صيدٌ ثمينٌ للذراع الضاربة و ضربة معلم!

د.رعد هادي جبارة

بعد اقتناص و جلب روح الله زم، و عبد الله ريغي ، و جمشيد شارمهد ،و رئيس بنك سرمايه الايراني الفار؛ تمكنت ايران من القبض على حبيب أسيود الكعبي رئيس ما يسمى ب حركة النضال العربي لتحرير الاحواز ،بعد نزوله من الطائرة في مطار اسطنبول في 9 اكتوبر، و قبل تمكُّنه من ركوب الطائرة المتوجهة الى السويد التي يحمل جنسيتها ، في 15 أكتوبر .
حقاً؛ فإن نجاح أذرع ايران الخفية القوية من إلقاء القبض على هؤلاء الاشخاص و هم من أبرز القيادات المطلوبة للقضاء لأنها ضالعة في اغتيالات متعددة في شوارع المدن الايرانية و عمليات مناوئة ضد منشآتها الحيوية؛يعتبر ضربة معلّم ،و كل واحد منهم صيدٌ ثمينٌ وهدف محاط بهالة من السرية والتكتم و الغموض، و الحماية المشددة من لدن استخبارات الدول الاوروبية و المخابرات المركزية الامريكية و الموساد ، لسنوات طويلة.
و لا شك ان لهذه العناصر القيادية اهمية فائقة و رمزية لدى اعداء إيران ، ولذلك رأينا حمم الغضب الشديد والنقمة الكبرى بادية على وسائل إعلامهم كقناة العربية و وسائل إعلام الكيان الصهيوني و إذاعة[فردا] التابعة لوكالة “سي.اي.أيه في التشيك ،وزعمت “العربية” ان قطر هي التي سلمته الى ايران عن طريق مطار اسطنبول بتركيا.
أياً يكن؛ فيما يخص (الاسيود) و (زم) فإنهما كانا من أبرز مصادر الشائعات و المزاعم التي كانا يشيعانها عبر شاشات التلفزة و كيبوردات وسائل التواصل الاجتماعي، و اعترفا بأن شبكاتهما نفذت العديد من عمليات التفجير و قتل الضحايا الابرياء من المدنيين وحتى العسكريين، و اغتيال الأدمغة المساهمة في البرنامج النووي السلمي الايراني ، بايعاز من الموساد و السي .آي .أيه .
و أخيراً تمكنت الأذرع الإيرانية من صيد (زم) في العراق عندما كان يهم في التوجّه الى أربيل في شمال العراق لعقد اجتماع سري للغاية مع مندوبين امريكان وصهاينة في قاعدة مخابراتية ضد ايران قرب اربيل.
و هكذا تم إنزال طائرة الركاب الاجنبية وهي تحمل (ريغي) لحضور اجتماع سري جداً في قاعدة أمريكية يهدف لاثارة أعمال العنف وسفك الدماء و الاغتيالات في المدن الايرانية.
من نافلة القول إن من حق ايران والعراق و أي دولة مسالمة؛ اقتناص هذه العناصر المرتبطة بالمخابرات الغربية و الصهيونية لأنها ضالعة في قتل نخب و اساتذة جامعيين و خبراء الطاقة النووية و زعزعة الامن و السلم المجتمعي.
فالحرب الخفية و المخابراتية الامريكية و الصهيونية يتم تنفيذها بواسطة هذه العناصر، تحت جنح الظلام، وعبر ضخ كميات من الدولارات و المتفجرات و الكواتم ، و لابد أن يتم متابعة ومراقبة واعتقال هذه العناصر القيادية قبل ولوغها في سفك المزيد من الدماء، واعتقالهم عملٌ يندرج ضمن حق الدفاع المشروع ،حسب القانون الدولي ،وضمن القصاص العادل بالمفهوم القرآني {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}.
☆باحث اسلامي، ودبلوماسي سابق

 

المصدر: عبر منصات التواصل للمركز

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M