إن المدير الجاد هو ذلك الذي يسعى دائما لصقل مهاراته وإثراء خبراته من خلال الاحتكاك بتجارب أمثاله ممن يشغلون مناصب مماثلة، او التعلم من نصائح الذين لهم تجارب في الميدان الإداري وفكر التسيير، ولن تجد أفضل من رفوف المكتبات إذا قررت أن تطور من نفسك ومن قدرتك على التسيير واتخاذ القرارات، فكل يوم يظهر كتاب حاملا في صفحاته معارف قيمة، ويكفيك أن تلتهم تلك الصفحات مطالعا حتى تكون على دراية بكل ما هو جديد، أضف إلى ذلك المستوى الذي ستكتسبه مع مرور الوقت. لذلك انتقيت لك هذه المؤلفات الأربعة التي إن تناولتها فإنك حتما سترتقي في علم الإدارة درجات.
1. THE CULTURE CODE
تمثل ثقافة المؤسسة جانبًا مهمًا من جوانب الشركة الناجحة. إن بناء بيئة ممتعة وإبداعية ذات هدف واضح موجه نحو النتائج المسطرة، سيعود على التنظيم بمجموعة موظفين مشاركين وفعالين سيعملون معًا لتحقيق الأهداف الرئيسة للمؤسسة.
يقترح كتاب الإدارة هذا شرحًا مناسبًا لكيفية بناء فريق يمكن أن يكون فعالاً وراضياً. وبصفتك مديرًا تنفيذيًا، فإنه من المهم للغاية أن تزاول نشاطك داخل جماعة تتمتع بالرضا الوظيفي. ومن خلال قراءة قانون الثقافة المدرج بين صفحات هذا الكتاب الرائع، ستتعلم الأدوات اللازمة لجعل ذلك ممكنًا.
من خلال ما تناوله كويل في هذا الكتاب، سنرى أن مفتاح القيادة لا يخرج عن ثلاث نقاط أساسية:
1. بناء السلامة
2. مشاركة الضعف
3. تحديد الغرض
من أجل تحقيق نتائج رائعة، يجب أن يشعر أعضاء الفريق بالسعادة لكونهم جزءًا من مجموعة قمع واستغلال، بل يجب أن يشعر العمال بأنهم جزء من التنظيم وأن المؤسسة لا يكون لها دور أو وجود من دونهم، هذا سيشعرهم بالسعادة الوظيفية، أو ما يصطلح عليه علميا بالرضا الوظيفي.
لماذا يجب أن تقرأ هذا الكتاب؟
تكمن أهمية هذا الكتاب كونه يساعد على إتقان القدرة على بناء فريق أو مجموعة عمال وموظفين يزاولون نشاطاتهم بانسجام وتناسق كبيرين، ما يجعلهم يحصدون النتائج الطيبة. تلك الأجواء التي يشعر من خلالها الموظف بالانتماء للتنظيم، ستعمل على رفع الإنتاجية وتحقيق الثبات داخليا وخارجيا.
2. BACK TO HUMAN
النمط الاداري في جميع المؤسسات والتنظيمات أصبح خاضعا لتطور التكنولوجيا وثورة الاتصال الرقمي، فصار نادرا جدا رؤية تنظيم يُدار من خلال النمط التقليدي، وبتجاهل التكنولوجيا الحديثة للاتصال، وباعتبار أن التكنولوجيا قد أصبحت جزءا لا يتجزأ عن التنظيم، هل تساءلت يوما عن تأثير هذا التطور على ساحة العمل؟ وهل أزالت هذه التكنولوجيات التواصل المباشر بين أفراد التنظيم؟
كتاب “العودة إلى الإنسان: كيف ينشئ القادة العظماء اتصالًا في عصر العزلة” يقوم بتناول تأثير التكنولوجيا في العمل وكيف يمكن للقادة أن يصبحوا أقل اعتمادًا على التكنولوجيا لتكوين فريق متصل. يمكن اعتباره كتابا موجها للتنسيق بين النمط الإداري التقليدي والحديث في إطار عقلاني، فهو كتاب يقودنا للتأمل في موضوع التكنولوجيا التي دخلت عالم الإدارة واقعيّا، فهي تقتل روح التنظيم أكثر من تطويرها إذا تم تعميمها بشكل مبالغ فيه داخل التنظيم، فهي تجعل الاتصال المباشر بين العمال والموظفين غير ضروري، في حين يعتبر التواصل المباشر وغير الرسمي أحد أهم عوامل نجاح التنظيم وارتقائه، ولهذا يقدم الكتاب فهما كاملا وشاملا للتنظيم كعائلة، لأن العامل في المنظمة الراقية سيشعر بأنه في بيته و بين أهله، ما سيترتب عنه ما يعرف إداريا بالولاء، الذي بدوره سيرفع الإنتاجية.
لماذا يجب أن تقرأ هذا الكتاب؟
تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يعالج أحد أهم المواضيع الإدارية العصرية، ويقودنا الكاتب دان شاوبيل بين صفحات كتابه لفهم الفوائد الحقيقية للتكنولوجيا داخل التنظيم، في حين يقودنا للاهتمام بالأهداف المسطرة مسبقا وعدم إهمالها والحفاظ بشكل كبير على التنظيم من الناحية الاجتماعية، باعتباره وسطا اجتماعيا يحوي داخله عمالا وموظفين دائمي الاحتكاك فيما بينهم.
3. THE MAKING OF A MANAGER
ماذا يعني كونك مديرا؟ بالتأكيد، قيادة الأفراد داخل التنظيم، وحضور الاجتماعات، ووضع الأهداف، وإخضاعها للرقابة!… في الحقيقة، الموضوع أوسع من ذلك بكثير، فالإدارة المثالية تحتاج إلى القيادة، وصفات معينة حتى تتم مزاولتها، لأن الجميع سوف يسير خلف مديرهم، وهذه مسؤولية كبرى، يجب وضعها في الحسبان، قبل تقلد المناصب العليا، وكما نرى دائما، فإن كبرى الشركات العالمية تهتم دائما بإسناد المسؤوليات لمن لهم الكفاءة العليا لذلك، ونجدهم دائما من ذوي الرصيد العلمي الكبير والخبرة العميقة في الميادين… في الواقع ليس من السهل أن تكون مديرا، ولمعالجة هذا طرحت جوليا زهو كتابها “صنع مدير: ماذا تفعل عندما ينظر إليك الجميع”، فمن عنوان هذا الكتاب يمكننا فهم الكثير !
دائما ما نرى أن المدير الجاد، يتمتع بثقة كبيرة بين موظفيه، لأنه جيد في التواصل، فهو جيد في الاستماع لمشاكلهم، ما يجعلهم يشعرون بشيء من الاهتمام، هذا التواصل والاهتمام من ضروريات المعاملة تحت سقف المؤسسة، و واجب من واجبات المدير التنفيذي، يصنع هذا الكثير من الثقة والاحترام ويعزز شخصية المدير ومكانته بين الموظفين.
هذا الكتاب يختلف عن العديد من الكتب التي تتحدث عن القيادة، والتي تتناول مواضيع متعلقة بولادة القائد، فهو يطرح فكرة رائعة يندر تناولها وهي كيفية صناعة هذا القائد داخل التنظيم، لذلك ستجده ملهما، وغنيا بالمادة المعرفية، وهو حسب رأيي من افضل الكتب الحديثة الخاصة بالإدارة.
لماذا يجب أن تقرأ هذا الكتاب؟
وقع الاختيار على هذا الكتاب، لأنه يتناول موضوعا مهما ورائعا، فكونك ستكون مديرًا، فأنت محط أنظار الكثيرين داخل التنظيم و خارجه، فثقافة العمل مبنية على تبادل الثقة والتعلم المتبادل، فإن كنت مديرًا أو إن الإدارة هي أحد أهدافك المستقبلية، فلا بأس أن تتصفح هذا الكتاب الرائع.
4. NEW TO BIG
تبني الفكر الريادي هو في الحقيقة تحدٍّ جوهري للشركات الكبرى، ففي العادة تهدف هذه المؤسسات النمو بشكل كبير وموسع، لكنها تهرب من فكرة الاستثمار في إنتاج منتجات جديدة، فهذا هو التحدي بالنسبة لها ومغامرة لا تجازف بها خوفا من المفاجآت.. في هذا الكتاب تناول والاس ما يمكننا أن نصطلح عليه فلسفة التوسع دون خسارة، وإمكانية تبني نظام تشغيل دائم يعمل على إنماء دائم للمؤسسة.
يبين لك هذا الكتاب أن تركيز انتباهك على مشاكل العملاء ونقاط الضعف يضع الشركة في المقدمة دائما، الابتكار المستمر والتجديد سيجعل الشركة تنمو بشكل مستدام، هذا إجراء مهم للغاية، ولتحقيق ذلك يجب البحث عن المستهلكين ومعرفة ما يفعلونه لتوقع احتياجاتهم الجديدة أو القادمة. عند التفكير في الحفاظ على نهج العميل، عليك أن تتعلم بشكل ديناميكي وأن تنسى إخفاقاتك السابقة، إلا إذا اعتبرتها دروسا تتعلم منها باستمرار.
لماذا يجب أن تقرأ هذا الكتاب؟
هذا الكتاب موجه للأشخاص الذين لهم شركات منتجة، فهو يحدد طريقة التأقلم مع السوق وتغيراته، وكيفية تنويع منتجاتك دون الخوف من الخسارة أو السقوط، فإن كنت صاحب مشروع تجاري أو لك طموحات بدخول عالم المال والأعمال، فإن هذا الكتاب ضروري جدا لك.
إن الاطلاع الدائم عن بنات أفكار المديرين التنفيذيين والمنظرين في مجال الإدارة والتنظيم، ضرورة وحتمية لكل مدير تنفيذي أو باحث في علم الإدارة، لأن الكتاب كما عهدناه، لا يخذل، وفي الحقيقة فإن لكل مؤلف نظرته التي يرى بها الواقع، لذلك حاول أن تخصص وقتا واسعا للمطالعة وتصفح الكتب والمؤلفات التي تهتم بهذا التوجه حتى تواكب الفكر والتطور.
رابط المصدر: