بهاء النجار
إن المعروف لدى الجميع أن من مهام الدولة المهدوية هو القضاء على الظلم ، وبالتالي من الضروري تعريف الناس وتوعيتهم بالمقصود بالظلم الذي سيحاربه الإمام المهدي عليه السلام في دولته العادلة ، فبسبب الغزو الثقافي والإعلام المخالف للنهج المهدوي أصبحت هناك ثقافة مغايرة لكثير من المفاهيم ، وبالتالي من واجبات الممهدين تصحيح هذه المفاهيم كأحد سُبُل التمهيد .
فالظلم الذي سيقضي عليه هو الظلم الذي وضّحه القرآن الكريم والسنة المطهرة لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فينبغي استعراض مصاديق هذا الظلم لنعرف أين سيكون تركيز الدولة المهدوية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر الآية ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ، فهناك ظالم خفي ، يخفى على أغلب الناس وقد يكون كثير منهم ظَلَمة وهم لا يشعرون ، وأحد مصاديق هذا الظالم الخفي هو من لم يحكم بما أنزل الله ، أي يشرّع قوانين تخالف الشريعة السماوية ، بينما يتصور الكثيرون أن الظالم فقط هو الظالم الجلي الذي يسلب حقوق الناس ويقصّر في واجباته تجاههم .
ومن لا يروق له حكم السماء متأثراً بدعاوى حرية الفكر وحرية المرأة والعولمة والانفتاح على النظام الدولي وما شابه بالتأكيد سيجد الحاكم الذي يريد تطبيق شريعة السماء ظالماً ، بينما سنرى الإمام عليه السلام يقف الى جانبه والى جانب من كان مثله ، وهذا الوقوف سيجعل المتوهمين الغافلين عن معرفة الظلم الحقيقي متمردين بوجه إمام زمانهم الذي ربما كانوا ينتظرونه ويدعون له في الصباح والمساء بالظهور ، كما كان اليهود ينتظرون نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وآله وعندما ظهر وقفوا بوجهه وحاربوه .
لذا فإن تصحيح مفهوم الظلم سيقلل من معارضة (المؤمنين على الأقل) إمام الزمان عليه السلام في إقامة دولته الموعودة ، وتقتصر المعارضة على المنحرفين عن نهجه من المسلمين وغير المسلمين ، وهذه مَهمّة مُهمة لمن كان يرغب بالتمهيد لدولة العدل الإلهي .
رابط المصدر:
https://t.me/Al_Mahdi_State