التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد

شمخي ناصر الموسوي

ازداد في الآونة الأخيرة الاهتمام بموضوع التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد من قبل المجتمع وصار قضية راي عام ولم يعد الاهتمام بالموضوع حصرا بالمؤسسات التربوية التعليمة ومراكز البحوث. وعجل في ازدياد هذا الاهتمام تعرض العالم لجائحة كورونا واضطرار الكثير من المؤسسات التربوية التعليمية اليه رغم عدم تهيئة البنى التحتية له في بعض البلدان او حتى عدم الايمان به وبجدواه من قبل الكثيرين ولكن صار امرا واقعا لابد منه سواء لمن يؤمن به او لا يؤمن.
وللإضاءة على الموضوع احببنا المشاركة بهذا المقال المتواضع
نلاحظ ان هناك خطأ شائع في اعتبار أن التعليم عن بعد هو التعليم الالكتروني وفي واقع الأمر فإن (التعليم الإلكتروني) هو أحد وسائل (التعليم عن بعد) وليس كل الوسائل ولكن نظرا لانتشار التعليم الالكتروني في الآونة الأخيرة فإنه اعتبر في أحيان كثيرة هو التعلم عن بعد.
في البدء اود ان أوضح ما المقصود (بالتعليم الالكتروني) و (التعليم عن بعد) وهل توجد ملازمة بينهما ؟
أولا : التعليم الالكتروني (E-Learning) هو نظام تفاعلي للتعليم يقدم للمتعلم باستخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، ويعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة تعرض المقررات الدراسية عبر الشبكات الإلكترونية، وتوفر سبل الإرشاد والتوجيه وتنظيم الاختبارات . وهو احد الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتنقلها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، وهو يجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم .
ولقد أدت النقلات السريعة في مجال التقنية إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، مما زاد في ترسيخ مفهوم التعليم ( الفردي أو الذاتي ) ؛ حيث يتابع المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لديهِ من خبرات ومهارات سابقة. ويعتبر التعليم الإلكتروني أحد هذهِ الأنماط المتطورة لما يسمى بالتعلم عن بعد .
وتظهر أهمية التعليم الإلكتروني في حل مشكلة الانفجار المعرفي الهائل والإقبال المتزايد على التعليم . والمساهمة في كسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم .

ويمكن من تقديم المعلومة على شكل (نصوص مكتوبة أو منطوقة، مؤثرات صوتية، رسومات، صور ثابتة أو متحركة، لقطات فيديو ) بحيث تتكامل هذه الوسائط مع بعضها البعض لتحقيق أهداف تعليمية .
أنواع التعليم الالكتروني :
1- التعليم الإلكتروني المتزامن (Synchronous learning) وهو التعليم على الهواء أو البث المباشر، والذي يحتاج وجود المتعلمين والمعلم في (نفس الوقت ) أمام أجهزة الحاسوب، لإجراء النقاش والمحادثة بين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المعلم، ويتم هذا النقاش بواسطة مختلف أدوات التعليم الإلكتروني وهي: – الفصول الافتراضية – المؤتمرات عبر (الفيديو، الصوت) – غرف الدردشة. ومن إيجابياته حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية.

2- التعليم الإلكتروني غير المتزامن (Asynchrones e-Learning) هو تعليم غير مباشر، لا يحتاج إلى وجود المتعلمين والمعلم في (نفس الوقت ) حيث يتمكن المتعلم من الحصول على الدراسة حسب الأوقات المناسبة له وبالجهد الذي يرغب في تقديمه .
وفيه ايجابيات
• حصول المتعلم على الدراسة حسب الأوقات المناسبة له .
• تلقي التعليم حسب المجهود الذي يرغب المتعلم
• التمكن من إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا حسب الحاجة .
وتتم الاستفادة من التعليم الإلكتروني في التدريس بتوظيفه بعدة طرق
1- النموذج المساعد (المكمل)
يستخدم بعض تقنيات التعليم الإلكتروني كتدعيم للتعليم التقليدي، ويكون ذلك داخل حجرة الدراسة أو خارجها ومن أمثلة تطبيقاته قبل التدريس يوجه المعلم الطالب للاطلاع على درس معين على شبكة الانترنت أو على قرص مدمج، قيام المعلم بتكليف الطلاب بالبحث عن معلومات معينة في شبكة الانترنت.

2- النموذج المخلوط
يتضمن هذا النموذج الدمج بين التعليم التقليدي والإلكتروني، داخل غرفة الدراسة أو الأماكن المجهزة بتقنيات التعليم الإلكتروني، ويمتاز بالجمع بين مزايا التعليم التقليدي والإلكتروني كأن يشرح المعلم الدرس داخل الصف باستخدام أي تقنية الكترونية مناسبة للدرس ويكون دور المعلم في هذه الحالة هو التوجيه وإدارة الموقف التعليمي والمتعلم يكون دوره تفاعلي اكثر .

3- النموذج الخالص
يستخدم التعليم الإلكتروني بديلا للتعليم التقليدي بحيث يتم التعلم من أي مكان وفي أي وقت من قبل المتعلم، وتعمل الشبكة كوسيط أساسي لتقديم كامل عملية التعليم .، ومن أمثلة تطبيقاته الدراسة الذاتية المستقلة (يدرس الطالب المقرر الإلكتروني انفراديا ).أن يتعلم الطالب مع مجموعة زملاءه، من خلال درس أو انجاز مشروع بالاستعانة بأدوات التعليم الإلكتروني التشاركية مثل غرف المحادثة والمنتديات .

ثانيا : التعليم عن بعد
( Distance Learning)‏ هو أحد طرق التعليم الحديثة نسبياً. ويعتمد مفهومه الأساسي على وجود المتعلم في ( مكان يختلف عن مكان مصدر التعليم ) الذي قد يكون الكتاب أو المعلم أو حتى مجموعة الدارسين .
التطور التاريخي للتعليم عن بعد
بدأ التعليم عن بعد تقريبا في القرن التاسع عشر فيما عرف ب ( التعليم بالمراسلة) من خلال بعض الجامعات الأوربية والأمريكية في أواخر السبعينات التي كانت تقوم بإرسال مواد تعليم مختلفة من خلال البريد للطالب، وكانت هذه المواد تشمل الكتب، شرائط التسجيل وشرائط الفيديو، كما كان الطالب بدوره يقوم بإرسال حيث كان الهدف منه ربحي إذ تقوم المؤسسات التعليمية بتصميم المحتويات التعليمية اللازمة بأساليب غير تقليدية للتعليم تلبية لرغبة فئات من المجتمع في التعلم لكنها لا تتمكن من الحضور الى المؤسسة التعليمية وكانت هذه الجامعات يشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي الذي بموجبة يتم منح الشهادة للطالب., وبعد ما حصل من تقدم في مجال تكنولوجيا الاتصالات الإلكترونية استخدم الحاسوب والإنترنت والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية في التعيلم عن بعد وهذا شكل ثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتعليم.

وكان يتم التعليم من خلال قنوات الكابل والقنوات التليفزيونية وفي أوائل التسعينات ظهرت الإنترنت بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة وسهلة ليحل البريد الإلكتروني محل البريد العادي في إرسال المواد الخفيفة والفروض. وفي أواخر التسعينات وأوائل القرن الحالي ظهرت المواقع التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب، وهي الخدمة التي شملت المحتوى للتعليم الذاتي بالإضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الإلكتروني. وحديثا ظهرت الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه مباشرة على عشرات الطلاب وفي أماكن مختلفة دون التقيد بالمكان بل وتطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة وتم انشاء المنصات التعليمية والتطبيقات المختلفة على سبيل المثال لا الحصر ( كوكل كلاس روم ).
وندرج ادناه بعض الملاحظات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد

التعليم عن بعد التعليم الالكتروني
1 يشترط التباعد المكاني بين مصدر التعليم والمتعلم لا يشترط التباعد المكاني بين مصدر التعليم والمتعلم
2 لا يشترط وجود اجهز الكترونية ومنظومات برامجية يشترط وجود أجهزة الكترونية ومنظومة برامجية
3 لا يشترط ان يجيد الطرفين استخدام الأجهزة الالكترونية والبرمجيات الخاصة في حال عدم وجودها يشترط ان يجيد طرفي عملية التعليم استخدام الأجهزة الالكتروني والبرمجيات
4 التعليم عن بعد نشأ قبل التعليم الالكتروني اذ كان يسمى التعليم بالمراسلة التعليم الالكتروني نشأ حديثا بعد التطور الهائل في الاتصالات
5 التعليم عن بعد طريقة قائمة بذاتها سواء وجد التعليم الالكتروني ام لم يوجد التعليم الالكتروني وسيلة من وسائل التعليم عن بعد

الاختصاصي التربوي السيد شـــــــمخي ناصر الموســوي

 

المصدر: عبر منصات التواصل للمركز

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M