قيس الخزعلي يوطّد عضويته في “المقاومة”

لا يتردد الخزعلي في تقديم أدلة مُحَكّمة على أنه وحركته «عصائب أهل الحق» أعضاء في المقاومة ويشاركون في هجمات على القوات الأمريكية.

في الأول من حزيران/يونيو 2021، ظهر الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي على قناة “آي نيوز” التابعة للمقاومة، في مقابلة بثّتها في الوقت نفسه قناة “الأحد” التابعة لـ «العصائب» (الشكل 1).

وفي هذه المقابلة، ورّط الخزعلي تنظيمه مرةً أخرى كأحد الميليشيات التي تقف وراء الهجمات ضد التحالف والمصالح الأمريكية في العراق. وقال الخزعلي: “خلال هذه الفترة… تدخّل وسطاء وشخصيات سياسية قائلين: العمليات في تصاعد وهي تخلق مشاكل.. طالَبوا بهدنة لكي تتمكن الحكومة من حل المشكلة. قلنا نحن مستعدون لذلك… وأرسل رئيس الوزراء [العراقي مصطفى الكاظمي رسالة إلى] هادي العامري [زعيم «منظمة بدر»قال فيها إن الظروف [معقدة] … وفترة [رئاسة] ترامب تقترب من نهايتها. وقد يتصاعد الموقف … قلنا له [للعامري] إننا موافقون بشرط واحد … على الأقل، على رئيس الوزراء تشكيل لجنة والقول بأن من مسؤولية هذه اللجنة هي مناقشة الوجود الأمريكي … “.

وواصل قائلاً: “الهدنة انتهت … الآن هي حرب … فباستثناء السفارة الأمريكية … وقاعدة “بلد” … فإن أي وجود عسكري أمريكي هو محل استهداف من قبل فصائل المقاومة العراقية، والقرار هو تصعيد العمليات كماً ونوعاً…”. كما تحدّث الخزعلي، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عن انتهاء الهدنة، وأشار إلى أن ميليشيته هي إحدى الجماعات التي تقف وراء الهجمات على القوات والمصالح الأمريكية. “قلنا إن قرارنا هو التصعيد وحتى اللجوء إلى العمليات الخاصة … في الوقت الحالي، هدفنا هو جعل الأمريكيين يعتقدون أن لدينا القدرة والأسلحة لعدم السماح لهم [بالبقاء في العراق] وسيعلمون أن تكلفة إبقاء قواتهم في العراق باهظة”.

التركيز على الطائرات بدون طيار

كما أشارت مدونة “ميليشيا سبوتلايت في 14 أيار/مايو 2021، تستخدم بعض الميليشيات العراقية وبشكل متزايد طائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات متطورة ضد [قوات] التحالف. وفي مقابلته، أكد قيس الخزعلي على قرار المقاومة زيادة هجماتها بطائرات مسيّرة. وقال: “هذه [الطائرة بدون طيار] موجودة، فقد تم إطلاقها … لقد استهدفت [الطائرات المسيّرة] [“قاعدة] الأسد”، لكنها لم تكن [الهدف] الوحيد وكانت الضربة دقيقة للغاية لدرجة أنها أذهلت الجانب الأمريكي لسببين. أحدهما بسبب المعلومات التي تفيد بأن هذا الهدف [المحدد] قد أصيب، حيث كان راداراً متعلقاً بنظام “باتريوت” … داخل القاعدة المحصنة، كان هناك المزيد من التحصين لهذا الرادار أو القطعة التقنية … إن الكيفية التي تمكنت فيها هذه الطائرة المسيّرة من اختراق جميع التحصينات… وضرب الهدف بدقة ودخول [التحصينات] من مسافة مترين أو ثلاثة أمتار [قد أذهلت الأمريكان]. هذا السلاح موجود ونحن فخورون به ولدينا المزيد من [الأسلحة المتطورة]. فصائل المقاومة تملك المزيد [منها]، أنا لا أتحدث عن نفسي فقط”.

النتائج المستقاة من المقابلة مع قيس

لا يخفي قيس تورّطه في الهجمات أو استخدام تنظيمات أخرى لتكون واجهات تُجنّبه اللوم في أعمال الإرهاب. ولكن في المقابل يدين نفسه بالفعل. من هنا، تُعتبر مثل هذه المقابلات دليلاً مهماً على دور المقاومة المدعومة من إيران في الهجوم ضد قوات التحالف، ودور «عصائب أهل الحق» وقيس الخزعلي في الهجمات (بصورة عامة لا تُعلِن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات أو تتبنّاها “مجموعات الواجهة” المزيفة). فخلال المقابلات، يدلي قيس بتصريحاته بصفته الشخصية كأحد كبار قادة المقاومة، وبصفته التمثيلية كأمين عام «عصائب أهل الحق»وخلال هذه المقابلات، يستخدم كلمة “نحن” عندما يتحدث عن القرارات والإجراءات التي تتخذها المقاومة، ويدلي بتصريحات يتبنى فيها إجراءات المقاومة وقراراتها وقدراتها. وقد سبق أن قدّم قيس في الماضي اعترافاتٍ مماثلة ولم يخفِ دوره في المقاومة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر، ردّ على أحد المحاورين قائلاً: “أنا أتحدث عن نفسي وعن الذين أعرفهم، أولئك الذين يُعتبرون العنصر الأساسي في المقاومة وقلبها”.

في هذه المقابلة، يكشف الخزعلي عن العديد من الأفكار المثيرة للاهتمام حول كيفية تصويره لجهود المقاومة.

أولاً، تحفل كلماته بالهجمات الناعمة على هادي العامري، الذي ينافس قيس على قيادة المقاومة.

ثانياً، يدّعي قيس عدم مهاجمة السفارة الأمريكية، ولا قاعد “بلد” (وهو أمر مثير للاهتمام). وفيما يخص الفقرة الاتهامية الأولى، يشير هذا الادعاء إلى أنه في أواخر عام 2020 غيّر قيس دعمه للهجمات على السفارة. أما حول قاعدة “بلد”، فربما يقدم قيس مؤشرات تأكيدية بأن في الهجوم الصاروخي الأخير لـ «كتائب حزب الله» على القاعدة، التي كانت في الماضي موقع هجوم لـ «عصائب أهل الحق» ولكنها ربما أصبحت اليوم بعيدة عن متناول «العصائب»، فرضت «الكتائب» قيوداً ذاتية على نفسها والتي ألمح إليها قيس.

ثالثاً، يدّعي قيس أن نظام “باتريوت” الأمريكي قد تعرض للقصف في “قاعدة الأسد الجوية”، وهو مؤشر آخر على أنه يتم بشكل منهجي استهداف أنظمة المراقبة الأمريكية في ضربات غير فتاكة بل مكلفة. وفي الواقع، يذكر قيس مفهوم رفع تكلفة الوجود الأمريكي في العراق.

رابعاً، يبدو قيس حريصاً على التلميح بأن «عصائب أهل الحق» تمتلك طائرات مسيرة متقدمة، ولكن لا يوجد دليل على ذلك. وحيث أن عمليات التنظيم اقتصرت إلى حدٍّ كبير على ضربات صاروخية غير دقيقة، قد يبدو أن تجهيزات «عصائب أهل الحق» من الطائرات بدون طيار هي أدنى حتى من تجهيزات «كتائب حزب الله»، التي أظهرت أن قدراتها من ناحية الطائرات المسيرة أقل من قدرات «حزب الله» اللبناني أو «أنصار الله» (الحوثيون) أو «حماس» (مؤخراً). فإما أن المقابلة استعرضت شعور قيس بقلة الأمان بشأن الطائرات المسيرة، أم أنه حظي مؤخراً بالمساعدة في تطوير إمكانيات الهجوم بالطائرات بدون طيار.

 

رابط المصدر:

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/qys-alkhzly-ywtwd-dwyth-fy-almqawmt

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M