هادي جلو مرعي
تأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى واشنطن تعزيزا لنفوذه السياسي في العراق، ومحاولة للحصول على دعم أمريكي أكبر يتجاوز الأقوال الى الأفعال خاصة وإن واشنطن أطلقت عشرات الوعود التي لم تنفذ منها شيئا، وأحالت العراق الى خراب طوال 17 عاما كاملة من الأحتلال, وتدمير الدولة, والصراع مع المنافسين, ولم تنظر في يوم الى تعزيز الإقتصاد والخدمات وتأهيل البنية التحتية، بل وكانت تمنع أي شركة عالمية تحاول الإستثمار في قطاع الكهرباء على سبيل المثال كما حصل مع شركة سيمنز الألمانية التي قيل: إن ترامب أراد إحلال جنرال موتورز محلها، ولكن لاموتورز، ولاسيمنز، ولاهم يحزنون.
يمكن للكاظمي أن يجني بعض الثمار، ولكن يبدو أن خصومه الداخليين يدركون حجم ماسيحصل عليه من نظيره الأمريكي الذي تعطلت محركات عجلته بإنتظار ماستسفر عنه معركة الأنتخابات في نوفمبر المقبل. فإذا فاز، فربما سنرى تغييرا في السياسة الأمريكية نحو العراق، ولكن في حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن فعلينا أن نشهد تعزيزا لدور قوى أقليمية طامحة، تتربص خسارة الجمهوريين، ومرشحهم المزعج ترامب، وصحيح ان هناك آمالا عريضة على زيارة رئيس الوزراء الكاظمي، وماحصل عليه من وعود طالما حصل عليها آخرون قبله ممن زاروا واشنطن، ولكن كل ذلك مرهون بثقة الولايات المتحدة بالدولة العراقية التي تراها تغرد خارج السرب الأمريكي، وبالتالي فليس ممكنا توقع الأحسن من الإدارة الأمريكية، ولاننسى أن رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين تعاقبوا على البيت الأبيض خلال السنوات التي تلت الإحتلال، إلا إن شيئا لم يتغير، بل زادت الأوضاع سوءا، وبقيت واشنطن غير جادة في التعامل على مستوى من الإنسانية، والأهمية مع الملف العراقي الذي بقي ملفا مهملا يغطيه التراب، ولااحد لديه الرغبة في التعامل معه كما يتمنى العراقيون الذي ملوا الحروب والحصارات الأمريكية، والفساد، والنزاعات، والفوضى، ويبحثون عن بصيص أمل حتى لو جاء من ترامب الذي يفكر أن يفوز، ويعزز مكاسبه الإنتخابية بتصريحات رنانة، فهو يريد الفوز، والكاظمي يريد تقوية حضوره في العراق، والعراقيون يريدون الكهرباء والماء، والخدمات، ومحاربة الفساد، وان يروا وطنهم كما هي البلدان التي يسافرون إليها، فيندهشون لما يرون فيها من عمران، ونظافة، وحياة، وتقدم.
بقي شيء مهم سيكون بمقدور الكاظمي إستثماره لصالحه، ولصالح شعبه، ويبعد عنه الحرج، والمتمثل بوعد ترامب بسحب مابقي من قوات قليلة في العراق، وهو مطلب خصوم الكاظمي قبل مناصريه.
المصدر: عبر منصات التواصل للمركز