دلال العكيلي
تعتبر نظرية التحليل النفسي من أقدم النظريات وأبرزها التي فسحت المجال للكثير من علماء النفس للدراسات النظرية والتجريبية، ويعتبر فرويد أول المؤسسين لنظرية التحليل النفسي عام 1881، فقد رأى أن التحليل النفسي عبارة عن عملية يتم من خلالها استكشاف ماضي (خبرات) اللاشعور، وأحداث وذكريات مؤلمة، فضلاً عن الصراعات والدوافع والانفعالات الشديدة التي تؤدي في النهاية إلى الاضطراب النفسي، وأن التحليل النفسي هو عملية استدراج هذه الخبرات المؤلمة من منطقة اللاشعور وذلك عن طريق التعبير الحر التلقائي (التداعي الحر) free associationوالتنفيس الانفعالي Catharsis ومساعدة المريض في حل مشاكله.
التحليل النفسي نظرية سيكولوجية عن ديناميات الطبيعة الأنسانية وعن بناء الشخصية، وهو منهج بحث لدراسة السلوك الإنساني وهو أيضاً طريقة علاج فعالة يتم فيها كشف المواد المكبوتة في اللاشعور من أحداث وخبرات وذكريات مؤلمة، وانفعالات شديدة وصراعات عنيفة سببت المرض أو الاضطراب النفسي، واستدراجها من أعماق اللاشعور إلى مجال الشعور بهدف إحداث تغيير أساسي في بناء الشخصية، وهكذا يعتبر التحليل النفسي على المستوى العلمي مجموعة مترابطة من النظرية والممارسة، ولما كان العلاج النفسي يشكل معالجة تتركز على علاقة شخصية ذات طرفين هما: المعالج والمريض، فالتحليل النفسي يُعتبر علاجاً نفسياً دينامياً عميقاً.
يُعدّ العلاج النفسي الأدلري علاجًا نفسيًا ديناميكيًا إيجابيًا، يمتد على المدى القصير لتحقيق أهداف محددة، ويستند في جوهره إلى نظريات ألفريد أدلر، زميل سيغموند فرويد، صبّ أدلر اهتمامه على شعور الفرد بالدونية أو التفوق والإحباط والانتماء إلى مجتمع الفرد نفسه والمجتمع الكلي عمومًا وفقًا لأدلر، قد تؤدي مشاعر النقص والدونية هذه إلى سلوك عصابي، لكنها أيضًا -ضمن إطار صحيح- يمكن توظيفها دافعًا يسعى الفرد عبره إلى تحقيق مزيد من النجاح، يركز العلاج الأدلري على تطوير الشخصية الفردية بالتزامن مع فهم الروابط بين البشر وقبولها.
يتّبع العلاج الأدلري نهجًا قائمًا على الأدلة، يستطيع المعالج تطبيقه بنجاح لعلاج الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية، تُذكر أيضًا إمكانية استخدام العلاج الأدلري جنبًا إلى جنب مع الأساليب العلاجية الأخرى مثل العلاج باللعب والعلاج بالفن وفي الاستشارات التي تتطلب مراعاة الأبعاد الثقافية، إذ يلبي فيها العلاج الأدلري احتياجات الأفراد المعنيين، يُستخدم النهج الأدلري مع الأطفال والمراهقين والبالغين والأزواج والعائلات أو المجموعات الأخرى.
خطوات العلاج النفسيي الادلري
– الخطوة الاولى: العلاقة التعاطفية ( المشاركة الوجدانية ) الغاية التمهيدية العلاجية هي مساعدة المتعالج على ان يصبح شخصا اكثر تكافلا وهذه تبدأ من تعليمة التكافل في العلاج اذا كان المتعالج مفتقرا الى التكافل ينبغي على المعالج التركيز على هذه النقطة بلباقة اذا حاول المتعالج القاء مسؤولية التحسن كاملة على عائق المعالج فعلى الاخير ان يوحي له ان نجاح التحسن يرتبط بدرجة التعاون بينهما بامكان المعالجين ان يساعدوا في اكتشاف بعض الافكار المساعدة الجديدة غير ان الافكار لابد ان تطبق لتحسين موقف ما .
– الخطوة الثانية : جمع البيانات يجمع المعالج البيانات المهمة، (المشكلة المطروحة وتاريخه، مستوى آداء المتعالج في مسائل الحياة الثلاث، بيانات حول العائلة والذكريات الاولى والاحلام، المتعلقات الدينية والثقافية يمكن ان تكون لها علاقة ايضا، بالموازاة يمكن استخدام مقاييس الذكاء والميول والمقاييس النفسية الملائمة، المعلومة المحصلة تحتوي دوما على صورة مشوهة الى حد ما تماما كالفراغات الدالة بعد دراسة، المناهج المتوازية للطفولة والحاضر وتحليل المادة الاسقاطية الثرية بها الذكريات المستحضرة والاحلام، يصيغ المعالج فرضيات اولية تخص مشاعر القصور والهدف الغائي ومناهج العيش والمنطق الخاص الفردي والشخصي والمخطط المتناقض للادراك ).
– الخطوة الثالثة: الايضاح التساؤول السقراطي يوضح لب معتقدات المتعالج حول ذاته والاخرين والحياة ثم تقيم وتقارن نتائج هذه المعتقدات مع الامكانيات الجديدة اولافكار الخاطئة والمنطق الشخصي يصححان ليستقيما مع الوجهة الجماعية افكار المتعالج ينبعي ان تتجلى وتتضح لمعرفة مسار تبنيها في الطفولة .
– الخطوة الرابعة : التشجيع لا يستطيع المعالج منح الشجاعة للمتعالجين بل عليهم ايجادها بين ثناياهم يستطيع المعالج ان يباشر هذه العملية باطلاعهم على ما هو شجاعة في افعالهم مثلا قدومهم الى المعالجة هو الشجاعة .
– الخطوة الخامسة : التفسير والتعريف الحركات النفسانية هي التفكير والشعور وانماط السلوك التي تستجيب بها الشخص للمسائل الخارجية المطروحة امامه لذلك بالاضافة الى الاستماع لمقال المتعالج ينبغي على المعالج ان يكون متفهما لما قام به المتعالج لحد الان وما يقوم به حاليا فيما يتعلق بمسائل الحياة الحركات في العلاج هي الاكثر ظهورا للعيان .
– الخطوة السادسة : العـــلم سابقا كان المتعالج يستند الى المعالج في تفسير حركاته وربطها بمنهاج العيش وهدفه الغائي اما الان فقد صار المتعالج يفسر المواقف متبادلا رؤاه مع المعالج الكثير من المتعالجين يحاولون التوقف عند بلوغ هذه المحطة شعورا منهم بانهم علموا بما فيه الكفاية رغم انهم لم يطبقوا بعد رؤيتهم ولم يغيروا سكة وجهتهم في الحياة .
– الخطوة السابعة : الخبرة النمائية المفتقدة بعض المتعالجين يتشبث بمشاعر سلبية قوية بفعل صور مقنعة وذكريات منذ الطفولة هذه المشاعر يمكن ان تثبط او تسمم صلته بالناس بعض اخر يفتقر الى عميق المشاعر الايجابية في عملهم وعلاقاتهم يحاولون القيام بالشيئ الصحيح غير انهم لا يملكون شعورا بالمتعة او العاطفة في قيامهم به قد يملكون رؤية كافية غير انهم ينقصهم التفاؤل (التحسب الانفعالي) الكافي للمبادرة بافعال جديدة في حين يمكن احداث تغير لدى متعالجين اخرين بواسطة التاويل المعرفي ولدى صنف رابع من المتعالجين يكون اكتشاف انفعالي حاسم ما اكثر انفعالية .
– الخطوة التاسعة : التعزيز اغلب تصرفات المتعالج كانت متمركزة على الذات تبحث عن حماية وهمية او عن تقييم للذات متجاهلا حاجات الاخرين على المعالج ان يساعده تعلم التخلي عن تمركزه على ذاته والتركيز على الاخرين ايضا وعلى العقبات وعلى مقتضيات المواقف يشجع المعالج كل التصرفات الموجبة الجديدة ويساندها بقدر ما يباشر المتعالج تخطي عقباته الكبرى التي كان يتحاشاها ويبذل مجهودات الشجاعة بقدر ما تستوطن فيه النتائج الجيدة ومشاعر العزة والرضى .
– الخطوة العاشرة : النزوع الاجتماعي : النزعة الاجتماعية للمعالج قد تجلت للمتعالج – باستمرارا – منذ اول لقاء بينهما في قبوله اللمشروط له كقرين انساني مماثل وايداءه اهتماما عميقا عبر الانصات والانشغال باضطرابه وايدائه واستعداده لمساعدته ربما يتشكك في النية الحسنة للمعالج عند البدء غير انه احس قدر الرعاية والتشجيع الصادقين للمعالج .
– الخطوة الحادي عشرة : اعادة توجيه الهدف عندما يشرع المتعالج في التخلي عن هدف قديم ومنهاج عيش مبني على اساس حماية الذات وتقييم الذات والسمو الشخصي على باقي الناس فانه سيشعر بالتيه والضياع عندما يفتح له افاق جديدة الان بعد الاستكشاف والتجريب بامكان المتعالج ان يتبنى وجهة جديدة وهدف حياة واع مبدع ومفيد اجتماعيا سيهجر وجهته السابقة ليتبع الجديدة لانها تثمر تقديرا اجود للذات واحتراما اكبر من قبل الاخرين .
– الخطوة الثانية عشرة : المؤازرة والعتق تعلم المتعالج الان ان حب جهاد تخطي العقبات وهو بفضل الان غير المالوفة من الصعوبات ويتطلع الى ما لم يستكشفه بعد في الحياة شاعرا بتساويه مع الغير وتواقا الى استكمال نموه سوف يبدي المتعالج روحا كريمة ويرغب في تقاسم ما حققه والان بامكانه ان يغدو مصدر تشجيع للاخرين شاعرا بانه اقوى ويشتغل افضل قد يحتاج الى تحديات من اختياره (انتقاءه هو) لتحفيز ارقى نمو ذاته .
ما الذي تبحث عنه في المعالج الأدلري؟
أن المعالج الأدلري معالج نفسي مُرخّص حائز على درجة الماجستير أو الدكتوراه، وأجرى تدريبًا متخصصًا ويمتلك خبرةً واسعةً في النهج الأدلري تقدم الكثير من المؤسسات الأكاديمية -مثل جمعية أمريكا الشمالية لعلم النفس الأدلري- برامج لنيل شهادات في الإرشاد الأدلري والعلاج النفسي، وعند حديثك مع معالجك النفسي، اسأل عن اتباعه النهج الأدلري في العلاج، وتحقق من امتلاكه المؤهلات والخبرة التي تبحث عنها، واحرص على راحتك في مراحل العلاج تُذكر أيضًا قدرة العاملين في مجالات أخرى، مثل الأطباء والممرضات والمعلمين والمستشارين، على توظيف المبادئ الأدلرية في سياق عملهم لتحقيق نتائج أفضل.
المصادر
– أنا أصدق العلم
– منتدى بروف حسام
– ويكيبيديا
– المعرفة
رابط المصدر: