مازن صاحب
يستغرب بعض المحللين في وسائل الاعلام الامريكية ومنهم عراقيين مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية او يوصفون بانهم اقرب الى وجهات نظر دوائر القرار فيها، يستغربون من التشدد الإيراني في عودة ادارة بايدن الى طاولة الحوار النووي مقابل تسريع خطوات تخصيب اليورانيوم حتى باتت المفاعلات النووية الإيرانية المعلن منها والسرية قاب قوسين او ادنى من وضع الباكستان قبيل الإفصاح الرسمي عم اول تفجير نووي!
هل يمكن لإيران تفجير اول قنبلة نووية؟
سياسيا هناك تعهدات إيرانية بسلمية برنامجها النووي، لكن تقنيا ما يجري الحديث عن رفع نسب التخصيب تجعل الذاكرة تسترجع مرحلة ما بعد تدمير المفاعل النووي العراقي، وقرار دول النادي النووي على حصر النشاط العراقي في نوع محدد من الوقود الذي لا يمكن تطوير انشطاره، وحينها صدر كتاب بعنوان (دقيقتان فوق بغداد) ضمن ما تحدث فيه عن حصر النشاط النووي بدول (ديمقراطية) فهل ما زالت ذات المعايير قائمة؟
لاسيما وان ادارة بايدن تهتم بمعايير حقوق الانسان والاستجابة لمقياس الديمقراطية، الجواب الجيو- سياسي على هذه المقاربة، تبدو اقرب ما تكون الى تفضيل المثال الباكستاني وتقديمه على المعايير الأمريكية التي ربما لن تجد غير بيانات التنديد والتهديد، وربما فرض عقوبات على مؤسسات إيرانية، هي اصلا لا تتاثر بهذه العقوبات!
السؤال الاخر اذا ما وقعت المفاجأة الإيرانية غير المتوقعة، كيف ستكون ردود الافعال؟؟ بوجهة نظري المتواضعة ستكون هناك عاصفة دبلوماسية، لكن ستواجه في مجلس الأمن الدولي فيتو ثنائي روسي صيني وستكون كل الصخور في طريق مبادرة حزام الحرير الصيني نحو القارة العجوز.
بما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية امام حالة الانكفاء داخل حدود القارتين الامريكيتين (شمالية وجنوبية) بما يجعل العالم الجديد ينبثق بظهور القدرة النووية الإيرانية، وهذا المتغيير الكوني، سيكون تسونامي لمشروع الشرق الأوسط الكبير بقيادة إسرائيل، ويجبر الكثير من المشاريع الدولية في المنطقة ومنها العراق، لاعادة نظر شاملة للعلاقات الدولية.
في مقابل كلما تقدم اذا لم تنجح إيران في تفجير الحاجز النووي، كيف يمكن تحليل هذا الموقف المتشنج من المبادرة الأمريكية؟
وان كنت لا أؤيد فكرة السؤال اصلا ..لكن واقع تحليل سوات swot يتطلب الدوران حول حالة الدراسة ب٣٦٠ درجة، وهذا يتطلب دراسة وجهة نظر مقابلة بوجهة نظر المسير الإيراني نحو التفجير النووي، وتتمثل في ما يمكن وصفه في التناغم بين إيران الثورة وإيران الدولة.. وحالة تسويق كل منهما بما يجعل التحليل يتوقف عند ردود الافعال الإسرائيلية ..وسط موجة من الاتهامات عن تدخل طائراتها المسيرة في اعمال العنف المنفلت وتوجيه الاتهامات الى جماعات ولائية قريبة لطهران.
بل ثمة اتهامات بوجود مصالح لجهات عراقية تريد توجيه الاتهامات لهذه الجماعات التي تتهم بقصف السفارة الأمريكية من دون إصابة اي من مبانيها الكبيرة على مساحة واسعة داخل المنطقة الخضراء، او محيط القواعد العسكرية في اربيل او قاعدة الاسد في الانبار دون بنيان هذه المواقع!
مثل هذه التلميحات ظهرت بوضوح، لتكون هناك ردود افعال على مواقف عراقية تعكس التضارب في المصالح الإقليمية ما بين إسرائيل وإيران، مما يزيد في حالة الفشل العراقي للتعامل مع أزمات متشابكة.
ما بين جميع السيناريوهات، فإن الحالة الباكستانية ستكون الأقرب في الحالة الإيرانية، ومن كان يحسب حساباته عن ولاية الفقيه لتصدير نفوذ الثورة، عليه انتظار نفوذ الدولة الإيرانية النووية!
رابط المصدر: