملكية عمومية عالمية.

  • الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي[5]: في كلمته أشاد الرئيس المصري بالنموذج الصيني لاحتواء الوباء الجديد ” كوفيد 19″ ، مؤكدا على أهمية التعاون المشترك لتحقيق أقصى استفادة منه ، مضيفا أن انعقاد القمة يؤكد توفر الإرادة السياسية لدفع العلاقات الافريقية الصينية و كذا عزم القارة على مواصلة التعامل الفعال مع تداعيات انتشار الوباء بالتعاون مع شريك دولي هام و جاد في اطار التضامن السياسي و السعي نحو تحقيق المكاسب المشتركة بين الجانبين.

من جهة أخرى أكد الرئيس المصري على ضرورة إيلاء الأولوية لحماية القطاع الطبي في القارة الافريقية عبر تمويلها الكافي لضمان توافر المستلزمات الطبية والوقائية اللازمة فضلا عن المساعدات في بناء المستشفيات وتجهيزها لا سيما في ظل محدودية الموارد المتاحة.

ونوه الرئيس الى أهمية أن يتم ذلك بالتوازي مع معالجة التداعيات الاقتصادية و الاجتماعية للجائحة، ومن ثم الحاجة الة تضافر الجهود الدولية لدعم الدول النامية خاصة، لا سيما تخفيف أعباء الديون المتراكمة من خلال الاعفاء أن إعادة الجدولة، بما يمكنها من اعداد حزم تحفيزية لاقتصادها والحفاظ على مكتسباتها التنموية.

  • رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا[6]خلال كلمته في القمة قال رئيس جنوب افريقيا أن القمة تظهر عمق و صمود بين الصين و افريقيا ، و أضاف ” التضامن الصيني ــ الافريقي و تعزيز التعاون متعدد الأطراف عامل رئيسي في الفوز بمعركة ضد هذا المرض ” ، داعيا الجانبين الى مواصلة تعزيز علاقات التضامن و اتخاذ اجراء جماعي لتأمين مستقبل البشرية” و اعرب رامافوزا عن امتنان الشعوب الافريقية للرئيس شي و للصين ــ حكومة وشعبا ـ إزاء التبرعات السخية من معدات الحماية الشخصية و غيرها من المساعدات الطبية.
  • الرئيس السنغالي ماكي سال : في كلمته وصفة الرئيس السنغالي القمة بالمبادرة الممتازة ، واكد أن الزعماء المشاركين في القمة جددوا التأكيد لتطلعهم الى تعزيز الصداقة بين افريقيا و الصين، واعرب عن دعمه للدور الذي تضطلع به منظمة الصحة العالمية في تنسيق الاستجابة العالمية للمرض.
  1. القمة الصينية ــ الافريقية: المخرجات والقيمة المضافة

يجمع الخبراء الدوليين و المحللين السياسيين أن للقمة الصينية الافريقية أهمية كبيرة بالنظر لسياقها وهدف انعقادها وهو التضامن في محاربة وباء كورونا، عن طريق تبادل الخبرات بين القيادات الصينية و نظيرتها الافريقية ، بحيث انه رغم أن الوباء ظهر و انتشر من الصين الا أنها استطاعت احتواءه بفضل التزام إجراءات الصرامة و الجدية و الأنظمة الصحية المتطورة، ضف الى ذلك الدول الافريقية بحاجة ماسة الى التعاون مع شريك دولي ملتزم بالشراكة و المساعدة في تخفيف اثار الوباء مع ما تعانيه إفريقيا من ضعف في الأنظمة الصحية و هشاشتها.

فمخرجات ونتائج القمة المتمثلة في التزام الصين للدول الافريقية بحصص من اللقاحات التي تنتجها لمكافحة وباء كورونا، كما أن الصين أكدت على مساندتها لإفريقيا عبر ايفاد فرق من الخبراء والأطباء المتخصصين في الأوبئة والامراض المعدية، فضلا عن ذلك توفير البنية التحتية من عيادات متنقلة ومستشفيات مجهزة بأجهزة طبية متطورة … لاحتواء الوباء مخافة انتشاره في ظل بيئة موسومة بالأزمات نتيجة النزاعات الاهلية وحركة النزوح أدى الى انتشار المشاعة والفقر وهي في المجمل بيئة مشجعة على انتشار الوباء، من النتائج البارزة أيضا تثمين الجانبين ( الصيني و الافريقي ) مضامين القمة و تأكيدهما التزامهما بالمخرجات سالفة الذكر لتحقيق المصالح المشتركة.

خـــاتــمة:

صفوة القول، تمثل قمة الصين ــ افريقيا فرصة حقيقية لتحقيق تعاون مشترك يصب في مصلحة الطرفين، فالأولوية في الراهن لمحاربة وباء كورونا ” كوفيد 19 ” واثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية عبر تبادل الخبرات والتجارب في مجال اصلاح النظم الصحية وحمايتها من هجمات وتخريب التنظيمات المسلحة.

القمة الصينية ـ الافريقية توفر فرصة للصين التي تريد خلق نظام اقتصادي تعددي بدل الهيمنة الامريكية أو حتى بالنسبة للدول الإفريقية لتخفيف الأعباء الاقتصادية والتخلص من الديون،  وخلق مناصب عمل للشباب الافريقي عبر عدة مشاريع استثمارية و تجارية صينية.

القمة الصينية ــ الافريقية دليل اخر على القيمة الاستراتيجية التي تحوزها افريقيا لدى الدول العظمى، كما انها مؤشر على تنامي النفوذ الصيني في افريقيا، هذا الأخير الذي يلقى تحديات كبيرة أمام الثنائي الأمريكي ــ الأوروبي.

يبقى نجاح القمة الاستثنائية موهون بالإرادة السياسية والالتزام الجاد للطرفين سواء الصين والدول الافريقية المعنية بشكل مباشر في نجاح القمة و مسار التعاون الصيني ــ الافريقي وباليقظة الاستراتيجية لكل التحديات والمشاكل التي تعانيها القارة الافريقية .

[1] ـ لماذا تغزو الصين افريقيا ، موقع الجزيرة ، على الرابط الالكتروني:

https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/7/12/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%8A%D8%A9

[2]  ـ  شي يقدم مقترحات في قمة الصين-إفريقيا الاستثنائية بشأن التضامن في مواجهة “كوفيد-19” ، موقع الصين بعيون عربية ، على الرابط الالكتروني :

[3] ـ شي يترأس قمة صينية-إفريقية ويدعو إلى التضامن في مواجهة “كوفيد-19” موقع الشعب العربي، على الرابط الالكتروني:

http://arabic.peopledaily.com.cn/n3/2020/0618/c31660-9701624.html

[4] ـ  الرئيس تبون بقمة الصين ــ افريقيا حول كوفيد 19 : الجزائر تجاوت الظروف الصعبة بفضل تظافر الجهود الوطنية ، وكالة الانباء الجزائرية ، على الرابط الالكتروني:

www.aps.dz

[5] ، شي يقدم مقترحات في قمة الصين-إفريقيا الاستثنائية … المرجع نفسه.

[6]  ـ شي يترأس قمة صينية-إفريقية ويدعو إلى التضامن في مواجهة “كوفيد-19″… المرجع نفسه

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=67411

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M